الباحث القرآني
ثم قال تعالى مبِّينًا عُتُوَّ هؤلاء المكذِّبين للرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فقال: ﴿وَلَوْ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ كِتَابًا فِي قِرْطَاسٍ فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ لَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا﴾ [الأنعام ٧]، (لو) هنا شرطية، بدليل وجود فعل الشرط وجواب الشرط، أين فعل الشرط؟ ﴿نَزَّلْنَا﴾، وجواب الشرط ﴿لَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا﴾.
﴿وَلَوْ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ﴾ الخطاب للنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
﴿كِتَابًا فِي قِرْطَاسٍ﴾ يعني: كتابًا عاديًّا يدركه الناس.
﴿فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ﴾ يعني: لم يتخيلوه من بُعد، بل هو بين أيديهم يلمسونه نازلًا من السماء إلى الرسول ﷺ.
وقوله: ﴿لَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ﴾ إذا قال قائل: وهل هناك لمس بغير اليد؟ فالجواب: إن شئت فقل: نعم؛ لأن الإنسان يمس بقدمه، ويمس بلسانه، ويمس بكل أجزاء جلده، وإن شئت فقل: إن اللمس يكون باليد، لكنها ذكرت اليد هنا من باب التوكيد، كقوله تبارك وتعالى: ﴿مَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ﴾ [الأنعام ٣٨]، ومعلوم أن الطائر لا يطير إلا بجناح.
﴿لَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا﴾ هذا الجواب، ﴿لَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ﴾ هنا إظهار في موضع الإضمار، أين هو؟ ﴿لَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا﴾، ولم يقل: لقالوا، إشارة إلى شيئين:
الشيء الأول: التسجيل على هؤلاء بالكفر، يعني الحكم عليهم بالكفر.
الثاني: أن من قال مثل قولهم فهو كافر.
ففيه فائدتان: فائدة متعدية، وفائدة لازمة؛ الفائدة اللازمة: هي الحكم عليهم بالكفر، والمتعدية: أن من قال قولهم فهو كافر.
﴿لَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ﴾، (إن) هنا نافية، بدليل قوله: ﴿إِلَّا﴾، وهي إذا أتت بعدها (إلا) فهي للنفي، وقد تكون للنفي وإن لم تأت بعدها (إلا)، لكن إذا أتت بعدها (إلا) فهي للنفي.
(إن) تأتي نافية كما هنا، وتأتي شرطية مثل: ﴿إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ﴾ [الزمر ٧].
وتأتي مخفَّفة من الثقيلة، كقوله: ﴿إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ﴾ [طه ٦٣]؛ لأن أصل ﴿إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ﴾ أصلها (إنَّ هذان لساحران).
وتأتي زائدة، كما في قول الشاعر:
؎بَنِي غُدَانَةَ مَا إِنْ أَنْتُمُ ذَهَبٌ ∗∗∗ .......................
والتقدير: ما أنتم ذهب، لكنها جاء بها زائدة، وهذا ليس بغريب، هذا مما يدل على أن اللغة العربية واسعة، خلافًا لمن قال: إنها ضيقة؛ لأن معانيها أكثر من ألفاظها، نقول: كون الحرف الواحد أو الكلمة الواحدة تأتي بمعنى متعدد هذا يدل على مرونة اللغة العربية، لا على قلة مواردها، ولا شك أنه إذا كانت اللغة مرنة كان ذلك أوسع للمتخاطبين بها، وأيسر عليهم.
﴿إِنْ هَذَا﴾ المشار إليه الكتاب في القرطاس.
﴿إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ﴾ السحر: كل شيء خفي يُسَمَّى سحرًا، مأخوذ من السَّحَر الذي هو آخر الليل، والغالب أن آخر الليل يكون خفيًّا، الناس لا يخرجون من بيوتهم، فيكون هناك خفاء في الأمور التي تحدث.
لكنه في الاصطلاح: هو عبارة عن عُقَد ورُقًى وأدوية تصدر من الساحر بواسطة الشياطين، كما قال الله تبارك وتعالى في سورة البقرة: ﴿وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ﴾، يعني: ويعلِّمونهم ما أُنْزِل على الملكين ببابل، ﴿هَارُوتَ وَمَارُوتَ﴾ هذان اسمان لملكين، ﴿وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ﴾ [البقرة ١٠٢].
ولذلك كثيرًا ما يكون السحر مرتبطًا بالجن، حتى إنه يتكلم الجني ويقول: أنا لا أستطيع أن أخرج لأني مسحور، لكن إذا أراد الله عز وجل عُثِرَ على السحر وأُتْلِف، ثم برأ المريض.
وقوله: ﴿مُبِينٌ﴾ بمعنى بَيِّن ظاهر، وذلك لأن (بان) و(أبان) يأتيان بمعنى واحد، تقول: بان الصبح، وأبان الصبح، (أبان) رباعي، و(بان) ثلاثي، (بان) يُقال: بَيِّن، و(أبان) يقال: مُبِين، على أن (أبان) تأتي متعدية، لا بمعنى (بان)، مثل أن تقول: أبان الحق، أبان الأمر لي، بمعنى: أظهره.
نرجع إلى هذه الآية.
* في هذه الآية: بيان عناد المكذِّبين للرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وجه ذلك أن الله ذكر أنه لو نزل عليهم كتاب في قرطاس ولَمَسُوه بأيديهم قالوا: هذا سحر، ما هو صحيح.
وجه هذا الاستنتاج -مع أنه قد لا يكون من اللائق أن أقول: استنتاج- وجه ذكر الله ذلك عنهم؛ لأنه أتاهم من الآيات ما يؤمن على مثله البشر، ومع ذلك ﴿إِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ﴾ [ القمر ٢ ]، فعلم الله من حالهم أنهم لو وصلت بهم الحال إلى هذا؛ كتاب في قرطاس كما عهدوه ولمسوه بأيديهم، قالوا: هذا سحر مبين.
* ومن فوائد هذه الآية الكريمة: الإشارة إلى أن الكتاب إذا كان في القرطاس فهو أبين وأظهر، وإلا يمكن يُكْتَب على غير قرطاس، في أيش؟ في اللوح من خشب، في اللوح من عظام، في اللوح من أحجار، في اللوح من جريد النخل، كما كان في أول الأمر، لكن القرطاس أثبت وألين وأسهل.
* ومن فوائد هذه الآية الكريمة: أن هؤلاء المكذِّبين لن يؤمنوا ولو جاءتهم كل آية؛ لأن من أعظم الآيات أن ينزل الكتاب يشاهدونه في قرطاس ويلمسونه، ثم ينكرون، ويفسِّر هذا قول الله تبارك وتعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ (٩٦) وَلَوْ جَاءَتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ﴾ [يونس ٩٦، ٩٧]، وقوله تعالى: ﴿وَمَا تُغْنِي الْآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ﴾ [يونس ١٠١]، وقال عز وجل: ﴿وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنَ الْأَنْبَاءِ مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ (٤) حِكْمَةٌ بَالِغَةٌ فَمَا تُغْنِ النُّذُرُ (٥) فَتَوَلَّ عَنْهُمْ﴾ [القمر ٤ - ٦]
وهنا انتبه تقف على: ﴿فَتَوَلَّ عَنْهُمْ﴾ ولا تَصِل؛ لأنك لو وصلت فسد المعنى، صار المعنى ﴿فَتَوَلَّ عَنْهُمْ﴾ متى؟ ﴿يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ إِلَى شَيْءٍ نُكُرٍ﴾، هذه واحدة.
وفي الآية التي بعدها: ﴿فَكَذَّبُوا عَبْدَنَا وَقَالُوا مَجْنُونٌ﴾ [ القمر ٩ ] قف لا تَصِل؛ لأنك لو وصلت: ﴿وَقَالُوا مَجْنُونٌ وَازْدُجِرَ﴾ صار قوله: ﴿وَازْدُجِرَ﴾ من قولهم، وليس كذلك، لكن ﴿وَازْدُجِرَ﴾ معطوف على ﴿قَالُوا﴾، أي: قالوا: مجنون، وازْدَجَرُوه.
ومثل هذه الأشياء في الواقع يا إخوان يجب الإنسان ينتبه لها؛ لأن القرآن الكريم ليس كالكلام الذي نكتبه نحن أو نقوله، نحن نحاول أن يكون الكلام على نسق واحد، لكن في القرآن -سبحان الله- وهو من إعجازه، أنك ترى أحيانًا الكلمة ليس بينها وبين الأخرى صلة، من أجل أن ينتبه المخاطَب أو القارئ، ويتأمل، ويتفكر، وهذه نقطة لا يحس بها كثير من الناس، تجده يقرأ قراءة مرسَلة ولا ينتبه للمواقف.
ونحن تعلَّمنا هذا من شيخنا عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله، كان يقوم بنا في رمضان التراويح والقيام، ويقف المواقف اللائقة، فنتعجب كيف هذا! وكنا بالأول نقرؤها نقرأ القرآن مرسلًا ولا نلتفت للمعنى، حتى إن قوله تعالى: ﴿فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ (٤) الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ﴾ [الماعون ٤، ٥] هل تقف على ﴿فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ﴾؟ تقف؛ لأن الله جعلها موقفًا، فإذا قلت -سبحان الله-: ﴿فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ﴾ كيف؟! قال الشاعر الملحد:
؎مَا قَالَ رَبُّكَ وَيْلٌ لِلْأُولَى سَكِرُوا ∗∗∗ بَلْ قَالَ رَبُّكَ وَيْلٌلِلْمُصَـــــــــــلِّينَا
نقول: نعم، قاله ولكنه ملحد، ما قرأ الآية الثانية، الوقف على: ﴿فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ﴾ فيه فائدة قد لا تظهر لبعض الناس؛ لأنه إذا سُمِع القارئ يقرأ: ﴿فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ﴾ وقف، تجده يشوِّش، كيف ﴿فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ﴾؟ ثم تأتيه: ﴿الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ﴾، فتكون كأنها الغيث نزل على أرض يابسة، وهذا هو السر في أن الأَوْلَى اتباع الآيات إذا أمكن، تقف على كل آية ولو تعلق ما بعدها فيها.
* من فوائد هذه الآية الكريمة: أنه ينبغي الإظهار في موضع الإضمار إذا دعت الحاجة؛ لقوله: ﴿لَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا﴾، وهذا يقع كثيرًا في القرآن الكريم في آيات متعددة، مثل قول الله تعالى: ﴿مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ﴾ [ البقرة ٩٨ ]، ما قال: عدو له، مع أن الآية: ﴿فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ﴾ فيها مناسبة ثالثة، وهي مراعاة فواصل الآيات، فانظر كيف كان الإظهار في موضع الإضمار.
* ومن فوائد هذه الآية الكريمة: مكابرة أولئك المشركين الذين يكذِّبون النبي ﷺ بصرفهم الحق إلى باطل، الحق أنه قرآن من عند الله، وهم يصرفونه إلى السحر، هذا السحر الذي قالوه هل هو في بلاغة القرآن، وفصاحة القرآن، وبيان القرآن، أو في كونه أتى بكتاب نزل من السماء فمَوَّه على أبصارهم؟ الظاهر أنه يشمل الأمرين، يقول: هذا ما هو حقيقة يا محمد، سحرتنا، أو يقولون إنه لبيانه وفصاحته سَحَرَهم، وأيًّا كان فالجاحد -والعياذ بالله- يتشبث في كل شيء
* طالب: (...).
* الشيخ: إي تقف، ﴿وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا﴾ [البقرة ٢٨٥] قف، يختلف لو قلت: ﴿وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ﴾ [البقرة ٢٨٥] صرت سامعًا مطيعًا غفران الله، وليس كذلك.
* طالب: في أثناء القراءة سواء قراءة الحزب التي بسرعة جدًّا، أو في أثناء التسميع، هل يراعي الإنسان هذه الوقوف؟
* الشيخ: إي نعم، ينبغي أن يراعي هذا ويقف حتى وإن كان مدرَجًا.
* طالب: أحسن الله إليك، في رسم المصحف تجد يكتبون في بعض الأحيان على رأس الآيات لا على آخر الآية، مع أن الموضع يعني وقف ما ..
* الشيخ: لا هذا من النساخ، ما هو مأثور.
* طالب: بارك الله فيك، رجل مسحور أتى إليه رجل هو ما يعرف هل هو ساحر أم لا، قال له: سأخبرك بمكان السحر، فهل يتعامل معه، فإذا تعامل معه يعني يدخل في ..
* الشيخ: هذا يسمى عند أهل العلم نقض السحر بالسحر، ونقض السحر بالسحر ذكر شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في كتابه التوحيد، نقل عن سعيد بن المسيب أنه لا بأس به، وقال: إنما يريدون به الإصلاح، فأما ما ينفع فلم يَنْهَ عنه، ولعله أخذه من قوله تعالى: ﴿وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ﴾ [البقرة ١٠٢]، ومن قوله: ﴿وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ﴾ [البقرة ١٠٢]، لكن هذا لا ينبغي أن يُفْتَى به الناس فتوى عامة هكذا؛ لأنه يُخْشَى أولًا: من دجل السحرة، وثانيًا: من تكاثرهم وخيانتهم وخداعهم، فيقول أحدهم للآخر: اسحر فلانًا وأنا (...)، ويأكلون أموال الناس بالباطل، ثالثًا: أنه لا ينقض الساحر السحر إلا بتعلم السحر، ولذلك لا ينبغي فتح الباب للناس في هذه المسألة العظيمة ويكونون على باب (...).
* * *
* طالب: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، ﴿وَقَالُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ وَلَوْ أَنْزَلْنَا مَلَكًا لَقُضِيَ الْأَمْرُ﴾.
* الشيخ: قف ﴿لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ﴾.
* الطالب: ﴿وَقَالُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ وَلَوْ أَنْزَلْنَا مَلَكًا لَقُضِيَ الْأَمْرُ ثُمَّ لَا يُنْظَرُونَ (٨) وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكًا لَجَعَلْنَاهُ رَجُلًا وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِمْ مَا يَلْبِسُونَ (٩) وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ﴾ [الأنعام ٨ - ١٠].
* الشيخ: قال الله تبارك وتعالى: ﴿وَلَوْ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ كِتَابًا فِي قِرْطَاسٍ فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ لَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ﴾
* من فوائدها: علم الله تبارك وتعالى بما سيكون لو كان؛ لأنه عَلِم ماذا سيكون قول هؤلاء لو نُزِّلَ عليهم كتاب في قرطاس.
* ومنها: تأكيد المعلوم بالمحسوس، وإن شئت فقل: المعقول بالمحسوس؛ لقوله: ﴿فِي قِرْطَاسٍ﴾، وقوله: ﴿لَمَسُوهُ﴾؛ لأن هذا تأكيد لشيء محسوس يُنظر أنه في قرطاس، ويُلْمَس باليد.
* ومن فوائد هذه الآية: أن هؤلاء كفار؛ لقوله: ﴿لَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ﴾، وكان مقتضى السياق أن يقول: (لقالوا)، لكنه أظهر في موضع الإضمار، والإظهار في موضع الإضمار له فوائد:
منها: الحكم على مرجع الضمير بما يقتضيه الوصف الظاهر، أيش الوصف الظاهر معنا؟ ﴿الَّذِينَ كَفَرُوا﴾، مرجع الضمير لو كان ضميرًا: أولئك المكذِّبون.
الفائدة الثانية: القياس، بمعنى أن كل من قال قولهم فهو كافر؛ لأنه لو قال: (لقالوا)، ما استفدنا أن من قال مثل قولهم يكون كافرًا بالنص، فإذا كان ظاهرًا هذا الوصف قسنا عليه كل ما ماثله، أو كل ما اتصف بهذا الوصف.
* ومن فوائد هذه الآية الكريمة: أن للسحر تأثيرًا، وهل التأثير يكون بقلب الحقائق، أو بالتخييل على الحواس؟ الجواب: الثاني، وإلا فإنه لا يقلب الحقائق، فالعِصِيّ والحبال التي ألقاها سحرة فرعون لم تنقلب حيات، ولكن خُيِّل للرَّائين أنها حيات، وإلا فهي على حقيقتها عِصِيّ وحبال.
وبهذا نجمع بين قول من قال: إنه لا يؤثر، وقول من قال: إنه يؤثر، فيقال: أما تأثيره بقلب الحقائق فهذا لا يمكن؛ لأنه لا يقدر على ذلك إلا الله عز وجل، وأما تأثيره بالتخييل فإنه يمكن؛ لأن التخييل في الواقع مرض في الإدراك، والمرض ينتج من السحر؛ لأن السحرة أيضًا أحيانًا يسحرون الإنسان حتى يكون مريضًا، أو يختلَّ ذهنه، أو ما أشبه ذلك.
{"ayah":"وَلَوۡ نَزَّلۡنَا عَلَیۡكَ كِتَـٰبࣰا فِی قِرۡطَاسࣲ فَلَمَسُوهُ بِأَیۡدِیهِمۡ لَقَالَ ٱلَّذِینَ كَفَرُوۤا۟ إِنۡ هَـٰذَاۤ إِلَّا سِحۡرࣱ مُّبِینࣱ"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق