الباحث القرآني
﴿ظَهَرَ ٱلۡفَسَادُ فِی ٱلۡبَرِّ وَٱلۡبَحۡرِ بِمَا كَسَبَتۡ أَیۡدِی ٱلنَّاسِ لِیُذِیقَهُم بَعۡضَ ٱلَّذِی عَمِلُوا۟ لَعَلَّهُمۡ یَرۡجِعُونَ ٤١﴾ - تفسير
٦٠٦٨٧- عن عبد الله بن عباس، في قوله: ﴿ظَهَرَ الفَسادُ فِي البَرِّ والبَحْرِ﴾، قال: البر: البَرِّيَّةُ التي ليس عندها نهر. والبحر: ما كان مِن المدائن والقرى على شطِّ نهر[[عزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم.]]. (١١/٦٠٤)
٦٠٦٨٨- عن عبد الله بن عباس، في قوله: ﴿ظَهَرَ الفَسادُ فِي البَرِّ والبَحْرِ بِما كَسَبَتْ أيْدِي النّاسِ﴾، قال: نقصان البركة بأعمال العباد كي يتوبوا[[عزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم، وابن المنذر.]]. (١١/٦٠٤)
٦٠٦٨٩- عن عبد الله بن عباس-من طريق عكرمة -: البر: البادية. والبحر: الريف[[أخرجه إسحاق البستي ص٨٣.]]. (ز)
٦٠٦٩٠- قال عبد الله بن عباس= (ز)
٦٠٦٩١- وعكرمة مولى ابن عباس: ﴿ظَهَرَ الفَسادُ فِي البَرِّ﴾ بقتل ابن آدم أخاه، ﴿والبَحْرِ﴾ بالملك الجائر الذي كان يأخذ كل سفينة غصبًا، واسمه: الجلندا، رجل من الأزد[[تفسير الثعلبي ٧/٣٠٤، وتفسير البغوي ٦/٢٧٤ بنحوه.]]. (ز)
٦٠٦٩٢- عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح- ﴿ظَهَرَ الفَسادُ فِي البَرِّ والبَحْر﴾، قال: في البر: ابن آدم الذي قتل أخاه. وفي البحر: الذي كان يأخذ كل سفينة غصبًا[[تفسير مجاهد (٥٣٩)، وأخرجه سفيان الثوري في تفسيره (٢٣٧)، وابن أبي شيبة ٩/٣٦٤، وابن جرير ١٨/٥١٢، وأخرجه ١٨/٥١١ من طريق ليث. وعلقه يحيى بن سلام ٢/٦٦٣. وعزاه السيوطي إلى الفريابي، وابن المنذر، وابن أبي حاتم.]]. (١١/٦٠٥)
٦٠٦٩٣- عن مجاهد بن جبر -من طريق النضر بن عربي- ﴿وإذا تَوَلّى سَعى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيها﴾ [البقرة:٢٠٥]، قال: إذا ولي سعى بالعداء والظلم، فيحبس الله القطر، فيهلك الحرث والنسل، ﴿واللَّهُ لا يُحِبُّ الفَسادَ﴾. ثم قرأ مجاهد: ﴿ظَهَرَ الفَسادُ فِي البَرِّ والبَحْرِ﴾، ثم قال: أما واللهِ، ما هو بَحْركم هذا، ولكن كل قرية على ماءٍ جارٍ فهو بحر[[أخرجه ابن جرير ١٨/٥١٠.]]. (ز)
٦٠٦٩٤- قال الضحاك بن مزاحم: ﴿ظَهَرَ الفَسادُ فِي البَرِّ والبَحْرِ﴾ كانت الأرض خضرة مونقة، لا يأتي ابنُ آدم شجرة إلا وجد عليها ثمرة، وكان ماء البحر عذبًا، وكان لا يقصد الأسدُ البقرَ والغنم، فلمّا قتل قابيلُ هابيلَ اقْشَعَرَّت الأرض، وشاكت الأشجار[[أي: صارت كثيرة الشوك. لسان العرب (شوك).]]، وصار ماء البحر ملحًا زعافًا[[أي: شديد الملوحة مهلكًا. لسان العرب (زعف).]]، وقصد الحيوان بعضُها بعضًا[[تفسير البغوي ٦/٢٧٤.]]. (ز)
٦٠٦٩٥- عن عكرمة مولى ابن عباس -من طريق النضر بن عربي- قال: ﴿ظَهَرَ الفَسادُ فِي البَرِّ والبَحْرِ﴾ أما إني لا أقول بحركم هذا، ولكن كل قرية على ماء جارٍ[[أخرجه ابن جرير ١٨/٥١٠.]]. (ز)
٦٠٦٩٦- عن عكرمة مولى ابن عباس، في قوله: ﴿ظَهَرَ الفَسادُ فِي البَرِّ والبَحْرِ﴾، قال: البَر: الفيافي التي ليس فيها شيء. والبحر: القرى[[عزاه السيوطي إلى الفريابي.]]. (١١/٦٠٥)
٦٠٦٩٧- عن عكرمة مولى ابن عباس، ﴿ظَهَرَ الفَسادُ فِي البَرِّ والبَحْرِ﴾، قال: قحوط المطر. قيل له: قحوط المطر لن يضر البحر. قال: إذا قلَّ المطر قلَّ الغوص[[عزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]. (١١/٦٠٥)
٦٠٦٩٨- عن عكرمة مولى ابن عباس -من طريق حبيب بن الزبير- أنه سُئِل عن قوله: ﴿ظَهَرَ الفَسادُ فِي البَرِّ والبَحْرِ﴾. قال: البَر قد عرفناه، فما بالُ البحر؟ قال: إنّ العرب تسمي الأمصار: البحر[[أخرجه ابن جرير ١٨/٥١٠ بلفظ: إن العرب تسمي الأمصار بحرًا. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر، وابن أبي حاتم.]]. (١١/٦٠٥)
٦٠٦٩٩- قال الحسن البصري: ﴿ظَهَرَ الفَسادُ فِي البَرِّ والبَحْرِ﴾، البحر: القرى على شاطئ البحر[[تفسير الثعلبي ٧/٣٠٤.]]. (ز)
٦٠٧٠٠- عن الحسن البصري -من طريق قرة- ﴿ظَهَرَ الفَسادُ فِي البَرِّ والبَحْرِ بِما كَسَبَتْ أيْدِي النّاسِ﴾، قال: أفسدهم الله بذنوبهم في برِّ الأرض وبحرها بأعمالهم الخبيثة[[أخرجه ابن جرير ١٨/٥١٤. وعلقه يحيى بن سلام ٢/٦٦٣. وعزاه السيوطي إلى ابن أبي شيبة.]]. (١١/٦٠٦)
٦٠٧٠١- قال عطية بن سعد العوفي: ﴿ظَهَرَ الفَسادُ فِي البَرِّ والبَحْرِ﴾، البر: ظهر الأرض؛ الأمصار وغيرها. والبحر: هو البحر المعروف[[تفسير الثعلبي ٧/٣٠٤، وتفسير البغوي ٦/٢٧٤.]]. (ز)
٦٠٧٠٢- عن عطية بن سعد العوفي -من طريق فضيل بن مرزوق- أنّه قيل له: ﴿ظَهَرَ الفَسادُ فِي البَرِّ والبَحْرِ﴾ هذا البر، والبحر أيُّ فساد فيه؟ قال: إذا قلَّ المطرُ قلَّ الغوص[[أخرجه ابن جرير ١٨/٥١٢. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]. (١١/٦٠٥)
٦٠٧٠٣- عن عطاء، ﴿ظَهَرَ الفَسادُ فِي البَرِّ والبَحْرِ﴾، قال: البحر: الجزائر[[عزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم.]]. (١١/٦٠٦)
٦٠٧٠٤- عن قتادة بن دعامة -من طريق معمر- ﴿ظَهَرَ الفَسادُ فِي البَرِّ والبَحْرِ﴾، قال: هو الشرك، امتلأت الأرض ضلالة وظلمًا، والبر: أهل البوادي. والبحر: أهل القرى[[أخرجه عبد الرزاق ٢/١٠٤.]]٥١١٣. (ز)
٦٠٧٠٥- عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- ﴿ظَهَرَ الفَسادُ فِي البَرِّ والبَحْرِ﴾، قال: هذا قبل أن يبعث اللهُ محمدًا ﷺ، امتلأت الأرض ظلمًا وضلالًا، فلمّا بعث الله نبيَّه محمدًا رجع راجعون من الناس[[أخرجه ابن جرير ١٨/٥١٠. وعزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم.]]. (١١/٦٠٦)
٦٠٧٠٦- عن إسماعيل السُّدِّيّ، في قوله: ﴿ظَهَرَ الفَسادُ فِي البَرِّ والبَحْرِ﴾، قال: البر: كل قرية نائية عن البحر؛ مثل مكة، والمدينة. والبحر: كل قرية على البحر؛ مثل الكوفة، والبصرة، والشام. وفي قوله: ﴿بِما كَسَبَتْ أيْدِي النّاسِ﴾، قال: بما عملوا مِن المعاصي[[عزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم.]]. (١١/٦٠٦)
٦٠٧٠٧- قال إسماعيل السُّدِّيّ: ﴿فِي البَرِّ﴾ يعني: في البادية، ﴿والبَحْرِ﴾ يعني به: العمران والريف[[علقه يحيى بن سلام ٢/٦٦٢.]]. (ز)
٦٠٧٠٨- قال عبد الله بن أبي نجيح -من طريق أبي بشر- في قوله: ﴿ظَهَرَ الفَسادُ فِي البَرِّ والبَحْرِ بِما كَسَبَتْ أيْدِي النّاسِ﴾، قال: بقتل ابن آدم، والذي كان يأخذ كل سفينة غصبًا[[أخرجه ابن جرير ١٨/٥١٢.]]. (ز)
٦٠٧٠٩- عن زيد بن رُفَيْع، في قوله: ﴿ظَهَرَ الفَسادُ فِي البَرِّ والبَحْرِ﴾، قال: انقطاع المطر. قيل: فالبحر؟ قال: إذا لم تُمْطِر عميت دوابُّ البحر[[أخرجه ابن أبي حاتم -كما في تفسير ابن كثير ٦/٣٢٥-.]]. (١١/٦٠٥)
٦٠٧١٠- قال مقاتل بن سليمان: ثم أخبرهم عن قحط المطر في البر، ونقص الثمار في الريف؛ يعني: القرى حيث تجري فيها الأنهار، إنما أصابهم بتركهم التوحيد، فقال: ﴿ظَهَرَ الفَسادُ فِي البَرِّ والبَحْرِ﴾ يعني: قحط المطر، وقلة النبات في البر، يعني: حيث لا تجري الأنهار، وأهل العمود ﴿ظَهَرَ الفَسادُ﴾ يعني: قحط المطر ونقص الثمار، ﴿والبحر﴾ يعني: في الريف، يعني: القرى حيث تجري فيها الأنهار؛ ﴿بِما كَسَبَتْ أيْدِي النّاسِ﴾ من المعاصي، يعني: كفار مكة[[تفسير مقاتل بن سليمان ٣/٤١٧.]]. (ز)
٦٠٧١١- قال يحيى بن سلّام: ﴿ظَهَرَ الفَسادُ فِي البَرِّ والبَحْرِ﴾ يعني: قحط المطر، وقلة النبات. والفساد: الهلاك، يعني: من أهلك من الأمم السابقة بتكذيبهم رسلهم، كقوله: ﴿وكُلًّا تَبَّرْنا تَتْبِيرًا﴾ [الفرقان:٣٩]، أي: أفسدنا فسادًا. ﴿فِي البَرِّ﴾ يعني: في البادية، ﴿والبَحْرِ﴾ يعني به: العمران والريف[[تفسير يحيى بن سلام ٢/٦٦٢.]]٥١١٤. (ز)
﴿لِیُذِیقَهُم بَعۡضَ ٱلَّذِی عَمِلُوا۟ لَعَلَّهُمۡ یَرۡجِعُونَ ٤١﴾ - قراءات
٦٠٧١٢- عن أبي عبد الرحمن السلمي أنه قرأ: ‹لِنُذِيقَهُمْ› بالنون[[أخرجه ابن جرير ١٨/٥١٤ معلقًا. وهي قراءة متواترة، قرأ بها روح، وقرأ بقية العشرة: ﴿لِيُذِيقَهُمْ﴾ بالياء. انظر: النشر ٢/٣٤٥، والإتحاف ص٤٤٥.]]٥١١٥. (ز)
﴿لِیُذِیقَهُم بَعۡضَ ٱلَّذِی عَمِلُوا۟ لَعَلَّهُمۡ یَرۡجِعُونَ ٤١﴾ - تفسير الآية
٦٠٧١٣- عن عبد الله بن مسعود -من طريق مسروق-: ﴿لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ﴾ يوم بدر، لعلهم يتوبون[[أخرجه ابن جرير ١٨/٥١٣.]]. (ز)
٦٠٧١٤- عن عبد الله بن عباس، في قوله: ﴿لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ﴾، قال: عن الذنوب[[عزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]. (١١/٦٠٦)
٦٠٧١٥- عن إبراهيم النخعي -من طريق منصور- ﴿لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ﴾، قال: إلى الحق[[أخرجه ابن جرير ١٨/٥١٣.]]. (ز)
٦٠٧١٦- عن الحسن البصري -من طريق أشعث- في قوله: ﴿لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ﴾، قال: يتوبون[[أخرجه ابن جرير ١٨/٥١٣. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر، وابن أبي حاتم.]]. (١١/٦٠٦)
٦٠٧١٧- عن الحسن البصري -من طريق قرة- ﴿لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ﴾، قال: يرجع مَن بعدَهم[[أخرجه ابن جرير ١٨/٥١٤. وعلقه يحيى بن سلام ٢/٦٦٣. وعزاه السيوطي إلى ابن أبي شيبة.]]. (١١/٦٠٦)
٦٠٧١٨- عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- ﴿لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ﴾: لعل راجعًا أن يرجع، لعل تائبًا أن يتوب، لعل مُسْتَعْتِبًا أن يَسْتَعْتِب[[أخرجه ابن جرير ١٨/٥١٣.]]. (ز)
٦٠٧١٩- قال مقاتل بن سليمان: ﴿لِيُذِيقَهُمْ﴾ اللهُ الجوعَ ﴿بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا﴾ يعني: الكفر والتكذيب في السنين السبع؛ ﴿لَعَلَّهُمْ﴾ يعني: لكي [يرجعوا] مِن الكفر إلى الإيمان[[تفسير مقاتل بن سليمان ٣/٤١٧.]]. (ز)
٦٠٧٢٠- قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- في قوله: ﴿ظَهَرَ الفَسادُ فِي البَرِّ والبَحْرِ﴾، قال: الذنوب. وقرأ: ﴿لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ﴾[[أخرجه ابن جرير ١٨/٥١١.]]٥١١٦. (ز)
٦٠٧٢١- قال يحيى بن سلّام: ﴿لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ﴾، يعني: لعلَّ مَن بعدهم أن يرجعوا عن شركهم إلى الإيمان، ويتعظون بهم، كقوله: ﴿فَكُلًّا أخَذْنا بِذَنْبِهِ فَمِنهُمْ مَن أرْسَلْنا عَلَيْهِ حاصِبًا﴾ يعني: قوم لوط الذين كانوا خارجًا من المدينة وأهل السفر منهم، ﴿ومِنهُمْ مَن أخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ﴾ ثمود، ﴿ومِنهُمْ مَن خَسَفْنا بِهِ الأَرْضَ﴾ قوم لوط، أصاب مدينتهم الخسف، وقارون، ﴿ومِنهُمْ مَن أغْرَقْنا﴾ [العنكبوت:٤٠] قوم نوح، وفرعون وقومه[[تفسير يحيى بن سلام ٢/٦٦٢.]]. (ز)
﴿لِیُذِیقَهُم بَعۡضَ ٱلَّذِی عَمِلُوا۟ لَعَلَّهُمۡ یَرۡجِعُونَ ٤١﴾ - آثار متعلقة بالآية
٦٠٧٢٢- عن همام، عن كعب [الأحبار]، قال: إنّا نجد أنّ الله تعالى يقول: أنا الله لا إله إلا أنا، خالق الخلق، أنا الملك العظيم، ديّان الدين، ورب الملوك، قلوبهم بيدي، فلا تَشاغلوا بذكرهم عن ذكري ودعائي، والتوبة إلَيَّ، حتى أعطفهم عليكم بالرحمة، فأجعلهم رحمة، وإلا جعلتهم نقمة. ثم قال: ارجعوا رحمكم الله تعالى، وموتوا من قريب، فإن الله يقول: ﴿ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون﴾. قال: ثم قال: ﴿ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله﴾ [الحديد:١٦]. قال كعب: فهل ترون الله تعالى يعاتب إلا المؤمنين[[أخرجه ابن المبارك في الزهد ١/٣٠٨.]]. (ز)
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.