الباحث القرآني
ثم قال الله عز وجل: ﴿خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ﴾ [الزمر ٦] الخطاب هنا لبني آدم: ﴿خَلَقَكُمْ﴾ يعني يا بني آدم ﴿مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ﴾ وهي آدم ﴿ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا﴾ وصفة خلق آدم أن الله سبحانه وتعالى خلقه من تراب، التراب هذا صار طينًا بإذن الله، وبقي حتى صار كالفخار له صلصلة، وصوت عند دقه، ثم بعد ذلك خلق الله منه آدم، وبعد أن خلق جثة آدم نفخ فيه الروح فصار حيًّا سويًّا بشرًا، هذا هو أول خلقة الإنسان كما دل على ذلك كتاب الله عز وجل، وأما القرود الذين زعموا أن أصل الآدمي قرد فنحن نسلم لهم ذلك بالنسبة لهم، أما بالنسبة لنا فنحن -ولله الحمد- من بني آدم بشر، خلق الله تعالى أبانا بيده، وعلمه أسماء كل شيء، وأسجد له ملائكته، وأما هم فلهم ما أحبوا أن يردوا أنفسهم إليه.
﴿ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا﴾، (ثم) للترتيب بمهلة؛ لأن خلق هذه الزوج متأخر عن خلق آدم؛ فإن الله سبحانه وتعالى أبقاه مدة حتى عرف أنه محتاج إلى زوجة ليسكن إليها، فخلق الله له زوجة وجعل هذه الزوجة من نفس آدم، وقول النبي عليه الصلاة والسلام في النساء: «إِنَّهُنَّ خُلِقْنَ مِنْ ضِلَعٍ»[[أخرجه البخاري (٥١٨٦) من حديث أبي هريرة.]] يقتضي أن حواء خلقت من ضلع آدم، والله على كل شيء قدير أن يخلق بشرًا من غير زوجة، بل ومن غير زوج؛ فإن حواء خلقت بلا أم ولا أب.
وقوله: ﴿ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا﴾ لا ينافي ما ذكر الله تعالى في آية أخرى: ﴿وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا﴾ [الأعراف ١٨٩]؛ لأن الواو لمطلق الجمع لا تقتضي ترتيبًا، أو لا تستلزم ترتيبًا، لا تستلزم الترتيب فإذا جاءت آية أخرى فيها التصريح بالترتيب حملت الآية التي فيها الواو الدالة على مطلق الجمع حملت على أيش؟ على الترتيب، على أن تقديم الشيء على الشيء في الذكر وإن كان بالواو يقتضي أن يقدم، هذا هو الأصل، ولهذا لما دنا النبي ﷺ من الصفا حين أتى إلى السعي قرأ: ﴿إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ﴾ «أَبْدَأُ بِمَا بَدَأَ اللهُ بِهِ»[[أخرجه مسلم (١٢١٨/١٤٧) من حديث جابر بن عبد الله.]]، فبدأ بالصفا.
وهذا يدل على أن ما قُدم في الذكر فهو متقدم على ما بعده رتبة أو زمنًا أو مكانًا حسب ما يقتضي الحال، لكن ليس هذا بلازم، قد يتقدم ما بعد الواو على ما قبلها، ولا يعد هذا تناقضًا، لكن في قوله: ﴿ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا﴾ لا يمكن أن نقول: إن الجعل هنا قبل خلق آدم، وقوله: ﴿ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا﴾، ﴿مِنْهَا﴾ (من) هذه للابتداء، و﴿مِنْهَا﴾ عينًا أو منها وصفًا؟
* طالب: وصفًا.
* الشيخ: الظاهر الأمران؛ لأنها من آدم خُلقت، وهي مثل آدم أيضًا، فهي من نوعه، وهي أيضًا منه عينًا، فهي جزء منه وبضعة منه، ولهذا خطب النبي ﷺ الناس وأخبر أن فاطمة بَضْعَةٌ منه[[متفق عليه؛ البخاري (٣٧١٤)، ومسلم (٢٤٤٩) من حديث المسور بن مخرمة.]] نعم.
يقول: ﴿ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا﴾، والزوج يطلق على معانٍ، منها الصنف؛ كقوله تبارك وتعالى: ﴿وَآخَرُ مِنْ شَكْلِهِ أَزْوَاجٌ﴾ [ص ٥٨] أي أصناف.
وكقوله تعالى: ﴿احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ﴾ [الصافات ٢٢] أي أصنافهم، ويطلق الزوج على ما سوى الفرد، أي الشفع، فيقال: فرد وزوج، وكلمة ﴿زَوْجَهَا﴾ هنا تشمل المعنيين، فهي صنف من البشر، وهي أيضا زوج تشفع آدم بعد أن كان فريدًا، ﴿ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا﴾ هذا ابتداء خلق الإنسان.
قال: (﴿وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ الْأَنْعَامِ﴾ الإبل والبقر والغنم والضأن والمعز ﴿ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ﴾ ) ﴿أَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ الْأَنْعَامِ﴾ الإنزال هنا بمعنى الخلق؛ لأنها أُضيفت إلى أعيان وهي الأنعام، والأنعام جمع نعم كأسباب جمع سبب، وقوله: ﴿ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ﴾ أي ثمانية أصناف، وقد بيَّن الله هذه الأزواج في سورة الأنعام فقال: ﴿ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ مِنَ الضَّأْنِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْمَعْزِ اثْنَيْنِ﴾ [الأنعام ١٤٣]، ﴿وَمِنَ الْإِبِلِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْبَقَرِ اثْنَيْنِ﴾ [الأنعام ١٤٤]، الجميع ثمانية، ذكر وأنثى من كل صنف من الأصناف الأربعة، وإذا ضربت اثنين في أربعة صارت ثمانية، ﴿وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ الْأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ﴾ قال المؤلف رحمه الله: (من كل زوجان ذكر وأنثى كما بين في سورة الأنعام).
ثم قال: ﴿يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ﴾ لما ذكر الله تعالى ابتداء الخلق الأول، وهو آدم؛ ذكر ابتداء الخلق الثاني، وهو النوع الإنساني، كيف خلق، فقال: ﴿يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ﴾، (في) للظرفية، والبطون جمع بطن، والأصل أن هذه المادة الباء والطاء والنون خلاف الظهور، فالبطون خفية والظهور ظاهرة. ومن أسماء الله الظاهر الباطن: الظاهر العالي، والباطن الذي لا يحول دونه شيء، فهنا البطون إذن جمع بطن، وهو مشتق من البطون أيضًا، بطن الشيء بطونًا أي: خفي.
وقوله: ﴿أُمَّهَاتِكُمْ﴾ جمع أم أو أمهة، ويقال: أمات لغير العاقل، ويقال في العاقل: أمهات، يقول: ﴿أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا﴾ مصدر يخلق ﴿مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ﴾ أي خلقًا متطورًا ينتقل من خلق إلى آخر، قال المؤلف في تفسيره: (أي نطفًا ثم علقًا ثم مضغًا)، وقد أشار الله تعالى إلى هذه الأصول في قوله: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ﴾ [الحج ٥]، ﴿مِنْ تُرَابٍ﴾ باعتبار آدم ﴿مِنْ نُطْفَةٍ﴾ باعتبار النوع الإنسان ﴿ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ﴾، المضغة هي قطعة اللحم بقدر ما يمضغ، وقد بيَّن النبي ﷺ مدة هذا التطور في حديث ابن مسعود رضي الله عنه، قال: «إِنَّ أَحَدَكُمْ يُجْمَعُ خَلْقُهُ أَرْبَعِينَ يَوْمًا نُطْفَةً، ثُمَّ يَكُونُ عَلَقَةً مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ يَكُونُ مُضْغَةً مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ يُرْسَلُ إِلَيْهِ الْمَلَكُ فَيَنْفُخُ فِيهِ الرُّوحُ، وَيُؤْمَرُ بِأَرْبَعِ كَلِمَاتٍ؛ بِكَتْبِ رِزْقِهِ وَأَجَلِهِ وَعَمَلِهِ، وَشَقِيٌّ أَمْ سَعِيدٌ»[[أخرجه البخاري (٧٤٥٤) من حديث ابن مسعود.]].
أربعين يومًا نطفة يعني ماء، وهو المني، لكنه في هذه المدة يتطور تطورًا خفيًّا إلى أن يصل إلى الغاية في تمام أربعين يومًا حتى يكون علقة، أي دمًا أحمر، والظاهر أنه ليس المراد أنه يبقى نطفة إلى تمام الأربعين، ثم ينقلب في لحظة إلى دم، بل هو يتطور وينقلب شيئًا فشيئًا إلى أن يتم كونه دمًا في أربعين يومًا، ثم يبقى هكذا علقة، لكنه أيضًا يتجمد شيئًا فشيئًا، وينمو حتى ثمانين يومًا، ثم بعد ذلك يكون مضغة قطعة لحم ﴿مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ﴾ يحتمل -والله أعلم- أن ﴿مُخَلَّقَةٍ﴾ عند انتهاء الطور الثالث، ﴿غَيْرِ مُخَلَّقَةٍ﴾ في ابتداء الطور، يعني فيكون في هذا الطور في الابتداء غير مخلقة، وفي النهاية مخلقة، ويحتمل أن تختلف الأجنة في ذلك، فيكون بعضها مخلقًا من حين أن تنتقل إلى مضغة، وبعضها يتأخر، فالله أعلم، ويرجع في هذا إلى العلماء في هذه المسألة.
ثم قال عز وجل: ﴿خَلْقًا مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ﴾، ﴿ظُلُمَاتٍ﴾ لا يصل إليها الضوء ﴿ثَلَاثٍ﴾.
فسرها المؤلف بقوله: (هي ظلمة البطن، وظلمة الرحم، وظلمة الـمشيمة) هذه ثلاث ظلمات جعلها الله عز وجل وقاية لهذا الجنين؛ لأن أشعة الضوء لو وصلت إليه لأفسدته، ولكن الله عز وجل جعله في هذه الظلمات الثلاث، ثم إنه سبحانه وتعالى جعل ظهره إلى بطن أمه، ووجهه إلى ظهر الأم، وهذا من أجل ألا يتضرر وجهه بالصدمات التي تكون على بطن الأم؛ ليكون الظهر وقاية للوجه، وخلف الجنين الذي يلي البطن قوي؛ لأن فيه الظهر والأضلاع، فهو قوي يعني متحملًا للصدمات، فإذا أراد الله عز وجل إخراجه انقلب هذا الجنين، تحرك واضطرب بإذن الله عز وجل، ثم انقلب حتى يكون رأسه هو الأسفل ويخرج الرأس أولًا؛ من أجل أن يكون خروجه سهلًا؛ إذ لو خرج من عند قدميه لكان في ذلك ضرر وخطر أيضًا، قد تعلق مثلًا إحدى اليدين في أحد الجوانب، فيحصل في هذا ضرر، وربما يحصل تلف على الجنين، ولله سبحانه وتعالى في خلقه شئون.
المهم أن الله سبحانه وتعالى اعتنى بنا عناية تامة ونحن في بطون أمهاتنا وعند الخروج منها، ولهذا قال: ﴿فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ﴾ ونعم الرب عز وجل ﴿ذَلِكُمُ﴾ المشار إليه (رب)، والمخاطب ﴿ذَلِكُمُ﴾ البشر، ﴿ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ﴾ وإنما أتى باسم الإشارة المفيد للبعد ﴿ذَلِكُمُ﴾ ولم يقل: هذا؛ إشارة إلى علو مرتبة الله، إلى علو منزلته عز وجل، وأن له العلو؛ علو الذات وعلو القدر وعلو القهر.
وقوله: ﴿ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ﴾ (رب) إما أن تكون صفة، أو بدلًا، وفيه إشارة، يعني ذكر الربوبية بعد الألوهية إلى التربية الخاصة في حال الحمل والعناية التامة؛ لأن الحمل في بطن أمه لا يمكن لأحد أن يصل إليه؛ لا بجلب منفعة ولا بدفع مضرة، ولكن الله سبحانه وتعالى هو الذي يتولى العناية به.
يقول: ﴿ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ﴾ الجملة هذه جملة خبرية قدم فيها الخبر على المبتدأ؛ لإفادة الحصر ﴿لَهُ﴾ أي: وحده، لا يشاركه أحد، ﴿الْمُلْكُ﴾ يعني الـملك المطلق، ملك الأعيان وملك الأوصاف، فهو مالك الأعيان كلها ومالك أوصافها وتصريفها وتدبيرها.
﴿لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ﴾ هذا توحيد الألوهية، ﴿لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ﴾ والجملة هذه -كما تشاهدون- مكونة من نفي وإثبات، نفي من أبلغ أنواع النفي؛ لأنه مصدر بـ(لا) النافية للجنس، و(لا) النافية للجنس يقول علماء النحو والبلاغة: إنها نص في العموم، يعني ليست ظاهرة في العموم، بل هي أبلغ من الظاهرة: نص في العموم، ولهذا يقال فيها: نافية للجنس لا للوحدة: للجنس كله، إذن لا يوجد إله إلا الله، ولكن يجب أن نعلم أن المنفي هنا الإله الحق، يعني: لا إله حق إلا الله، أما الآلهة الباطلة فإنها موجودة كما قال الله تعالى: ﴿فَمَا أَغْنَتْ عَنْهُمْ آلِهَتُهُمُ الَّتِي يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ﴾ [هود ١٠١]، ﴿آلِهَتُهُمُ﴾ فسماها آلهة، وقال تعالى: ﴿وَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ﴾ [القصص ٨٨] ﴿إِلَهًا آخَرَ﴾ فسماه إلهًا لكنه إله باطل كما قال تعالى: ﴿ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ﴾ [الحج ٦٢].
فإذا سألنا سائل: هل مع الله إله؟ فالجواب يكون بالتفصيل، وهو: إن أردت إلهًا حقًّا فلا، وإن أردت إلهًا باطلًا يسمى إلهًا وليس بإله، فهذا موجود.
وقوله: ﴿لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ﴾ إذا قال قائل: أين خبر (لا) هل هو (هو) أم ماذا؟ نقول: لا يمكن أن يكون خبر (لا) (هو)؛ لأن (لا) النافية للجنس لا تعمل إلا في النكرات، قال ابن مالك:
؎عَمَلَ (إِنَّ) اجْعَلْ لِـ(لَا) فِي نَكِرَةْ ∗∗∗ ............................
لا تعمل إلا في النكرات، و(هو) معرفة، إذن أين الخبر؟ نقول: الخبر محذوف، تقديره: لا إله حق إلا الله، هكذا يجب، وأخطأ من قال: لا إله موجود إلا الله؛ لأن هذا يتضمن أمرًا إمرًا؛ إذ إنك إذا قلت: لا إله موجود إلا الله جعلت الآلهة الموجودة جعلتها الله، وهذا خطأ عظيم، بل الواجب أن نقول: لا إله حق إلا الله، أما في الآية: إلا هو، إذن ما محل (هو) من الإعراب؟ بدل بدل من الخبر المحذوف.
يقول: ﴿فَأَنَّى تُصْرَفُونَ﴾ (أنى) اسم استفهام، والمراد به التوبيخ والتعجب، يعني: كيف تصرفون عن عبادة الله عز وجل وأنتم تعلمون أنه لا إله الا هو؟ هذا خطأ؛ سفه في العقل وضلال في الدين.
وقوله: ﴿فَأَنَّى تُصْرَفُونَ﴾.
قال المفسر: (عن عبادته إلى عبادة غيره) طيب إذا كان هذا الاستفهام أيش قلنا؟
* طالب: (...).
* الشيخ: ويش؟ والتعجب فإنه يقتضي أن يكون هذا الصرف حرامًا، أو هذا الانصراف حرامًا؛ لأنه لا يوبخ إلا على شيء محرم، والله أعلم.
* طالب: (...).
* الشيخ: لأن أهواءهم هي التي غلبتهم، وكلمة ﴿تُصْرَفُونَ﴾ تدل على الانصراف؛ لأنهم صرفوا لكنهم التي صرفتهم أهواؤهم والشياطين.
* * *
* الطالب: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ﴿إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (٧) وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيبًا إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِنْهُ نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ مِنْ قَبْلُ وَجَعَلَ لِلَّهِ أَنْدَادًا لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلًا إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ﴾ [الزمر ٧، ٨].
* الشيخ: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم قال الله تبارك وتعالى: ﴿خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا﴾ ما المراد بالنفس هنا؟
* طالب: آدم.
* الشيخ: آدم، وما معنى قوله: ﴿جَعَلَ مِنْهَا﴾ (من) هنا؟
* الطالب: يعني لابتداء.
* الشيخ: ابتداء لأن حواء؟
* الطالب: خلق من ضلعه.
* الشيخ: من ضلع آدم.
قوله تعالى: ﴿ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ﴾ ما هذه الأزواج؟
* طالب: (...) البقر والإبل.
* الشيخ: والإبل من كل واحد ذكر وأنثى.
قوله تعالى: ﴿يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ﴾ صف لنا هذا الخلق من بعد الخلق؟
* طالب: (...) سورة الحج ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ﴾ [الحج ٥].
* الشيخ: نعم صح.
* الطالب: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ﴾ [الحج ٥].
* الشيخ: أحسنت، كم مقدارها كما جاء في السنة؟
* الطالب: كما في حديث ابن مسعود: «يُجْمَعُ خَلْقُ أَحَدِكُمْ فِي بَطْنِ أُمِّهِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا نُطْفَةً، ثُمَّ يَكُونُ عَلَقَةً مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ يَكُونُ مُضْغَةً مِثْلَ ذَلِكَ»[[أخرجه البخاري (٧٤٥٤) من حديث ابن مسعود.]].
* الشيخ: فهذه مئة؟
* الطالب: وعشرون يومًا.
* الشيخ: وعشرون يومًا، أحسنت، بارك الله فيك، طيب قوله عز وجل: ﴿لَهُ الْمُلْكُ﴾ فيها ما يفيد الحصر، فما طريقه؟
* طالب: بتقديم الخبر على المبتدأ.
* الشيخ: تقديم الخبر على المبتدأ، طيب ما هي القاعدة في هذا؟
* الطالب: القاعدة؟
* الشيخ: نعم.
* الطالب: إذا قدم الخبر على المبتدأ فإنه للحصر.
* الشيخ: بس الخبر عل المبتدأ فقط؟ ما هناك قاعدة عامة؟
* الطالب: تقديم ما حقه التأخير يفيد الحصر.
* الشيخ: أحسنت، إذا قدم ما حقه التأخير سواء كان خبرًا أو مفعولًا به أو غير ذلك فإنه يفيد الحصر. طيب الـملك لله كيف تجمع بين هذا وبين قوله: ﴿أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ﴾ [النساء ٣] فأثبت ملكًا لغير الله؟
* طالب: نعم يا شيخ أن هذا بالنسبة للآدمي صار ملكًا خاصًّا يعود على الآدمي، أما الملك الذي ذكر في الآية فهو ملك عام (...).
* الشيخ: يعني أن ملك الله سبحانه وتعالى ملك عام مطلق، عام يعني شاملًا لكل شيء، مطلق يتصرف كما شاء، أما ملك الآدمي فهو خاص ومقيد، صح؟
* الطالب: مقيد بما في يده أو بما يملك.
* الشيخ: خاص هذا معناه بما يديه، مقيد يعني بمقتضى الشرع، ولهذا لا يملك الإنسان أن يتلف ماله سدى، طيب إذن هذا الجمع أن ملك الله عام مطلق: عام لكل شيء، مطلق غير مقيد يفعل ما شاء، ملك الآدمي خاص مقيد: خاص بما يملكه فقط، فملكي ليس ملكًا لك مثلًا، مقيد بماذا؟
* الطالب: بالشرع.
* الشيخ: بالشرع، لا يملك الإنسان أن يتصرف كما شاء في ملكه، نعم قوله تعالى: ﴿فَأَنَّى تُصْرَفُونَ﴾ الاستفهام هنا؟
* طالب: (...) للتوبيخ والتعجب.
* الشيخ: للتوبيخ والتعجب، اشرح كيف كان للتوبيخ وكيف كان للتعجب؟
* الطالب: للتعجب: كيف تعبدون غير الله الذي خلقكم ..
* الشيخ: وله الملك.
* الطالب: (...).
* الشيخ: طيب، يعني هذا أمر عجب، طيب التوبيخ؟
* الطالب: (...) يوبخهم على عبادة غيره.
* الشيخ: نعم صحيح يعني يلومهم ويجعل هذا قدحًا فيهم.
* * *
ثم قال الله عز وجل: ﴿إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ﴾ [الزمر ٧].
* طالب: (...).
* الشيخ: ما أخذناها؟
* الطالب: (...).
* الشيخ: منين؟
* الطالب: ﴿خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ﴾.
* الشيخ: من أول؟
طيب قال الله عز وجل: ﴿خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ﴾ * من فوائد هذه الآية الكريمة: أن أصل البشرية من آدم وليس كما يقول القرود: إن أصلها قرد ثم تطور؛ لقوله: ﴿خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ﴾، وقد بين الله سبحانه وتعالى كيف خلق هذه النفس في مواضع من القرآن.
* ومن فوائدها: أن البشرية حادثة وليست أزلية؛ لقوله: ﴿خَلَقَكُمْ﴾ والخلق يقتضي الحدوث.
* ومن فوائد هذه الآية: أن الله جعل أزواج بني آدم من جنسهم؛ لقوله: ﴿ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا﴾ ولو كانت الزوجة من غير الجنس لم تحصل الألفة والمودة، ولكن الله جعلها من الجنس لهذا.
* ومن فوائدها: ما منَّ الله به علينا..
قال الله عز وجل: ﴿خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ﴾ [الزمر ٦].
* من فوائد هذه الآية الكريمة: أن أصل البشرية من آدم وليس كما يقول القرود: إن أصلها قرد، ثم تطور؛ لقوله: ﴿خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ﴾ وقد بَيَّن الله سبحانه وتعالى كيف خلق هذه النفس في مواضع من القرآن.
* ومن فوائدها: أن البشرية حادثة وليست أزلية؛ لقوله: ﴿خَلَقَكُمْ﴾، والخلق يقتضي الحدوث.
* ومن فوائد هذه الآية: أن الله جعل أزواج بني آدم من جنسه؛ لقوله: ﴿ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا﴾ [الزمر ٦]، ولو كانت الزوجة من غير الجنس لم تحصل الألفة والمودة لكن الله جعلها من الجنس لهذا.
* ومن فوائدها: ما مَنَّ الله به علينا من إنزال الأنعام الأصناف الثمانية.
* ومنها: أن إنعام الله بهذه الأصناف الثمانية أكثر من إنعامه بغيرها كالظباء والأرانب وما أشبهها؛ لأن الله امتنَّ بهذه الأصناف الثمانية دون غيرها؛ لأنها أشد، نعمة الله أظهر وأبين؛ ولأنها أنعام مألوفة وأليفة بخلاف الأنعام الأخرى.
* ومن فوائدها: الإشارة إلى أن تكوين هذه الخليقة من زوجين كما قال تعالى: ﴿وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ﴾ [الذاريات ٤٩]، فكل شيء من الخليقة فلا بد لتركيبه من زوجين حتى المياه، وحتى الهواء، وحتى كل شيء ﴿مِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ﴾، وهنا يقول: ﴿ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ﴾ [الزمر ٦].
* ومن فوائد الآية الكريمة: بيان حِكمة الله عز وجل في تطوير الخلق؛ لقوله: ﴿يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ﴾ [الزمر ٦]، ولو شاء لخلقنا طورًا واحدًا ولكن حكمته تأبى ذلك بل يتطور الإنسان من طور إلى آخر للتدرج في الخلْق، كما أن التدرج أيضًا في التشريع هو الحكمة، فالشرع لم ينزل جملة واحدة يُكلَّف الناس به من أوله إلى آخره ولكن نزل بالتدريج، وما نحن فيه من الحمل لو أن هذا الحمل نشأ في بطن الأم دفعة واحدة لكان في ذلك ضرر عليها لكن يتطور وينمو شيئًا فشيئًا حتى يتسع البطن شيئًا فشيئًا بدون مشقة على الأم.
* ومن فوائد الآية الكريمة: مِنَّة الله سبحانه وتعالى على البشر في أنه يُطوِّرهم في هذا الخلق في مكان لا يمكن أن يصل إليه أحد؛ لقوله: ﴿فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ﴾ [الزمر ٦] كما قال تعالى: ﴿فَجَعَلْنَاهُ فِي قَرَارٍ مَكِينٍ (٢١) إِلَى قَدَرٍ مَعْلُومٍ﴾ [المرسلات ٢١، ٢٢].
* ومن فوائدها: حماية الله الجنين لكونه بهذه الظلمات الثلاث؛ لأن أشعة الضوء ربما تضره، فجعل الله سبحانه وتعالى جعله في هذه الظلمات الثلاث.
* ومن فوائدها: أن القادر على هذا هو المستحق للألوهية والعبادة؛ لقوله: ﴿ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ﴾ [الزمر ٦].
* ومن فوائدها أيضًا: انفراد الله سبحانه وتعالى بالملك؛ لقوله: ﴿لَهُ الْمُلْكُ﴾ فلا مالك إلا الله، وهل الملك ملك التصرف الكوني أو الكوني والشرعي؟
* طالب: الكوني والشرعي.
* الشيخ: الكوني والشرعي فلا مالك إلا الله كونًا، ولا مالك إلا الله شرعًا؛ ولهذا له الحكم الكوني والشرعي عز وجل.
* ومن فوائدها: النداء الصارخ في تسفيه هؤلاء القوم الذين اتخذوا من دونه أولياء بعد ظهور هذه الآيات العظيمة؛ لقوله: ﴿فَأَنَّى تُصْرَفُونَ﴾ يعني كيف تُصرفون عن الحق مع وضوحه وبيانه.
{"ayah":"خَلَقَكُم مِّن نَّفۡسࣲ وَ ٰحِدَةࣲ ثُمَّ جَعَلَ مِنۡهَا زَوۡجَهَا وَأَنزَلَ لَكُم مِّنَ ٱلۡأَنۡعَـٰمِ ثَمَـٰنِیَةَ أَزۡوَ ٰجࣲۚ یَخۡلُقُكُمۡ فِی بُطُونِ أُمَّهَـٰتِكُمۡ خَلۡقࣰا مِّنۢ بَعۡدِ خَلۡقࣲ فِی ظُلُمَـٰتࣲ ثَلَـٰثࣲۚ ذَ ٰلِكُمُ ٱللَّهُ رَبُّكُمۡ لَهُ ٱلۡمُلۡكُۖ لَاۤ إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَۖ فَأَنَّىٰ تُصۡرَفُونَ"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق