الباحث القرآني
﴿قُلِ ٱدۡعُوا۟ ٱلَّذِینَ زَعَمۡتُم مِّن دُونِهِۦ فَلَا یَمۡلِكُونَ كَشۡفَ ٱلضُّرِّ عَنكُمۡ وَلَا تَحۡوِیلًا ٥٦ أُو۟لَـٰۤىِٕكَ ٱلَّذِینَ یَدۡعُونَ یَبۡتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ ٱلۡوَسِیلَةَ أَیُّهُمۡ أَقۡرَبُ وَیَرۡجُونَ رَحۡمَتَهُۥ وَیَخَافُونَ عَذَابَهُۥۤۚ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحۡذُورࣰا ٥٧﴾ - نزول الآية
٤٣٣١٧- عن عبد الله بن مسعود -من طريق إبراهيم- في قوله: ﴿قُلِ ادعُوا الَّذين زَعَمتُم من دُونه فلا يَمْلكونَ كشْفَ الضُّر عنكُم ولا تحويلًا﴾، قال: كان نفرٌ من الإنس يعبُدون نفرًا من الجنِّ، فأسلم النفرُ من الجنِّ، وتمسَّك الإنسيُّون بعبادتهم؛ فأنزل الله: ﴿أولئكَ الَّذين يدعُون يَبتغُونَ إلى رَبِّهمُ الوسيلَةَ﴾، كلاهما بالياءِ[[أخرجه البخاري ٦/٨٥-٨٦ (٤٧١٤، ٤٧١٥)، ومسلم ٤/٢٣٢١ (٣٠٣٠)، وعبد الرزاق ٢/٣٠١ (١٥٧٩)، وابن جرير ١٤/٦٢٩.]]. (٩/٣٨٣)
٤٣٣١٨- عن عبد الله بن مسعود -من طريق عبد الله بن عتبة بن مسعود، وأبي معمر- قال: نزلت هذه الآيةُ في نفر من العرب كانوا يعبُدون نفرًا من الجنِّ، فأسلم الجنِّيُّون، والنفرُ من العرب لا يشعُرون بذلك[[أخرجه مسلم ٤/٢٣٢١ (٣٠٣٠)، ويحيى بن سلام في تفسيره ١/١٤٣، وابن جرير ١٤/٦٢٨-٦٢٩.]]. (٩/٣٨٤)
٤٣٣١٩- عن عبد الله بن مسعود -من طريق عبد الله بن معبد الزِّمّاني- قال: كان قبائلُ من العرب يعبُدون صنفًا من الملائكة يُقالُ لهم: الجنُّ، ويقولون: هم بناتُ الله. فأنزل الله: ﴿أولئكَ الَّذينَ يدعُونَ﴾ الآية[[أخرجه ابن جرير ١٤/٦٣٠، من طريق يحيى بن السكن، قال: أخبرنا أبو العوام، قال: أخبرنا قتادة، عن عبد الله بن معبد الزماني، عن ابن مسعود به. إسناده ضعيف؛ فيه يحيى بن السكن، قال عنه الذهبي: «ليس بالقوي، وضعَّفه صالح جزَرة». كما في لسان الميزان لابن حجر ٨/٤٤٧. وفيه أبو العوام عمران بن داوَر القطّان، قال عنه ابن حجر في التقريب (٥١٥٤): «صدوق يَهِم».]]. (٩/٣٨٤)
٤٣٣٢٠- عن أبي معمر -من طريق إبراهيم- قال: كان أناس يعبدون الجن، فأسلم أولئك، وبقي هؤلاء على عبادتهم؛ فنزلت: ﴿قل ادعوا الذين زعمتم من دونه فلا يملكون كشف الضر عنكم ولا تحويلا * أولئك الذين يدعون يبتغون الى ربهم الوسيلة﴾[[أخرجه الثوري في تفسيره ص١٧٤، وأخرجه ابن جرير ١٤/٦٢٨ عن أبي معمر عن ابن مسعود، وقد تقدم.]]. (ز)
٤٣٣٢١- عن إبراهيم النخعي -من طريق منصور-، مثله[[أخرجه الثوري في تفسيره ص١٧٤.]]. (ز)
﴿قُلِ ٱدۡعُوا۟ ٱلَّذِینَ زَعَمۡتُم مِّن دُونِهِۦ﴾ - تفسير
٤٣٣٢٢- عن عبد الله بن عباس -من طريق العوفي- في الآية، قال: كان أهل الشرك يقولون: نعبد الملائكة، وعُزيرًا. وهم الذين يَدْعُون، يعني: الملائكة، والمسيح، وعُزَيرًا[[أخرجه ابن جرير ١٤/٦٢٧. وعزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم، وابن مردُويه بلفظ: كان أهلُ الشركِ يعبُدون الملائكة والمسيحَ وعُزيرًا.]]. (٩/٣٨٤)
٤٣٣٢٣- قال مقاتل بن سليمان: ﴿قل﴾ لكفار مكة: ﴿ادعوا الذين زعمتم﴾ أنهم آلهة ﴿من دونه﴾ من دون الله، يعني: الملائكة، فليكشفوا الضر عنكم، يعني: الجوع سبع سنين إذا نزل بكم[[تفسير مقاتل بن سليمان ٢/٥٣٦.]]. (ز)
٤٣٣٢٤- قال يحيى بن سلّام، في قوله: ﴿قل ادعوا الذين زعمتم من دونه﴾: يعني: الأوثان[[تفسير يحيى بن سلام ١/١٤٣.]]. (ز)
﴿فَلَا یَمۡلِكُونَ كَشۡفَ ٱلضُّرِّ عَنكُمۡ وَلَا تَحۡوِیلًا ٥٦﴾ - تفسير
٤٣٣٢٥- عن عبد الله بن عباس، في قوله: ﴿فلا يَملكُون كشْفَ الضُّرِّ عنكُمْ﴾، قال: عيسى، وأمُّه، وعُزيرٌ[[عزاه السيوطي إلى ابن أبي شيبة، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن مردُويَه. وعند ابن جرير في تفسير الآية التالية كما سيأتي.]]. (٩/٣٨٤)
٤٣٣٢٦- قال مقاتل بن سليمان: ثم أخبر عن الملائكة الذين عبدوهم، فقال سبحانه: ﴿فلا يملكون﴾ يعني: لا يقِدُرون على ﴿كشف الضر عنكم﴾ يعني: الجوع الذي أصابهم بمكة سبع سنين حتى أكلوا الميتة، والكلاب، والجِيَف، فيرفعونه عنكم، ﴿ولا تحويلا﴾ يقول: ولا تقدر الملائكة على تحويل هذا الضر عنكم إلى غيره، فكيف تعبدونهم؟! مثلها في سورة سبأ [١٢]: ﴿قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة﴾، يعني: أصغر النمل التي لا تكاد أن تُرى من الصغر، وهي النملة الحمراء[[تفسير مقاتل بن سليمان ٢/٥٣٦-٥٣٧.]]. (ز)
٤٣٣٢٧- قال يحيى بن سلّام: قوله: ﴿فلا يملكون كشف الضر عنكم ولا﴾ يملكون ﴿تحويلا﴾ لِما نزل بكم مِن الضر، أن يُحَوِّلوا ذلك الضرَّ إلى غيره أهون منه[[تفسير يحيى بن سلام ١/١٤٣.]]. (ز)
﴿أُو۟لَـٰۤىِٕكَ ٱلَّذِینَ یَدۡعُونَ یَبۡتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ ٱلۡوَسِیلَةَ﴾ - تفسير
٤٣٣٢٨- عن عبد الله بن مسعود -من طريق أبي معمر- قال: قال: كان نفر من الإنس يعبدون نفرًا من الجن، فأسلم النفر من الجن، واستمسك الإنسُ بعبادتهم، فقال: ﴿أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة﴾[[أخرجه ابن جرير ١٤/٦٢٩، وأخرج البخاري ٦/٨٥ نحوه.]]. (ز)
٤٣٣٢٩- عن عبد الله بن عباس -من طريق إبراهيم- في قوله: ﴿أولئكَ الَّذين يدعُون﴾، قال: هم عيسى، وعزيرٌ، والشمسُ، والقمرُ[[أخرجه ابن جرير ١٤/٦٣١. وعزاه السيوطي إلى سعيد بن منصور، وابن المنذر.]]. (٩/٣٨٥)
٤٣٣٣٠- عن عبد الله بن عباس -من طريق أبي صالح- في قوله: ﴿أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة﴾، قال: عيسى، وأمُّه، وعُزيرٌ[[أخرجه ابن جرير ١٤/٦٣١.]]. (ز)
٤٣٣٣١- عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح- ﴿يبتغون إلى ربهم الوسيلة﴾، قال: عيسى ابن مريم، وعُزَير، والملائكة[[أخرجه ابن جرير ١٤/٦٣١.]]. (ز)
٤٣٣٣٢- تفسير الحسن [البصري]: أنهم الملائكة وعيسى. يقول: أولئك الذين يعبد المشركون والصابئون والنصارى؛ لأن المشركين قد كانوا يعبدون الملائكة، والصابئين يعبدونهم، والنصارى تعبد عيسى. قال: فالملائكة وعيسى الذين يعبد هؤلاء يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب[[علَّقه يحيى بن سلام ١/١٤٣.]]. (ز)
٤٣٣٣٣- عن قتادة بن دعامة -من طريق معمر- في قوله: ﴿أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب﴾، قال: كان أناس من أهل الجاهلية يعبدون نفرًا مِن الجن، فلما بُعِث النبي ﷺ أسلموا جميعًا، فكانوا يبتغون أيهم أقرب[[أخرجه ابن جرير ١٤/٦٣٠.]]٣٨٦٤. (ز)
٤٣٣٣٤- قال مقاتل بن سليمان: ثم قال يعظهم: ﴿أولئك الذين يدعون﴾، يقول: أولئك الملائكة الذين [تدعونهم][[تفسير مقاتل بن سليمان ٢/٥٣٧. وما بين المعقوفين فيه: تعدونهم.]]. (ز)
٤٣٣٣٥- عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- ﴿أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة﴾، قال: الذين يدعون الملائكة تبتغي إلى ربها الوسيلة، ﴿أيهم أقرب ويرجون رحمته﴾ حتى بلغ: ﴿إن عذاب ربك كان محذورا﴾. قال: وهؤلاء الذين عبدوا الملائكة من المشركين[[أخرجه ابن جرير ١٤/٦٣٠.]]. (ز)
٤٣٣٣٦- قال يحيى بن سلّام: قال الله: ﴿أؤلئك الذين يدعون﴾ يعني: الجنِّيِّين الذين يعبدهم هؤلاء ﴿يبتغون إلى ربهم الوسيلة﴾[[تفسير يحيى بن سلام ١/١٤٣.]]. (ز)
﴿یَبۡتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ ٱلۡوَسِیلَةَ أَیُّهُمۡ أَقۡرَبُ﴾ - تفسير
٤٣٣٣٧- عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله ﷺ: «سلُوا اللهَ ليَ الوسيلةَ». قالوا: وما الوسيلة؟ قال: «القُربُ من الله». ثم قرأ: ﴿يَبتَغُونَ إلى ربِّهمُ الوسيلَةَ أيُّهُمْ أقْربُ﴾[[أخرجه أحمد ١٣/٤٠ (٧٥٩٨)، والترمذي ٦/٢٠٨- ٢٠٩ (٣٩٣٩) كلاهما بنحوه دون ذكر الآية، وابن عدي في الكامل ٣/٤٣٤ (٥٧٩) في ترجمة خالد بن يزيد العدوي واللفظ له. وعزاه السيوطي إلى ابن مردويه وذكر أن اللفظ له. قال الترمذي: «هذا حديث غريب، وإسناده ليس بالقوي، وكعب ليس هو بمعروف، ولا نعلم أحدًا روى عنه غير ليث بن أبي سليم». وقال الطبراني في الأوسط ٤/١٨٣-١٨٤ (٣٩٢٣): «لم يرو هذا الحديث عن محمد بن عمرو إلا القاسم بن غصن، تفرد به محمد بن عبد العزيز». وقال ابن عدي: «وهذان الحديثان بهذا الإسناد عن زيد بن أسلم عن أبي صالح عن أبي هريرة، يرويه خالد بن يزيد عن عمر بن صهبان عنه، وأخاف أن يكون البلاء من عمر بن صهبان؛ لأن عمر أضعف من خالد». وقال المباركفوري في تحفة الأحوذي ١٠/٥: «قال الحافظ: ولما ذكره المزي في الأطراف قال: كعب المدني أحد المجاهيل».]]. (٩/٣٨٥)
٤٣٣٣٨- عن عبد الله بن عباس -من طريق ابن جريج- قال: الوسيلة: القُرْبَة[[أخرجه ابن جرير ١٤/٦٣٢.]]. (ز)
٤٣٣٣٩- عن قتادة بن دعامة -من طريق معمر- ﴿الوسيلة﴾، قال: القُرْبَة والزُّلْفَة[[أخرجه عبد الرزاق ٢/٣٧٩، وابن جرير ١٤/٦٣٢.]]٣٨٦٥. (ز)
٤٣٣٤٠- قال مقاتل بن سليمان: ﴿يبتغون إلى ربهم الوسيلة﴾ يعني: الزلفة، وهي القربة بطاعتهم ﴿أيهم أقرب﴾ إلى الله درجة، مثل قوله سبحانه: ﴿وابتغوا إليه الوسيلة﴾ [المائدة:٣٥]، يعني: القربة إلى الله ﷿[[تفسير مقاتل بن سليمان ٢/٥٣٧.]]. (ز)
٤٣٣٤١- قال يحيى بن سلّام: قوله: ﴿أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة﴾: القربة[[تفسير يحيى بن سلام ١/١٤٣.]]. (ز)
﴿وَیَرۡجُونَ رَحۡمَتَهُۥ وَیَخَافُونَ عَذَابَهُۥۤۚ﴾ - تفسير
٤٣٣٤٢- قال مقاتل بن سليمان: ﴿ويرجون رحمته﴾ يعني: جنَّته، نظيرها في البقرة: ﴿أولئك يرجون رحمة الله﴾ [ البقرة:٢١٨]، يعني: جنة الله ﷿، ﴿ويخافون عذابه﴾ يعني: الملائكة[[تفسير مقاتل بن سليمان ٢/٥٣٧.]]. (ز)
٤٣٣٤٣- قال يحيى بن سلّام: ﴿ويرجون رحمته﴾ يعني: جنته، ﴿ويخافون عذابه﴾ النار[[تفسير يحيى بن سلام ١/١٤٣.]]. (ز)
﴿إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحۡذُورࣰا ٥٧﴾ - تفسير
٤٣٣٤٤- قال مقاتل بن سليمان: ﴿إن عذاب ربك كان محذورا﴾، يقول: يحذره الخائفون له، فابتغوا إليه الزلفة كما تبتغي الملائكة، وخافوا أنتم عذابه كما يخافون، وارجوا أنتم رحمته كما يرجون؛ فـ﴿إن عذاب ربك كان محذورا﴾[[تفسير مقاتل بن سليمان ٢/٥٣٧.]]. (ز)
٤٣٣٤٥- قال يحيى بن سلّام: قوله: ﴿إن عذاب ربك كان محذورا﴾ يحذره المؤمنون[[تفسير يحيى بن سلام ١/١٤٣.]]. (ز)
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.