الباحث القرآني

قَوْلُهُ تَعالى: ﴿أمْ يَقُولُونَ نَحْنُ جَمِيعٌ مُنْتَصِرٌ﴾ (p-٨٦)أخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، وابْنُ مَنِيعٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ مَرْدُويَهْ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ في قَوْلِهِ: ﴿سَيُهْزَمُ الجَمْعُ ويُوَلُّونَ الدُّبُرَ﴾ قالَ: كانَ ذَلِكَ يَوْمَ بَدْرٍ، قالُوا: نَحْنُ جَمِيعٌ مُنْتَصِرٌ فَنَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ. وأخْرَجَ البُخارِيُّ، والنَّسائِيُّ، وابْنُ المُنْذِرِ، والطَّبَرانِيُّ، وأبُو نُعَيْمٍ في «الدَّلائِلِ»، وابْنُ مَرْدُويَهْ، والبَيْهَقِيُّ في «الأسْماءِ والصِّفاتِ» عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ «أنَّ النَّبِيَّ ﷺ قالَ وهو في قُبَّةٍ لَهُ يَوْمَ بَدْرٍ: «أنْشُدُكَ عَهْدَكَ ووَعْدَكَ، اللَّهُمَّ إنْ شِئْتَ لَمْ تَعْبُدْ بَعْدَ اليَوْمِ أبَدًا» فَأخَذَ أبُو بَكْرٍ بِيَدِهِ فَقالَ: حَسْبُكَ يا رَسُولَ اللَّهِ، ألْحَحْتَ عَلى رَبِّكَ، فَخَرَجَ وهو يَثِبُ في الدِّرْعِ، وهو يَقُولُ: ﴿سَيُهْزَمُ الجَمْعُ ويُوَلُّونَ الدُّبُرَ﴾ ﴿بَلِ السّاعَةُ مَوْعِدُهم والسّاعَةُ أدْهى وأمَرُّ﴾ [القمر»: ٤٦] . وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، وابْنُ جَرِيرٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ «أنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ كانَ يَثِبُ في الدِّرْعِ يَوْمَ بَدْرٍ ويَقُولُ: «هُزِمَ الجَمْعُ ووَلَّوُا الدُّبُرَ»» . وأخْرَجَ البُخارِيُّ، عَنْ عائِشَةَ قالَتْ: «نَزَلَ عَلى مُحَمَّدٍ ﷺ – بِمَكَّةَ، وإنِّي لَجارِيَةٌ ألْعَبُ: ﴿بَلِ السّاعَةُ مَوْعِدُهم والسّاعَةُ أدْهى وأمَرُّ﴾ [القمر»: ٤٦] . وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ، والطَّبَرانِيُّ في «الأوْسَطِ»، وابْنُ مَرْدُويَهْ، عَنْ (p-٨٧)أبِي هُرَيْرَةَ قالَ: «أنْزَلَ اللَّهُ عَلى نَبِيِّهِ – ﷺ - بِمَكَّةَ قَبْلَ يَوْمِ بَدْرٍ: ﴿سَيُهْزَمُ الجَمْعُ ويُوَلُّونَ الدُّبُرَ﴾ فَقالَ عُمَرُ بْنُ الخَطّابِ: قُلْتُ: يا رَسُولَ اللَّهِ، أيُّ جَمْعٍ سَيُهْزَمُ؟! فَلَمّا كانَ يَوْمُ بَدْرٍ وانْهَزَمَتْ قُرَيْشٌ نَظَرْتُ إلى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ في آثارِهِمْ مُصْلِتًا بِالسَّيْفِ، وهو يَقُولُ: ﴿سَيُهْزَمُ الجَمْعُ ويُوَلُّونَ الدُّبُرَ﴾، فَكانَتْ لِيَوْمِ بَدْرٍ، فَأنْزَلَ اللَّهُ فِيهِمْ: ﴿حَتّى إذا أخَذْنا مُتْرَفِيهِمْ بِالعَذابِ﴾ [المؤمنون: ٦٤] الآيَةَ [المُؤْمِنُونَ: ٦٤]، وأنْزَلَ اللَّهُ: ﴿ألَمْ تَرَ إلى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْرًا﴾ [إبراهيم: ٢٨] الآيَةَ [إبْراهِيمَ: ٢٨]، ورَماهم رَسُولُ اللَّهِ ﷺ فَوَسِعَتْهُمُ الرَّمْيَةُ، ومَلَأتْ أعْيُنَهم وأفْواهَهُمْ، حَتّى إنَّ الرَّجُلَ لِيُقْتَلُ وهو يُقَذِّي عَيْنَيْهِ وفاهُ، فَأنْزَلَ اللَّهُ: ﴿وما رَمَيْتَ إذْ رَمَيْتَ ولَكِنَّ اللَّهَ رَمى﴾ [الأنفال: ١٧] [الأنْفالِ»: ١٧] . وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزّاقِ، وابْنُ أبِي شَيْبَةَ، وابْنُ راهُويَهْ، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، وابْنُ مَرْدُويَهْ، عَنْ عِكْرِمَةَ قالَ: «لَمّا نَزَلَتْ: ﴿سَيُهْزَمُ الجَمْعُ ويُوَلُّونَ الدُّبُرَ﴾ قالَ عُمَرُ: جَعَلْتُ أقُولُ: أيُّ جَمْعٍ سَيُهْزَمُ؟! فَلَمّا كانَ يَوْمُ بَدْرٍ رَأيْتُ النَّبِيَّ ﷺ يَثِبُ في الدِّرْعِ وهو يَقُولُ: ﴿سَيُهْزَمُ الجَمْعُ ويُوَلُّونَ الدُّبُرَ﴾ فَعَرَفْتُ تَأْوِيلَها يَوْمَئِذٍ» . وأخْرَجَهُ ابْنُ جَرِيرٍ ومِن وجْهٍ آخَرَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ مَوْصُولًا. (p-٨٨)وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، عَنْ أبِي العالِيَةِ: ﴿سَيُهْزَمُ الجَمْعُ ويُوَلُّونَ الدُّبُرَ﴾ قالَ: يَوْمَ بَدْرٍ. وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، عَنْ قَتادَةَ، قالَ: ذُكِرَ لَنا «أنَّ النَّبِيَّ ﷺ قالَ يَوْمَ بَدْرٍ: «هُزِمُوا ووَلَّوُا الدُّبُرَ»» . وأخْرَجَ سَعِيدُ بْنُ مَنصُورٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ في قَوْلِهِ: ﴿والسّاعَةُ أدْهى وأمَرُّ﴾ قالَ: ذَكَرَ اللَّهُ قَوْمَ نُوحٍ وما أصابَهم مِنَ العَذابِ، وذَكَرَ عادًا وما أصابَهم مِنَ الرِّيحِ، وذَكَرَ ثَمُودَ وما أصابَهم مِنَ الصَّيْحَةِ، وذَكَرَ قَوْمَ لُوطٍ وما أصابَهم مِنَ الحِجارَةِ، وذَكَرَ آلَ فِرْعَوْنَ وما أصابَهم مِنَ الغَرَقِ فَقالَ: ﴿أكُفّارُكم خَيْرٌ مِن أُولَئِكم أمْ لَكم بَراءَةٌ في الزُّبُرِ﴾ [القمر: ٤٣] إلى قَوْلِهِ: ﴿والسّاعَةُ أدْهى وأمَرُّ﴾ يَعْنِي أدْهى مِمّا أصابَ أُولَئِكَ وأمَرُّ. وأخْرَجَ ابْنُ المُبارَكِ في «الزُّهْدِ» والتِّرْمِذِيُّ وحَسَّنَهُ، والحاكِمُ وصَحَّحَهُ، والبَيْهَقِيُّ في «شُعَبِ الإيمانِ»، وابْنُ مَرْدُويَهْ، عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قالَ: ««بادِرُوا بِالأعْمالِ سَبْعًا، ما يَنْتَظِرُ أحَدُكم إلّا غِنًى مُطْغِيًا، أوْ فَقْرًا مُنْسِيًّا، أوْ مَرَضًا مُفْسِدًا، أوْ هَرَمًا مُفْنِدًا، أوْ مَوْتًا مُجْهِزًا، أوِ الدَّجّالَ، والدَّجّالُ شَرُّ غائِبٍ يُنْتَظَرُ، أوِ السّاعَةَ: ﴿والسّاعَةُ أدْهى وأمَرُّ﴾ [القمر»: ٤٦] . (p-٨٩)وأخْرَجَ ابْنُ مَرْدُويَهْ، عَنْ مَعْقِلٍ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قالَ: ««إنَّ اللَّهَ جَعَلَ عُقُوبَةَ هَذِهِ الأُمَّةِ السَّيْفَ، وجَعَلَ مَوْعِدَهُمُ السّاعَةَ، ﴿والسّاعَةُ أدْهى وأمَرُّ﴾ [القمر»: ٤٦] .
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب