الباحث القرآني
﴿يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا إذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلا تُوَلُّوهُمُ الأدْبارَ﴾ ﴿ومَن يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إلّا مُتَحَرِّفًا لِقِتالٍ أوْ مُتَحَيِّزًا إلى فِئَةٍ فَقَدْ باءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ ومَأْواهُ جَهَنَّمُ وبِئْسَ المَصِيرُ﴾ ﴿فَلَمْ تَقْتُلُوهم ولَكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهم وما رَمَيْتَ إذْ رَمَيْتَ ولَكِنَّ اللَّهَ رَمى ولِيُبْلِيَ المُؤْمِنِينَ مِنهُ بَلاءً حَسَنًا إنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾ [الأنفال: ١٧] ﴿ذَلِكم وأنَّ اللَّهَ مُوهِنُ كَيْدِ الكافِرِينَ﴾ [الأنفال: ١٨] ﴿إنْ تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جاءَكُمُ الفَتْحُ وإنْ تَنْتَهُوا فَهو خَيْرٌ لَكم وإنْ تَعُودُوا نَعُدْ ولَنْ تُغْنِيَ عَنْكم فِئَتُكم شَيْئًا ولَوْ كَثُرَتْ وأنَّ اللَّهَ مَعَ المُؤْمِنِينَ﴾ [الأنفال: ١٩] ﴿يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا أطِيعُوا اللَّهَ ورَسُولَهُ ولا تَوَلَّوْا عَنْهُ وأنْتُمْ تَسْمَعُونَ﴾ [الأنفال: ٢٠] ﴿ولا تَكُونُوا كالَّذِينَ قالُوا سَمِعْنا وهم لا يَسْمَعُونَ﴾ [الأنفال: ٢١] ﴿إنَّ شَرَّ الدَّوابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ البُكْمُ الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ﴾ [الأنفال: ٢٢] ﴿ولَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَأسْمَعَهم ولَوْ أسْمَعَهم لَتَوَلَّوْا وهم مُعْرِضُونَ﴾ [الأنفال: ٢٣] ﴿يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ ولِلرَّسُولِ إذا دَعاكم لِما يُحْيِيكم واعْلَمُوا أنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ المَرْءِ وقَلْبِهِ وأنَّهُ إلَيْهِ تُحْشَرُونَ﴾ [الأنفال: ٢٤] ﴿واتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنكم خاصَّةً واعْلَمُوا أنَّ اللَّهَ شَدِيدُ العِقابِ﴾ [الأنفال: ٢٥] ﴿واذْكُرُوا إذْ أنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ في الأرْضِ تَخافُونَ أنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النّاسُ فَآواكم وأيَّدَكم بِنَصْرِهِ ورَزَقَكم مِنَ الطَّيِّباتِ لَعَلَّكم تَشْكُرُونَ﴾ [الأنفال: ٢٦] ﴿يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللَّهَ والرَّسُولَ وتَخُونُوا أماناتِكم وأنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ [الأنفال: ٢٧] ﴿واعْلَمُوا أنَّما أمْوالُكم وأوْلادُكم فِتْنَةٌ وأنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أجْرٌ عَظِيمٌ﴾ [الأنفال: ٢٨] ﴿يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا إنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكم فُرْقانًا ويُكَفِّرْ عَنْكم سَيِّئاتِكم ويَغْفِرْ لَكم واللَّهُ ذُو الفَضْلِ العَظِيمِ﴾ [الأنفال: ٢٩] ﴿وإذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أوْ يَقْتُلُوكَ أوْ يُخْرِجُوكَ ويَمْكُرُونَ ويَمْكُرُ اللَّهُ واللَّهُ خَيْرُ الماكِرِينَ﴾ [الأنفال: ٣٠] ﴿وإذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُنا قالُوا قَدْ سَمِعْنا لَوْ نَشاءُ لَقُلْنا مِثْلَ هَذا إنْ هَذا إلّا أساطِيرُ الأوَّلِينَ﴾ [الأنفال: ٣١] ﴿وإذْ قالُوا اللَّهُمَّ إنْ كانَ هَذا هو الحَقَّ مِن عِنْدِكَ فَأمْطِرْ عَلَيْنا حِجارَةً مِنَ السَّماءِ أوِ ائْتِنا بِعَذابٍ ألِيمٍ﴾ [الأنفال: ٣٢] ﴿وما كانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهم وأنْتَ فِيهِمْ وما كانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهم وهم يَسْتَغْفِرُونَ﴾ [الأنفال: ٣٣] ﴿وما لَهم ألّا يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ وهم يَصُدُّونَ عَنِ المَسْجِدِ الحَرامِ وما كانُوا أوْلِياءَهُ إنْ أوْلِياؤُهُ إلّا المُتَّقُونَ ولَكِنَّ أكْثَرَهم لا يَعْلَمُونَ﴾ [الأنفال: ٣٤] ﴿وما كانَ صَلاتُهم عِنْدَ البَيْتِ إلّا مُكاءً وتَصْدِيَةً فَذُوقُوا العَذابَ بِما كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ﴾ [الأنفال: ٣٥] ﴿إنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أمْوالَهم لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَها ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ والَّذِينَ كَفَرُوا إلى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ﴾ [الأنفال: ٣٦] ﴿لِيَمِيزَ اللَّهُ الخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ ويَجْعَلَ الخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلى بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعًا فَيَجْعَلَهُ في جَهَنَّمَ أُولَئِكَ هُمُ الخاسِرُونَ﴾ [الأنفال: ٣٧] ﴿قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهم ما قَدْ سَلَفَ وإنْ يَعُودُوا فَقَدْ مَضَتْ سُنَّةُ الأوَّلِينَ﴾ [الأنفال: ٣٨] قالَ اللَّيْثُ: الجَماعَةُ يَمْشُونَ إلى عَدُوِّهِمْ هو الزَّحْفُ. قالَ الأعْشى:
؎لِمَنِ الظَّعائِنُ سَيْرُهُنَّ تَزَحُّفُ مِنكَ السَّفِينُ إذا تَقاعَسَ تَجْرُفُ
وقالَ الفَرّاءُ: الزَّحْفُ الدُّنُوُّ قَلِيلًا، يُقالُ: زَحَفَ إلَيْهِ يَزْحَفُ زَحْفًا إذا مَشى، وأزْحَفْتُ القَوْمَ دَنَوْتَ لِقِتالِهِمْ، وكَذَلِكَ تَزَحَّفَ وتَزاحَفَ وأزْحِفْ لَنا عَدُوَّنا إزْحافًا صارُوا يَزْحَفُونَ لِقِتالِنا، فازْدَحَفَ القَوْمُ ازْدِحافًا مَشى بَعْضُهم إلى بَعْضٍ، وقالَ ثَعْلَبٌ، ومِنهُ الزِّحافُ في الشِّعْرِ، وهو أنْ يَسْقُطَ مِنَ الحَرْفَيْنِ حَرْفٌ ويَزْحَفَ أحَدُهُما إلى الآخَرِ، وسُمِّيَ الجَيْشُ العَرَمْرَمُ بِالزَّحْفِ لِكَثْرَتِهِ، كَأنَّهُ يَزْحَفُ إلَيَّ يَدِبُّ دَبِيبًا، مِن زَحَفَ الصَّبِيُّ إذا دَبَّ عَلى ألْيَتِهِ قَلِيلًا قَلِيلًا، وأصْلُهُ مَصْدَرُ زَحَفَ، وقَدْ جَمَعَ أزْحَفُ عَلى زُحُوفٍ. وقالَ الهُذَلِيُّ يَصِفُ مَنهَلًا:(p-٤٧٤)
؎كَأنَّ مَزاحِفَ الحَيّاتِ فِيهِ ∗∗∗ قُبَيْلَ الصُّبْحِ آثارُ السِّياطِ
المُتَحَيِّزُ المُنْضَمُّ إلى جانِبٍ، وقالَ أبُو عُبَيْدَةَ: التَّحَيُّزُ والتَّحَوُّزُ التَّنَحِّي، وقالَ اللَّيْثُ: ما لَكَ مُتَحَوِّزًا إذا لَمْ تَسْتَقِرَّ عَلى الأرْضِ، وأصْلُهُ مِنَ الحَوْزِ، وهو الجَمْعُ، يُقالُ: حُزْتُهُ في الطَّرْسِ فانْحازَ، وتَحَيَّزَ انْضَمَّ واجْتَمَعَ، وتَحَوَّزَتِ الحَيَّةُ انْطَوَتْ واجْتَمَعَتْ، وسَمّى التَّنَحِّيَ تَحَيُّزًا؛ لِأنَّ المُتَنَحِّيَ عَنْ جانِبٍ يَنْضَمُّ عَنْهُ ويَجْتَمِعُ إلى غَيْرِهِ، وتَحَيَّزَ تَفَيْعَلَ، أصْلُهُ تَحَيْوَزَ، اجْتَمَعَتْ ياءٌ وواوٌ وسُبِقَتْ إحْداهُما بِالسُّكُونِ فَقُلِبَتِ الواوُ ياءً وأُدْغِمَتْ فِيها الياءُ، وتَحَوَّزَ تَفَعَّلَ ضُعِّفَتْ عَيْنُهُ. الرَّمْيُ مَعْرُوفٌ، ويَكُونُ بِالسَّهْمِ والحَجَرِ والتُّرابِ. المُكاءُ: الصَّفِيرُ. وقالَ عَنْتَرَةُ:
؎وخَلِيلِ غانِيَةٍ تَرَكْتُ مُجَنْدَلًا ∗∗∗ تَمْكُوا فَرِيصَتُهُ كَشَدْقِ الأعْلَمِ
أيْ: تُصَوِّتُ، ومِنهُ مَكَّتِ اسْتُ الدّابَّةِ إذا نَفَخَتْ بِالرِّيحِ. وقالَ السُّدِّيُّ: المُكاءُ الصَّفِيرُ عَلى لَحْنِ طائِرٍ أبْيَضَ بِالحِجازِ يُقالُ لَهُ: المَكّاءُ، قالَ الشّاعِرُ:
؎إذا غَرَّدَ المَكّاءُ في غَيْرِ رَوْضَةٍ ∗∗∗ فَوَيْلٌ لِأهْلِ السِّقاءِ والحَمِراتِ
وقالَ أبُو عُبَيْدَةَ وغَيْرُهُ: مَكا يَمْكُو مُكاءً إذا صَفَّرَ، والكَثِيرُ في الأصْواتِ أنْ تَكُونَ عَلى فِعالٍ كالصُّراخِ والخُوارِ والدُّعاءِ والنُّباحِ. التَّصْدِيَةُ: التَّصْفِيقُ، صَدّى يُصَدِّي تَصْدِيَةً صَفَّقَ، وهو فِعْلٌ مِنَ الصَّدى، وهو الصَّوْتُ الرَّكْمُ. قالَ اللَّيْثُ: جَمَعَكَ شَيْئًا فَوْقَ شَيْءٍ حَتّى تَجْعَلَهُ رُكامًا مَرْكُومًا كَرُكامِ الرَّمْلِ والسَّحابِ. مَضى تَقَدَّمَ، والمَصْدَرُ المُضِيُّ.
﴿يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا إذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلا تُوَلُّوهُمُ الأدْبارَ﴾ مُناسَبَةُ هَذِهِ الآيَةِ لِما قَبْلَها أنَّهُ تَعالى لَمّا أخْبَرَ أنَّهُ سَيُلْقِي الرُّعْبَ في قُلُوبِ الكُفّارِ، وأمَرَ مَن آمَنَ بِضَرْبٍ فَوْقَ أعْناقِهِمْ وبَنانَهم حَرَّضَهم عَلى الصَّبْرِ عِنْدَ مُكافَحَةِ العَدُوِّ ونَهاهم عَنِ الِانْهِزامِ، وانْتَصَبَ زَحْفًا عَلى الحالِ، فَقِيلَ مِنَ المَفْعُولِ، أيْ: لَقِيتُمُوهم وهم جَمْعٌ كَثِيرٌ وأنْتُمْ قَلِيلٌ فَلا تَفِرُّوا، فَضْلًا عَنْ أنْ تُدانُوهم في العَدَدِ أوْ تُساوُوهم؛ وقِيلَ: مِنَ الفاعِلِ، أيْ: وأنْتُمْ زَحْفٌ مِنَ الزُّحُوفِ، وكانَ ذَلِكَ إشْعارًا بِما سَيَكُونُ مِنهم يَوْمَ حُنَيْنٍ حِينَ انْهَزَمُوا وهُمُ اثْنا عَشَرَ ألْفًا بَعْدَ أنْ نَهاهم عَنِ الفِرارِ يَوْمَئِذٍ؛ وقِيلَ: حالٌ مِنَ الفاعِلِ والمَفْعُولِ، أيْ: مُتَزاحِفِينَ، ولَمْ يَذْكُرِ ابْنُ عَطِيَّةَ إلّا ما يَدُلُّ عَلى أنَّهُ حالٌ مِنهُما، قالَ: زَحْفًا يُرادُ بِهِ مُتَقابِلِي الصُّفُوفِ والأشْخاصِ، أيْ: يَزْحَفُ بَعْضُهم إلى بَعْضٍ. وقِيلَ: انْتَصَبَ زَحْفًا عَلى المَصْدَرِ بِحالٍ مَحْذُوفَةٍ، أيْ: زاحِفِينَ زَحْفًا، وهَذا الَّذِي قِيلَ مُحْكَمٌ، فَحَرُمَ بِكُلِّ حالٍ. وقِيلَ: كانَ هَذا في ابْتِداءِ الإسْلامِ حَيْثُ كانَ الأمْرُ بِالمُصابَرَةِ أنْ يُواقِفَ مُسْلِمٌ عَشَرَةَ كُفّارٍ، ثُمَّ خُفِّفَ فَجُعِلَ واحِدٌ في مُقابَلَةِ اثْنَيْنِ، ويَأْتِي حُكْمُ المُؤْمِنَةِ الفارَّةِ مِن ضَعْفِها في آيَةِ التَّخْفِيفِ، وعَدَلَ عَنِ الظُّهُورِ إلى لَفْظِ الأدْبارِ تَقْبِيحًا لِفِعْلِ الفارِّ وتَبْشِيعًا؛ لِانْهِزامِهِ، وتَضَمَّنَ هَذا النَّهْيُ الأمْرَ بِالثَّباتِ والمُصابَرَةِ.
﴿ومَن يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إلّا مُتَحَرِّفًا لِقِتالٍ أوْ مُتَحَيِّزًا إلى فِئَةٍ فَقَدْ باءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ ومَأْواهُ جَهَنَّمُ﴾ لَمّا نَهى تَعالى عَنْ تَوَلِّي الأدْبارِ تَوَعَّدَ مَن ولّى دُبُرَهُ وقْتَ لِقاءِ العَدُوِّ وناسَبَ قَوْلَهُ: ومَن يُوَلِّهِمْ فَقَدْ باءَ بِغَضَبٍ، كَأنَّ المَعْنى: فَقَدْ ولّى مَصْحُوبًا بِغَضَبِ اللَّهِ، وعَدَلَ أيْضًا عَنْ ذِكْرِ الظَّهْرِ إلى الدُّبُرِ مُبالَغَةً في التَّقْبِيحِ والذَّمِّ؛ إذْ تِلْكَ الحالَةُ مِنَ الصِّفاتِ القَبِيحَةِ المَذْمُومَةِ جِدًّا، ألا تَرى إلى قَوْلِ الشّاعِرِ:
؎فَلَسْنا عَلى الأعْقابِ تَجْرِي كُلُومُنا ∗∗∗ ولَكِنْ عَلى أقْدامِنا تَقْطُرُ الدِّما
قالَ في التَّحْرِيرِ: وهَذا النَّوْعُ مِن عِلْمِ البَيانِ يُسَمّى بِالتَّعْرِيضِ، عَرَّضَ بِسُوءِ حالِهِمْ وقُبْحِ فِعالِهِمْ (p-٤٧٥)وخَساسَةِ مَنزِلَتِهِمْ، وبَعْضُهم يُسَمِّيهِ الإيماءَ، وبَعْضُهم يُسَمِّيهِ الكِنايَةَ، وهَذا لَيْسَ بِشَيْءٍ، فَإنَّ الكِنايَةَ أنْ تُصَرِّحَ بِاللَّفْظِ الجَمِيلِ عَلى المَعْنى القَبِيحِ، انْتَهى، والظّاهِرُ أنَّ الجُمْلَةَ المَحْذُوفَةَ بَعْدَ إذْ وعُوِّضَ مِنها التَّنْوِينُ هي قَوْلُهُ: إذْ لَقِيتُمُ الكُفّارَ، تَعْقِيلُ المُرادِ يَوْمَ بَدْرٍ وما ولِيَهُ في ذَلِكَ اليَوْمِ وقَعَ الوَعِيدُ بِالغَضَبِ عَلى مَن فَرَّ، ونُسِخَ بَعْدَ ذَلِكَ حُكْمُ الآيَةِ بِآيَةِ الضَّعْفِ، وبَقِيَ الفِرارُ مِنَ الزَّحْفِ لَيْسَ كَبِيرَةً، وقَدْ فَرَّ النّاسُ يَوْمَ أُحُدٍ فَعَفا اللَّهُ عَنْهم وقالَ اللَّهُ فِيهِمْ: ﴿ويَوْمَ حُنَيْنٍ﴾ [التوبة: ٢٥] ﴿ثُمَّ ولَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ﴾ [التوبة: ٢٥] ولَمْ يَقَعْ عَلى ذَلِكَ تَعْنِيفٌ، انْتَهى، وهَذا القَوْلُ بِأنَّ الإشارَةَ بِقَوْلِهِ: يَوْمَئِذٍ إلى يَوْمِ بَدْرٍ لا يَظْهَرُ؛ لِأنَّ ذَلِكَ في سِياقِ الشَّرْطِ، وهو مُسْتَقْبَلٌ، فَإنْ كانَتِ الآيَةُ نَزَلَتْ يَوْمَ بَدْرٍ قَبْلَ انْقِضاءِ القِتالِ، فَيَوْمُ بَدْرٍ فَرْدٌ مِن أفْرادِ لِقاءِ الكُفّارِ فَيَنْدَرِجُ فِيهِ، ولا يَكُونُ خاصًّا بِهِ، وإنْ كانَتْ نَزَلَتْ بَعْدَهُ فَلا يَدْخُلُ يَوْمُ بَدْرٍ فِيهِ، بَلْ يَكُونُ ذَلِكَ اسْتِئْنافُ حُكْمٍ في الِاسْتِقْبالِ. قالَ ابْنُ عَطِيَّةَ: والجُمْهُورُ عَلى أنَّهُ إشارَةٌ إلى يَوْمِ اللِّقاءِ الَّذِي تَضَمَّنَهُ قَوْلُهُ: ﴿إذا لَقِيتُمُ﴾، وحُكْمُ الآيَةِ باقٍ إلى يَوْمِ القِيامَةِ بِسَبَبِ الضَّعْفِ الَّذِي بَيَّنَهُ اللَّهُ في آيَةٍ أُخْرى، ولَيْسَ في الآيَةِ نَسْخٌ، وأمّا يَوْمُ أُحُدٍ فَإنَّما فَرَّ النّاسُ مِن مَراكِزِهِمْ مِن ضَعْفِهِمْ، ومَعَ ذَلِكَ عُنِّفُوا لِكَوْنِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فِيهِمْ وفِرارُهم عَنْهُ، وأمّا يَوْمُ حُنَيْنَ فَكَذَلِكَ مَن فَرَّ إنَّما انْكَشَفَ أمامَ الكَرَّةِ، ويُحْتَمَلُ أنَّ عَفْوَ اللَّهِ عَنْ مَن فَرَّ يَوْمَ أُحُدٍ كانَ عَفْوًا عَنْ كَثْرَةٍ، انْتَهى، وقَرَأ الحَسَنُ: ﴿دُبُرَهُ﴾، بِسُكُونِ الباءِ، وانْتَصَبَ ﴿مُتَحَرِّفًا﴾ و ﴿مُتَحَيِّزًا﴾ عَنِ الحالِ مِنَ الضَّمِيرِ المُسْتَكِنِ في قَوْلِهِمُ العائِدِ عَلى مَن. قالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: وإلّا لَغْوٌ أوْ عَنِ الِاسْتِثْناءِ مِنَ المُوَلِّينَ، أيْ: ومَن يُوَلِّهِمْ إلّا رَجُلًا مِنهم مُتَحَرِّفًا أوْ مُتَحَيِّزًا، انْتَهى، وقالَ ابْنُ عَطِيَّةَ: وأمّا الِاسْتِثْناءُ فَهو مِنَ المُوَلِّينَ الَّذِينَ يَتَضَمَّنُهم مَن، انْتَهى، ولا يُرِيدُ الزَّمَخْشَرِيُّ بِقَوْلِهِ: وإلّا لَغْوٌ أنَّها زائِدَةٌ إنَّما يُرِيدُ أنَّ العامِلَ الَّذِي هو يُوَلِّهِمْ وصَلَ إلى العَمَلِ فِيما بَعْدَها، كَما قالُوا في لا مِن قَوْلِهِمْ: جِئْتُ بِلا زادٍ: إنَّها لَغْوٌ، وفي الحَقِيقَةِ هو اسْتِثْناءٌ مِن حالَةٍ مَحْذُوفَةٍ، والتَّقْدِيرُ: ومَن يُوَلِّهِمْ مُلْتَبِسًا بِأيَّةِ حالَةٍ إلّا في حالِ كَذا، وإنْ لَمْ يُقَدَّرْ حالُ غايَةٍ مَحْذُوفَةٍ لَمْ يَصِحَّ دُخُولُ إلّا؛ لِأنَّ الشَّرْطَ عِنْدَهم واجِبٌ، وحُكْمُ الواجِبِ لا تَدْخُلُ إلّا فِيهِ لا في المَفْعُولِ ولا في غَيْرِهِ مِنَ الفَضَلاتِ؛ لِأنَّهُ يَكُونُ اسْتِثْناءً مُفَرَّغًا، والِاسْتِثْناءُ المُفَرَّغُ لا يَكُونُ في الواجِبِ، لَوْ قُلْتَ: ضَرَبْتُ إلّا زَيْدًا، وقُمْتُ إلّا ضاحِكًا لَمْ يَصِحَّ، والِاسْتِثْناءُ المُفَرَّغُ لا يَكُونُ إلّا مَعَ النَّفْيِ أوِ النَّهْيِ أوِ المُؤَوَّلِ بِهِما، فَإنْ جاءَ ما ظاهِرُهُ خِلافُ ذَلِكَ قُدِّرَ عُمُومٌ قَبْلَ إلّا حَتّى يَصِحَّ الِاسْتِثْناءُ مِن ذَلِكَ العُمُومِ، فَلا يَكُونُ اسْتِثْناءً غَيْرَ مُفَرَّغٍ، وقالَ قَوْمٌ: الِاسْتِثْناءُ هو مِن أنْواعِ التَّوَلِّي، ورُدَّ بِأنَّهُ لَوْ كانَ ذَلِكَ لَوَجَبَ أنْ يَكُونَ إلّا تَحَرُّفًا أوْ تَحَيُّزًا، والتَّحَرُّفُ لِلْقِتالِ هو الكَرُّ بَعْدَ الفَرِّ يُخَيِّلُ عَدُوَّهُ أنَّهُ مُنْهَزِمٌ ثُمَّ يَنْعَطِفُ عَلَيْهِ، وهو عَيْنُ بابِ خِدَعِ الحَرْبِ ومَكائِدِها، قالَهُ الزَّمَخْشَرِيُّ، وقالَ: يُرادُ بِهِ الَّذِي يَرى أنَّ فِعْلَهُ ذَلِكَ أنَكى لِلْعَدُوِّ وأعْوَدُ عَلَيْهِ بِالشَّرِّ، والفِئَةُ هُنا، قالَ الجُمْهُورُ: هي الجَماعَةُ مِنَ النّاسِ الحاضِرَةُ لِلْحَرْبِ، فاقْتَضى هَذا الإطْراقُ أنْ تَكُونَ هَذِهِ الفِئَةُ مِنَ الكُفّارِ، أيْ: لِكَوْنِهِ يَرى أنَّهُ يُنْكِي فِيها العَدُوَّ ويُبْلِي أكْثَرَ مِن إبْلائِهِ فِيما قابَلَهُ مِنَ الكُفّارِ، إمّا لِعَدَمِ مُقاوَمَتِهِ أوْ لِكَوْنِ غَيْرِهِ يُعْنى فِيمَن قاتَلَهُ مِنهم فَتَحَيَّزَ إلى فِئَةٍ أُخْرى مِنَ الكُفّارِ لِيُبْلِيَ فِيها، واقْتَضى أيْضًا أنْ تَكُونَ هَذِهِ الفِئَةُ مِنَ المُسْلِمِينَ، أيْ: تَحَيَّزَ إلَيْها لِيَنْصُرَها ويُقَوِّيَها إذا رَأى فِيها ضَعْفًا وأغْنى غَيْرَهُ في قِتالِ مَن قاتَلَهُ مِنَ الكُفّارِ، وبِهَذا فَسَّرَ الزَّمَخْشَرِيُّ، قالَ: ﴿إلى فِئَةٍ﴾ جَماعَةٍ أُخْرى مِنَ المُسْلِمِينَ سِوى الفِئَةِ الَّتِي هو فِيها؛ وقِيلَ: الفِئَةُ هُنا المَدِينَةُ والإمامُ وجَماعَةُ المُسْلِمِينَ أيْنَما كانُوا، ورُوِيَ هَذا عَنْ عُمَرَ: انْهَزَمَ رَجُلٌ مِنَ القادِسِيَّةِ فَأتى المَدِينَةَ إلى عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقالَ: يا أمِيرَ المُؤْمِنِينَ، هَلَكْتُ، فَرَرْتُ مِنَ الزَّحْفِ، فَقالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أنا فِئَتُكَ. وعَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «خَرَجَتْ سَرِيَّةٌ وأنا فِيهِمْ فَفَرُّوا، فَلَمّا رَجَعُوا إلى المَدِينَةِ (p-٤٧٦)اسْتَحْيَوْا فَدَخَلُوا البُيُوتَ، فَقُلْتُ: يا رَسُولَ اللَّهِ نَحْنُ الفَرّارُونَ. فَقالَ: بَلْ أنْتُمُ العَكّارُونَ وأنا فِئَتُكم» . قالَ ثَعْلَبٌ: العَكّارُونَ العَطّافُونَ، وقالَ غَيْرُهُ: يُقالُ لِلرَّجُلِ الَّذِي يُوَلِّي عَنِ الحَرْبِ لَمْ يَكُنْ راجِعًا: عَكَّرَ واعْتَكَرَ، وعَنِ ابْنِ عَبّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما: الفِرارُ مِنَ الزَّحْفِ مِن أكْبَرِ الكَبائِرِ، وفي صَحِيحِ البُخارِيِّ مِن حَدِيثِ أبِي هُرَيْرَةَ قالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ ﷺ يَقُولُ: «اتَّقُوا السَّبْعَ المُوبِقاتِ»، وعَدَّ فِيها الفِرارَ مِنَ الزَّحْفِ، وفي التَّحْرِيرِ: التَّوَلِّي الَّذِي وقَعَ عَلَيْهِ الوَعِيدُ هو الفِرارُ مَعَ المُصابَرَةِ عَلى الثَّباتِ، فَأمّا إذا جاءَهُ مَن لا يَسْتَطِيعُ مَعَهُ الثَّباتَ فَلَيْسَ ذَلِكَ بِالفِرارِ، انْتَهى. وما أحْسَنَ ما اسْتَعْذَرَ الحارِثُ بْنُ هِشامٍ؛ إذْ فَرَّ فَقِيلَ فِيهِ:
؎تَرَكَ الأحِبَّةَ أنْ يُقاتِلَ دُونَهم ∗∗∗ ونَجا بِرَأْسِ طِمِرَّةٍ ولِجامِ
وقالَ الحارِثُ مِن أبْياتٍ:
؎وعَلِمْتُ أنِّيَ إنْ أُقاتِلْ واحِدًا ∗∗∗ أُقْتَلْ ولَمْ يَضْرُرْ عَدُوِّيَ مَشْهَدِي
واسْتَدَلَّ القاضِي بِهَذِهِ الجُمْلَةِ الشَّرْطِيَّةِ عَلى وعِيدِ الفُسّاقِ مِن أهْلِ الصَّلاةِ؛ لِأنَّها دَلَّتْ عَلى أنَّ مَنِ انْهَزَمَ إلّا في هاتَيْنِ الحالَتَيْنِ اسْتَوْجَبَ غَضَبَ اللَّهِ ومَأْواهُ جَهَنَّمُ. قالَ: ولَيْسَ لِلْمُرْجِئَةِ أنْ يَحْمِلُوا ذَلِكَ عَلى الكُفّارِ، كَما فَعَلُوا في آياتِ الوَعِيدِ؛ لِأنَّ ذَلِكَ مُفْتَتَحٌ بِأهْلِ الصَّلاةِ، وهو قَوْلُهُ: ﴿ياأيُّها الَّذِينَ آمَنُوا﴾، انْتَهى، ولا حُجَّةَ في ذَلِكَ؛ لِأنَّهُ عامٌّ مَخْصُوصٌ، والظّاهِرُ أنَّهُ يَجُوزُ التَّحَيُّزُ سَواءٌ عَظُمَ العَسْكَرُ أمْ لا؛ وقِيلَ: لا يَجُوزُ إذا عَظُمَ، والظّاهِرُ أنَّ الفِرارَ مِنَ الزَّحْفِ بِغَيْرِ شُرُوطِهِ كَبِيرَةٌ لِلتَّوَعُّدِ، ولِذَلِكَ قالَ ابْنُ القاسِمِ: لا تَقْبَلُوا شَهادَةَ مَن فَرَّ مِنَ الزَّحْفِ وإنْ فَرَّ أمامَهم، ومَن فَرَّ فَلْيَسْتَغْفِرِ اللَّهَ فَفي التِّرْمِذِيِّ: «مَن قالَ أسْتَغْفِرُ اللَّهَ الَّذِي لا إلَهَ إلّا هو الحَيُّ القَيُّومُ غُفِرَ لَهُ وإنْ كانَ قَدْ فَرَّ مِنَ الزَّحْفِ» .
{"ayahs_start":15,"ayahs":["یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ إِذَا لَقِیتُمُ ٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟ زَحۡفࣰا فَلَا تُوَلُّوهُمُ ٱلۡأَدۡبَارَ","وَمَن یُوَلِّهِمۡ یَوۡمَىِٕذࣲ دُبُرَهُۥۤ إِلَّا مُتَحَرِّفࣰا لِّقِتَالٍ أَوۡ مُتَحَیِّزًا إِلَىٰ فِئَةࣲ فَقَدۡ بَاۤءَ بِغَضَبࣲ مِّنَ ٱللَّهِ وَمَأۡوَىٰهُ جَهَنَّمُۖ وَبِئۡسَ ٱلۡمَصِیرُ"],"ayah":"یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ إِذَا لَقِیتُمُ ٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟ زَحۡفࣰا فَلَا تُوَلُّوهُمُ ٱلۡأَدۡبَارَ"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق