الباحث القرآني
وهذا تأديب من الله عز وجل للنبي عليه الصلاة والسلام ولغيره أيضًا، أن الإنسان يصبر ولا يستخفنه الذين لا يُوقنون بما وعد الله الصابرين، وهذا يقع لكثير من الناس، تجد بعض الناس مثلًا يحصل له ما يحصل من الأمور، ثم يجيه السفهاء وأمثالهم ويقول: افعل كذا، افعل كذا، افعل كذا، افرض مثلًا أن له جارًا يؤذيه، يأتي بعض الناس يقول: كيف تحمل من جاره هذه الأذية؟ أو كيف تحمَّل من صاحبك هذه الأذية، أو من أهلك، أو ما أشبه ذلك؟ فيستخفونه فلا يصبر، ولكن الذي ينبغي للإنسان العاقل ألا يستخفه أولئك القوم الذين لا يوقنون بما وعد الله به الصابرين بل يصبر ولا يهمه كلام الناس حتى يحقق الله له ما وعده، وبهذا انتهت سورة الروم، ننتقل بعدها إلى سورة لقمان.
يقول: (وهي مكية) المكي أرجح الأقوال الذي عليه الجمهور أن ما نزل بعد وصول الرسول ﷺ إلى المدينة فهو مدني ولو نزل بمكة، وما نزل قبل وصوله إلى المدينة فهو مكي، هذا هو القول الراجح، فعلى هذا المعتبر الزمن ولَّا المكان؟ الزمن، وهذا أريح أيضًا للإنسان.
يقول: (مكية إلا ﴿وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ﴾ [لقمان: ٢٧]). وفي نسخة: (أو إلا). وبينهما فرق؛ لأن قول المؤلف: (إلا ولو أن) هذا اقتصار على قول واحد وجزم به، أما على النسخة الثانية: (أو إلا) فهو إشارة إلى أن في المسألة قولين، وأنه لم يجزم بأحدهما، والصحيح أنه ما سبق لنا أن السورة إذا كانت مكية فإننا لا نستثني منها شيئًا إلا بنص صريح واضح، وإذا كانت مدنية فإننا لا نستثني منها شيئًا إلا بنص صريح واضح؛ لأن الأصل أن السورة تكون متتالية، وأن الرسول عليه الصلاة والسلام يضع كل آية في مكانها، أو يأمر بوضعها، وعلى هذا فنقول: إن جاء من أثبت أن قوله: ﴿وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ﴾ [لقمان ٢٧] نزلت بعد الهجرة إن أثبت ذلك بنص فعلى العين والرأس، وإلا فالأصل أن السورة كاملة مكية.
قال: (بسم الله الرحمن الرحيم ﴿الم﴾ [لقمان ١] الله أعلم بمراده) تقدم الكلام على البسملة إعرابًا ومعنًى وحكمًا أو لا؟
فإعرابها أنها جار ومجرور متعلق بمحذوف؛ فعل مؤخر مناسب للمقام، المحذوف فعل مؤخر مناسب للمقام، الآن بنقرأ هذه السورة يكون التقدير: بسم الله الرحمن الرحيم أقرأ، نبغي نفسر نقول: بسم الله الرحمن الرحيم أُفسِّر، يبغي يتوضأ الإنسان يقول: باسم الله أتوضأ، مر علينا هذا؟ لماذا قدرناه فعلًا؟ لماذا اخترنا أن يكون تقديره فعلًا؟
* طالب: ما مر علينا.
* الشيخ: ما مر؟
* الطالب: ما سمعته.
* طالب آخر: لأن التقدير يدل على إجابة (...) تقديره فعلًا يعني، أما الجملة الاسمية فالاستمرار.
* الشيخ: غير؛ لأن الأصل في العامل أن يكون فعلًا لا سيما وأنه محذوف، هذا واحد، لماذا قدرناه خاصًّا، ما قلنا مثلًا: بسم الله الرحمن الرحيم أبتدئ، بل قلنا: إن كنت بتقرأ قدِّر أقرأ، تبغي تأكل قدِّر آكل، تبغي تشرب قدِّر أشرب، فلماذا اخترنا أن يكون تقديره خاصًّا؟
* طالب: ليناسب كل حال بعينه.
* الشيخ: لأجل أن يناسب كل حال بعينه؛ ولأن الرسول عليه الصلاة والسلام قال: «مَنْ لَمْ يَذْبَحْ فَلْيَذْبَحْ بِاسْمِ اللَّهِ»[[متفق عليه؛ البخاري (٩٨٥)، ومسلم (١٩٦٠ / ٣) من حديث جندب بن عبد الله.]]. فهو إشارة إلى أنه يُقدَّر الفعل المحذوف بما يناسب الفعل المبتدأ به، ولماذا اخترنا أن يكون تقديره متأخرًا؟
* طالب: البداءة باسم الله.
* الشيخ: طيب، ودنا أحد غيره.
* طالب: ذكرها.
* الشيخ: ما الذي ذكره أخبرنا به؟
* الطالب: البداءة باسم الله.
* الشيخ: البداءة باسم الله، وغير؟ ولإفادة الاختصاص؛ لأن تقديم المعمول يفيد الحصر والاختصاص، فكأنك تقول: لا أبتدئ إلا باسم الله، هذا هو السبب في أن نقدره متأخرًا لأجل البداءة باسم الله، ولإفادة الحصر والاختصاص.
اسم مضاف، ولفظ الجلالة مضاف إليه، و(الرحمن) صفة لله، و(الرحيم) صفة لله أيضًا، واضح؟ هذا إعرابها، أما حكمها فإنها آية من كتاب الله، تكلم الله بها، وأنزلها على الرسول ﷺ، لكنها ليست آية من السورة إنما جُعِلت علامة على انتهاء السورة التي قبلها وابتداء السورة التي بعدها، أو على الأصح علامة على ابتداء السورة فقط لئلا يرد علينا الفاتحة فإنه ليس قبلها شيء، فهي علامة على ابتداء السورة وليست منها، وتجدون في المصاحف أنه لم يُكتب عليها رقم إلا في الفاتحة فإنها رقمت، والسبب أن الفاتحة ذهب كثير من أهل العلم إلى أن البسملة منها، والصواب أنها ليست منها كغيرها، وأن أول آية في سورة الفاتحة هي قوله تعالى: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (٢) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (٣) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (٤) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (٥) اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (٦)﴾ [الفاتحة ٢ - ٦] كم دولا؟
* طلبة: خمس.
* الشيخ: خمس، الفاتحة سبع آيات، وين السابعة؟
* طلبة: ﴿صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ﴾ [الفاتحة ٧].
* الشيخ: ﴿صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ﴾ هذه السادسة، ﴿غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ﴾ هذه السابعة كذا؟ إي نعم، هذا هو الصحيح مع أنكم تجدونه في المصاحف ﴿صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ﴾ [الفاتحة ٧] آية واحدة بناءً على أن البسملة هي الآية الأولى.
* طالب: رأيت أنا بعض المصاحف الباكستانية مكتوبة مثلما قلت.
* الشيخ: إي، عجيب! هذا على القول الراجح، أما حكمها باعتبار تلاوتها في الصلاة فإن قلنا: إنها من الفاتحة فهي آية منها ولا بد من قراءتها، وتُقرأ جهرًا كما يجهر بالفاتحة، وإذا قلنا: ليست منها فإنه لا تجب قراءتها ولا يُجهَر بها.
* طالب: القراءة في غير الصلاة، هل في غير الصلاة تجهر (...)؟
* الشيخ: قال ﴿الم﴾ [لقمان ١] الله أعلم بمراده به. ﴿الم﴾ ثلاثة حروف هجائية، يقول المؤلف: (الله أعلم بمراده به) وفي هذا إثبات بأن الله أراد به شيئًا لكنه لا يُعلم.
المؤلف بكلامه هذا أو من كلامه هذا نأخذ أنه يرى أن لهذه الحروف معنى، ولكن الله أعلم به، وقال بعض أهل العلم: إن لها معنى، وجعلوا يتخبطون بهذا المعنى، ويجعلونها رموزًا لما جعلوها له، وقال مجاهد: إنه لا معنى لها، فنقول: أصلًا لا معنى لها، ما نقول: الله أعلم بما أراد؛ وذلك لأن القرآن نزل باللغة العربية كما قال تعالى: ﴿بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ﴾ [الشعراء ١٩٥]، وقال: ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا﴾ [يوسف ٢]، وقال: ﴿إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا﴾ [الزخرف ٣]، واللغة العربية ليس لهذه الحروف فيها معنى، وعلى هذا فنقول: إنه لا معنى لها، نقول ذلك؛ لأن هذا هو مقتضى اللغة العربية التي نزل بها القرآن.
فإذا قال قائل: إذا قلت: لا معنى لها كيف يسوغ لك أن تجزم بنفي المعنى؟
أقول: نعم، يسوغ لي ذلك؛ لأن القرآن باللغة العربية، وهذه الحروف الهجائية بمقتضى اللغة العربية ليس لها معنى فأجزم بذلك؛ لأن القرآن باللغة العربية، إذا كان الأمر هكذا فما هو الفائدة من وجودها في القرآن؟ هذه هي التي قد نقول: الله أعلم بذلك، ولكن بعض أهل العلم التمس لهذا حكمة بأنه إشارة إلى أن هذا القرآن الذي أعجزكم ما أتى بحروف جديدة حتى تقول: والله هذه ليست من حروفنا، وإنما هو من الحروف التي يتركب منها الكلام العربي ومع ذلك أعجزكم.
قالوا: ولهذا لا يأتي الابتداء بهذه الحروف الهجائية إلا وبعده ذكر القرآن أو ما هو من خصائص القرآن: ﴿الم (١) ذَلِكَ الْكِتَابُ﴾ [البقرة ١، ٢] وتأملها تمشي معه.
فيه بعض السور مثل: ﴿الم (١) غُلِبَتِ الرُّومُ﴾ [الروم ١ - ٢] ﴿الم (١) أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا﴾ [العنكبوت ١ - ٢] ما فيها ذكر القرآن لكن فيها ذكر ما هو من خصائصه فـ﴿غُلِبَتِ الرُّومُ﴾ هذا من أمور الغيب ولا يعلم إلا بالوحي، و﴿أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ﴾ [العنكبوت ٢] هذا فيه إخبار عمن سبق وهو من أمور الغيب أيضًا، ﴿وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ﴾ [العنكبوت ٣].
وعلى كل حال هذا اللي ذكرناه أخيرًا هو ما ذهب إليه شيخ الإسلام ابن تيمية، وسبقه إليه الزمخشري في كتابه الكشاف، قال: ﴿تِلْكَ﴾ أي هذه الآيات آيات الكتاب القرآن الحكيم ذي الحكمة، والإضافة بمعنى (مِنْ).
﴿تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ﴾ ﴿تِلْكَ﴾ المشار إليه آيات القرآن، وتجدون أن الإشارة هنا بصيغة البعيد، والقرآن ليس بعيدًا؛ لأنه بين أيدينا، ولكنه عالي المرتبة؛ فلهذا أُشِير إليه بإشارة البعيد.
وقوله: ﴿آيَاتُ الْكِتَابِ﴾ أي المكتوب وهو القرآن، وذكرنا فيما سبق أنه مكتوب في ثلاثة مواضع في اللوح المحفوظ، في الصحف التي بأيدي الملائكة، في الصحف التي بأيدينا.
وقوله: ﴿تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ﴾ الإضافة هنا يقول المؤلف: إنها على تقدير (مِنْ)، يعني آيات من الكتاب، والآيات -كما مر علينا- كونية وشرعية، وآيات الكتاب من الشرعية ولَّا من الكونية؟ من الشرعية.
وقوله: ﴿الْحَكِيمِ﴾ قال المؤلف: (ذي الحكمة) ولكن يمكن أن يقال: ذي الحكمة والحُكم أيضًا؛ لأنه مرجع الناس في الحكم؛ ولأنه يشتمل على الحكمة، وهو أيضًا صالح لأن يُجعل بمعنى المحكم، فيكون فَعيل بمعنى (مُفْعَل)، القرآن إذن حكيم لاشتماله على الحكمة وعلى الحكم بين الناس: ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ وَلَا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا﴾ [النساء ١٠٥].
وقوله: ﴿﴿هُدًى وَرَحْمَةٌ﴾ ﴾ (بالرفع) هذه محلها من الإعراب خبر مبتدأ محذوف قدَّره المؤلف بقوله: (هو هُدًى ورحمة) هدى بمعنى دلالة، ورحمة بمعنى أن الله رحم به الخلق حيث أنزله عليهم، فالقرآن هداية ورحمة، من تمسك به نجا واهتدى، فلا يضل من تمسك بهذا القرآن، ولا يشقى؛ لأنه هدى ورحمة، وعلى هذا فنقول لكل إنسان أراد العلم: عليك بالقرآن؛ لأنه هدى، ولكل إنسان أراد الرحمة: عليك بالقرآن؛ لأنه هدى.
﴿هُدًى وَرَحْمَةً﴾ [لقمان ٣] ولكن ﴿لِلْمُحْسِنِينَ﴾ الذين أحسنوا في عبادة الله، وأحسنوا إلى عباد الله، والإحسان ضد الإساءة، والإساءة تكون إما بترك الواجب، أو بفعل المحرم، فمن ترك ما أوجب الله عليه لنفسه من الصلاة وغيرها فليس بمحسن، ومن فعل ما حرم الله عليه فليس بمحسِن، ومن ترك ما يجب له للناس من صلة الرحم، وبر الوالدين، والإحسان إليهم فليس بمحسن، ومن اعتدى عليهم فليس بمحسن.
وقوله: ﴿لِلْمُحْسِنِينَ﴾ يستفاد منه أنه كلما ازداد الإنسان إحسانًا ازداد انتفاعًا بالقرآن بالهداية والرحمة بناءً على ما سبق من القاعدة أن الحكم إذا عُلِّق بوصف كان يقوى بحسب وجود ذلك الوصف.
وقوله: ﴿هُدًى وَرَحْمَةً لِلْمُحْسِنِينَ﴾ طيب وغير المحسنين لا يهتدون به ولا يرحمون؟ نعم؛ لأن المحسنين هم الذين ينتفعون بذلك، وإلا فهو هدى للناس كلهم، مصدر هداية للجميع، لكن لا ينتفع به إلا الذين أحسنوا.
(وفي قراءة العامة بالنصب حالًا من الآيات) غريب هذا التعبير من المؤلف: (وفي قراءة العامة) يفهم منه من لا يعرف الاصطلاح أن المراد بالعامة مَنْ؟
* طالب: ما سوى العلماء.
* الشيخ: عامة الناس، ما سوى العلماء، وهذا ليس كذلك، إنما مراده بالعامة يعني عامة القراء ما عدا قارئًا واحدًا الذي قرأ بالرفع ولا عامة القراء وأكثرهم على النصب: ﴿هُدًى وَرَحْمَةً﴾ (بالنصب حالًا من الآيات العامل فيها ما في تلك من معنى الإشارة). ﴿تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ﴾ [لقمان ٢] حال كونها هدى ورحمة.
فإذا قال قائل: الحال تحتاج إلى عامل مثل الظرف، والجار والمجرور، والمفعول به، فما هو العامل؟ هو العامل فيها ما في ﴿تِلْكَ﴾ من معنى الإشارة.
﴿تِلْكَ﴾ اسم وجامد غير مشتق لكنه بمعنى أشير، فإذا قلت: هذا زيد، المعنى أشير إليه فـ﴿تِلْكَ آيَاتُ﴾ بمعنى أشير إلى هذه الآيات، فلما كانت متضمنة لمعنى الفعل صارت صالحة لأن تكون عاملًا في الحال.
﴿الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ﴾ [لقمان ٤] (بيان للمحسنين) وعلى هذا فلا تكون صفة، ما تكون نعتًا بل تكون بيانًا؛ أي عطف بيان، من هم المحسنون؟ ﴿الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ﴾ يعني يأتون بها قويمة تامة و﴿الصَّلَاةَ﴾ يشمل الفريضة والتطوع، إقامتها بفعل الواجبات، وترك المفسدِات، وكذلك تتم الإقامة بفعل المكملات والمستحبات، ويؤتون الزكاة أي يعطونها، والزكاة -كما سبق- هي جزء مقدر شرعًا في مال خاص لطائفة مخصوصة.
وأين مفعول (يؤتون) الثاني؟ مفعولها الثاني محذوف، التقدير: ويؤتون الزكاة أهلها، وإنما جاز حذفه؛ لأنه فضلة، وقد سبق أن جميع المفاعيل الفضلة يجوز حذفها.
وقوله: ﴿وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ﴾ سُمِّي هذا المال المؤُدَّى زكاة؛ لأنها تزكو بها أخلاق المزكِّي، ويزكو بها المال أيضًا ويزيد؛ لأن الزكاة في اللغة النماء والزيادة.
﴿وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ﴾ ولم يذكر الله عز وجل من الأفعال إلا الصلاة والزكاة، والقَرْن بينهما في القرآن كثير؛ وذلك لأنهما آكد أركان الإسلام بعد الشهادتين، وتركهما جميعًا موجب للكفر، وترك واحدة منهما؛ الصلاة الصحيح أنه يكفر، والزكاة الصحيح أنه لا يكفر، وقد سبق الكلام على هذا.
﴿وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ﴾ [لقمان ٤] ﴿هُمْ﴾ مبتدأ، و﴿بِالْآخِرَةِ﴾ جار ومجرور متعلق بـ﴿يُوقِنُونَ﴾، و﴿هُمْ﴾ الثانية يقول المؤلف: (هم الثاني تأكيد) تأكيد لأيش؟ لـ﴿هُمْ﴾ الأولى تأكيد لفظي ولَّا معنوي؟ لفظي، قال ابن مالك:
؎وَمَــا مِنَ التَّـــــوْكِيدِ لَفْظِيٌّ يَجِي ∗∗∗ مُكَرَّرًا كَقَوْلِكَ: (ادْرُجِيادْرُجِي)
قوله: ﴿هُمْ يُوقِنُونَ﴾ بالآخرة، المراد بالآخرة يوم القيامة، وسمي آخِرة؛ لأنه آخر ما يكون، فالإنسان له أربع مراحل؛ المرحلة الأولى في بطن أمه، والمرحلة الثانية في الدنيا، والمرحلة الثالثة في البرزخ، والمرحلة الرابعة والأخيرة يوم القيامة.
وقوله: ﴿بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ﴾ الإيمان بالآخرة ليس معناه أن تؤمن بأن القيامة ستقوم فقط، قال شيخ الإسلام ابن تيمية في العقيدة الواسطية: وقد دخل في الإيمان باليوم الآخر الإيمان بكل ما أخبر به النبي ﷺ مما يكون بعد الموت. فيشمل فتنة القبر، وعذاب القبر، ونعيم القبر، والصراط، والحساب، والميزان، والكتب التي تُنشر يوم القيامة، وغير ذلك.
قال: ﴿بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (٤) أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ [لقمان ٤ - ٥] القرآن الكريم أحيانًا يكرر الآيات بعينها، تكرير الآيات بعينها هذا موجود في القرآن، هذه مكررة في سورة البقرة وإن كان فيها اختلاف يسير في الآية الأولى التي قبلها، أما قوله: ﴿أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ [لقمان ٤ - ٥] هي آية واحدة.
قوله: ﴿عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ﴾ أتى بـ(على) الدالة على الاستعلاء؛ يعني أنهم على هدى يسيرون عليه وهم به عالون مرتفعون لارتفاع مرتبتهم.
وقوله: ﴿وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ [لقمان ٥] هذه الجملة جملة اسمية مؤكد خبرها بضمير الفصل وهو قوله: ﴿هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ فإن ﴿هُمُ﴾ ضمير فصل، وقد سبق لنا أن ضمير الفصل يفيد ثلاث فوائد (...)
هذه ثلاث فوائد لضمير الفصل، إذا قلت: زيد القائم، هذه مبتدأ وخبر، لكن يحتمل أن تكون القائم صفة لزيد، وأن الخبر منتظر، زيد القائم فاضلٌ مثلًا. فإذا قلت: زيد هو القائم تعيَّن أن تكون القائم خبرًا، ففصلت الآن بين الصفة والخبر، كذلك إذا قلت: زيدٌ هو القائم فإنه يفيد الحصر، زيد هو يعني لا غيره هو القائم، كذلك إذا قلت: زيد هو القائم أوكد من قولك: زيد القائم، أبلغ في التوكيد.
فهنا: ﴿وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ [لقمان ٥] يعني لا غيرهم، والمفلح يقول المؤلف: (هو الفائز) وما معنى الفائز؟ الفائز السعيد، وما معنى السعيد؟
* طالب: الحاصل على خيري الدنيا والآخرة.
* الشيخ: يقولون: إن المفلح هو من أدرك المطلوب ونجا من المرهوب، هذا المفلح، من أدرك المطلوب اللي هو يبغي، ونجا من المرهوب، فحصل له ما يريد، وسَلِم مما لا يريد.
﴿وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ [لقمان ٥] ثم قال تعالى: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ﴾ [لقمان ٦]. (مِن) للتبعيض ﴿وَمِنَ النَّاسِ﴾ إلى آخره (...)
* طالب: الراوي غلب (...).
* الشيخ: على كل حال (...) ونمشي على الأدلة الواضحة، ونترك هذا المشتبه.
* * *
قال الله تعالى -بسم الله الرحمن الرحيم-: ﴿الم (١) تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ﴾.
* من فوائد الآية الكريمة: حكمة الله عز وجل في إنزال هذه الحروف الهجائية وهي ﴿الم﴾ وما أشبهها.
* ومن فوائدها: أن الله عز وجل يتكلم بحرف، وكذلك بصوت؛ لأن ﴿الم﴾ من كلام الله، وهي حروف، وهذا مذهب أهل السنة والجماعة، وقد تقدم لنا البحث فيه مرارًا، وأن أهل السنة والجماعة يقولون: إن كلام الله عز وجل بحرف وصوت.
* ومن فوائد الآية الكريمة: علو شأن هذا القرآن؛ لقوله: ﴿تِلْكَ آيَاتُ﴾.
* ومن فوائد الآية الكريمة: أن القرآن آية وعلامة على مُنْزِلِه؛ لقوله: ﴿آيَاتُ الْكِتَابِ﴾ وسبق لنا أن الإضافة على تقدير (مِنْ) فهي إضافة جنسية، القرآن آية على مُنزِله جل وعلا من أي ناحية؟ من صِدْق أخباره ومطابقتها للواقع، ومن حُسْن قصصه وحبها للنفوس، وعدم مللها منها؛ لأنه ما من كلام يُرد إلا ويمل إلا القرآن. الثالث: من حيث الأحكام حيث إنها أحكام عادلة نافعة للعباد في معاشهم ومعادهم؛ ولهذا قال الله عز وجل: ﴿وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا﴾ [الأنعام ١١٥].
* ومن فوائد الآية الكريمة: أن القرآن مكتوب كما هو مقروء؛ لقوله: ﴿تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ﴾.
* ومن فوائدها: الثناء على القرآن بهذا الوصف العظيم وهو الحكيم.
* ومن فوائدها أيضًا: أنه لا يوجد في القرآن خبر سيق عبثًا، ولا حكم أُثبِت عبثًا منين نأخذه؟ من الحكيم؛ لأن العبث يُنافي الحكمة، ولا يمكن أن يكون في القرآن شيء عبثًا لا خبرًا ولا حكمًا.
ثم قال تعالى: ﴿هُدًى وَرَحْمَةً لِلْمُحْسِنِينَ﴾ وفيها قراءتان كما سبق ﴿هُدًى وَرَحْمَةٌ﴾ و﴿هُدًى وَرَحْمَةً﴾.
* فمن فوائد الآية الكريمة: الترغيب في هذا القرآن؛ لقوله: ﴿هُدًى وَرَحْمَةً﴾، وكل أحد منا يطلب الهدى والرحمة، فهو هدى في العلم ورحمة في العمل؛ إذ إن العامل به ينال رحمة الله، والمهتدي به على هُدًى وبصيرة.
* ومن فوائد الآية الكريمة: أن القرآن الكريم جمع الخير كله فهو علم نافع، أيش بعد؟ وعمل صالح؛ لأنه علم نافع بقوله: ﴿هُدًى﴾ وعمل صالح بقوله: ﴿رَحْمَةً﴾ لأن الرحمة لا تُنال إلا بالعمل الصالح.
* ومنها: الحث على الإحسان؛ لقوله: ﴿لِلْمُحْسِنِينَ﴾.
* ومنها: أن الإحسان سبب لنيل العِلم والعمل الصالح لما جعله ﴿هُدًى وَرَحْمَةً﴾ لمن؟ ﴿لِلْمُحْسِنِينَ﴾.
* ومنها: أنه كلما ازداد إحسان العبد ازداد علمه وعمله الصالح؛ لأن الحكم إذا عُلِّق على وصف ازداد بزيادته ونقص بنقصه كما تقدم.
* ومن فوائد الآية التي بعدها: ﴿الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ﴾ من فوائدها أن إقامة الصلاة من الإحسان؛ لأن ما بعدها بيان لها: ﴿الَّذِينَ يُقِيمُونَ﴾.
* ومن فوائد الآية: أن الصلاة أحب الأعمال إلى الله؛ لأن الله قدمها على إيتاء الزكاة مع أن إيتاء الزكاة فيه نفع متعد للغير، ولكن الصلاة أحب إلى الله منها وأفضل.
* ومنها: الحث على إقامة الصلاة من أين نأخذها؟ من ثناء الله على المقيمين لها، والثناء لا يكون إلا على فعل شيء محبوب مرغوب إلى الله.
* ومن فوائد الآية الكريمة: فضل إيتاء الزكاة، وأنها تلي الصلاة في الفضيلة؛ لقوله: ﴿وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ﴾.
* ومِن فوائد الآية الكريمة: الثناء على مَن أيَقَنَ بِالآخرة؛ لقوله: ﴿وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ﴾.
* ومِن فوائدها: إثباتُ البَعْث ﴿وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ﴾.
ثُم قال تعالى: ﴿أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾.
* يُستفاد مِن هذه الآية الكريمة: أنَّ المتصفين بما تقدَّم هم الذين على الهُدى، فيتفرع على ذلك * فائدة أخرى: أنَّ مَن خالف فيما تقدم فليس على هُدى، وأنَّه فاته من الهدى بِقدر ما فاته مِن العَمَل واليقين.
* ومِن فوائد الآية الكريمة: إظهار فضل الله عزَّ وجلّ على هؤلاء الفُضَلاء؛ لقوله: ﴿مِنْ رَبِّهِمْ﴾.
* ومِن فوائد الآية الكريمة: الإشارة إلى أن رُبوبِيَّة الله عز وجل نَوعان: عامة وخاصة، فالعامة لِجميع الخلق: ﴿رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا﴾ [مريم ٦٥] والخاصة للمؤمنين.
* ومِن فوائد الآية الكريمة: أنَّ بهذه الأعمالِ الفاضلة الجليلة والاعتقاداتِ النافعة يَحصُلُ الفَلاح؛ لقوله: ﴿وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾.
* ومِن فوائدها: أنَّه لا سبيلَ إلى الفلاح إلا بذلك، وَجهُه؟ الحصر؛ لقوله: ﴿وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ (...)
ثم ننتقل الآن إلى الدرس الجديد في قوله: (سورة السجدة)
سورة السجدة هذه مضافة، الإضافة هنا بيانية، يعني: السورة التي تُذْكَر فيها السجدة، والسجدة ستأتي إن شاء الله تعالى في أثنائها، وهي مكية، ثلاثون آية، وكل سورة مبتدأة بالحروف الهجائية فهي مكية إلا سورتان، ما هما؟ البقرة وآل عمران فإنهما مدنيتان، وإلا فكل سورة ابتُدِئَت بالحروف الهجائية فهي مكية.
* طالب: تسميتها سجدة هذا (...).
* الشيخ: إلا، كان النبي يقرأ في فجر يوم الجمعة (الم تنزيل) السجدة.
* طالب: فيها (...) يعني دليل أنها (...).
* الشيخ: كيف؟
* الطالب: هذا (...) أنه مختلف يسجد فيها أو.. هي نفس السورة هذه (...).
* الشيخ: قال: (﴿الم﴾ الله أعلم بمراده به)، وسبق لنا أن العلماء انقسموا في ذلك ثلاثة أقسام؛ قسم ادَّعى أن لهذه الحروف معانِيَ، وأنها رموز لتلك المعاني، وهذا قول لا دليل عليه، وهو ضعيف، بل باطل، والقول الثاني: أن لها معاني لكن الله أعلم بها، فتكون من المتشابه الذي لا يعلمه إلا الله، والقسم الثالث: يقولون: إنه ليس لها معاني أصلًا؛ لأن القرآن نزل باللسان العربي، واللسان العربي لا يكون لهذه الحروف معاني أبدًا، وهذا قول مجاهد وهو الصحيح، أنه لا معاني لها.
فإن قال قائل: كيف تجزمون بأنه لا معاني لها والنفي يحتاج إلى حجة؟ قلنا: نجزم بذلك لأن القرآن نزل بلسان عربي مُبِين.
{"ayahs_start":1,"ayahs":["الۤمۤ","تِلۡكَ ءَایَـٰتُ ٱلۡكِتَـٰبِ ٱلۡحَكِیمِ","هُدࣰى وَرَحۡمَةࣰ لِّلۡمُحۡسِنِینَ","ٱلَّذِینَ یُقِیمُونَ ٱلصَّلَوٰةَ وَیُؤۡتُونَ ٱلزَّكَوٰةَ وَهُم بِٱلۡـَٔاخِرَةِ هُمۡ یُوقِنُونَ","أُو۟لَـٰۤىِٕكَ عَلَىٰ هُدࣰى مِّن رَّبِّهِمۡۖ وَأُو۟لَـٰۤىِٕكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ","وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن یَشۡتَرِی لَهۡوَ ٱلۡحَدِیثِ لِیُضِلَّ عَن سَبِیلِ ٱللَّهِ بِغَیۡرِ عِلۡمࣲ وَیَتَّخِذَهَا هُزُوًاۚ أُو۟لَـٰۤىِٕكَ لَهُمۡ عَذَابࣱ مُّهِینࣱ"],"ayah":"تِلۡكَ ءَایَـٰتُ ٱلۡكِتَـٰبِ ٱلۡحَكِیمِ"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق