الباحث القرآني
ثم قال الله تعالى: ﴿وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا﴾ [الشورى ٥١] ﴿مَا كَانَ﴾ هذه الصيغة في القرآن الكريم تدلُّ على أنَّ الشيء ممتنع غاية الامتناع إمَّا قَدَرًا وإمَّا شرعًا؛ قال الله تعالى: ﴿مَا كَانَ لِلَّهِ أَنْ يَتَّخِذَ مِنْ وَلَدٍ﴾ [مريم ٣٥] يعني ممتنع ولَّا غير ممتنع؟
* الطلبة: ممتنع.
* الشيخ: ممتنع غاية الامتناع.
طيب ﴿مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ﴾ [التوبة ١١٣]؟
* طالب: ممتنع (...).
* الشيخ: ممتنع غاية الامتناع. شرعًا ولَّا قَدَرًا؟
* الطلبة: شرعًا.
* الشيخ: شرعًا؛ لأنَّه يجوز أن يستغفروا لكنَّه حرامٌ عليهم.
﴿مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ﴾ هذا ممتنع قَدَرًا، بل ممتنع قَدَرًا؛ يعني حسب خَبَر الله عز وجل، وإلا فالله قادرٌ على أنْ يكلِّم على غير هذا الوجه، لكن حسب خَبَر الله يكون ممتنعًا.
﴿وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا﴾، ﴿لِبَشَرٍ﴾ البَشَر هم الآدمِيُّون، سُمُّوا بَشَرًا ليش؟ لأنَّ بَشَرتهم باديةٌ إلا أن يستتروا. غيرُ الآدميِّ من الحيوانات مستورٌ إمَّا بالريش، وإمَّا بالصوف، وإمَّا بالوبر، وإمَّا بالشَّعر؛ إمَّا بالريش مثل الطير، وإمَّا بالشَّعر مثل المعز، وإمَّا بالصوف كالضأن، وإمَّا بالوبر كالإبل.
الآدمِيُّ لم تُستَر بَشَرته، والحكمة من ذلك أنَّه إذا شَعَر الإنسانُ بافتقاره إلى الكسوة الحسِّيَّة انتقل من هذا إلى افتقاره إلى الكسوة المعنويَّة -شوف الحكمة من الله عز وجل- حتى يعرف الإنسانُ أنه محتاجٌ إلى سَتْر العورة المعنوية كما احتاج إلى سَتْر العورة الحسِّيَّة، وإلى هذا يُشير قول الله تبارك وتعالى: ﴿يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ﴾ اللباس العادي، ﴿وَرِيشًا﴾ اللباس الجميل الذي يتزيَّن به المرء، ثم قال: ﴿وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ﴾ [الأعراف ٢٦]، لباس التقوى هذا لباس معنوي ولا حِسِّي؟
* الطلبة: معنوي.
* الشيخ: معنوي، طيب. وقيل: إنَّ الآدمِيَّ سُمِّي بَشَرًا لظهور أَثَر ما في قلبه على بَشَرته؛ إذا غَضِبَ الإنسانُ يظهر أَثَر الغضب على بَشَرته، ماذا يصنع؟ يحمرُّ وجهُه وعيناه، وتنتفخ أوداجه، ويَقِف شعرُه، وإذا بُشِّر بما يَسُرُّه يتهلَّلُ وجهُه وتجد فيه البِشْر، والظاهر -والله أعلم- أنَّ المعنى الأول أقوى: أنَّه سُمِّي بَشَرًا لظهور بَشَرته إلا بساتر.
﴿أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا﴾ يقول: (﴿إِلَّا﴾ أن يُوحِي إليه ﴿وَحْيًا﴾ في المنام أو بإلهام) هذا واحد.
﴿أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ﴾ [الشورى ٥١] يعني: يكلِّمه مباشرةً غير الوحي الذي في القلب من وراء حجاب؛ كما حصل لِمَن؟ لموسى عليه الصلاة والسلام، وحصل لمحمد عليه الصلاة والسلام ليلة المعراج، فإنَّ الله كلَّمه من وراء حجاب.
فما هو الحجاب الذي يحتجب الله به؟
قال النبيُّ صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «حِجَابُهُ النُّورُ، لَوْ كَشَفَهُ لَأَحْرَقَتْ سُبُحَاتُ وَجْهِهِ مَا انْتَهَى إِلَيْهِ بَصَرُهُ مِنْ خَلْقِهِ»[[أخرجه مسلم (١٧٩ / ٢٩٣) من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه.]]. هذا النور نورٌ عظيمٌ جدًّا ما أحد يتصوَّره، هذا هو الذي احتجبَ الله به عن الخلْق، تعالى الله، فإذا كان هذا النور من قوَّته يحجب، فما بالُك بنور الله عز وجل؟! هو أعظم وأعظم؛ قال الله تعالى: ﴿اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾ [النور ٣٥]، ولا يتصوَّر أحدٌ ذلك أبدًا.
وإنما يكلِّم الله تعالى عبادَه من وراء حجابٍ لأنَّه لو كَشَفَ الحجابَ لَهَلَك الإنسانُ ولم يستطعْ أن يَثْبت أمام رؤية الله عز وجل، ولَمَّا قال موسى عليه الصلاة والسلام: ﴿رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ﴾، قال هذا شوقًا إلى الله عز وجل لا شَكًّا، قال ذلك شوقًا إلى الله، قال الله له: ﴿لَنْ تَرَانِي﴾ يعني: لا يمكن أن تراني ﴿وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ﴾ الجبل الأصمِّ الصلب ﴿فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ﴾ تجلَّى، ما ظهر كلُّه، تجلَّى للجبل ﴿جَعَلَهُ دَكًّا﴾ [الأعراف ١٤٣]، اندكَّ الجبلُ مرَّةً واحدةً وساوى الأرض، موسى عليه الصلاة والسلام لَمَّا رأى هذا صَعِق، غُشِيَ عليه من هول ما رأى، فهل الآدمِيُّ الضعيف يَثْبت لرؤية اللهِ والجبلُ لَم يَثْبت؟ لا واللهِ، ولهذا اندهش موسى وصَعِق وعَلِم أنَّه لا يمكن أن يرى الله عز وجل.
قوله: ﴿إِلَّا وَحْيًا﴾ الوحيُ هو ما يحصل للرسول من الإلهام أو الرؤيا المنامية؛ لأنَّ أصل الوحيِ الإعلامُ بسرعةٍ وخفاءٍ، هذا أصله في اللغة، فيكون ﴿إِلَّا وَحْيًا﴾ أي: عن طريق الإلهام أو طريق المنام.
﴿أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ﴾ يعني يكلِّمه الله تعالى مكالمةً صريحةً ولكنْ من وراء حجاب، والحجاب المذكور هو النور كما قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «حِجَابُهُ النُّورُ، لَوْ كَشَفَهُ لَأَحْرَقَتْ سُبُحَاتُ وَجْهِهِ مَا انْتَهَى إِلَيْهِ بَصَرُهُ مِنْ خَلْقِهِ»[[أخرجه مسلم (١٧٩ / ٢٩٣) من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه.]]، وذلك لأنَّ البَشَر لا يستطيع رؤيةَ الله عز وجل في الدنيا؛ قال موسى لربِّه عز وجل: ﴿رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ﴾ قال ذلك شوقًا ومحبةً، فقال الله تعالى: ﴿لَنْ تَرَانِي﴾ أي: لن تستطيع ذلك ﴿وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ﴾، فنظر موسى إلى الجبل فلمَّا تجلَّى الله له ﴿جَعَلَهُ دَكًّا﴾ اندكَّ حتى ساوى الأرض، فلمَّا رأى موسى هذا خرَّ صَعِقًا؛ أي: غُشِي عليه من هول ما وَجَد وعدمِ تحمُّله، ﴿فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ﴾ [الأعراف ١٤٣]. فإذَن إذا أراد الله أن يكلِّم أحدًا من الرُّسُل فلا بدَّ أن يكون هناك حجابٌ.
القسم الثالث: ﴿أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ﴾ [الشورى ٥١] وهو جبريل، يُرسله إلى المرسَل إليه فيوحي إلى هذا الرسول بإذْن الله تعالى ما يشاء، وإنما خصَصْناه بجبريل لأنَّ جبريل موكَّلٌ بالوحي، وقد كان النبيُّ صلى الله عليه وعلى آله وسلم يستفتح في صلاة الليل بهذا الاستفتاح: «اللَّهُمَّ رَبَّ جَبْرَائِيلَ وَمِيكَائِيلَ وَإِسْرَافِيلَ، فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِي مَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ، اهْدِنِي لِمَا اختُلِفَ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِكَ، إِنَّكَ تَهْدِي مَنْ تَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ»[[أخرجه مسلم (٧٧٠ / ٢٠٠) من حديث عائشة رضي الله عنها.]]. هؤلاء الثلاثة كلُّ واحدٍ منهم موكَّل بما فيه الحياة؛ جبريل بما فيه حياة القلوب، إسرافيل بما فيه حياة الناس للبعث، ميكائيل بما فيه حياة الأرض الذي به يحيا البهائم والإنسان.
﴿فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ﴾، ﴿بِإِذْنِهِ﴾ أي: إذْنه القدري ﴿مَا يَشَاءُ﴾ أي: مما أوحاه الله إلى هذا الرسول الذي بَعَثه إلى الرسول البَشَري.
(﴿إِنَّهُ عَلِيٌّ﴾ [الشورى ٥١] عن صفات المحْدَثين) هذا التفسير تفسير غلط؛ لأنَّه يوهم أنَّ كلَّ صفةٍ للمخلوق لا تَثْبت للخالق؛ فالسمع لا يَثْبت للخالق، والبصر، وكلُّ صفةٍ للمخلوق لا تَثْبت للخالق، ولذلك لو قال المؤلف رحمه الله: ﴿إِنَّهُ عَلِيٌّ﴾ عن مماثَلة المخلوقين وصفات النقص. لو قال هذا لَكان أهْون، مع أنَّنا نقول: إنَّه عليٌّ بذاته وصفاته؛ فذاتُه فوق كلِّ شيءٍ، وصفاته هي المثل الأعلى، هذا هو الصواب، لكن المؤلف -عفا الله عنَّا وعنه- يفسِّر القرآنَ عن طريق الأشاعرة لأنَّه منهم، فلذلك يحرِّف الكَلِمَ عن مواضعه ليوافق مذهبَه الباطل، وهذه آفَةٌ قَلَّ مَن يَسْلم منها من أهل العلم؛ تجد الرجُل يعتقد شيئًا ما في العقيدة أو في الأحكام الشرعية التكليفيَّة، ثم يحاول في النصوص التي تُخالف ما ذهب إليه أن يلوي أعناقها إلى ما ذهب إليه فيجعل النصوصَ تابعةً، والواجب أن تكون متبوعة، لكن هذه آفةٌ ابتُلِيَ بها كثيرٌ من الناس. إنما نحن نقول: ﴿عَلِيٌّ﴾ يعني بذاته وصفاته عن كلِّ نقْصٍ، أمَّا (عن صفات المحْدَثين) هذا غرائب.
والثاني يقول: (﴿حَكِيمٌ﴾ [الشورى ٥١] في صنعه). هذا أيضًا ناقص، بلْ هو حكيمٌ في صنعه حكيمٌ في شَرْعه، والحكمة في الشرع أَبْلغ من الحكمة في الصنع؛ لأنَّ الصنع أمرٌ كونِيٌّ لا طاقة للإنسان في تغييره ولا في الحيادة عنه، أمَّا الأمر الشرعي فهو الذي محلُّ التلاعب من البَشر، فنقول للبشر: لا تتلاعبوا بأحكام الله فإنَّها صادرةٌ عن حكمة. إذَن يُعتبر تفسير المؤلف الذي قَصَره على الحكمة القدرية في صنع الله تفسيرًا ناقصًا، فنقول: ﴿حَكِيمٌ﴾ في أيش؟
* الطلبة: في صنعه وشَرْعه.
* الشيخ: في صنعه وشَرْعه.
* من فوائد هذه الآية الكريمة: بيانُ عظمة الله عز وجل وأنَّه لا يستطيع البشر أن يكلِّموه بلا واسطةٍ، إمَّا رسول أو حجاب؛ لقوله: ﴿وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا﴾.
* ومن فوائد الآية الكريمة: إثباتُ تكليم الله عز وجل، وقد سبق الكلام عليه فلا حاجة إلى إعادته، وبيَّنَّا أنَّ كلام الله عز وجل كلامٌ بحرفٍ وصوتٍ مسموعٍ، وأنَّ ذلك من كماله، وليس كما يزعم الزاعمون أنَّه من النقص.
* ومن فوائد الآية الكريمة: أنَّ إيحاء الله تعالى على ثلاثة أوجُه: وحيُ إلهامٍ، والثاني: تكليمٌ من وراء حجاب، والثالث: إرسالُ رسولٍ يوحي إلى المرسَل إليه ما شاء الله.
* ومن فوائد هذه الآية الكريمة: إثباتُ مشيئة الله عز وجل؛ لقوله: ﴿مَا يَشَاءُ﴾، ﴿فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ﴾.
* ومنها: إثباتُ عُلُوِّه بقِسْميه: العلو الذاتي، والعلو الوصفي؛ فأمَّا علو الذات فهو أنَّه سبحانه وتعالى فوق كلِّ شيء، وأمَّا علو الوصف فهو أنَّ جميع صفاته عُليا ليس فيها نقصٌ بوجهٍ من الوجوه.
* ومن فوائدها: إثباتُ الحكمة في شَرْعه وخَلْقه، وإثبات الحُكم الكوني والشرعي؛ لأنَّه مرَّ علينا أنَّ كلمة ﴿حَكِيمٌ﴾ تعني الحُكم والحِكمة.
* * *
قسَّم الله الناسَ بالنسبة للإنجاب إلى؟
* طالب: ثلاثة أقسام.
* الشيخ: إلى ثلاثة!
* طالب: أربعة أقسام.
* الشيخ: أربعة أقسام، ما هي؟
(...) وحي، أو وحيًا.
* طالب: أو وحيًا.
* الشيخ: اثنان.
* طالب: أو عن طريق الملَك.
* الشيخ: أو عن طريق الملَك؛ ﴿يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ﴾ هذه ثلاثة أقسام.
* طالب: أحسن الله إليك يا شيخ، هل معنى هذا أنَّ الله سبحانه وتعالى سوف يرزقنا يوم القيامة قوَّةً في أبصارنا حتى ننظر إليه؟
* الشيخ: إي نعم، قوَّة الناس يوم القيامة لا تُنسَب إليها قوَّة الدنيا أبدًا، ألَيسوا يمكثون خمسين ألْف سنةٍ لا يأكلون ولا يشربون؟! هذا ما يمكن يُطاق في الدنيا، ألَيس الواحدُ ينظر إلى مُلكه في الجنة مسيرة ألْفَي سنةٍ يرى أقصاه كما يرى أدناه؟! هذا لا يمكن في البَشَر في الدنيا.
* طالب: أحسن الله إليكم يا شيخ، ما معنى ﴿تَجَلَّى﴾؟
* الشيخ: أي: ظَهَر.
* طالب: شيخ، بارك الله فيك، وَرَدَ حديث الذي فيه فضيلة تربية البنات والصبر على (...) فهل هذا الفضْل يَثْبت للأمِّ أيضًا أو إنَّه خاصٌّ بالأب؟
* الشيخ: الظاهر أنَّه يَثْبت للجميع، وَرَدَ في الحديث أنَّه للنساء فقط؛ أنَّ المرأة إذا مات لها ثلاثةٌ من الوَلَد كانوا لها سِتْرًا من النار[[أخرجه مسلم (٢٦٣٣ / ١٥٢) عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: جاءت امرأةٌ إلى رسول الله ﷺ فقالت: يا رسول الله، ذهب الرجال بحديثك، فاجعلْ لنا من نفسك يومًا نأتيك فيه تُعَلِّمنا مما علَّمك الله. قال: «اجتمِعْنَ يوم كذا وكذا». فاجتمَعْن، فأتاهنَّ رسولُ الله ﷺ فعلَّمَهن مما علَّمه الله، ثم قال: «ما منكنَّ من امرأةٍ تقدِّم بين يديها من وَلَدها ثلاثةً إلا كانوا لها حجابًا من النار». فقالت امرأة: واثنين، واثنين، واثنين. فقال رسول الله ﷺ: «واثنين، واثنين، واثنين».]]، وأمَّا مسألة التربية فلأنَّ الأب هو المسؤول عن تربية الأولاد.
* الطالب: (...) بالآباء؟
* طالب: ما الحكمة في ذِكْر الخلْق بعد الشَرْع في الآيات؟
* الشيخ: أقول: مما يدلُّ على أنَّ الاهتمام بالشرع أَبْلغ .. والناسُ ما خُلِقوا إلا للشرع، ما خُلِق الناسُ إلا للشرع؛ قال الله تعالى: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾ [الذاريات ٥٦].
-أين السائل؟ هل كلَّم الله واحدًا غيرَ موسى؟
إي نعم، كلَّم النبيَّ ﷺ، كلَّم آدمَ، لكن موسى عليه الصلاة والسلام سُمِّي الكليم لأنَّه أول ما أَوْحى الله إليه كلَّمه، وغيره أوحى الله إليه بواسطةٍ أولًا.
(...) الخلْق أوَّلًا، ثم بدأ الشرع؛ وذلك لأنَّ الشرع يختصُّ بالأنبياء، الشرع المذكور هنا الوحيُ الخاصُّ بالأنبياء، هذا السبب، السبب أنَّه خاص بالأنبياء.
* طالب: (...) مخلوق؟
* الشيخ: لا، ما هو يريد النور المخلوق، النور المخلوق منفصل عن الله وليس صفةً لله، هذا إذا قُلنا: إنَّ (نور) بمعنى منوِّر؛ لأنَّ بعض المفسرين قالوا: منوِّر السماوات والأرض. لكنَّه خلافُ ظاهرِ الآية، فيقال: الله نور السماوات والأرض، وليس هو النور المخلوق، بل هو عز وجل نور، وكلامه نور، وحجابه نور.
* طالب: (...).
* الشيخ: يعني على هذا الحال يكون: ﴿لِمَنْ يَشَاءُ﴾ [الشورى ٤٩] (مَن) عامَّة أُريدَ بها الخاصُّ، كذا؟ أسألك، هذه إذا قُلنا: ﴿يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ﴾ [الشورى ٤٩] أي: الأنبياء.
* طالب: (...).
* الشيخ: لا، شوف -بارك الله فيك- إذا ادَّعى أحدٌ خلافَ ظاهرِ اللفظ لا تَقْبل منه؛ والله عز وجل يقول: ﴿يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ﴾، ولم يَقُل: للأنبياء. ثم مَن الذي يقول: إنَّ الصحابة سَئِموا مِن كَوْن بعضهم يُولَد له وبعضهم لا يُولَد له، بعضهم يُولَد له إناثٌ وبعضهم يُولَد له ذكور؟! مَن قال هذا؟! فالآية عامَّة، وكلَّما وجدتَ قولًا يكون فيه تخصيص العامِّ فلا تَقْبله إلا بدليل.
* طالب: (...).
* الشيخ: لا، هذا غلط، نحن ذكرنا أنه تجلَّى؛ أي: بعضُه عز وجل، على أنِّي في قلقٍ من هذا؛ من كَوْن المراد بعضه، لأنَّ الأصل أنَّه كلُّه، لكن قد يقال: إنَّه يمنع مِن هذا أنَّ الله تعالى لا يحيط به شيءٌ من مخلوقاته، فلا يمكن أن يتجلَّى كلُّه والأرض ليست بالنسبة إليه شيئًا.
{"ayah":"۞ وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن یُكَلِّمَهُ ٱللَّهُ إِلَّا وَحۡیًا أَوۡ مِن وَرَاۤىِٕ حِجَابٍ أَوۡ یُرۡسِلَ رَسُولࣰا فَیُوحِیَ بِإِذۡنِهِۦ مَا یَشَاۤءُۚ إِنَّهُۥ عَلِیٌّ حَكِیمࣱ"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق