الباحث القرآني
﴿بَلِ ٱلسَّاعَةُ مَوۡعِدُهُمۡ وَٱلسَّاعَةُ أَدۡهَىٰ وَأَمَرُّ ٤٦﴾ - نزول الآية
٧٣٩٣٥- عن عائشة، قالت: نزل على محمد ﷺ بمكة، وإني لَجارية ألعب: ﴿بَلِ السّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ والسّاعَةُ أدْهى وأَمَرُّ﴾[[أخرجه البخاري ٦/١٤٣-١٤٤ (٤٨٧٦)، ٦/١٨٥ (٤٩٩٣).]]. (١٤/٨٦)
﴿بَلِ ٱلسَّاعَةُ مَوۡعِدُهُمۡ وَٱلسَّاعَةُ أَدۡهَىٰ وَأَمَرُّ ٤٦﴾ - تفسير الآية
٧٣٩٣٦- عن الحسن البصري: ﴿والسّاعَةُ أدْهى﴾ مِن تلك الأخذات التي أهلك بها الأمم السالفة، ﴿وأَمَرُّ﴾ أي: وأشدُّ[[ذكره يحيى بن سلام -كما في تفسير ابن أبي زمنين ٤/٣٢٣-.]]. (ز)
٧٣٩٣٧- عن الحسن البصري -من طريق المبارك بن فَضالة- في قوله: ﴿فهل ينتظرون إلا مثل أيام الذين خلوا من قبلهم﴾ [يونس:١٠٢]، قال: خُوِّفوا بالعذاب، ثم قال: ﴿بل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمر﴾[[أخرجه أبو حاتم الرازي في الزهد ص٤٢.]]. (ز)
٧٣٩٣٨- عن شَهْر بن حَوْشَب -من طريق عمرو بن مُرة- قال: إنْ هذه الأمةُ بهلاك، إنما موعدهم الساعة. ثم قرأ: ﴿أكُفّارُكُمْ خَيْرٌ مِن أُولَئِكُمْ﴾ إلى قوله: ﴿والسّاعَةُ أدْهى وأَمَرُّ﴾[[أخرجه ابن جرير ٢٢/١٥٩، والباء في قوله: «بهلاك» بمعنى: إلى، و«إن» نافية.]]. (ز)
٧٣٩٣٩- عن محمد بن كعب القُرَظيّ، في قوله: ﴿والسّاعَةُ أدْهى وأَمَرُّ﴾ قال: ذكر الله قوم نوح وما أصابهم من العذاب، وذكر عادًا وما أصابهم من الرّيح، وذكر ثمود وما أصابهم من الصيحة، وذكر قوم لوط وما أصابهم من الحجارة، وذكر آل فرعون وما أصابهم من الغرق، فقال: ﴿أكُفّارُكُمْ خَيْرٌ مِن أُولَئِكُمْ أمْ لَكُمْ بَراءَةٌ فِي الزُّبُرِ﴾ إلى قوله: ﴿والسّاعَةُ أدْهى وأَمَرُّ﴾ يعني: أدهى مما أصاب أولئك وأمرّ[[عزاه السيوطي إلى سعيد بن منصور، وابن المنذر.]]. (١٤/٨٨)
٧٣٩٤٠- قال مقاتل بن سليمان: ثم أوعدهم، فقال: ﴿بَلِ السّاعَةُ﴾ يعني: يوم القيامة ﴿مَوْعِدُهُمْ﴾ بعد القتل، ﴿والسّاعَةُ﴾ يعني: والقيامة ﴿أدْهى﴾ يعني: أقطع[[كذا في المصدر، ولعلها: أفظع.]] ﴿وأَمَرُّ﴾ من القتل. يقول: القتل يسيرٌ ببدر، ولكن عذاب جهنم أدهى وأمرُّ عليهم من قتْل بدر[[تفسير مقاتل بن سليمان ٤/١٨٤.]]. (ز)
﴿بَلِ ٱلسَّاعَةُ مَوۡعِدُهُمۡ وَٱلسَّاعَةُ أَدۡهَىٰ وَأَمَرُّ ٤٦﴾ - آثار متعلقة بالآية
٧٣٩٤١- عن أبي هريرة، عن النبيّ ﷺ، قال: «بادِروا بالأعمال سبعًا: ما ينتظر أحدكم إلا غنًى مُطْغِيًا، أو فقرًا مُنسِيًا، أو مرضًا مُفسِدًا، أو هرَمًا مُفْنِدًا[[الفند في الأصل: الكذب. ثم قالوا للشيخ إذا هرم: قد أفند. لأنه يتكلم بالحرف من الكلام عن سنن الصحة. وأفنده الكبر: إذا أوقعه في الفند. النهاية (فند).]]، أو موتًا مُجهزًا، أو الدَّجّال، والدَّجّال شر غائب يُنتظر، أو الساعة، والساعة أدهى وأمرّ»[[أخرجه الترمذي ٤/٣٤٧-٣٤٨ (٢٤٥٩)، والثعلبي ٩/١٧٠، من طريق أبي مصعب، عن محرر بن هارون، عن عبد الرحمن الأعرج، عن أبي هريرة به. قال الترمذي: «هذا حديث حسن غريب؛ لا نعرفه من حديث الأعرج، عن أبي هريرة، إلا من حديث محرز بن هارون». وقال ابن القيسراني في ذخيرة الحفاظ ٢/١٠٩٠ (٢٣١٣): «محرز متروك الحديث». وقال المنذري في الترغيب والترهيب ٤/١٢٤-١٢٥ (٥٠٨٠): «رواه الترمذي من رواية محرر، ويقال محرز -بالزاي-، وهو واهٍ، عن الأعرج عنه». وقال الألباني في الضعيفة ٤/١٦٣ (١٦٦٦): «ضعيف».]]. (١٤/٨٨)
٧٣٩٤٢- عن معقل، عن النبيِّ ﷺ، قال: «إنّ الله جعل عقوبة هذه الأمة السيف، وجعل موعدهم الساعة، والساعة أدهى وأمرّ»[[أخرجه الطبراني في الكبير ٢٠/٢٠٢ (٤٦٠)، من طريق عبد الله بن عيسى، عن يونس بن عبيد، عن الحسن، عن معقل بن يسار به. وأورده الديلمي في الفردوس ٣/٥٤ (٤١٤٠). قال الهيثمي في المجمع ٧/٢٢٤ (١١٩٨٦): «فيه عبد الله بن عيسى الخزاز، وهو ضعيف».]]. (١٤/٨٩)
٧٣٩٤٣- عن عبد الله بن عباس -من طريق عكرمة- أنه حدّثهم، قال: بَينا أنا عند عمر بن الخطاب، وهو خليفة، وهو يعرض الناس على ديوانهم؛ إذ مرّ به شيخٌ كبير أعمى، يَجْبِذُه قائده جَبْذًا شديدًا، فقال عمر حين رآه: ما رأيتُ كاليوم منظرًا أسوأ. فقال رجل من القوم جالس عنده: وما تعرف هذا، يا أمير المؤمنين؟ قال: لا. قال: هذا ابن ضبعا السّلمي، ثم البهزي، الذي بَهَلَه بُرَيْقٌ[[أي: الذي لَعَنه ودعا عليه رجل اسمه بُرَيْقٌ. لسان العرب (بهل).]]، فقال عمر: قد عرفتُ أن بُرَيقًا لقب، فما اسم الرجل؟ قالوا: عِياض. قال: فدُعي له، فقال: أخبِرني خبرك وخبر بني ضبعا. قال: يا أمير المؤمنين، أمرٌ من أمر الجاهلية قد انقضى شأنه، وقد جاء الله ﷿ بالإسلام. فقال عمر: اللهم، غُفرًا، ما كنّا أحقّ بأن نتحدّث بأمر الجاهلية منذ أكرمنا الله بالإسلام، حدّثنا حديثك وحديثهم. قال: يا أمير المؤمنين، كانوا بني ضبعا عشرة، فكنت ابنَ عم لهم لم يبق من بني أبي غيري، وكنت لهم جارًا، وكانوا أقرب قومي لي نسبًا، وكانوا يضطهدونني ويظلمونني، ويأخذون مالي بغير حقّه، فذكّرتُهم الله والرَّحِم والجوار إلا ما كفّوا عني، فلم يمنعني ذلك منهم، فأمهلتُهم حتى إذا دخل الشهر الحرام رفعتُ يدي إلى السماء، ثم قلتُ: لاهمَّ أدعوك دعاء جاهدا اقتل بني الضبعاء إلا واحدا ثم اضرب الرجل فذره قاعدا أعمى إذا ما قيد عنى القائدا فتتابع منهم تسعة في عامهم موتًا، وبقي هذا معي، ورماه الله في رجليه بما ترى، فقائده يلقى منه ما رأيتَ، فقال عمر: سبحان الله، إنّ هذا للعجب. فقال رجل من القوم: يا أمير المؤمنين، فشأن أبي تَقاصُفٍ الهذلي ثم الخُناعِيُّ أعجب من هذا، قال: وكيف كان شأنه؟ قال: كان لأبي تَقاصُف تسعة هو عاشرهم، وكان لهم ابن عمٍّ هو منهم بمنزلة عياض من بني ضبعا، فكانوا يظلمونه ويضطهدونه، ويأخذون ماله بغير حقّ، فذكّرهم الله والرَّحِم إلا ما كفّوا عنه، فلم يمنعه ذلك منهم، فأمهلهم حتى إذا دخل الشهر الحرام رفع يديه إلى الله ﷿، ثم قال: لاهمَّ ربّ كل امرئ آمن وخائف وسامع هتاف كل هاتف إنّ الخناعي أبا تقاصف لم يعطني الحق ولم يناصف فاجمع له الأحبة الألاطف بين كَرّانَ ثم والنواصف قال: فتدلّوا حيث وصف في قَليبٍ لهم يُصلحونه، فتهوّر عليهم جميعًا، فإنه لَقبر لهم جميعًا إلى يومهم هذا، فقال عمر: سبحان الله، إنّ هذا للعجب! فقال رجل من القوم: يا أمير المؤمنين، فشأن بني المؤمّل مِن بني نصر أعجب من هذا كلّه. قال: وكيف كان شأن بني مؤمّل؟ قال: كان لهم ابن عمٍّ، وكان بنو أبيه قد هلكوا، فألجأ ماله إليهم ونفسه ليمنعوه، فكانوا يظلمونه ويضطهدونه، ويأخذون ماله بغير حقٍّ، فكلّمهم، فقال: يا بني مؤمّل، إني قد اخترتكم على مَن سواكم، وأضفتُ إليكم مالي ونفسي لتمنعوني، فظلمتموني، وقطعتم رحمي، وأكلتم مالي، وأسأتم جواري، فأذكركم الله والرَّحِم والجوار إلا ما كففتم عنِّي. فقام رجل يقال له: رباح، فقال: يا بني مؤمّل، قد صدق -واللهِ- ابنُ عمكم، فاتقوا الله فيه، فإنّ له رحِمًا وجوارًا، وإنّه قد اختاركم على غيركم من قومكم، فلم يمنعه ذلك منكم، فأمهلهم، حتى إذا دخل الشهر الحرام خرجوا أعمارًا، فرفع يديه إلى الله ﷿ في أدبارهم، وقال: لاهم زِلْهُمْ عن بني مؤمّل وارمِ على أقفائهم بمنكل بصخرة أو عرض جيش جَحْفل إلا رباحًا إنه لم يفعل فبينما هم نزولٌ إلى جبل في بعض طريقهم أرسل الله صخرةً مِن الجبل تجُرّ ما مرّت به من حجرٍ أو صخر، حتى دكّتهم دكّة واحدة، إلا رباحًا وأهل جنابه إنه لم يفعل، فقال عمر: سبحان الله، إنّ هذا للعجب! لم يَرَوْن أن هذا كان يكون؟ قالوا: أنت -يا أمير المؤمنين- أعلم. قال: أما إني قد علمتُ لِمَ كان ذلك، كان الناس أهل جاهلية، لا يَرجُون جنةً ولا يخافون نارًا، ولا يعرفون بعثًا ولا قيامة، فكان الله تعالى يستجيب للمظلوم منهم على الظالم ليدفع بذلك بعضهم عن بعض، فلمّا أعلم الله تعالى العباد معادهم، وعرفوا الجنة والنار والبعث والقيامة، قال: ﴿بَلِ السّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ والسّاعَةُ أدْهى وأَمَرُّ﴾، فكانت النظرة والمدّة والتأخير إلى ذلك اليوم[[أخرجه ابن أبي الدنيا في مجابي الدعوة ٢/٣٢٠ (٢٠)، كما أخرجه عبد الرزاق في تفسيره عند هذه الآية ٢/٢٥٩-٢٦٠ مختصرًا، عن معمر، عن ناس من أصحابه، عن بعض أهل الكوفة.]]. (ز)
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.