الباحث القرآني

﴿وَلَقَدۡ نَعۡلَمُ أَنَّهُمۡ یَقُولُونَ إِنَّمَا یُعَلِّمُهُۥ بَشَرࣱۗ لِّسَانُ ٱلَّذِی یُلۡحِدُونَ إِلَیۡهِ أَعۡجَمِیࣱّ وَهَـٰذَا لِسَانٌ عَرَبِیࣱّ مُّبِینٌ ۝١٠٣﴾ - نزول الآية

٤٢١٠٦- عن عبيد الله[[عند ابن جرير والسيوطي: عبد الله، ولعل الراجح ما أثبتاه كما في معجم ابن قانع ٢/١٨١، وشعب الإيمان ١/١٥٩، وينظر: تهذيب الكمال ١٩/١٥٧.]] بن مسلم الحضرميِّ -من طريق حصين بن عبد الرحمن- قال: كان لنا عبدان من أهل عين التَّمر، يقال لأحدهما: يسار[[زاد البغوي في تفسيره ٥/٤٤: ويكنى: أبا فكيهة.]]. وللآخر: جَبر. وكانا يصنعان السيوف بمكة، وكانا يقرآن الإنجيل[[زاد البغوي في تفسيره ٥/٤٤: والتوراة.]]، فربما مرَّ بهما النبيُّ ﷺ وهما يقرآن، فيقف ويستمع، فقال المشركون: إنما يتعلَّم منهما. فنزلت: ﴿لسان الذي يلحدون إليه﴾ الآية[[أخرجه ابن قانع في معجمه ٢/١٨١، والبيهقي في شعب الإيمان ١/٢٩١-٢٩٢ (١٣٦)، ومجاهد في تفسيره ص٤٢٥-٤٢٦، وابن جرير ١٤/٣٦٧، وعبد بن حميد وابن أبي حاتم -كما في الإصابة ١/٥٦٢-. من طريق هشيم، عن حصين، عن عبد الله بن مسلم الحضرمي به. إسناده ضعيف؛ رجاله ثقات، لكن فيه هشيم بن بشير، قال عنه ابن حجر في التقريب (٧٣١٢): «ثقة، ثبت، كثير التدليس والإرسال الخفي». وقد عنعن ولم يصرّح بالسماع.]]. (٩/١١٦)

٤٢١٠٧- عن عبد الله بن عباس -من طريق مجاهد- قال: كان رسول الله ﷺ يُعلِّمُ قَينًا[[القين: العَبدُ، والحدّاد. التاج (قين). وقد أورده الحافظ ابن حجر من طريق أخرى في الإصابة ٤/٤١٨، ثم قال: «سنده صحيح».]] بمكة اسمه: بَلعام، وكان أعجميَّ اللسان، فكان المشركون يرون رسول الله ﷺ يدخل عليه ويخرج من عنده، فقالوا: إنما يُعَلِّمُه بَلعام. فأنزل الله: ﴿ولقد نعلم أنهم يقولون إنما يعلمه بشر﴾ الآية[[أخرجه ابن جرير ١٤/٣٦٥، وابن أبي حاتم، وابن مردويه -كما في الإصابة ١/٤٥٧-. وأورده الثعلبي ٦/٤٣. قال السيوطي: «بسند ضعيف».]]. (٩/١١٥)

٤٢١٠٨- عن عبد الله بن عباس -من طريق مجاهد- في قوله: ﴿إنما يعلمه بشر﴾، قال: قالوا: إنما يعلِّم محمدًا عبدُ ابن الحضرميِّ، وهو صاحب الكتب. فأنزل الله: ﴿لسان الذي يلحدون إليه أعجمي وهذا لسان عربي مبين﴾[[أخرجه الحاكم ٢/٣٨٩ (٣٣٦٣). قال الحاكم: «هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه».]]. (٩/١١٥)

٤٢١٠٩- عن سعيد بن المسيب -من طريق ابن شهاب-: إنّ الذي ذكر الله في كتابه أنه قال: ﴿إنما يعلمه بشر﴾ إنما افْتُتِن مِن أنه كان يكتب الوحي لرسول الله ﷺ، فكان يُملي عليه: ﴿سميع عليم﴾، أو: ﴿عزيز حكيم﴾، أو نحو ذلك من خواتيم الآية، ثم يشتغل عنه رسول الله ﷺ وهو يملي عليه الوحي، فيستفهم رسولَ الله ﷺ، فيقول: يا رسول الله، أعزيز حكيم، أو سميع عليم؟ فيقول: «أيَّ ذلك كتبت فهو كذلك». فافتتن، وقال: إنّ محمدًا ليَكِل ذلك إلَيَّ؛ فأكتبُ ما شئتُ٣٧٤٦. فهذا الذي ذكَر لي سعيد بن المسيب من الحروف السبعة[[أخرجه ابن جرير ١٤/٣٦٩. وعزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم.]]. (٩/١١٧)

٣٧٤٦ استدرك ابنُ عطية (٥/٤١٠) على هذا القول مستندًا إلى التاريخ قائلًا: «هذا نصراني أسلم وكتب، ثم ارتد ولحق بمكة ومات، ثم لفظته الأرض، وإلا فهذا القول يضعف؛ لأن الكاتب المشهور الذي ارتد لهذا السبب ولغيره من نحوه هو عبد الله بن أبي سرح العامري، ولسانه ليس بأعجمي. فتأمله».

٤٢١١٠- في حديث مجاهد بن جبر -من طريق ابن مجاهد، وعاصم بن حكيم- ﴿ولقد نعلم أنهم يقولون إنما يعلمه بشر﴾: قول قريش: إنما يعلم محمدًا عبدٌ لابن الحضرمي رومي، وهو صاحب كتاب[[أخرجه يحيى بن سلام ١/٩١.]]. (ز)

٤٢١١١- عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح- في قوله: ﴿ولقد نعلم أنهم يقولون إنما يعلمه بشر﴾، قال: قول قريش: إنما يعلِّم محمدًا عبدُ ابن الحضرمي، وهو صاحب كتب. فنزل: ﴿لسان الذي يلحدون إليه أعجمي وهذا لسان عربي مبين﴾[[تفسير مجاهد ص٤٢٦، وأخرجه ابن جرير ١٤/٣٦٥ وليس فيهما التصريح بلفظ النزول، والبيهقي في شعب الإيمان (١٣٦). وعزاه السيوطي إلى ابن أبي شيبة، وابن المنذر، وابن أبي حاتم.]]. (٩/١١٦)

٤٢١١٢- قال الضحاك بن مزاحم: وكان النبي ﷺ إذا آذاه الكفار يقعد إليهما [أي: عبدَيْ بني الحضرمي]، فيَسْتَرْوِح بكلامهما، فقال المشركون: إنما يتعلم محمد منهما. فنزلت هذه الآية[[تفسير الثعلبي ٦/٤٤، وتفسير البغوي ٥/٤٤.]]. (ز)

٤٢١١٣- عن الضحاك بن مزاحم -من طريق عبيد بن سليمان- في الآية، قال: كانوا يقولون: إنما يعلِّمه سلمان الفارسي. فأنزل الله: ﴿لسان الذي يلحدون إليه أعجمي﴾[[أخرجه ابن جرير ١٤/٣٦٨ ولم يذكر لفظ النزول. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر، وابن أبي حاتم.]]٣٧٤٧. (٩/١١٧)

٣٧٤٧ انتَقَدَ ابنُ عطية (٥/٤٠٨) هذا القول قائلًا: «هذا ضعيف؛ لأن سلمان إنما أسلم بعد الهجرة بمدة». وبنحوه ابنُ كثير (٨/٣٥٦).

٤٢١١٤- عن عكرمة مولى ابن عباس -من طريق حبيب بن أبي ثابت- قال: كان غلام لبني عامر ابن لؤي -أظنه يقال له: يَعِيش-، أو من أهل الكتاب، فقالت قريش: هذا يعلم محمدًا ﷺ. فأنزل الله ﷿: ﴿لسان الذي يلحدون اليه أعجمي وهذا لسان عربي مبين﴾[[أخرجه الثوري ص١٦٧، وابن جرير ١٤/٣٦٥ من طريقه دون تصريح بلفظ النزول، وفيه: كان النَّبِي ﷺ يُقرِئ غلامًا لبني المغيرة أعجميًا، يقال له: يَعِيش.]]. (٩/١١٥)

٤٢١١٥- في قول الحسن البصري: هو عبد لابن الحضرمي، وكان كاهنًا في الجاهلية[[علَّقه يحيى بن سلام ١/٩١.]]. (ز)

٤٢١١٦- عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- قوله: ﴿ولقد نعلم أنهم يقولون إنما يعلمه بشر﴾: وقد قالت قريش: إنما يعلمه بشرٌ؛ عبدٌ لبني الحضرمي، يقال له: يعيش. قال الله تعالى: ﴿لسان الذي يلحدون إليه أعجمي، وهذا لسان عربي مبين﴾، وكان يعيش يقرأ الكتب[[أخرجه ابن جرير ١٤/٣٦٦.]]. (ز)

٤٢١١٧- عن قتادة بن دعامة، قال: يقولون: إنما يعلِّم محمدًا عبدُ ابنِ الحضرمي. كان يُسمّى: مِقْيَس[[عزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم.]]. (٩/١١٦)

٤٢١١٨- قال يحيى بن سلّام: قال قتادة: قالت قريش: إنما يعلم محمدًا عبدٌ لابن الحضرمي. يقال له: جبر، وكان يقرأ الكتاب، وبعضهم يقول: عدّاس غلام عتبة. وكان الكلبي يجمعها جميعًا، ويقول: كان عدّاس يهوديًا فأسلم، وكانا يقرآن كتابهما بالعبرانية، وكانا أعجميي اللسان[[علَّقه يحيى بن سلام ١/٩٠.]]. (ز)

٤٢١١٩- قال ابن كثير المكي -من طريق ابن جريج-: كانوا يقولون: إنما يعلمه نصرانيٌّ على المروة، ويعلم محمدًا روميٌّ، يقولون: اسمه جبر، وكان صاحب كتب، عبد لابن الحضرمي. قال الله تعالى: ﴿لسان الذي يلحدون إليه أعجمي﴾. قال: وهذا قول قريش: ﴿إنما يعلمه بشر﴾. قال الله تعالى: ﴿لسان الذي يلحدون إليه أعجمي، وهذا لسان عربي مبين﴾[[أخرجه ابن جرير ١٤/٣٦٧.]]. (ز)

٤٢١٢٠- عن إسماعيل السُّدِّيّ، في الآية، قال: كان رسول الله ﷺ إذا آذاه أهل مكة دخل على عبدٍ لبني الحضرميّ، يقال له: أبو اليسر، كان نصرانيًّا، وكان قد قرأ التوراة والإنجيل، فساءله وحدَّثه، فلما رآه المشركون يدخل عليه قالوا: يعلِّمه أبو اليَسَر[[أخرجه ابن أبي حاتم -كما في الإصابة ١/٣٢٨-.]]. (٩/١١٧)

٤٢١٢١- قال مقاتل بن سليمان: ﴿ولَقَدْ نَعْلَمُ أنَّهُمْ يَقُولُونَ إنَّما يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ﴾، وذلك أنّ غلامًا لعامر بن الحضرمي القرشي يهوديًّا أعجميًّا كان يتكلم بالرومية، يسمى: يسار، ويكنى: أبا فكيهة، كان كفار مكة إذا رأوا النبي ﷺ يحدثه قالوا: إنما يعلمه يسار أبو فكيهة. فأنزل الله تعالى: ﴿ولَقَدْ نَعْلَمُ أنَّهُمْ يَقُولُونَ إنَّما يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ﴾ ... فضربه سيده، فقال: إنك تعلم محمدًا ﷺ. فقال أبو فكيهة: بل هو يعلمني. فأنزل الله ﷿ في قولهم: ﴿وإنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ العالَمِينَ، نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ﴾ [الشعراء:١٩٢-١٩٣] لقولهم: إنما يعلم محمدًا ﷺ يسارٌ أبو فكيهة[[تفسير مقاتل بن سليمان ٢/٤٨٧-٤٨٨.]]. (ز)

٤٢١٢٢- عن محمد بن إسحاق -من طريق سلمة- قال: كان رسول الله ﷺ -فيما بلغني- كثيرًا ما يجلس عند المروة إلى غلام نصراني يُقال له: جبر؛ عبد لبني بياضة الحضرمي، فكانوا يقولون: واللهِ، ما يُعَلِّمُ محمدًا كثيرًا مما يأتي به إلا جبر النصراني غلام الحضرمي. فأنزل الله تعالى في قولهم: ﴿ولقد نعلم أنهم يقولون إنما يعلمه بشر، لسان الذي يلحدون إليه أعجمي، وهذا لسان عربي مبين﴾[[أخرجه ابن جرير ١٤/٣٦٦. وفي تفسير الثعلبي ٦/٤٣، وتفسير البغوي ٥/٤٤ بنحوه، وزادا: وكان يقرأ الكتب.]]. (ز)

٤٢١٢٣- عن ابن لهيعة، عن غير واحد: أنّ رجلًا كان أسلم، ولزم رسول الله ﷺ، ولطف به حتى اختلط بأهله كلهم، وأنه سمع بذلك المؤمنون والمشركون، وعُلم ذلك منه، وأنه لحق بالمشركين، فقال لهم: واللهِ، ما أرى أحدًا أبطن بمحمد مني، قالوا: قد سمعنا بذلك فأخبرنا عنه. قال: واللهِ، ما يعلِّمه إلا عبد بني فلان. لراعٍ عبدٍ أعجميٍّ؛ فأنزل الله: ﴿ولقد نعلم أنهم يقولون إنما يعلمه بشر لسان الذي يلحدون إليه أعجمي وهذا لسان عربي مبين﴾. وفي ذلك أنزلت هذه الآية، والله أعلم[[أخرجه ابن وهب في الجامع - تفسير القرآن ١/٧٠-٧١ (١٥٩).]]. (ز)

﴿لِّسَانُ ٱلَّذِی یُلۡحِدُونَ إِلَیۡهِ﴾ - تفسير

٤٢١٢٤- قال الحسن البصري: الذي يذهبون إليه أنّه يُعَلِّم محمدًا أعجميٌّ[[علَّقه يحيى بن سلام ١/٩١.]]. (ز)

٤٢١٢٥- تفسير محمد بن السائب الكلبي: قال الله: ﴿لسان الذي يلحدون إليه﴾ يميلون إليه[[علَّقه يحيى بن سلام ١/٩٠.]]. (ز)

٤٢١٢٦- قال مقاتل بن سليمان: ثم أخبر عن كذبهم، فقال سبحانه: ﴿لِسانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إلَيْهِ﴾، يعني: يميلون. كقوله سبحانه: ﴿ومَن يُرِدْ فِيهِ بِإلْحادٍ﴾ [الحج:٢٥]، يعني: بميل[[تفسير مقاتل بن سليمان ٢/٤٨٧.]]. (ز)

﴿أَعۡجَمِیࣱّ﴾ - تفسير

٤٢١٢٧- عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح- في قوله: ﴿لسان الذي يلحدون إليه أعجمي﴾: يتكلم بالرومية، ﴿وهذا لسان عربي مبين﴾[[تفسير مجاهد ص٤٢٦، وأخرجه يحيى بن سلام ١/٩١ من طريق ابن مجاهد وعاصم بن حكيم، والبيهقي في شعب الإيمان (١٣٦). وعزاه السيوطي إلى ابن أبي شيبة، وابن المنذر، وابن جرير، وابن أبي حاتم.]]. (٩/١١٦)

٤٢١٢٨- عن إسماعيل السُّدِّيّ قال الله: ﴿وهذا لسان عربي مبين﴾. ولسان أبي اليسر أعجميٌّ[[أخرجه ابن أبي حاتم- كما في الإصابة ١/٣٢٨.]]. (٩/١١٧)

٤٢١٢٩- قال مقاتل بن سليمان: ﴿أعْجَمِيٌّ﴾ رومي، يعني: أبا فكيهة[[تفسير مقاتل بن سليمان ٢/٤٨٧.]]. (ز)

﴿وَهَـٰذَا لِسَانٌ عَرَبِیࣱّ مُّبِینٌ ۝١٠٣﴾ - تفسير

٤٢١٣٠- قال مقاتل بن سليمان: وهذا القرآن ﴿لِسانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ﴾ يعني: بَيِّن يعقلونه، نظيرها في «حم» قوله سبحانه: ﴿ولَوْ جَعَلْناهُ قُرْآنًا أعْجَمِيًّا لَقالُوا لَوْلا فُصِّلَتْ آياتُهُ ءَأَعْجَمِيٌّ وعَرَبِيٌّ﴾ [فصلت:٤٤] لقالوا: محمد ﷺ عربي والقرآن أعجمي. فذلك قوله سبحانه: ﴿قُرْآنًا أعْجَمِيًّا ...﴾ إلى آخر الآية[[تفسير مقاتل بن سليمان ٢/٤٨٧.]]. (ز)

٤٢١٣١- قال يحيى بن سلّام: قال الله: ﴿وهذا لسان عربي مبين﴾، أي: بَيِّن[[تفسير يحيى بن سلام ١/٩١.]]. (ز)

    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب