الباحث القرآني
﴿فَأَنجَیۡنَـٰهُ وَٱلَّذِینَ مَعَهُۥ بِرَحۡمَةࣲ مِّنَّا﴾ - تفسير
٢٨١٠٥- عن عمرو بن شعيبٍ، عن أبيه، عن جدِّه، قال: لَمّا أوحى اللهُ إلى العقيم أن تَخرُجَ على قوم عادٍ، فتَنتَقمَ له منهم، فخرَجت بغيرِ كَيْلٍ على قدرِ منخرِ ثورٍ، حتى رجَفتِ الأرضُ ما بين المشرق والمغرب. فقال الخزّانُ: ربِّ، لن نُطيقَها، ولو خرَجت على حالِها لأهلَكتْ ما بين مشارق الأرض ومغاربِها. فأوحى الله إليها: أنِ ارْجِعي. فرجَعت، فخرَجت على قدرِ خرقِ الخاتم، وهي الحلقةُ، فأوحى الله إلى هودٍ أن يَعتزلَ بمَن معه من المؤمنين في حظيرة، فاعتزَلوا، وخطَّ عليهم خطًّا، وأقبَلتِ الريحُ، فكانت لا تدخُلُ حظيرة هودٍ، ولا تُجاوِزُ الخطَّ، إنّما يدخُلُ عليهم منها بقدرِ ما تَلَذُّ به أنفُسُهم، وتلينُ عليه الجلود، وإنّها لَتَمُرُّ مِن عادٍ بالظَّعْنِ بين السماء والأرض، فتَدْمَغُهم بالحجارة، وأوحى الله إلى الحيّات والعقارب أن تأخذَ عليهم الطرقَ، فلم تَدَعْ عادِيًّا يُجاوِزُهم[[عزاه السيوطي إلى إسحاق بن بشر، وابن عساكر.]]. (٦/٤٥١)
٢٨١٠٦- عن وهب بن مُنَبِّه، قال: لَمّا أرسل اللهُ الريح على عادٍ اعتزَل هودٌ ومَن معه من المؤمنين في حظيرةٍ، ما يُصيبُهم من الريح إلا ما تلِينُ عليه الجلودُ، وتَلْتَذُّه الأنفسُ، وإنها لَتَمُرُّ بالعاديِّ فتحمِلُه بين السماء والأرض، وتدمَغُه بالحجارة[[عزاه السيوطي إلى ابن عساكر.]]. (٦/٤٥١)
٢٨١٠٧- قال مقاتل بن سليمان: ﴿فأنجيناه﴾ يعني: هودًا، ﴿والذين معه﴾ من المؤمنين ﴿برحمة منا﴾ يعني: بنعمة مِنّا من العذاب[[تفسير مقاتل بن سليمان ٢/٤٥-٤٦.]]. (ز)
٢٨١٠٨- عن محمد بن إسحاق -من طريق سلمة- قال: واعتزل هو -فيما ذُكِر لي- ومن معه من المؤمنين في حظيرة، ما يصيبه ومن معه إلا ما تلين عليه الجلود، وتَلْتَذُّ الأنفس، وإنّها تَمُرُّ مِن عاد بالظَّعْنِ ما بين السماء والأرض، وتدمغهم بالحجارة[[أخرجه ابن أبي حاتم ٥/١٥١١.]]. (ز)
﴿وَقَطَعۡنَا دَابِرَ ٱلَّذِینَ كَذَّبُوا۟ بِـَٔایَـٰتِنَاۖ وَمَا كَانُوا۟ مُؤۡمِنِینَ ٧٢﴾ - تفسير
٢٨١٠٩- قال مقاتل بن سليمان: ﴿وقطعنا دابر﴾ يعني: أصل القوم ﴿الذين كذبوا بآياتنا﴾ يعني: بنزول العذاب، ﴿وما كانوا مؤمنين﴾ يعني: مُصَدِّقين بالعذاب أنّه نازِلٌ بهم، وهي الريح[[تفسير مقاتل بن سليمان ٢/٤٦.]]. (ز)
٢٨١١٠- عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- في قوله: ﴿وقطعنا دابر الذين كذبوا﴾، قال: اسْتَأْصَلْناهم[[أخرجه ابن جرير ١٠/٢٨١-٢٨٢، وابن أبي حاتم ٥/١٥١١ من طريق أصبغ بن الفرج.]]٢٥٦٤. (٦/٤٥١)
﴿وَقَطَعۡنَا دَابِرَ ٱلَّذِینَ كَذَّبُوا۟ بِـَٔایَـٰتِنَاۖ وَمَا كَانُوا۟ مُؤۡمِنِینَ ٧٢﴾ - آثار متعلقة بالقصة
٢٨١١١- عن الحارث بن حسان البكري، قال: قَدِمْتُ على رسول الله ﷺ، فمَرَرْتُ على امرأةٍ بالرَّبَذَة، فقالتْ: هل أنتَ حاملي إلى رسول الله ﷺ؟ قلتُ: نعم. فحملتها حتى قدمت المدينة، فدخلت المسجد، فإذا رسول الله ﷺ على المنبر، وإذا بلال مُتَقَلِّدٌ السيفَ، وإذا راياتٌ سود، قال: قلت: ما هذا؟ قالوا: عمرو بن العاص قدم من غزوته. فلمّا نزل رسول الله ﷺ مِن على منبره أتيتُه، فاستأذنتُ، فأُذِن لي، فقلتُ: يا رسول الله، إنّ بالباب امرأة من بني تميم، وقد سَأَلَتْنِي أن أحملها إليك. قال: يا بلال، ائذن لها. قال: فدخلتُ، فلما جلستُ قال لي رسول الله ﷺ: هل بينكم وبين تميم شيء؟ قلتُ: نعم، وكانت الدَّبْرَةُ[[أي: الدولة والظَّفَرُ والنُّصْرة، وتُفتح الباء وتُسكَّن. النهاية (دبر).]] عليهم، فإن رأيتَ أن تجعل الدَّهْناءَ[[موضع معروف ببلاد تميم. النهاية (دهن).]] بيننا وبينهم حاجِزًا فعلت. قال: تقول المرأة: فأين تضطرُّ مُضَرَك، يا رسول الله؟ قال: قلت: إنّ مَثَلي مَثَلُ مِعْزًى حَمَلَتْ حَتْفَها. قال: قلتُ: وحملتُكِ تكونين عَلَيَّ خصمًا؟ أعوذ بالله أن أكون كوافد عادٍ. فقال رسول الله ﷺ: «وما وافِد عاد؟». قال: قلتُ: على الخبير سقطتَ، إنّ عادًا قحطت، فبَعَثَتْ مَن يستسقي لها، فبعثوا رجالًا، فمَرُّوا على بكر بن معاوية، فسقاهم الخمر، وتَغَنَّتهم الجرادتان شهرًا، ثم فَصَلُوا من عنده، حتى أتوا جبال مَهَرةَ، فدَعَوْا، فجاءت سحابات، فنُودي منها: خذها رمادًا رمددا، لا تدع من عاد أحدا. قال: فسمعه، وكتمهم، حتى جاءهم العذاب[[أخرجه أحمد ٢٥/٣٠٤-٣٠٥ (١٥٩٥٣)، ٢٥/٣٠٦-٣٠٨ (١٥٩٥٤)، وابن جرير ١٠/٢٧٥-٢٧٦، ٢٧٦-٢٧٨، من طريق سلام بن سليمان، عن عاصم بن أبي النجود، عن أبي وائل، عن الحارث بن يزيد البكري به. قال ابن حجر في فتح الباري ٨/٥٧٩: «إسناده حسن». وقال الألباني في الضعيفة ٣/٣٧٣: «سند حسن».]]. (ز)
٢٨١١٢- عن علي بن أبي طالب -من طريق أبي الطُّفَيل عامر بن واثلة- قال: قبرُ هود بحضرموت، في كثيبٍ أحمر، عندَ رأسِه سِدْرةٌ[[أخرجه البخاري في تاريخه ١/١٣٥، وابن جرير ١٠/٢٦٨-٢٦٩، وابن عساكر ٣٦/١٣٨-١٣٩.]]٢٥٦٥. (٦/٤٥٣)
٢٨١١٣- عن أبي هريرة، قال: كان عُمُرُ هودٍ أربعَمائة واثنين وسبعين سنةً[[عزاه السيوطي إلى أبي الشيخ.]]. (٦/٤٥٤)
٢٨١١٤- عن الربيع بن خُثيم، قال: كانت عادٌ ما بينَ اليمن إلى الشام مِثْل الذَّرِّ[[أخرجه ابن أبي حاتم ٨/٢٧٩٢.]]. (٦/٤٤٧)
٢٨١١٥- عن عبد الرحمن بن عبد الله بن سابط الجمحي، قال: بين المقام والركن وزمزم قبرُ تسعة وسبعين نبيًّا، وإنّ قبر نوح وهود وشعيب وصالح وإسماعيل في تلك البقعة[[علَّقه ابن عساكر ٦٢/٢٨٨.]]. (٦/٤٥٢)
٢٨١١٦- عن زيد بن أسلمَ، قال: كان في الزمن الأول تمضي أربعُمائة سنةٍ ولم يُسْمَعْ فيها بجنازةٍ[[عزاه السيوطي إلى الزبير بن بكار.]]. (٦/٤٥٠)
٢٨١١٧- عن إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة، قال: ما يُعلَمُ قبرُ نبيٍّ مِن الأنبياء إلا ثلاثةً: قبر إسماعيل؛ فإنّه تحت المِيزاب بين الركن والبيت، وقبر هودٍ؛ فإنّه في حِقْفٍ، تحت جبل من جبال اليمن، عليه شجرةٌ، وموضعُه أشدُّ الأرض حَرًّا، وقبر رسول الله ﷺ، فإنّ هذه قبورُهم بحقٍّ[[أخرجه ابن سعد ١/٥٢. وعزاه السيوطي إلى ابن عساكر.]]. (٦/٤٥٣)
٢٨١١٨- عن عثمان بن أبي العاتكة، قال: قِبلةُ مسجد دمشق قبرُ هود ﵇[[علَّقه ابن عساكر ٢/٢٦٠.]]. (٦/٤٥٣)
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.