الباحث القرآني

القَوْلُ في تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعالى: [٤٥ - ٤٦] ﴿سَيُهْزَمُ الجَمْعُ ويُوَلُّونَ الدُّبُرَ﴾ ﴿بَلِ السّاعَةُ مَوْعِدُهم والسّاعَةُ أدْهى وأمَرُّ﴾ [القمر: ٤٦] ﴿سَيُهْزَمُ الجَمْعُ﴾ يَعْنِي جَمْعُ كُفّارِ قُرَيْشٍ ﴿ويُوَلُّونَ الدُّبُرَ﴾ أيْ: يُوَلُّونَ أدْبارَهُمُ المُؤْمِنِينَ بِاللَّهِ عِنْدَ انْهِزامِهِمْ. وإفْرادُ الدُّبُرِ لِإرادَةِ الجِنْسِ، أوْ رِعايَةِ الفَواصِلِ، ومُشاكَلَةِ قَرائِنِهِ. وقَدْ وقَعَ ذَلِكَ يَوْمَ بَدْرٍ، وهو مِن دَلائِلِ النُّبُوَّةِ؛ لِأنَّ الآيَةَ مَكِّيَّةٌ، فَفِيها إخْبارٌ عَنِ الغَيْبِ، وهو مِن مُعْجِزاتِ القُرْآنِ. ﴿بَلِ السّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ﴾ [القمر: ٤٦] قالَ ابْنُ جَرِيرٍ: ما الأمْرُ كَما يَزْعُمُ هَؤُلاءِ المُشْرِكُونَ مِن أنَّهم لا يُبْعَثُونَ بَعْدَ مَماتِهِمْ، بَلِ السّاعَةُ مَوْعِدُهم لِلْبَعْثِ والعِقابِ. ﴿والسّاعَةُ أدْهى وأمَرُّ﴾ [القمر: ٤٦] أيْ: أعْظَمُ داهِيَةً، وهي الأمْرُ المُنْكَرُ الَّذِي لا يُهْتَدى لِدَوائِهِ. وأمَرُّ مَذاقًا، أوْ أشَدُّ عَلَيْهِمْ مِنَ الهَزِيمَةِ الَّتِي سَيُهْزَمُونَها، إذا التَقَوْا مَعَ المُؤْمِنِينَ لِلْقِتالِ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب