الباحث القرآني
* الوقفات التدبرية
١- ﴿وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا فَٱضْرِب بِّهِۦ وَلَا تَحْنَثْ ۗ إِنَّا وَجَدْنَٰهُ صَابِرًا﴾
وذلك أن أيوب- عليه السلام- كان قد غضب على زوجته ... وحلف إن شفاه الله تعالى ليضربنها مائة جلدة ... فلما شفاه الله عز وجل وعافاه ما كان جزاؤها مع هذه الخدمة التامة والرحمة والشفقة والإحسان أن تقابل بالضرب، فأفتاه الله عز وجل أن يأخذ ضغثاً، وهو الشمراخ فيه مائة قضيب، فيضربها به ضربة واحدة، وقد برت يمينه وخرج من حنثه، ووفى بنذره، وهذا من الفرج والمخرج لمن اتقى الله تعالى وأناب إليه. [ابن كثير:٤/٤١. ]
السؤال: من صدق في تقوى الله تعالى أوجد الله له مخرجا، وضح هذا من الآية.
٢- ﴿وَٱذْكُرْ عِبَٰدَنَآ إِبْرَٰهِيمَ وَإِسْحَٰقَ وَيَعْقُوبَ أُو۟لِى ٱلْأَيْدِى وَٱلْأَبْصَٰرِ﴾
الأيد: جمع يد؛ وذلك عبارة عن قوتهم في الأعمال الصالحات، وإنما عبر عن ذلك بالأيدي؛ لأن الأعمال أكثر ما تعمل بالأيدي، وأما الأبصار فعبارة عن قوة فهمهم، وكثرة علمهم؛ من قولك: أبصر الرجل إذا تبينت له الأمور. [ابن جزي:٢/٢٥٧]
السؤال: في وصف الله تعالى لأنبيائه بــ﴿أولى الأيدي والأبصار﴾ صفات مدح, وضح هذه الصفات.
٣- ﴿هَٰذَا ۚ وَإِنَّ لِلطَّٰغِينَ لَشَرَّ مَـَٔابٍ﴾
﴿هذا ذكر﴾ بمعنى: هذا ذكر جميل في الدنيا، وشرف يذكرون به في الدنيا أبداً. ﴿وإن للمتقين لحسن مآب﴾ أي: لهم مع هذا الذكر الجميل في الدنيا حسن المرجع في القيامة . [القرطبي:١٨/٢٢٦. ]
السؤال: في الآية ذكر لبعض جزاء المتقين في الدنيا والآخرة. وضح ذلك.
٤- ﴿مُّفَتَّحَةً لَّهُمُ ٱلْأَبْوَٰبُ﴾
وهذا دليل أيضاً على الأمان التام، وأنه ليس في جنات عدن ما يوجب أن تغلق لأجله أبوابها. [السعدي:٧١٥]
السؤال: في الآية إشارة إلى نعمةٍ عظيمة ينعم الله بها على أهل الجنة، فما هي؟
٥- ﴿۞ وَعِندَهُمْ قَٰصِرَٰتُ ٱلطَّرْفِ أَتْرَابٌ﴾
﴿وعندهم﴾ من أزواجهم الحور العين ﴿قاصرات﴾ طرفهن على أزواجهن، وطرف أزواجهن عليهن؛ لجمالهم كلهم، ومحبة كل منهما للآخر، وعدم طموحه لغيره، وأنه لا يبغي بصاحبه بدلاً، ولا عنه عوضاً. [السعدي:٧١٥]
السؤال: في وصف الحور بأنهن ﴿قاصرات الطرف﴾ إشارة إلى خلق ينبغي أن تتصف به المسلمة في الدنيا؛ لعله يكون سبباً في دخولها الجنة، فما هو؟
٦- ﴿إِنَّ هَٰذَا لَرِزْقُنَا مَا لَهُۥ مِن نَّفَادٍ﴾
وذلك أنهم كلما أخذوا ثمرة من ثمار شجرة من أشجارها، فأكلوها، عادت مكانها أخرى مثلها، فذلك لهم دائم أبدا، لا ينقطع. [الطبري:٢١/٢٢٣]
السؤال: بينت الآية فرقاً بين ثمار الجنة وثمار الدنيا، بين ذلك.
٧- ﴿قَالُوا۟ بَلْ أَنتُمْ لَا مَرْحَبًۢا بِكُمْ ۖ أَنتُمْ قَدَّمْتُمُوهُ لَنَا ۖ فَبِئْسَ ٱلْقَرَارُ﴾
أي: دعوتمونا إلى العصيان فبئس القرار لنا ولكم، قَالُو؛ يعني الأتباع: ربنا من قدم لنا هذا فزده عذاباً ضعفاً من النار. [القرطبي:١٨/٢٣٣]
السؤال: ما حال الأتباع من المتبوعين العصاة يوم القيامة؟ وماذا تفيد من ذلك؟
* التوجيهات
١- قد يبتلي الله تعالى من يحبه من عباده؛ ليزيد في علو مقامه، ورفعة شأنه، ﴿وَوَهَبْنَا لَهُۥٓ أَهْلَهُۥ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنَّا وَذِكْرَىٰ لِأُو۟لِى ٱلْأَلْبَٰبِ﴾
٢- العـلاقـة التي تبنى على سـخط الله تنقلـب في الآخـرة إلى عـداواة، ﴿قَالُوا۟ بَلْ أَنتُمْ لَا مَرْحَبًۢا بِكُمْ ۖ أَنتُمْ قَدَّمْتُمُوهُ لَنَا ۖ فَبِئْسَ ٱلْقَرَارُ﴾
٣- لا تكن سبباً في معصيةِ أحدٍ ﴿قَالُوا۟ رَبَّنَا مَن قَدَّمَ لَنَا هَٰذَا فَزِدْهُ عَذَابًا ضِعْفًا فِى ٱلنَّارِ﴾
* العمل بالآيات
١- تذكر قضية صبرت عليها واسأل الله أن يجعل صبرك عبادة لله في ميزان حسناتك ﴿وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا فَٱضْرِب بِّهِۦ وَلَا تَحْنَثْ ۗ إِنَّا وَجَدْنَٰهُ صَابِرًا﴾
٢- تذكر يمينا أقسمته وحاول أن تبر به تعظيما لأمر الله، ﴿وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا فَٱضْرِب بِّهِۦ وَلَا تَحْنَثْ﴾
٣- اسأل الله أن لا يجعل الدنيا أكبر همك، ﴿إِنَّآ أَخْلَصْنَٰهُم بِخَالِصَةٍ ذِكْرَى ٱلدَّارِ﴾
* معاني الكلمات
﴿وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ﴾ زِدْنَاهُ مِثْلَهُمْ مَعَهُمْ.
﴿لأُِولِي الأَلْبَابِ﴾ لأَِصْحَابِ العُقُولِ السَّلِيمَةِ.
﴿ضِغْثًا﴾ حُزْمَةَ شَمَارِيخَ أَوْ قَبْضَةَ حَشِيشٍ.
﴿وَلاَ تَحْنَثْ﴾ لاَ تَنْقُضْ يَمِينَكَ الَّتِي حَلَفْتَهَا بِضَرْبِ زَوْجَتِكَ.
﴿أَوَّابٌ﴾ رَجَّاعٌ إِلَى طَاعَةِ اللهِ.
﴿أُولِي الأَيْدِي﴾ أَصْحَابَ القُوَّةِ فِي الطَّاعَةِ.
﴿وَالأَبْصَارِ﴾ البَصِيرَةِ فِي الدِّينِ.
﴿أَخْلَصْنَاهُمْ بِخَالِصَةٍ﴾ خَصَصْنَاهُمْ بِخَصْلَةٍ عَظِيمَةٍ.
﴿ذِكْرَى الدَّارِ﴾ تَذَكُّرُ الآخِرَةِ فِي قُلُوبِهِمْ.
﴿الْمُصْطَفَيْنَ﴾ المُخْتَارِينَ.
﴿لَحُسْنَ مَآبٍ﴾ حُسْنَ مَرْجِعٍ فِي الآخِرَةِ.
﴿قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ﴾ لاَ يَنْظُرْنَ إِلَى غَيْرِ أَزْوَاجِهِنَّ.
﴿أَتْرَابٌ﴾ مُتَسَاوِيَاتُ السِّنِّ.
﴿نَفَادٍ﴾ انْقِطَاعٍ.
﴿لَشَرَّ مَآبٍ﴾ أَسْوَأَ مَرْجِعٍ فِي الآخِرَةِ.
﴿يَصْلَوْنَهَا﴾ يَدْخُلُونَهَا وَيُقَاسُونَ حَرَّهَا.
﴿الْمِهَادُ﴾ الفِرَاشُ.
﴿حَمِيمٌ﴾ مَاءٌ شَدِيدُ الحَرَارَةِ.
﴿وَغَسَّاقٌ﴾ صَدِيدٌ سَائِلٌ مِنْ أَجْسَادِ أَهْلِ النَّارِ.
﴿وَآخَرُ﴾ عَذَابٌ آخَرُ.
﴿مِنْ شَكْلِهِ﴾ مِنْ مِثْلِهِ.
﴿أَزْوَاجٌ﴾ أَصْنَافٌ، وَأَلْوَانٌ.
﴿فَوْجٌ﴾ جَمَاعَةٌ مِنْ أَهْلِ النَّارِ.
﴿مُقْتَحِمٌ مَعَكُمْ﴾ دَاخِلَةٌ النَّارَ مَعَكُمْ.
﴿لاَ مَرْحَبًا بِهِمْ﴾ لاَ رَحَّبَتْ بِهِمُ النَّارُ، وَلاَ اتَّسَعَتْ مَنَازِلُهُمْ فِيهَا.
﴿صَالُو النَّارِ﴾ مُقَاسُو حَرِّهَا.
﴿الْقَرَارُ﴾ المَقَرُّ.
﴿ضِعْفًا﴾ مُضَاعَفًا.
{"ayahs_start":43,"ayahs":["وَوَهَبۡنَا لَهُۥۤ أَهۡلَهُۥ وَمِثۡلَهُم مَّعَهُمۡ رَحۡمَةࣰ مِّنَّا وَذِكۡرَىٰ لِأُو۟لِی ٱلۡأَلۡبَـٰبِ","وَخُذۡ بِیَدِكَ ضِغۡثࣰا فَٱضۡرِب بِّهِۦ وَلَا تَحۡنَثۡۗ إِنَّا وَجَدۡنَـٰهُ صَابِرࣰاۚ نِّعۡمَ ٱلۡعَبۡدُ إِنَّهُۥۤ أَوَّابࣱ","وَٱذۡكُرۡ عِبَـٰدَنَاۤ إِبۡرَ ٰهِیمَ وَإِسۡحَـٰقَ وَیَعۡقُوبَ أُو۟لِی ٱلۡأَیۡدِی وَٱلۡأَبۡصَـٰرِ","إِنَّاۤ أَخۡلَصۡنَـٰهُم بِخَالِصَةࣲ ذِكۡرَى ٱلدَّارِ","وَإِنَّهُمۡ عِندَنَا لَمِنَ ٱلۡمُصۡطَفَیۡنَ ٱلۡأَخۡیَارِ","وَٱذۡكُرۡ إِسۡمَـٰعِیلَ وَٱلۡیَسَعَ وَذَا ٱلۡكِفۡلِۖ وَكُلࣱّ مِّنَ ٱلۡأَخۡیَارِ","هَـٰذَا ذِكۡرࣱۚ وَإِنَّ لِلۡمُتَّقِینَ لَحُسۡنَ مَـَٔابࣲ","جَنَّـٰتِ عَدۡنࣲ مُّفَتَّحَةࣰ لَّهُمُ ٱلۡأَبۡوَ ٰبُ","مُتَّكِـِٔینَ فِیهَا یَدۡعُونَ فِیهَا بِفَـٰكِهَةࣲ كَثِیرَةࣲ وَشَرَابࣲ","۞ وَعِندَهُمۡ قَـٰصِرَ ٰتُ ٱلطَّرۡفِ أَتۡرَابٌ","هَـٰذَا مَا تُوعَدُونَ لِیَوۡمِ ٱلۡحِسَابِ","إِنَّ هَـٰذَا لَرِزۡقُنَا مَا لَهُۥ مِن نَّفَادٍ","هَـٰذَاۚ وَإِنَّ لِلطَّـٰغِینَ لَشَرَّ مَـَٔابࣲ","جَهَنَّمَ یَصۡلَوۡنَهَا فَبِئۡسَ ٱلۡمِهَادُ","هَـٰذَا فَلۡیَذُوقُوهُ حَمِیمࣱ وَغَسَّاقࣱ","وَءَاخَرُ مِن شَكۡلِهِۦۤ أَزۡوَ ٰجٌ","هَـٰذَا فَوۡجࣱ مُّقۡتَحِمࣱ مَّعَكُمۡ لَا مَرۡحَبَۢا بِهِمۡۚ إِنَّهُمۡ صَالُوا۟ ٱلنَّارِ","قَالُوا۟ بَلۡ أَنتُمۡ لَا مَرۡحَبَۢا بِكُمۡۖ أَنتُمۡ قَدَّمۡتُمُوهُ لَنَاۖ فَبِئۡسَ ٱلۡقَرَارُ","قَالُوا۟ رَبَّنَا مَن قَدَّمَ لَنَا هَـٰذَا فَزِدۡهُ عَذَابࣰا ضِعۡفࣰا فِی ٱلنَّارِ"],"ayah":"وَٱذۡكُرۡ عِبَـٰدَنَاۤ إِبۡرَ ٰهِیمَ وَإِسۡحَـٰقَ وَیَعۡقُوبَ أُو۟لِی ٱلۡأَیۡدِی وَٱلۡأَبۡصَـٰرِ"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق