الباحث القرآني
ثم قال عز وجل مبينًا حال الكفار في ذلك اليوم فقال: ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَأُولَئِكَ هُمْ وَقُودُ النَّارِ﴾ [آل عمران ١٠] ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا﴾ أي: كفروا بما يجب الإيمان به، فكفروا بالله، أو باليوم الآخر، أو بالملائكة، أو بالكتاب، أو بالنبيين، أو بالقدر، إذا كفروا بأي واحد من هذه الأشياء الستة فهم كفار، كفار؛ لأن الإيمان لا يتبعض كما قال الله تعالى: ﴿وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا (١٥٠) أُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا﴾ [النساء ١٥٠، ١٥١]. وقال تعالى: ﴿أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ﴾ [البقرة ٨٥].
فالذين كفروا نقول بماذا؟ بما يجب الإيمان به؛ وهي الأركان الستة التي بينها الرسول ﷺ جوابًا لجبريل حين سأله عن الإيمان فقال أيش؟ يلَّا.
* الطالب: «أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ، وَمَلَائِكَتِهِ، وَكُتُبِهِ، وَرُسُلِهِ، وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، وَبِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ»[[أخرجه مسلم (٨ / ١) من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه بهذا اللفظ.]].
* الشيخ: نعم، هذه إذا كفر بواحد منها فهو كافر، الكفار لهم أموال، ولهم أولاد، وربما يعطيهم الله من الأولاد والأموال أكثر مما يعطي المؤمنين، فهل ينتفعون بهذا؟ يقول الله عز وجل: ﴿لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا﴾ ﴿تُغْنِيَ﴾ لها معنيان: تمنع أو تدفع، فهؤلاء الأموال والأولاد لا يمنعون عن هؤلاء الكفار شيئًا ولا يدفعون عنهم شيئًا، فهم إن وقع بهم شيء من عذاب الله ما استطاع هؤلاء الأولاد أو هذه الأموال أن ترفعهم، وإن قضى الله عليهم بشيء لم يستطيعوا أن يمنعوه ويدفعوه، إذن ﴿لَنْ تُغْنِيَ﴾ لم تمنع، ولم تدفع، ولم ترفع ﴿أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا﴾ ﴿أَوْلَادُهُمْ﴾ الذكور أو الإناث؟
* الطلبة: يشمل.
* الشيخ: يشمل؛ لأن الولد إذا أُطلق فهو شامل للذكر والأنثى، ما الدليل على أن الولد يشمل الذكر والأنثى؟
* الطلبة: ﴿يُوصِيكُمُ اللَّهُ﴾.
* الشيخ: ﴿يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْن﴾ [النساء ١١]. ﴿أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا﴾ لا في الدنيا ولا في الآخرة، ولهذا تجد الواحد منهم عنده من الأموال العظيمة الكثيرة شيء كثير، ولكن لو جاءه ملك الموت ما منعه، ما منعته هذه الأموال، عنده من الأولاد والحشم والخدم الشيء الكثير ولا تغني عنه شيئًا.
﴿وَأُولَئِكَ هُمْ وَقُودُ النَّارِ﴾ [آل عمران ١٠] أعوذ بالله. ﴿وَأُولَئِكَ هُمْ وَقُودُ النَّارِ﴾ نشوف الإعراب أولًا لنفهم المعنى: (أولاءِ) مبتدأ، (وهم) مبتدأ ثاني أو ضمير فصل، (وقود) خبر إما للمبتدأ الثاني وإما للمبتدأ الأول، فإن جعلت (هم) مبتدأ ثانيًا فـ (وقود) خبر للمبتدأ الثاني، وإن جعلت (هم) ضمير فصل فـ (وقود) خبر للمبتدأ الأول، والوَقود بفتح الواو ما يُوقد به كالطَّهور ما يُتطهر به، والسَّحور ما يتسحر به، والفَطور ما يُفطر به بخلاف الضم فُطور، وسُحور، وطُهور، ووُضوء فهي الأفعال يعني فرق بين وَضُو ووُضُو، وطَهور وطُهور، وسَحور وسُحور، السُّحور يعني الفِعل أكل السُّحور، هذا يكون بضم السين، سَحور: ما يتسحر به، فإذا جاء الإنسان بالتمر في آخر الليل، فماذا نسمي هذا التمر؟ سَحور، فإذا أكله سميناه سُحورًا، إذا جاء بماء يتوضأ به فهو وَضوء، وإذا فعل وغسل وجهه ويديه ومسح رأسه وغسل رجليه نسميه وُضوء، وعلى هذا فقِس.
وهنا يقول: ﴿وَقُودُ﴾ يعني ما توقد به النار مثل الحطب، الحطب وقود النار، هؤلاء الكفار هم وقود النار، ولها وقود آخر ما هو؟
* الطلبة: الحجارة.
* الشيخ: الحجارة كما قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ﴾ [التحريم ٦]. فهؤلاء وقود النار، وإذا كانوا -والعياذ بالله- وقودها فإنها تتسعَّر بهم أو تُسعر بهم وهي في نفس الوقت تحرقهم نسأل الله العافية.
قال: ﴿وَقُودُ النَّارِ﴾ والنار: اسم من أسماء جهنم، وهي الدار التي أعدها الله تعالى للمكذبين برسلهم، وحرُّها شديد، وفيها زمهرير برده شديد والعياذ بالله، حرها قال النبي عليه الصلاة والسلام: «إِنَّهَا فُضِّلَتْ عَلَى نَارِكُمْ هَذِهِ بِتِسْعَةٍ وَسِتِّينَ جُزْءًا»[[حديث متفق عليه؛ البخاري (3265)، ومسلم (2843 / 30) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.]] أعوذ بالله، كم يكون مقدارها؟
* الطلبة: سبعين.
* الشيخ: سبعين، سبعين يعني بالإضافة إلى نار الدنيا تكون أشد منها فتكون مثلها سبعين مرة. ﴿كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ﴾ [آل عمران ١١]. قوله: ﴿كَدَأْبِ﴾ الكاف للتشبيه، والجار والمجرور خبر لمبتدأ مقدم؛ أي: دأب هؤلاء كدأب آل فرعون، والدَّأْب: يطلق على الشأن، ويطلق على العادة، فمثل هذه الآية: ﴿كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ﴾ يعني كشأنهم، وإذا قلت: فلان هذا دأبه؛ أي: هذه عادته. ﴿كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ﴾ أي: أتباعه، وفرعون اسم علم لكل من ملك مصر كافرًا، كل من ملك مصر كافرًا يسمى (فرعون)، كما أن كل من ملك الروم يسمى (قيصر)، ومن ملك الفرس يسمى (كسرى). ﴿آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ﴾ وقبل آل فرعون أمم، فقوم إبراهيم قبلهم، أو لا؟
* الطلبة: نعم.
* الشيخ: وقوم لوط قبلهم، وقوم نوح قبلهم، وقوم هود قبلهم، وقوم عاد قبلهم؛ يعني قبلهم أمم، ولهذا قال: ﴿وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ﴾ ما دأبهم؟ بينه بقوله: ﴿كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا﴾ أي: كذبوا بكل ما يدل عليها من الآيات الكونية والآيات الشرعية، وأكثر ما يكون أن يكذبوا بالآيات الشرعية؛ لأن الآيات الكونية قل من يُكذِّب بها فالآيات الكونية مخلوقات الله، وقل من ينكر أن يكون الخالق هو الله، لكن الآيات الشرعية التي هي الوحي التي جاءت به الرسل هو الذي يقع فيه التكذيب، فآل فرعون كذبوا بآيات الله، وأيش قال فرعون لموسى؟ قال له: إنك لمجنون. ﴿قَالَ إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ﴾ [الشعراء ٢٧]. وقال: إنه ساحر، ووصفه بأوصاف بالغة وهدَّده: ﴿قَالَ لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلَهًا غَيْرِي لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ﴾ [الشعراء ٢٩]. وكان يُذبِّح أبناء بني إسرائيل ويستحيي نساءهم، ويقول لقومه: أنا ربكم الأعلى، ويقول: ﴿أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِنْ هَذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلَا يَكَادُ يُبِينُ (٥٢) فَلَوْلَا أُلْقِيَ عَلَيْهِ أَسْوِرَةٌ مِنْ ذَهَبٍ أَوْ جَاءَ مَعَهُ الْمَلَائِكَةُ مُقْتَرِنِينَ﴾ [الزخرف ٥٢، ٥٣]. وقد ذكر الله سبحانه تعالى قصته في كتابه كثيرًا من أجل اليهود الذين كانوا في المدينة، ومن أجل الأنصار الذين تلقوا من علوم اليهود شيئًا كثيرًا.
يقول: ﴿وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ﴾ [آل عمران ١١]. ﴿أَخَذَهُمُ﴾ يعني: أهلكهم، ﴿بِذُنُوبِهِمْ﴾ أي: بسبب ذنوبهم، والذنب هو المعصية ومعاصي هؤلاء كلها كفر والعياذ بالله، ولهذا أخذوا. وبماذا أخذ فرعون وقومه؟ أُخذ بالغرق فأُهلك بما كان يفتخر به، كان يقول لقومه: ﴿أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي﴾ [الزخرف ٥١] فأُهلك بماذا؟ بالماء الذي كان يجري جنسه من تحته، وكان مفخرة له أهلكه الله عز وجل بالماء، والقصة معروفة فإن فرعون جمع جميع أهل المدائن من أجل الكيد لموسى، فخرج موسى من مصر هو وقومه واتجهوا بأمر الله إلى جهة بحر القُلزم، وهو البحر الأحمر المعروف الذي يفصل بين قارة أفريقيا وآسيا من ناحية جِدة، فلما وصلوا إلى البحر قال أصحاب موسى: ﴿إِنَّا لَمُدْرَكُونَ﴾ [الشعراء ٦١] كيف؟ لأن البحر أمامهم وفرعون وقومه خلفهم، فهم هالكون على كل حال، إن ذهبوا إلى البحر هلكوا بالبحر، وإن بقوا هلكوا بفرعون وجنوده فقال موسى عليه الصلاة والسلام: ﴿كَلَّا﴾ [الشعراء ٦٢] يعني لستم بمدركين، ثم علَّل ذلك بقوله: ﴿إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ﴾ [الشعراء ٦٢] الله أكبر! شوف الإيمان عند الشدائد كيف يكون؟! يرى أن البحر أمامه وفرعون وجنوده خلفه وأصحابه على ما عندهم من الإيمان قالوا: ﴿إِنَّا لَمُدْرَكُونَ﴾ لكنه قال: ﴿كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ﴾. الله أكبر! فأوحى الله إليه أن اضرب بعصاك البحر فضرب البحر بعصاه فانفلق بعد كم يوم؟
* الطلبة: في الحال.
* الشيخ: في الحال بلحظة، الدليل أنه بلحظة؟ لأنه قال: ﴿فَانْفَلَقَ﴾ [الشعراء ٦٣] ﴿أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ﴾ [الشعراء ٦٣] شوف حذف الله حتى الفعل الذي حصل به الانفلاق؛ لأن هذا البحر لما أمر الله تعالى موسى أن يضربه تهيأ للانفلاق بمجرد هذه الضربة التي وقعت عليه انفلق، وكم كان؟ كان اثني عشر طريقًا يبسًا، يبس في الحال، وصاروا يمشون عليه على أقدامهم، وكانت المياه ككتل الجبال، وذكر بعض المفسرين من خبر بني إسرائيل أن الله جعل في هذه الكتل نوافذ يرى بعضهم بعضًا، كل هذه يرى بعضهم بعضا ليطمئن بعضهم على بعض، لما تكامل موسى وقومه خارجين وإذا بفرعون قد دخل هو وقومه فأمر الرب عز وجل البحر فانطبق عليه في الحال فغرقوا عن آخرهم ولما أدرك فرعون الغرق ﴿قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ﴾ [يونس ٩٠]، لما رأى العذاب وعاين آمن ﴿أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ﴾ ولكن لم ينفعه ذلك كما قال الله تعالى في أمثاله: ﴿فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا قَالُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ (٨٤) فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا﴾ [غافر ٨٤، ٨٥]. ولهذا قيل لفرعون: ﴿آلْآنَ﴾ [يونس ٩١] يعني آلآنَ تؤمن أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل ﴿وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ﴾؟ يعني هذا الاستفهام للإنكار عليه ونفي انتفاعه بذلك الإيمان، ولكن قال الله تعالى: ﴿فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ﴾ [يونس ٩٢] لا لمصلحتك، ولكن لتكون لمن خلفك آية، من الذين خلفه؟
بنو إسرائيل؛ لأن بني إسرائيل كان فرعون قد أرعبهم، ولو لم يظهر لهم بدنه على سطح الماء لكانوا يشكون لعله ما دخل في قومه، لعله سلِم، فأبقى الله جسده: ﴿فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ﴾ فقط لا بروحك، لماذا؟ ﴿لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً﴾ [يونس ٩٢] حتى يعلموا أنك قد مت.
هل ترون أشد من هذا النكال -والعياذ بالله- بهذا الرجل الطاغية؟ أبدًا، نكال بالغ، جمع قومه، وظهر مظهر العزة ليقضي على موسى وقومه فأخذهم الله تعالى أخذ عزيز مقتدر ﴿وَلَقَدْ جَاءَ آلَ فِرْعَوْنَ النُّذُرُ (٤١) كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا كُلِّهَا فَأَخَذْنَاهُمْ أَخْذَ عَزِيزٍ مُقْتَدِرٍ﴾ [القمر ٤١، ٤٢] عز وجل، أخذ عزيز غالِب لا يُغلب، مقتدر لا يعجز سبحانه وتعالى، وأُهلكوا بهذا الماء الذي كان فرعون يفتخر به؛ ولهذا قال: ﴿فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ﴾ [آل عمران ١١] و(الباء) هنا للسببية من وجه، وللعوض من وجه آخر، كيف ذلك؟ للسببية يعني أنه بسبب ذنوبهم؛ لأن الله لا يظلم الناس شيئًا، ولكن الناس أنفسهم يظلمون، ولم يأخذ الله أحدًا إلا بذنب، وللعوض من جهة أخرى أنه لم يظلمهم بل جعل جزاءهم من جنس العمل: ﴿مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا﴾ [الأنعام ١٦٠].
﴿وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾ [آل عمران ١١] ﴿وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾ خَتْمُ الآية بهذا الوصف مناسب جدًّا؛ لأن هؤلاء الذين أخذوا بذنوبهم، أخذوا بماذا؟ بالعقاب الشديد الذي لا أشد منه، ولا أظن أن أحدًا -إلى يومنا هذا- يستطيع أن يهلك عدوه كما أهلك الله فرعون، هل يستطيع أكبر دولة في العالم الآن أن تبرح الماء بهذه السرعة حتى يدخل العدو ثم تطبق الماء عليهم؟ أبدًا، لا يمكن، ولكنَّ شديد العقاب عز وجل الرب عز وجل الذي يُنزل عقابه بأعدائه لحكمة كان قادرًا على ذلك وبلحظة ﴿فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقًا فِي الْبَحْرِ يَبَسًا لَا تَخَافُ دَرَكًا وَلَا تَخْشَى﴾ [طه ٧٧]. ﴿وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾.
يقول الله عز وجل: ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ﴾ [آل عمران ١٠] إلى آخره.
* يستفاد من هذه الآية الكريمة: أن الكفار لا ينتفعون بأموالهم ولا أولادهم. في هذه من الفوائد: أن الكفار لا تنفعهم أموالهم ولا أولادهم من الله شيئًا.
* ومن فوائدها: أن المؤمنين قد ينتفعون بأموالهم وأولادهم وهو كذلك، فالمؤمن يتصدق بماله فينتفع، ويدعو له ولده في حياته وبعد موته فينتفع، أما الكافر فلا ينتفع ولو دعا له ولده، أليس كذلك؟
* الطلبة: بلى.
* الشيخ: وهل يحِل لولده أن يدعو له؟
* الطلبة: لا يحل.
* الشيخ: لا، إلا إذا كان حيًّا فيحل أن يدعو له بالهداية، وأما أن يدعو له بعد موته فلا يمكن أن يدعو له.
* من فوائد الآية الكريمة: أن الكافر يملك، وجهه؟
قوله: ﴿أَمْوَالُهُمْ﴾ فأضاف المال إليهم، وهو دليل على أن الكافر يملك ماله، واختلف العلماء في المرتد الذي يكفر بعد إسلامه، هل يزول ملكه عما تحت يده أو لا؟
فمن العلماء من قال: إنه إذا ارتد الإنسان زال ملكه عما تحت يده، وعلى هذا فلا يصح أن يتصرف فيه، ولكن القول الراجح: أنه لا يزول ملكه إلا إذا مات على ردته فإن ملكه لا ينتقل إلى ورثته، بل إلى بيت المال، ومن المعلوم أننا لو قلنا: بأن المرتد يزول ملكه لحصل إشكال عظيم في عصرنا هذا، ما هو؟
أن بعض الناس لا يصلي، والذي لا يصلي مرتد، فإذا قلنا: بزوال ملك المرتد لزم من ذلك أن كل تصرف يتصرف به في ماله من لا يصلي فهو تصرف غير صحيح، إن باعوا شيئًا لم يصح البيع، وإن اشتروا شيئًا لم يصح الشراء، وإن استأجروا شيئًا لم يصح الاستئجار، وإن آجروا شيئًا لم يصح التأجير، وهذا وإن قال به بعض العلماء لكن الراجح أن ملكه باقٍ على ماله حتى يموت، فإذا مات فإننا نصرف ماله إلى بيت المال، ولا يرثه أحد من ورثته لقول النبي ﷺ: «لَا يَرِثُ الْمُسْلِمُ الْكَافِرَ وَلَا الْكَافِرُ الْمُسْلِمَ»[[حديث متفق عليه؛ البخاري (٦٧٦٤)، ومسلم (١٦١٤/ ١) من حديث أسامة بن زيد رضي الله عنهما. ]].
* من فوائد الآية الكريمة: بيان قدرة الله عز وجل، وأنه لا ينفع مال ولا بنون من الله شيئًا لقوله: ﴿لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا﴾. ومِن غير الله؟ تُغني ولَّا لا؟
* الطلبة: لا.
* الشيخ: لا، تغني، من غير الله تغني، يمكن يدفع شيئًا من ماله ويسلم من القتل، أليس كذلك؟
* الطلبة: بلى.
* الشيخ: ويمكن أن يكون عنده أولاد شجعان، إذا أراده أحد بسوء دافعوا عنه، لكن من الله لا يغني عنهم مال ولا ولد.
ومنها،* من فوائد الآية: تشجيع قلوب المؤمنين على الكافرين، وجهه؟ أن أموالهم وأولادهم لا تغني من الله شيئًا، فإذا انتصرنا بالله فإن ما عندهم من (...)، والذخائر، والأموال، والأولاد لا يغنيهم من الله شيئًا، أليس كذلك؟ بلى هو كذلك، ولهذا لو شاء الله عز وجل أن يبطل جميع ما فعلوه لأبطله، وأظنكم لا تنسون ما يحصل من الزلازل التي تدمر كثيرًا مما صنعوا، ولا تنسون أيضًا أن ما صنعوه قد يفسد بأيديهم، فكم من انفجارات حصلت في مخازن القنابل الذرية والنووية، وحصل بذلك شر كثير عليهم وعلى من حولهم، لو شاء الله سبحانه وتعالى لأعتم الجو فقط إعتامًا بالضباب ولم يستطيعوا أن يفعلوا شيئًا؛ لأن الله سبحانه وتعالى قدرته وقوته لا يقهرها شيء.
القنابل الذرية والنووية، وحصل بذلك شر كثير عليهم وعلى من حولهم، لو شاء الله سبحانه وتعالى لأعتم الجو فقط إعتامًا بالضباب ولم يستطيعوا أن يفعلوا شيئًا؛ لأن الله سبحانه وتعالى قدرته وقوته لا يقهرها شيء، ولهذا قال: ﴿لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا﴾ [آل عمران ١٠].
* ومن فوائد الآية الكريمة: أن الكفار في النار؛ لقوله: ﴿وَأُولَئِكَ هُمْ وَقُودُ النَّارِ﴾ [آل عمران ١٠]، ولكن هل نشهد لكل كافر أنه في النار؟ لا، هل نشهد لكل كافر يعني بعينه أنه في النار؟ الجواب: لا، لكن نشهد على سبيل العموم ونقول: كل كافر في النار، كما نقول: كل مؤمن في الجنة ولكن لا نشهد لواحد معين بالجنة، ففرق بين العموم وبين الخصوص.
وفي الآية أيضًا إثبات النار؛ لقوله: ﴿وَقُودُ النَّارِ﴾ (...).
* * *
* طالب: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ﴿كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ (١١) قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلَى جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمِهَادُ (١٢) قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَأُخْرَى كَافِرَةٌ يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ وَاللَّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَنْ يَشَاءُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ (١٣) زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ﴾ [آل عمران ١١ - ١٤].
* الشيخ: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، قال الله عز وجل: ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا﴾، قوله: ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا﴾ هل المراد بالذين كفروا قوم معينون أم هو عام؟
* طالب: عام.
* الشيخ: بل عام.
* الطالب: (...).
* الشيخ: وله أموال وأولاد فإن هؤلاء الأموال والأولاد؟
* الطالب: لن يغنوا عنه من الله شيئًا.
* الشيخ: هل نفي الإغناء هنا في الدنيا أو في الآخرة؟
* طالب: في الآخرة.
* الشيخ: وفي الدنيا؟
* الطالب: يمكن أن يغني عنهم في الدنيا.
* الشيخ: من الله؟
* الطالب: لا، من الناس.
* الشيخ: أبغي أقول: لن تغني عنهم من الله.
* الطالب: في الآخرة لن تغني عنهم.
* الشيخ: وفي الدنيا؟
* الطالب: من الله؟
* الشيخ: إي نعم.
* الطالب: لا يغني عنهم.
* الشيخ: اجزم؟
* الطالب: لا يغني عنهم جزم.
* الشيخ: لا في الدنيا ولا في الآخرة، توافقون على هذا؟ نعم، لن تغني عنهم من الله شيئًا؛ لقوله تعالى: ﴿وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ﴾ [الرعد ١١]. قوله: ﴿وَأُولَئِكَ هُمْ وَقُودُ النَّارِ﴾، وقود النار بمعنى ما يوقد به، أي أنهم توقد بهم النار، وهل يشاركهم في ذلك أحد؟
* طالب: لا يشاركهم فيها أحد إلا من كفر برسله.
* الشيخ: هم الكفار، نعم.
* طالب: المنافقون.
* الشيخ: المنافقون كفار.
* الطالب: ولَّا اليهود.
* الشيخ: لا لا.
* طالب: الحجارة.
* الشيخ: الحجارة، ﴿وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ﴾. قوله: ﴿كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ﴾ أيش معناها؟
* طالب: يعني مثل قوم فرعون.
* الشيخ: الدأب بمعنى؟
* الطالب: مثل قوم.
* الشيخ: يعني ﴿كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ﴾ أي: كمثل آل فرعون؟
* الطالب: كعادتهم وشأنهم.
* الشيخ: كعادتهم وشأنهم. وأيش هذه الجملة، أو هذه الكلمة محلها من الإعراب؟
* طالب: محلها من الإعراب؟
* الشيخ: نعم.
* الطالب: يعني (دأب) مبتدأ، (آل فرعون) هو خبر.
* الشيخ: لا لا.
* الطالب: الدأب (...) مثله.
* الشيخ: لا.
* الطالب: ما هو إعرابه هذا.
* الشيخ: لا ليس إعرابه هذا.
* طالب: (كدأب) جار ومجرور خبر مقدم.
* الشيخ: خبر مقدم لأيش؟
* الطالب: لمبتدأ مقدر.
* الشيخ: خبر مقدم لمبتدأ مقدر؟ خبر مقدم ما دام المبتدأ مقدر فهو بيدك (...) تحطه بعد (...) تحطه قبل، إذن الآن تقولون: خبر لمبتدأ مقدر مؤخر كذا؟
* الطالب: أضربت عن المؤخر.
* الشيخ: أضربت عن المؤخر؟ إذن خبر لمبتدأ مقدر والتقدير؟
* طالب: التقدير: دأبهم.
* الشيخ: دأبهم كدأب آل فرعون، ما المراد بآل فرعون هنا؟
* طالب: فرعون؟
* الشيخ: آل فرعون.
* الطالب: فرعون نفسه والذين اتبعوه أو الذين كفروا من قومه.
* الشيخ: الذين اتبعوه، لأيش ما نقول: الذين اتبعوه؟
* الطالب: الذين كفروا من قومه أو الذين اتبعوه.
* الشيخ: الذين اتبعوه، يعني هو وأتباعه. ﴿الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ﴾ مثل مَن؟
* طالب: مثل قوم نوح.
* الشيخ: نعم.
* الطالب: وعاد.
* الشيخ: نعم.
* الطالب: وثمود.
* الشيخ: نعم، وقوم إبراهيم، وقوم لوط، وأصحاب مدين، كثير. جملة: ﴿كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا﴾، ﴿كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ﴾ ما محلها من الإعراب؟
* طالب: جملة مستأنفة مبينة.
* الشيخ: نعم، جملة استئنافية لبيان هذا الدأب. المراد بالآيات هنا؟
* طالب: الكونية والشرعية.
* الشيخ: والشرعية، كيف التكذيب بالآيات الشرعية؟
* طالب: كذبوا بما أتى به موسى.
* الشيخ: نعم، أو رسلهم؛ لأنه يقول: ﴿وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ﴾.
* الطالب: الرسل جميعًا، بما أتى به رسلهم.
* الشيخ: نعم.
* الطالب: وكذلك في الآيات الكونية.
* الشيخ: في الآيات الكونية، كذّبوا بها إما بنسبتها إلى غير الله، أو بأن الله له فيها مشارك أو معين. قال الله تعالى: ﴿فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ﴾ الباء أيش معناها؟
* طالب: الباء هنا سببية.
* الشيخ: الباء هنا سببية، أخذهم الله بسبب ذنوبهم، وتصح معنى آخر؟
* طالب: العوض.
* الشيخ: العوض، يعني أن جزاءهم من جنس عملهم وعوضًا عنه، ﴿وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾، نأخذ الفوائد الآن.
* من فوائد هذه الآيات، أولًا الآية الأولى: أن الكافرين قد يُرْزَقون بالأموال والأولاد.
* طالب: أخذناها.
* الشيخ: أخذتموها؟
* الطالب: نعم.
* الشيخ: * من فوائد الآية الكريمة: ﴿كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ﴾ وهي الآية الثانية، * من فوائدها: أن الكفار المتأخرين كالكفار السابقين؛ لأن سنة الله تعالى في الخلق واحدة؛ لأنه عز وجل ليس بينه وبين الخلق نسَب يراعيه ويحابي من يتصل به، فالناس عند الله تعالى سواء، أكرمهم عند الله أتقاهم؛ لقوله: ﴿كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ﴾ إلى آخره.
* ومن فوائد الآية الكريمة: أن فرعون وآله قد عُذِّبُوا في الدنيا كما سيُعَذَّبون في الآخرة؛ لقوله: ﴿فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ﴾.
* ومن فوائدها: الرد على من زعم أن فرعون أسلم فنفعه إسلامه؛ لأن الله تعالى ذكر ذلك على وجه المؤاخذة والمعاقبة، ولو كان تائبًا توبة تنفعه ما ذُكِر ذنبه بدون ذكر توبته؛ لأن الله تعالى عدْلٌ لا يذكر أحدًا بذنب تاب منه إلا أن يبين توبته، فآدم عليه الصلاة والسلام لما أكل من الشجرة وحصل له ما حصل وتاب إلى الله ﴿فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ﴾ [البقرة ٣٧]، ذكر الله تعالى معصيته وذكر أنه تاب، وذكر أنه بعد التوبة كان خيرًا منه قبلها ﴿ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى﴾ [طه ١٢٢].
* ومن فوائد الآية الكريمة: إثبات الآيات لله، وهي العلامات الدالة على الله عز وجل، على وجوده، وعلى ما تتضمنه هذه الآيات من صفاته؛ فمثلًا نزول الرحمة، نزول الغيث، دليل على الرحمة، آية على رحمة الله، على وجوده وعلى رحمته، نزول العقوبات دليل على وجود الله وعلى غضبه، وهكذا كل آية تدل على وجود الله سبحانه وتعالى، وعلى ما تقتضيه تلك الآية من الصفات، سواء كانت آية رحمة أو آية عذاب.
* ومن فوائد الآية الكريمة: أن الله لا يظلم الناس شيئًا، وإنما يؤاخذهم بالذنوب، ﴿فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ﴾، ونظير ذلك قوله تعالى: ﴿وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ﴾ [الشورى ٣٠].
* ومن فوائد الآية الكريمة: الرد على الجبرية الذين لا ينسبون فعل العبد إليه؛ لقوله: ﴿بِذُنُوبِهِمْ﴾، فأضاف الذنوب إليهم، والفعل لا يُنْسَب إلا لمن قام به حقيقةً، والجبرية يقولون: إن الفعل لا ينسب إلى الإنسان على وجه الحقيقة.
* ومن فوائد الآية الكريمة: إثبات صفة شدة العقاب لله؛ لقوله: ﴿وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾.
{"ayahs_start":10,"ayahs":["إِنَّ ٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟ لَن تُغۡنِیَ عَنۡهُمۡ أَمۡوَ ٰلُهُمۡ وَلَاۤ أَوۡلَـٰدُهُم مِّنَ ٱللَّهِ شَیۡـࣰٔاۖ وَأُو۟لَـٰۤىِٕكَ هُمۡ وَقُودُ ٱلنَّارِ","كَدَأۡبِ ءَالِ فِرۡعَوۡنَ وَٱلَّذِینَ مِن قَبۡلِهِمۡۚ كَذَّبُوا۟ بِـَٔایَـٰتِنَا فَأَخَذَهُمُ ٱللَّهُ بِذُنُوبِهِمۡۗ وَٱللَّهُ شَدِیدُ ٱلۡعِقَابِ"],"ayah":"كَدَأۡبِ ءَالِ فِرۡعَوۡنَ وَٱلَّذِینَ مِن قَبۡلِهِمۡۚ كَذَّبُوا۟ بِـَٔایَـٰتِنَا فَأَخَذَهُمُ ٱللَّهُ بِذُنُوبِهِمۡۗ وَٱللَّهُ شَدِیدُ ٱلۡعِقَابِ"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق