الباحث القرآني
قَوْلُهُ: ﴿هُوَ اللَّهُ الخالِقُ البارِئُ المُصَوِّرُ﴾، وقَدْ رُوِيَتْ رِوايَةٌ لا يَنْبَغِي أنْ تُقْرَأ، رُوِيَتْ: ”اَلْبارِئَ المُصَوِّرَ“، بِالنَّصْبِ، مَعْناهُ: اَلَّذِي بَرَأ آدَمَ وصَوَّرَهُ.
وَقَوْلُهُ: ﴿لَهُ الأسْماءُ الحُسْنى﴾، جاءَ في التَّفْسِيرِ أنَّها تِسْعَةٌ وتِسْعُونَ اسْمًا، مَن أحْصاها دَخَلَ الجَنَّةَ، وجاءَ في التَّفْسِيرِ أنَّ اسْمَ اللَّهِ الأعْظَمَ: ”اَللَّهُ“، ونَحْنُ نُبَيِّنُ هَذِهِ الأسْماءَ واشْتِقاقَ ما يَنْبَغِي أنْ يُبَيَّنَ مِنها إنْ شاءَ اللَّهُ، رَوى أبُو هُرَيْرَةَ الدَّوْسِيُّ عَنِ النَّبِيِّ - عَلَيْهِ السَّلامُ - قالَ: «”إنَّ لِلَّهِ مِائَةَ اسْمٍ غَيْرَ واحِدٍ، مَن أحْصاها دَخَلَ الجَنَّةَ، وهو اللَّهُ، الواحِدُ، الرَّحْمَنُ، الرَّحِيمُ، الأحَدُ، الصَّمَدُ، الفَرْدُ، السَّلامُ، المُؤْمِنُ، المُهَيْمِنُ، العَزِيزُ، الجَبّارُ، المُتَكَبِّرُ، الخالِقُ، البارِئُ، المُصَوِّرُ، الحَيُّ، القَيُّومُ، العَلِيُّ، الكَبِيرُ، الغَنِيُّ، الكَرِيمُ، الوَلِيُّ، الحَمِيدُ، العَلِيمُ، اللَّطِيفُ، السَّمِيعُ، البَصِيرُ، الوَدُودُ، الشَّكُورُ، الظّاهِرُ، الباطِنُ، الأوَّلُ، الآخِرُ، المُبْدِئُ، البَدِيعُ، المَلِكُ، القُدُّوسُ، الذّارِئُ، الفاصِلُ، الغَفُورُ، المَجِيدُ، الحَلِيمُ، الحَفِيظُ، الشَّهِيدُ، الرَّبُّ، (p-١٥٢)القَدِيرُ، التَّوّابُ، الحافِظُ، الكَفِيلُ، القَرِيبُ، المُجِيبُ، العَظِيمُ، الجَلِيلُ، العَفُوُّ، الصَّفُوحُ، الحَقُّ، المُبِينُ، المُعِزُّ، المُذِلُّ، القَوِيُّ، الشَّدِيدُ، الحَنّانُ، المَنّانُ، الفَتّاحُ، الرَّؤُوفُ، القابِضُ، الباسِطُ، الباعِثُ، الوارِثُ، الدَّيّانُ، الفاضِلُ، الرَّقِيبُ، الحَسِيبُ، المَتِينُ، الوَكِيلُ، الزَّكِيُّ، الطّاهِرُ، المُحْسِنُ، المُجْمَلُ، المُبارَكُ، السُّبُّوحُ، الحَكِيمُ، البَرُّ، الرَّزّاقُ، الهادِي، المَوْلى، النَّصِيرُ، الأعْلى، الأكْبَرُ، الوَهّابُ الجَوادُ، الوَفِيُّ، الواسِعُ، الخَلّاقُ، الوِتْرُ“،» جاءَ في التَّفْسِيرِ أنَّ اسْمَ اللَّهِ الأعْظَمَ: ”اَللَّهُ“، قالَ سِيبَوَيْهِ: سَألْتُ الخَلِيلَ عَنْ هَذا الِاسْمِ، فَقالَ: اَلْأصْلُ فِيهِ ”إلَهٌ“، فَأُدْخِلَتِ الألِفُ واللّامُ بَدَلًا مِنَ الهَمْزَةِ، وقالَ مَرَّةً أُخْرى: اَلْأصْلُ ”لاهٌ“، وأُدْخِلَتِ الألِفُ واللّامُ لازِمَةً، وأمّا ”اَلرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ“، فالرَّحْمَنُ اسْمُ اللَّهِ خاصَّةً، لا يُقالُ لِغَيْرِ اللَّهِ: ”رَحْمَنُ“، ومَعْناهُ: المُبالِغُ في الرَّحْمَةِ، وأرْحَمُ الرّاحِمِينَ، و”فَعْلانُ“، مِن بِناءِ المُبالَغَةِ، تَقُولُ لِلشَّدِيدِ الِامْتِلاءِ: ”مَلْآنُ“، ولِلشَّدِيدِ الشَّبَعِ: ”شَبْعانُ“، و”اَلرَّحِيمُ“: اِسْمُ الفاعِلِ مِن ”رَحِمَ“، فَهو رَحِيمٌ، وهو أيْضًا لِلْمُبالَغَةِ، و”اَلْأحَدُ“: أصْلُهُ: ”اَلْوَحَدُ“، بِمَعْنى ”اَلْواحِدُ“، وهو الواحِدُ الَّذِي لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ، و”اَلصَّمَدُ“: اَلسَّيِّدُ الَّذِي صَمَدَ لَهُ كُلُّ شَيْءٍ، أيْ: قَصَدَ قَصْدَهُ، وتَأْوِيلُ صُمُودِ كُلِّ شَيْءٍ لِلَّهِ أنَّ في كُلِّ شَيْءٍ أثَرَ صَنْعَةِ اللَّهِ، ”اَلسَّلامُ“: اَلَّذِي سَلِمَ الخَلْقُ مِن ظُلْمِهِ، وقَدْ فَسَّرْنا ”اَلْمُؤْمِنُ المُهَيْمِنُ“، وفَسَّرْنا ”اَلْجَبّارُ المُتَكَبِّرُ“، و”اَلْبارِئُ“: اَلْخالِقُ، تَقُولُ: ”بَرَأ اللَّهُ الخَلْقَ، يَبْرَؤُهُمْ“، أيْ: خَلَقَهُمْ، و”اَلْقَيُّومُ“: اَلْمُبالِغُ في القِيامِ بِكُلِّ ما خَلَقَ، وما أرادَ، و”اَلْوَلِيُّ“: اَلْمُتَوَلِّي لِلْمُؤْمِنِينَ، اللَّطِيفُ لِلْخَلْقِ مِن حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ، ولا يَقْدِرُونَ، و”اَلْوَدُودُ“: اَلْمُحِبُّ الشَّدِيدُ المَحَبَّةِ، ”اَلشَّكُورُ“: اَلَّذِي يَرْجِعُ الخَيْرُ عِنْدَهُ، ”اَلظّاهِرُ الباطِنُ“: اَلَّذِي يَعْلَمُ ما ظَهَرَ، وما بَطَنَ، ”اَلْمُبْدِئُ“: اَلَّذِي ابْتَدَأ كُلَّ شَيْءٍ مِن غَيْرِ شَيْءٍ، و”اَلْبَدِيعُ“: اَلَّذِي ابْتَدَعَ الخَلْقَ عَلى غَيْرِ مِثالٍ، ”اَلْقُدُّوسُ“: قَدْ رُوِيَتْ ”اَلقَدُّوسُ“، بِفَتْحِ القافِ، جاءَ في التَّفْسِيرِ أنَّهُ المُبارَكُ، ومِن ذَلِكَ ”أرْضٌ مُقَدَّسَةٌ“: مُبارَكَةٌ، وقِيلَ: اَلطّاهِرُ، أيْضًا، و”اَلْمُذْرِئُ“، ”مَهْمُوزٌ“: اَلَّذِي ذَرَأ الخَلْقَ، أيْ: خَلَقَهُمْ، و”اَلْفاصِلُ“: اَلَّذِي فَصَلَ بَيْنَ الحَقِّ، والباطِلِ، و”اَلْغَفُورُ“: اَلَّذِي (p-١٥٣)يَغْفِرُ الذُّنُوبَ، وتَأْوِيلُ ”اَلْغُفْرانُ“، في اللُّغَةِ: اَلتَّغْطِيَةُ عَلى الشَّيْءِ، ومِن ذَلِكَ ”اَلْمِغْفَرُ“، ما غُطِّيَ بِهِ الرَّأْسُ، ”اَلْمَجِيدُ“: اَلْجَمِيلُ الفِعالِ، و”اَلشَّهِيدُ“: اَلَّذِي لا يَغِيبُ عَنْهُ شَيْءٌ، و”اَلرَّبُّ“: مالِكُ كُلِّ شَيْءٍ، و”اَلصَّفُوحُ“: اَلْمُتَجاوِزُ عَنِ الذُّنُوبِ، يَصْفَحُ عَنْها، ”اَلْحَنّانُ“: ذُو الرَّحْمَةِ، والتَّعَطُّفِ، ”اَلْمَنّانُ“: اَلْكَثِيرُ المَنِّ عَلى عِبادِهِ بِمَظاهِرِ النِّعَمِ، ”اَلْفَتّاحُ“: اَلْحاكِمُ، ”اَلدَّيّانُ“: اَلْمُجازِي، ”اَلرَّقِيبُ“: اَلْحافِظُ، الَّذِي لا يَغِيبُ عَنْهُ شَيْءٌ، ”اَلْمَتِينُ“: اَلشَّدِيدُ القُوَّةِ عَلى أمْرِهِ، ”اَلْوَكِيلُ“: اَلَّذِي يُوكَلُ بِالقِيامِ بِجَمِيعِ ما خَلَقَ، و”اَلزَّكِيُّ“: اَلْكَثِيرُ الخَيْرِ، ”اَلسُّبُّوحُ“: اَلَّذِي بَيِّنٌ عَنْ كُلِّ سِرٍّ، ”اَلْحَلِيمُ“: اَلَّذِي لا يُعَجِّلُ بِالعُقُوبَةِ، وكانَ ”اَلْحِلْمُ“، عَلى هَذا: تَأْخِيرُ العُقُوبَةِ.
(p-١٥٤)
{"ayah":"هُوَ ٱللَّهُ ٱلۡخَـٰلِقُ ٱلۡبَارِئُ ٱلۡمُصَوِّرُۖ لَهُ ٱلۡأَسۡمَاۤءُ ٱلۡحُسۡنَىٰۚ یُسَبِّحُ لَهُۥ مَا فِی ٱلسَّمَـٰوَ ٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۖ وَهُوَ ٱلۡعَزِیزُ ٱلۡحَكِیمُ"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق