الباحث القرآني
﴿وَمَا یَسۡتَوِی ٱلۡأَعۡمَىٰ وَٱلۡبَصِیرُ ١٩ وَلَا ٱلظُّلُمَـٰتُ وَلَا ٱلنُّورُ ٢٠ وَلَا ٱلظِّلُّ وَلَا ٱلۡحَرُورُ ٢١ وَمَا یَسۡتَوِی ٱلۡأَحۡیَاۤءُ وَلَا ٱلۡأَمۡوَ ٰتُۚ﴾ - تفسير
٦٣٩٩٣- عن عبد الله بن عباس -من طريق عطية العوفي- في قوله: ﴿وما يَسْتَوِي الأَعْمى والبَصِيرُ﴾ إلى آخر الآية، قال: هو مَثَلٌ ضربه الله لأهل الطاعة وأهل المعصية. يقول: وما يستوي الأعمى، والظلمات، والحرور، ولا الأموات، فهو مثل أهل المعصية. ولا يستوي البصير، ولا النور، ولا الظل، والأحياء، فهو مَثَل أهل الطاعة[[أخرجه ابن جرير ١٩/٣٥٨.]]. (ز)
٦٣٩٩٤- قال عبد الله بن عباس: ﴿ولا الحَرُورُ﴾ الريح الحارة بالليل، والسموم بالنهار[[تفسير البغوي ٦/٤١٨.]]٥٣٧١. (ز)
٦٣٩٩٥- عن قتادة بن دعامة -من طريق معمر- فى قوله: ﴿وما يَسْتَوِي الأَعْمى والبَصِيرُ﴾ الآية، قال: هذا مَثَلٌ ضربه الله للكافر والمؤمن، يقول: كما لا يستوي هذا وهذا كذلك لا يستوي الكافر والمؤمن[[أخرجه عبد الرزاق ٢/١٣٥. وعزاه السيوطى إلى ابن المنذر، وابن أبي حاتم.]]. (١٢/٢٧٤)
٦٣٩٩٦- عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- في قوله: ﴿وما يَسْتَوِي الأَعْمى والبَصِيرُ﴾ الآية، قال: خلْقٌ فَضَّل بعضه على بعض؛ فأما المؤمن فعبد حي؛ حى الأثر، حي البصر، حي النية، حي العمل، والكافر عبد ميت؛ ميت البصر، ميت القلب، ميت العمل[[أخرجه ابن جرير ١٩/٣٥٤ بنحوه. وعزاه السيوطى إلى عبد بن حميد، وابن أبي حاتم.]]. (١٢/٢٧٤)
٦٣٩٩٧- عن إسماعيل السُّدِّيّ، في قوله: ﴿وما يَسْتَوِي الأَعْمى والبَصِيرُ﴾ قال: الكافر والمؤمن، ﴿ولا الظُّلُماتُ﴾ قال: الكفر ﴿ولا النُّورُ﴾ قال: الإيمان، ﴿ولا الظِّلُّ﴾ قال: الجنة ﴿ولا الحَرُورُ﴾ قال: النار[[عزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم.]]. (١٢/٢٧٤)
٦٣٩٩٨- قال إسماعيل السُّدِّيّ: ﴿وما يَسْتَوِي الأَعْمى والبَصِيرُ﴾ يعني: بَصر القلب بالإيمان وهو المؤمن، ﴿وما يَسْتَوِي الأَحْياءُ ولا الأَمْواتُ﴾ هذا مَثَل ضربه الله للكفار والمؤمنين، فالأموات هم الكفار، وهم بمنزلة الأموات[[علقه يحيى بن سلّام ٢/٧٨٤.]]. (ز)
٦٣٩٩٩- قال مقاتل بن سليمان: ثم ضرب مثل المؤمن والكافر، فقال -جلَّ وعزَّ-: ﴿وما يَسْتَوِي الأَعْمى والبَصِيرُ﴾ وما يستويان في الفضل والعمل، ﴿الأعمى﴾ عن الهدى، يعني: الكافر ﴿والبصير﴾ بالهدى؛ المؤمن، ﴿ولا﴾ تستوي ﴿الظُّلُماتُ ولا النُّورُ﴾ يعني بالظلمات: الشرك. والنور يعني: الإيمان، ﴿ولا الظِّلُّ﴾ يعني: الجنة ﴿ولا الحَرُورُ﴾ يعني: النار، ﴿وما يَسْتَوِي الأَحْياءُ﴾ المؤمنين ﴿ولا الأَمْواتُ﴾ يعني: الكفار. والبصير، والظل، والنور، والأحياء، فهو مثل المؤمن. والأعمى، والظلمات، والحرور، والأموات، فهو مثل الكافر[[تفسير مقاتل بن سليمان ٣/٥٥٥-٥٥٦.]]٥٣٧٢. (ز)
٦٤٠٠٠- قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- في قوله: ﴿وما يَسْتَوِي الأَعْمى والبَصِيرُ * ولا الظُّلُماتُ ولا النُّورُ * ولا الظِّلُّ ولا الحَرُورُ * وما يَسْتَوِي الأَحْياءُ ولا الأَمْواتُ﴾، قال: هذا مثل ضربه الله؛ فالمؤمن بصير في دين الله، والكافر أعمى، كما لا يستوي الظل ولا الحرور، ولا الأحياء ولا الأموات، فكذلك لا يستوي هذا المؤمن الذي يبصر دينه ولا هذا الأعمى. وقرأ: ﴿أوَمَن كانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْناهُ وجَعَلْنا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النّاسِ﴾ [الأنعام:١٢٢]. قال: الهدى الذي هداه الله به، ونوَّر له، هذا مثل ضربه الله لهذا المؤمن الذي يبصر دينه، وهذا الكافر الأعمى، فجعل المؤمن حيًّا، وجعل الكافر ميتًا؛ ميت القلب، ﴿أوَمَن كانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْناهُ﴾ قال: هديناه إلى الإسلام ﴿كَمَن مَثَلُهُ فِي الظُّلُماتِ﴾ أعمى القلب، وهو في الظلمات، أهذا وهذا سواء؟![[أخرجه ابن جرير ١٩/٣٥٨.]]. (ز)
٦٤٠٠١- قال يحيى بن سلّام: قوله ﷿: ﴿وما يَسْتَوِي الأَعْمى والبَصِيرُ﴾ وهذا تَبَعٌ للكلام الأول لقوله: ﴿وما يَسْتَوِي البَحْرانِ هَذا عَذْبٌ فُراتٌ﴾، ﴿وهَذا مِلْحٌ أُجاجٌ﴾، ﴿ولا الظُّلُماتُ ولا النُّورُ * ولا الظِّلُّ ولا الحَرُورُ * وما يَسْتَوِي الأَحْياءُ ولا الأَمْواتُ﴾ هذا كله مثلٌ للمؤمن والكافر، كما لا يستوي البحران العذب والمالح، وكما لا يستوي الأعمى والبصير، وكما لا تستوي الظلمات والنور، فكذلك لا يستوي المؤمن والكافر، ﴿وما يَسْتَوِي الأَحْياءُ﴾ يعني: المؤمنين ﴿ولا الأَمْواتُ﴾ يعني: الكفار، قال: بمنزلة الأموات، ﴿ولا الظل ولا الحرور﴾ أي: ولا يستوي الظل: ظل الجنة، ولا الحرور: النار، كما لا يستوي الظل في الدنيا والشمس، ﴿وما يَسْتَوِي الأَحْياءُ﴾ المؤمنون الأحياء في الدين كقوله: ﴿أوَمَن كانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْناهُ﴾ [الأنعام:١٢٢] بالإيمان، ﴿ولا الأَمْواتُ﴾ في الدين؛ الكفار[[تفسير يحيى بن سلّام ٢/٧٨٤.]]. (ز)
﴿إِنَّ ٱللَّهَ یُسۡمِعُ مَن یَشَاۤءُۖ وَمَاۤ أَنتَ بِمُسۡمِعࣲ مَّن فِی ٱلۡقُبُورِ ٢٢﴾ - نزول الآية
٦٤٠٠٢- عن عبد الله بن عباس -من طريق عبد القدوس، عن أبي صالح- في قوله: ﴿فَإنَّكَ لا تُسْمِعُ المَوْتى﴾ [الروم:٥٢]، ﴿وما أنْتَ بِمُسْمِعٍ مَن فِي القُبُورِ﴾، قال: كان النبي ﷺ يقف على القتلى يوم بدر، ويقول: «هل وجدتم ما وعد ربكم حقًا؟ يا فلان، يا فلان، ألم تكفرْ بربك؟ ألم تكذِّب نبيك؟ ألم تقطع رَحِمَك؟». فقالوا: يا رسول الله، أيسمعون ما تقول؟ قال: «ما أنتم بأسمع منهم لما أقول». فأنزل الله: ﴿فَإنَّكَ لا تُسْمِعُ المَوْتى﴾، ﴿وما أنْتَ بِمُسْمِعٍ مَن فِي القُبُورِ﴾ مثل ضربه الله للكافر أنهم لا يسمعون لقوله[[عزاه السيوطي إلى أبي سهل السري بن سهل الجنديسابوري في الخامس من حديثه، من طريق عبد القدوس، عن أبي صالح، عن ابن عباس به.]]. (١٢/٢٧٤)
﴿إِنَّ ٱللَّهَ یُسۡمِعُ مَن یَشَاۤءُۖ وَمَاۤ أَنتَ بِمُسۡمِعࣲ مَّن فِی ٱلۡقُبُورِ ٢٢﴾ - تفسير الآية
٦٤٠٠٣- عن قتادة بن دعامة، في قوله: ﴿وما أنْتَ بِمُسْمِعٍ مَن فِي القُبُورِ﴾، يقول: كما لا تُسمع مَن في القبور، فكذلك الكافر لا يسمع ولا ينتفع بما يسمع[[أخرجه ابن جرير ١٩/٣٥٩، وابن أبي حاتم ٣/٨٣٢ (٤٦٠٦). وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (١٢/٢٧٥)
٦٤٠٠٤- عن إسماعيل السُّدِّيّ، في قوله: ﴿وما يستوي الأحياء ولا الأموات﴾ قال: المؤمن والكافر، ﴿إنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَن يَشاءُ﴾ قال: يهدي مَن يشاء[[عزاه السيوطى إلى ابن أبي حاتم.]]. (١٢/٢٧٤)
٦٤٠٠٥- قال مقاتل بن سليمان: ثم قال -جلَّ وعز-: ﴿إنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ﴾ الإيمان ﴿مَن يَشاءُ وما أنْتَ﴾ يا محمد ﴿بِمُسْمِعٍ مَن فِي القُبُورِ﴾، وذلك أن الله -جلَّ وعز- شبَّه الكافر من الأحياء حين دُعوا إلى الإيمان فلم يسمعوا بالأموات أهل القبور الذين لا يسمعون الدعاء[[تفسير مقاتل بن سليمان ٣/٥٥٦.]]. (ز)
٦٤٠٠٦- قال يحيى بن سلّام: ﴿إنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَن يَشاءُ﴾ يهديه للإيمان ﴿وما أنْتَ بِمُسْمِعٍ مَن فِي القُبُورِ﴾ أي: وما أنت بُمسمع الكفار، هم بمنزلة الأموات، لا يسمعون منك الهدى سمْع قبول، كما أنّ الذين في القبور لا يسمعون[[تفسير يحيى بن سلّام ٢/٧٨٤-٧٨٥.]]. (ز)
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.