الباحث القرآني
قال تعالى: ﴿ياأَيُّها الَّذِينَ آمَنُوا إذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلا تُوَلُّوهُمُ الأَدْبارَ ومَن يُوَلِّهِمْ يُوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إلاَّ مُتَحَرِّفًا لِقِتالٍ أوْ مُتَحَيِّزًا إلى فِئَةٍ فَقَدْ باءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ ومَأْواهُ جَهَنَّمُ وبِئْسَ المَصِيرُ ﴾ [الأنفال: ١٥ ـ ١٦].
نزَلَتْ هذه الآيةُ وما قبلَها في بَدْرٍ، وحذَّرَ اللهُ مِن الفِرارِ مِن المشرِكِينَ ولو كانوا كثيرًا، فقولُهُ تعالى: ﴿إذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا﴾، يعني: تقارَبْتُم وتدانَيْتُم، وإذا كَثُرَ الجيشُ يَراهُم البعيدُ كالذين يَزحَفونَ على الأرضِ، إذْ لا تُرى أسافلُ أبدانِهم، لتلاصُقِهم، وإنّما تُرى رؤوسُهم وصدورُهم كالزاحِفِينَ على الأرضِ، وتوعَّدَ اللهُ مَن فَرَّ منهم يومَ بَدْرٍ بالغضبِ وعذابِ جهنمَ.
الفِرارُ يومَ الزَّحْفِ:
والفرارُ مِن الزحفِ مِن الكبائرِ، كما في ظاهرِ الآيةِ، وقد عَدَّهُ النبيُّ ﷺ مِن السَّبْعِ المُوبِقاتِ، كما في «الصحيحَيْنِ»، مِن حديثِ أبي هريرةَ رضي الله عنه، قال: قال رسولُ اللهِ ﷺ: (اجْتَنِبُوا السَّبْعَ المُوبِقاتِ)، قالُوا: يا رَسُولَ اللهِ، وما هُنَّ؟ قالَ: (الشِّرْكُ بِاللهِ، والسِّحْرُ، وقَتْلُ النَّفْسِ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إلاَّ بِالحَقِّ، وأَكْلُ الرِّبا، وأَكْلُ مالِ اليَتِيمِ، والتَّوَلِّي يَوْمَ الزَّحْفِ، وقَذْفُ المُحْصَناتِ المُؤْمِناتِ الغافِلاتِ) [[أخرجه البخاري (٢٧٦٦)، ومسلم (٨٩).]].
ويدُلُّ على عِظَمِهِ ما جاءَ في السُّنَّةِ، مِن قولِهِ ﷺ: (مَن قالَ: أسْتَغْفِرُ اللهَ الَّذِي لا إلَهَ إلاَّ هُوَ الحَيَّ القَيُّومَ وأَتُوبُ إلَيْهِ، غُفِرَ لَهُ وإنْ كانَ قَدْ فَرَّ مِنَ الزَّحْفِ) [[أخرجه أبو داود (١٥١٧).]]، وما جُعِلَ الفِرارُ مِن الزحفِ مِثالًا إلاَّ لعِظَمِهِ عندَ اللهِ.
التحيُّزُ والتحرُّفُ عندَ لِقاءِ العدوِّ:
وأَذِنَ اللهُ للمؤمنينَ باستدبارِ المشرِكِينَ بلا فِرارٍ على حالَيْنِ:
الأُولى: أنْ يكونوا مُتَحرِّفينَ، كما في قولِهِ: ﴿إلاَّ مُتَحَرِّفًا لِقِتالٍ﴾، والمتحرِّفُ مِن الانحرافِ الذي يُريدُ أنْ يَدُورَ على عَدُوِّهِ مِن جهةٍ وناحيةٍ أُخرى، وليس استدبارُهُ لعدوِّه هروبًا منه، ولكنِ التفافًا عليه مِن جهةٍ هي أشَدُّ إثخانًا للعدوِّ، وأكثرُ أمانًا للمؤمنِ.
ومِن ذلك الذي يُبدِي للعدوِّ الفِرارَ لِيَستدرِجَهُ إلى كَمِينٍ ليُثخِنَ فيه، ويُصيبَ منه ما لا يُصِيبُهُ منه عندَ اللِّقاءِ، نصَّ على هذا سعيدُ بنُ جُبَيْرٍ وغيرُه[[«تفسير ابن كثير» (٤ /٢٧).]].
الثانيةُ: أنْ يكونوا مُتحيِّزينَ، كما في قولِهِ: ﴿أوْ مُتَحَيِّزًا إلى فِئَةٍ﴾، والمتحيِّزُ المُنحازُ إلى جماعةٍ أُخرى مِن المؤمنينَ يَستكثِرُ بها على العدوِّ، ويجوزُ التحيُّزُ إلى فئةٍ أُخرى ولو كانتْ بعيدةً، كما فسَّرَ ذلك عمرُ بنُ الخطّابِ في الآيةِ لمّا قُتِلَ أبو عُبَيْدٍ في أرضِ فارسَ وعمرُ في المدينةِ، فقد روى أبو عثمانَ النَّهْدِيُّ، عن عمرَ، قال: لمّا قُتِلَ أبو عُبيدٍ، قال عمرُ: «أيُّها الناسُ، أنا فِئَتُكم»[[«تفسير الطبري» (١١ /٨٠).]].
وقال عبدُ المَلِكِ بنُ عُمَيْرٍ: قال عمرُ: «أيُّها الناسُ، لا تَغُرَّنَّكُمْ هذه الآيةُ، فإنّما كانتْ يومَ بدرٍ، وأنا فئةٌ لكلِّ مسلمٍ»[[«تفسير ابن أبي حاتم» (٥ /١٦٧١).]].
وليس للمؤمنينَ أنْ يَبْقَوْا في مُقابِلِ عدوٍّ لا قِبَلَ لهم به حتى يَسْتَأْصِلَهُمْ جميعًا، ولا يكونُ منهم عليه أثرٌ أو بأسٌ، ويُروى عن النَّخَعيِّ، قال: «بَلَغَ عُمَرَ أنَّ قَوْمًا صَبَرُوا بِأَذْرَبِيجانَ حَتّى قُتِلُوا، فَقالَ عُمَرُ: لَوِ انْحازُوا إلَيَّ، لَكُنْتُ لَهُمْ فِئَةً»[[أخرجه ابن أبي شيبة في «المصنف» (٣٣٦٨٩).]].
وفي «الصحيحَيْن»، عن البَراءِ، وسَأَلَهُ رَجُلٌ: أكُنْتُمْ فَرَرْتُمْ يا أبا عُمارَةَ يَوْمَ حُنَيْنٍ؟ قالَ: لا واللهِ، ما ولّى رَسُولُ اللهِ ﷺ، ولَكِنَّهُ خَرَجَ شُبّانُ أصْحابِهِ وأَخِفّاؤُهُمْ حُسَّرًا لَيْسَ بِسِلاحٍ، فَأَتَوْا قَوْمًا رُماةً، جَمْعَ هَوازِنَ وبَنِي نَصْرٍ، ما يَكادُ يَسْقُطُ لَهُمْ سَهْمٌ، فَرَشَقُوهُمْ رَشْقًا ما يَكادُونَ يُخْطِئُونَ، فَأَقْبَلُوا هُنالِكَ إلى النَّبِيِّ ﷺ وهُوَ عَلى بَغْلَتِهِ البَيْضاءِ، وابْنُ عَمِّهِ أبُو سُفْيانَ بْنُ الحارِثِ بْنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ يَقُودُ بِهِ، فَنَزَلَ واسْتَنْصَرَ، ثُمَّ قالَ: (أنا النَّبِيُّ لا كَذِبْ، أنا ابْنُ عَبْدِ المُطَّلِبْ)، ثُمَّ صَفَّ أصْحابَهُ[[أخرجه البخاري (٢٩٣٠)، ومسلم (١٧٧٦).]].
ولا يجوزُ تحيُّزُ جماعةٍ إلى فئةٍ يَترُكونَ جماعةً أُخرى يَنفرِدُ بهم العدوُّ فيَقتُلُهم، ولو بَقُوا معهم لَثَبَّتُوهُم وقَوُوا على العدوِّ، إلاَّ عندَ عجزِ الجماعتَيْنِ، فيجوزُ تحيُّزُ إحداهُما إلى فئةٍ مسلمةٍ أُخرى.
وإنْ قدَرُوا بأنفُسِهم والتَقَوْا بالمشرِكينَ، كان الأَولى لهم عدمَ التحيُّزِ لفئةٍ بعيدةٍ عنهم، وقد كان عمرُ يزجُرُ مَن كانتْ حالُهُ كذلك، كما رَوى عبدُ الرحمنِ بنُ أبي لَيلى: «أنَّ رَجُلَيْنِ فَرّا يَوْمَ مَسْكَنٍ مِن مَغْزى الكُوفَةِ، فَأَتَيا عُمَرَ، فَعَيَّرَهُما وأَخَذَهُما بِلِسانِهِ أخْذًا شَدِيدًا، وقالَ: فَرَرْتُما؟! وأَرادَ أنْ يَصْرِفَهُما إلى مَغْزى البَصْرَةِ، فَقالا: يا أمِيرَ المُؤْمِنِينَ، لا، بَلْ رُدَّنا إلى المَغْزى الَّذِي فَرَرْنا مِنهُ، حَتّى تَكُونَ تَوْبَتُنا مِن قِبَلِهِ»، رواهُ ابنُ أبي شَيْبَةَ[[أخرجه ابن أبي شيبة في «المصنف» (٣٣٦٩٦).]]، وفي سماعِ ابنِ أبي لَيْلى مِن عمرَ خلافٌ، ولكنَّه يَروي عن طبقةٍ عاليةٍ عنه.
وتقديرُ القُدْرةِ على الكافرِ يَرجِعُ إلى المُجاهِدِ واجتهادِهِ تجرُّدًا، لا عن هَوًى وأثَرَةٍ، وبهذا قال غيرُ واحدٍ مِن العلماءِ، كالحاكمِ وغيرِه.
واختلَفَ العلماءُ في الفئتَيْنِ: المُنحازةِ والمُنحازِ إليها: أيَعُودُونَ إلى لقاءِ الكفارِ أم لا؟ على قولَيْنِ.
تفاوُتُ أحوالِ الفِرارِ يومَ الزحفِ:
وكلَّما كان أثرُ النصرِ والهزيمةِ عظيمًا على المُسلِمينَ، كان الفِرارُ أشَدَّ وأعظَمَ إثمًا، فإنّ في الفرارِ والتولِّي يومَ الزحفِ كسرًا لِهَيْبةِ المؤمنِينَ، وإضعافًا لأَتباعِهم، وتسليطًا للأُممِ عليهم، وهذه الآيةُ نزَلتْ يومَ بَدْرٍ، لأنّه يومٌ عظيمٌ، وفُرْقانٌ كبيرٌ بينَ الحقِّ والباطلِ، فجاء التشديدُ فيه أشَدَّ مِن غيرِه، ولمّا كان يومُ أُحُدٍ خفَّفَ اللهُ في وعيدِه وتهديدِه، وذكَرَ عَفْوَهُ وصَفْحَهُ، كما قال تعالى: ﴿إنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنكُمْ يَوْمَ التَقى الجَمْعانِ إنَّما اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطانُ بِبَعْضِ ما كَسَبُوا ولَقَدْ عَفا اللَّهُ عَنْهُمْ إنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ ﴾ [آل عمران: ١٥٥]، ولمّا كان يومُ حُنَيْنٍ، وذكَرَ إدبارَ بعضِ المُسلِمينَ، قال: ﴿إذْ أعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا وضاقَتْ عَلَيْكُمُ الأَرْضُ بِما رَحُبَتْ ثُمَّ ولَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ ﴾ [التوبة: ٢٥]، قال بعدَ ذلك: ﴿ثُمَّ يَتُوبُ اللَّهُ مِن بَعْدِ ذَلِكَ عَلى مَن يَشاءُ﴾ [التوبة: ٢٧].
خَصُوصِيَّةُ بَدْرٍ وعِظَمُها:
وآيةُ البابِ نزَلتْ في بدرٍ، وقد اختلَفَ السلفُ: هل هي عامَّةٌ لكلِّ غزوةٍ، أو هي لبَدرٍ خاصَّةً؟ على قولَيْنِ:
فمِن المفسِّرينَ مَن قال: إنّ الوعيدَ في الآيةِ خاصٌّ بالفِرارِ يومَ بدرٍ، لأنّه ليس لهم تركُ رسولِ اللهِ ﷺ وحدَهُ، وبهذا قال الحسنُ البصريُّ والضحّاكُ، ولم يَرَوُا الفِرارَ بعدَ ذلك كبيرةً[[«تفسير الطبري» (١١ /٧٨).]].
ومنهم ـ وهم الأكثرُ ـ: على عمومِ الحُكْمِ، وإنّما الخاصُّ في بدرٍ أنّه لا إمامَ للمؤمنينَ إلاَّ رسولُ اللهِ ﷺ، ولا جماعةَ إلاَّ جماعتُه، فالفارُّ إلى غيرِهم لا فئةَ له، ومع كثرةِ المؤمنينَ وفئاتِهم بعدَ ذلك وتعدُّدِ جبهاتِهم وبُلْدانِهم وثُغُورِهم، فالتحيُّزُ أوسَعُ مِن قبلُ وأقرَبُ إلى الرُّخْصةِ فيه، كما رَوى أبو سعيدٍ الخُدْرِيُّ، قال: «إنَّما كانَ ذَلِكَ يَوْمَ بَدْرٍ، لَمْ يَكُنْ لِلْمُسْلِمِينَ فِئَةٌ إلاَّ رَسُولُ اللهِ ﷺ، فَأَمّا بَعْدَ ذَلِكَ، فَإنَّ المُسْلِمِينَ بَعْضُهُمْ فِئَةٌ لِبَعْضٍ»، رواهُ ابنُ جريرٍ[[«تفسير الطبري» (١١ /٧٧).]].
والدليلُ على ذلك: كثرةُ الأحاديثِ واستفاضتُها في التحذيرِ مِن الفِرارِ يومَ الزحفِ، وجعلِهِ مِن السَّبْعِ المُوبِقاتِ، ويُجزَمُ أنّ كثيرًا مِن الأحاديثِ تلك ـ إنْ لم يكنْ أكثرَها ـ كانتْ بعدَ بَدْرٍ.
وصحَّ القولُ بالعمومِ عن ابنِ عبّاسٍ وغيرِه[[«تفسير الطبري» (١١ /٨١).]].
وكانتِ الآيةُ عامَّةً في تحريمِ كلِّ فِرارٍ مِن كلِّ زحفٍ، ثمَّ خفَّفَ اللهُ على المؤمنينَ بجوازِ الفِرارِ مِن ضِعْفَيِ المؤمنينَ، ويجبُ عليهم الثَّباتُ أمامَ مِثلَيْهِمْ وما دونَه، وبعضُ المفسِّرينَ سمّى ذلك نسخًا، كعطاءٍ، فجعَلُوا الناسخَ لها قولَهُ تعالى: ﴿الآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ وعَلِمَ أنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا فَإنْ يَكُنْ مِنكُمْ مِئَةٌ صابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِئَتَيْنِ﴾ [الأنفال: ٦٦]، رواهُ عن عطاءٍ قيسُ بنُ سعدٍ، أخرَجَهُ ابنُ جريرٍ[[«تفسير الطبري» (١١ /٨٠).]].
وقد جاء مِن طريقَيْنِ عن ابنِ عبّاسٍ: «مَن فَرَّ مِن اثنَيْنِ فقد فَرَّ، ومَن فَرَّ مِن ثلاثةٍ فلم يَفِرَّ»[[أخرجه ابن أبي شيبة في «المصنف» (٣٣٦٩٠)، والطبراني في «المعجم الكبير» (١١١٥١).]].
وإنْ كان عددُ المشركينَ أكثَرَ مِن ضِعفَيْهم والمُسلِمونَ قادرونَ على الثباتِ والنصرِ والإثخانِ في العدوِّ، كان الثباتُ أولى، ولهذا قال تعالى: ﴿إنْ يَكُنْ مِنكُمْ عِشْرُونَ صابِرُونَ يَغْلِبُوا مِئَتَيْنِ وإنْ يَكُنْ مِنكُمْ مِئَةٌ يَغْلِبُوا ألْفًا﴾ [الأنفال: ٦٥]، وبهذا قال الشافعيُّ: أنّ الفِرارَ ممَّن فوقَ الضِّعْفِ لا يحرُمُ، والثباتُ مع القدرةِ على النصرِ أولى.
والتحيُّزُ إلى فئةٍ والتحرُّفُ لقتالٍ يجوزُ ولو كان العدوُّ أقَلَّ مِن المؤمنينَ، على ما تقدَّمَ مِن كلامٍ.
وأكثرُ الآياتِ تحُثُّ المؤمنينَ على الصبرِ، وعدمِ تعلُّقِ القلبِ بكثرةِ الكفّارِ وقلَّةِ المؤمنينَ، حتى لا تُهزَمَ نفوسُ أهلِ الحقِّ ويَضْعُفوا عن لقاءِ العدوِّ، كما قال تعالى: ﴿كَمْ مِن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإذْنِ اللَّهِ واللَّهُ مَعَ الصّابِرِينَ ﴾ [البقرة: ٢٤٩].
وقولُهُ تعالى: ﴿إنْ يَكُنْ مِنكُمْ عِشْرُونَ صابِرُونَ يَغْلِبُوا مِئَتَيْنِ وإنْ يَكُنْ مِنكُمْ مِئَةٌ يَغْلِبُوا ألْفًا﴾ [الأنفال: ٦٥]، وقولُهُ: ﴿فَإنْ يَكُنْ مِنكُمْ مِئَةٌ صابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِئَتَيْنِ وإنْ يَكُنْ مِنكُمْ ألْفٌ يَغْلِبُوا ألْفَيْنِ﴾ [الأنفال: ٦٦].
هذا لتثبيتِ أهلِ الإيمانِ ولتقويةِ عزائِمِهِمْ، فإنّما يُنصَرونَ بإيمانِهم، لا بمجرَّدِ عَدَدِهم وعَتادِهم، وكلُّ نصرِ اللهِ لنبيِّه ولأصحابِ نبيِّه كان مع قلَّةِ عَدَدٍ وضَعْفِ عُدَدٍ.
ولو ثبَتَ المؤمنُ في لقاءِ الكافرينَ، وترَكَ الرُّخْصةَ له بالفِرارِ والتحيُّزِ والتحرُّفِ، ويَغلِبُ على ظنِّه الهلاكُ بلا إثخانٍ فقُتِلَ، فلا خلافَ في أنّه شهيدٌ محمودُ العاقبةِ إنْ أخلَصَ، ولم يقُلْ أحدٌ مِن السلفِ ولا يُفهَمُ مِن النصوصِ: أنّه مُلْقٍ بنفسِهِ إلى التهلُكةِ، فإنّ آياتِ الترخيصِ بالتحيُّزِ والتحرُّفِ والتخفيفِ بالفِرارِ مِن العدوِّ إنْ كان أكثَرَ مِن الضِّعْفِ ـ جاءتْ للترخيصِ بذلك، لا لتفضيلِهِ، فضلًا عن إيجابِه.
{"ayahs_start":15,"ayahs":["یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ إِذَا لَقِیتُمُ ٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟ زَحۡفࣰا فَلَا تُوَلُّوهُمُ ٱلۡأَدۡبَارَ","وَمَن یُوَلِّهِمۡ یَوۡمَىِٕذࣲ دُبُرَهُۥۤ إِلَّا مُتَحَرِّفࣰا لِّقِتَالٍ أَوۡ مُتَحَیِّزًا إِلَىٰ فِئَةࣲ فَقَدۡ بَاۤءَ بِغَضَبࣲ مِّنَ ٱللَّهِ وَمَأۡوَىٰهُ جَهَنَّمُۖ وَبِئۡسَ ٱلۡمَصِیرُ"],"ayah":"یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ إِذَا لَقِیتُمُ ٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟ زَحۡفࣰا فَلَا تُوَلُّوهُمُ ٱلۡأَدۡبَارَ"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق