الباحث القرآني

قوله تعالى: ﴿وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ﴾، قال أبو علي الجرجاني: معناه: وأقبل يصنع فاقتصر على قوله: ﴿وَيَصْنَعُ﴾. وقوله تعالى: ﴿وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلَأٌ مِنْ قَوْمِهِ سَخِرُوا مِنْهُ﴾، قال محمد بن إسحاق [[الطبري 12/ 36، "زاد المسير" 4/ 103، البغوي 4/ 175، ابن عطية 7/ 290.]]: قالوا: يا نوح صرت بعد النبوة نجارًا؟ وقال عامة المفسرين [[البغوي 4/ 175، "زاد المسير" 4/ 103، القرطبي 9/ 32.]]: إنهم رأوه ينجر الخشب، ويبني شبه البيت العظيم، فإذا سألوه عن ذلك قال: أعمل سفينة تجري في الماء، ولم يكونوا رأوا قبل ذلك السفينة، ولا ماء هناك يحمل مثلها، فكانوا يتضاحكون ويتعجبون من عمله لها، فقال نوح: ﴿إِنْ تَسْخَرُوا مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنْكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ﴾، قال أبو إسحاق [["معاني القرآن وإعرابه" 3/ 50 بمعناه.]]: إن تستجهلونا فإنا نستجهلكم كما تستجهلون. وقال ابن الأنباري [["زاد المسير" 4/ 103.]]: إن تسخروا منا لما ترون من صنعة الفلك فإنا نعجب من غفلتكم عما قد أظلكم من العذاب. وقال بعض المفسرين [[البغوي 4/ 175، "زاد المسير" 4/ 103، القرطبي 9/ 33، "تفسير مقاتل" 146 أ.]]. إن تسخروا منا الساعة، فإنا نسخر منكم بعد الغرق، ووقوع البوار بكم. وقال أهل المعاني [[البغوي 4/ 175، "زاد المسير" 4/ 103.]]: سمى الثاني سخرية، [وليس بسخرية] [[ما بين المعقوفين ساقط من (ي).]] في الحقيقة؛ ليتفق اللفظان فيكون اتفاقهما أخف على اللسان، وقد مضى لهذا نظائر.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب