الباحث القرآني
﴿ٱلنَّارُ یُعۡرَضُونَ عَلَیۡهَا غُدُوࣰّا وَعَشِیࣰّاۚ﴾ - تفسير
٦٨١٠٦- عن عبد الله بن عمر، قال: قال رسول الله ﷺ: «إنّ أحدكم إذا مات عُرض عليه مَقعده مِن الغَداة والعشيّ، إن كان مِن أهل الجنة فمِن أهل الجنة، وإن كان مِن أهل النار فمِن أهل النار، يُقال: هذا مَقعدك حتى يبعثك الله يوم القيامة». ثم قرأ: ﴿النّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْها غُدُوًّا وعَشِيًّا﴾[[أخرجه البخاري ٢/٩٩-١٠٠ (١٣٧٩)، ٤/١١٧ (٣٢٤٠)، ٨/١٠٧ (٦٥١٥)، ومسلم ٤/٢١٩٩ (٢٨٦٦)، كلاهما دون ذكر الآية. وعزاه السيوطي إلى ابن مردويه بذكر الآية.]]. (١٣/٤٦)
٦٨١٠٧- عن أبي سعيد الخدري، أنّ رسول الله ﷺ ذكر في حديثٍ ليلة أُسري به: «أنه أتى على سابِلَة[[السابلة: الطَّرِيق المسلوك. المعجم الوسيط (سبل).]] آلِ فرعون، حيث يُنطلَق بهم إلى النار يُعرَضون عليها غُدوًّا وعشيًّا؛ فإذا رأوها قالوا: ربَّنا، لا تقومنّ الساعة. لِما يرون من عذاب الله»[[أخرجه يحيى بن سلام ١/١٠٥-١٠٨ مطولًا، وفي تفسير ابن أبي زمنين ٤/١٣٦ مختصرًا، من طريق حماد، عن أبي هارون العبدي، عن أبي سعيد الخدري به. إسناده ضعيف جدًّا؛ فيه أبو هارون العبدي، وهو عمارة بن جوين، قال عنه ابن حجر في التقريب (٤٨٤٠): «متروك، ومنهم مَن كذّبه».]]. (ز)
٦٨١٠٨- عن عبد الله بن مسعود -من طريق الأعمش- قال: أرواح الشهداء في أجواف طير خُضر، تسْرح بهم في الجنة حيث شاءوا، وإن أرواح وِلدان المؤمنين في أجواف عصافير، تسْرح في الجنة حيث شاءت، وإنّ أرواح آل فرعون في أجواف طير سُود، تغدو على جهنَّم وتروح، فذلك عرْضها[[أخرجه عبد الرزاق ٢/١٨٢ مختصرًا. وعزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم.]]. (١٣/٤٤)
٦٨١٠٩- عن عبد الله بن مسعود -من طريق هُزيل بن شُرحْبِيل- قال: إنّ أرواح آل فرعون في أجواف طير سُود، تُعرَض على النار كلَّ يوم مرتين، يُقال: يا آل فرعون، هذه داركم[[أخرجه عبد الرزاق ٢/١٨٢.]]. (ز)
٦٨١١٠- عن أبي هريرة -من طريق ميمون بن أبي ميسرة-: أنّه كان له صرختان في كل يوم غُدوة وعشيّةً، كان يقول أول النهار: ذهب الليلُ وجاء النهار، وعُرِض آلُ فرعون على النار. فلا يسمع أحدٌ صوتَه إلا استعاذ بالله من النار، وإذا كان العشيُّ قال: ذهب النهارُ وجاء الليل، وعُرض آل فرعون على النار. فلا يسمع أحدٌ صوتَه إلا استعاذ بالله من النار[[أخرجه سعيد بن منصور في سننه -التفسير ٧/٢٢١ (١٨٨٢). وعزاه السيوطي إلى عبد بن حُمَيد، وابن المنذر، والبيهقي في شعب الإيمان.]]. (١٣/٤٥)
٦٨١١١- عن الهُزَيْل بن شُرَحْبِيل -من طريق أبي قيس الأودي- قال: إنّ أرواح آل فرعون في أجواف طير سُود، تغدو وتروح على النار، فذلك عرْضها، وأرواح الشهداء في أجواف طير خُضر، وأولاد المسلمين الذين لم يبلغوا الحِنث، عصافير الجنة ترعى وتسْرح[[أخرجه سفيان الثوري ص٢٦٣، وابن أبي شيبة ١٣/١٦٥-١٦٦، وهناد (٣٦٦)، وابن جرير ٢٠/٣٣٧. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حُمَيد.]]. (١٣/٤٤)
٦٨١١٢- عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح- في قوله: ﴿يُعْرَضُونَ عَلَيْها غُدُوًّا وعَشِيًّا﴾، قال: ما كانت الدنيا تُعْرَضُ أرواحُهم[[أخرجه ابن جرير ٢٠/٣٣٩. وذكره يحيى بن سلام -كما في تفسير ابن أبي زمنين ٤/١٣٦-. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حُمَيد، وابن المنذر.]]. (١٣/٤٥)
٦٨١١٣- عن الضَّحّاك بن مُزاحِم، أنّه سُئِل عن أرواح الشهداء. قال: تُجعَل أرواحهم في أجواف طير خُضر، تسرح في الجنة، وتأوي بالليل إلى قناديل مِن ذهب معلّقة بالعرش، فتأوي فيها. قيل: فأرواح الكفار؟ قال: تؤخذ أرواحهم، فتُجعَل في أجواف طير سُود، تغدو وتروح على النار. ثم قرأ هذه الآية: ﴿النّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْها غُدُوًّا وعَشِيًّا﴾[[عزاه السيوطي إلى عبد بن حُمَيد.]]. (١٣/٤٤)
٦٨١١٤- عن عكرمة مولى ابن عباس= (ز)
٦٨١١٥- ومحمد بن كعب القُرَظي: أنّ هذه الآية: ﴿النّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْها غُدُوًّا وعَشِيًّا﴾ تدُلُّ على عذاب القبر؛ لأن الله تعالى ميَّز عذاب الآخرة فقال: ﴿ويَوْمَ تَقُومُ السّاعَةُ أدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أشَدَّ العَذابِ﴾[[تفسير الثعلبي ٨/٢٧٨.]]. (ز)
٦٨١١٦- عن محمد بن كعب القُرَظي -من طريق سليمان بن حميد- يقول: ليس في الآخرة ليلٌ ولا نصف نهار، وإنما هو بُكرة وعشيّ، وذلك في القرآن في آل فرعون: ﴿يُعْرَضُونَ عَلَيْها غُدُوًّا وعَشِيًّا﴾، وكذلك قال لأهل الجنة: ﴿ولَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيها بُكْرَةً وعَشِيًّا﴾ [مريم:٦٢][[أخرجه ابن جرير ٣/٣٣٨.]]٥٦٩٨. (ز)
٦٨١١٧- عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- في قوله: ﴿النّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْها غُدُوًّا وعَشِيًّا﴾، قال: صباحًا ومساء، يُقال لهم: آلَ فرعونَ، هذه منازلكم، فانظروا إليها. توبيخًا، ونِقمة، وصَغارًا[[أخرجه ابن جرير ٢٠/٣٣٩. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حُمَيد، وابن المنذر.]]. (١٣/٤٥)
٦٨١١٨- قال قتادة بن دعامة= (ز)
٦٨١١٩- ومحمد بن السّائِب الكلبي: ﴿النّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْها غُدُوًّا وعَشِيًّا﴾ تُعرض رُوح كلِّ كافر على النار بُكرةً وعشيًّا ما دامت الدنيا[[تفسير البغوي ٧/١٥١.]]. (ز)
٦٨١٢٠- عن إسماعيل السُّدّيّ -من طريق أسباط- قال: ﴿النّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْها غُدُوًّا وعَشِيًّا﴾، بلغني: أنّ أرواح قوم فرعون في أجواف طير سُود، تُعرَض على النار غُدُوًّا وعَشِيًّا، حتى تقوم الساعة[[أخرجه ابن جرير ٢٠/٣٣٨.]]. (ز)
٦٨١٢١- قال مقاتل بن سليمان: قوله تعالى: ﴿النّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْها غُدُوًّا وعَشِيًّا﴾ وذلك أنّ أرواح آل فرعون ورُوحَ كل كافر تُعرَض على منازلها كل يوم مرتين؛ غُدوًّا وعشيًّا، ما دامت الدنيا. ثم أخبر بمستقرّهم في الآخرة، فقال: ﴿ويَوْمَ تَقُومُ السّاعَةُ﴾ يعني: القيامة، يقال: ﴿أدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أشَدَّ العَذابِ﴾ يعني: أشد عذاب المشركين[[تفسير مقاتل بن سليمان ٣/٧١٥.]]. (ز)
٦٨١٢٢- عن الأوزاعي -من طريق حماد بن محمد الفزاري البلخي- أنّه سأله رجلٌ: يا أبا عمرو، إنّا نرى طيرًا سودًا تخرج مِن البحر فَوْجًا فَوْجًا، لا يعلم عددُها إلا الله، فإذا كان العشيّ عاد مثلها بِيضًا. قال: وفطِنتم لذلك؟ قالوا: نَعم. قال: تلك في حواصلها أرواحُ آل فرعون، يُعرضون عليها غُدوًّا وعشيًّا، فترجع وُكُورَها وقد احترقت رِياشُها وصارت سوداء، فيَنبُت عليها ريش أبيض، وتتناثر السُّود، ثم تُعرض على النار، ثم ترجع إلى وُكورها، فذلك دأْبهم في الدنيا، فإذا كان يوم القيامة قال الله: ﴿أدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أشَدَّ العَذابِ﴾. قال: وكانوا يقولون: إنهم ستمائة ألف مقاتل[[أخرجه ابن أبي الدنيا في كتاب مَن عاش بعد الموت ص٤٨، وابن جرير ٢٠/٣٣٨ بنحوه، والثعلبي ٨/٢٧٨.]]٥٦٩٩. (١٣/٤٥)
﴿وَیَوۡمَ تَقُومُ ٱلسَّاعَةُ أَدۡخِلُوۤا۟ ءَالَ فِرۡعَوۡنَ أَشَدَّ ٱلۡعَذَابِ ٤٦﴾ - قراءات
٦٨١٢٣- عن عبد الله بن مسعود، قال: قرأ رسولُ الله ﷺ: ﴿أدْخِلُواْ آلَ فِرْعَوْنَ أشَدَّ العَذابِ﴾ قراءة مقطوعة الألف[[سيأتي لفظه بتمامه مع تخريجه في الآثار المتعلقة بالآية. وهي قراءة متواترة، قرأ بها العشرة ما عدا ابن كثير، وأبا عمرو، وابن عامر، وأبا بكر؛ فإنهم قرؤوا: ‹ادْخُلُواْ› بوصل الهمزة، وضم الخاء. انظر: النشر ٢/٣٦٥، والإتحاف ص٤٨٦.]]٥٧٠٠. (١٣/٤٦)
﴿وَیَوۡمَ تَقُومُ ٱلسَّاعَةُ أَدۡخِلُوۤا۟ ءَالَ فِرۡعَوۡنَ أَشَدَّ ٱلۡعَذَابِ ٤٦﴾ - تفسير الآية
٦٨١٢٤- قال عبد الله بن عباس: ﴿أدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أشَدَّ العَذابِ﴾ يريد: ألوان العذاب غير الذي كانوا يُعذّبون به مُنذُ أُغرِقوا[[تفسير البغوي ٧/١٥١.]]٥٧٠١. (ز)
﴿وَیَوۡمَ تَقُومُ ٱلسَّاعَةُ أَدۡخِلُوۤا۟ ءَالَ فِرۡعَوۡنَ أَشَدَّ ٱلۡعَذَابِ ٤٦﴾ - آثار متعلقة بالآية
٦٨١٢٥- عن عبد الله بن مسعود، عن النبي ﷺ، قال: «ما أحسن محسن، مسلم أو كافر، إلا أثابه الله». قلنا: يا رسول الله، ما إثابة الكافر؟ قال: «المال، والولد، والصِّحة، وأشباه ذلك». قلنا: وما إثابته في الآخرة؟ قال: «عذابًا دون العذاب». وقرأ رسول الله ﷺ: ﴿أدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أشَدَّ العَذابِ﴾ قراءة مقطوعة الألف[[أخرجه الحاكم ٢/٢٧٨ (٣٠٠١). قال الحاكم: «هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه». وتعقّبه الذهبي في التلخيص بقوله: «عتبة بن يقظان واهٍ». وقال البيهقي في شعب الإيمان ١/٤٤٤ (٢٧٧): «في إسناده مَن لا يُحتجّ به». وقال ابن حجر في الفتح ١١/٤٣٢: «سنده ضعيف». وقال الألباني في الضعيفة ١٤/٤٤١ (٦٧٠١): «منكر بمرة».]]. (١٣/٤٦)
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.