الباحث القرآني
قال النبي ﷺ لعائشة وقد سألته ما تدعو به إن وافقت ليلة القدر:
«قَوْلِي: اللَّهُمَّ إنَّكَ عَفْوٌ تُحِبُّ العَفْوَ فاعْفُ عَنِّي»
(صحيح).
وقال ﷺ كَقَوْلِهِ:
«مَن قامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إيمانًا واحْتِسابًا غُفِرَ لَهُ»
(نُكْتَةٌ لَطِيفَةٌ يَحْسُنُ التَّنْبِيهُ عَلَيْها)
وَهِيَ «أنَّ أبا ذَرٍّ سَألَ النَّبِيَّ ﷺ عَنْ لَيْلَةِ القَدْرِ وألَحَّ عَلَيْهِ، حَتّى قالَ لَهُ النَّبِيُّ ﷺ في آخِرِ مَسْألَتِهِ: التَمِسُوها في العَشْرِ الأواخِرِ، ولا تَسْألْنِي عَنْ شَيْءٍ بَعْدَ هَذا ثُمَّ حَدَّثَ النَّبِيَّ ﷺ وحَدَّثَ، قالَ: فاهْتَبَلْتُ غَفْلَتَهُ فَقُلْت: أقْسَمْت عَلَيْك يا رَسُولَ اللَّهِ بِحَقِّي عَلَيْك لَتُحَدِّثَنِي في أيِّ العَشْرِ هِيَ، قالَ: فَغَضِبَ عَلَيَّ غَضَبًا ما غَضِبَ عَلَيَّ مِن قَبْلُ ولا مِن بَعْدُ، ثُمَّ قالَ: التَمِسُوها في السَّبْعِ الأواخِرِ، ولا تَسْألْنِي عَنْ شَيْءٍ بَعْدُ».
* وقال في (إعلام الموقعين)
«وَسُئِلَ ﷺ عَنْ لَيْلَةِ القَدْرِ، أفِي رَمَضانَ أوْ في غَيْرِهِ؟ قالَ: بَلْ في رَمَضانَ فَقِيلَ: تَكُونُ مَعَ الأنْبِياءِ ما كانُوا فَإذا قُبِضُوا رُفِعَتْ أمْ هي إلى يَوْمِ القِيامَةِ؟ قالَ: بَلْ هي إلى يَوْمِ القِيامَةِ فَقِيلَ: في أيِّ رَمَضانَ هِيَ؟
قالَ التَمِسُوها في العَشْرِ الأُوَلِ، أوْ في العَشْرِ الأُخَرِ فَقِيلَ: في أيِّ العِشْرِينَ؟
قالَ: ابْتَغَوْها في العَشْرِ الأواخِرِ، لا تَسْألْنِي عَنْ شَيْءٍ بَعْدَها فَقالَ: أقْسَمْتُ عَلَيْكَ بِحَقِّي عَلَيْكَ لِما أخْبَرْتَنِي في أيِّ العَشْرِ هِيَ، فَغَضِبَ غَضَبًا شَدِيدًا وقالَ: التَمِسُوها في السَّبْعِ الأواخِرِ، لا تَسْألَنَّ عَنْ شَيْءٍ بَعْدَها» ذَكَرَهُ أحْمَدُ، والسّائِلُ أبُو ذَرٍّ، وعِنْدَ أبِي داوُد «أنَّهُ ﷺ سُئِلَ عَنْ لَيْلَةِ القَدْرِ فَقالَ: في كُلِّ رَمَضانَ».
«وَسُئِلَ عَنْها أيْضًا فَقالَ: كَمْ اللَّيْلَةُ؟ فَقالَ السّائِلُ: اثْنَتانِ وعِشْرُونَ، فَقالَ: هي اللَّيْلَةُ ثُمَّ رَجَعَ فَقالَ: أوْ القابِلَةُ يُرِيدُ ثَلاثًا وعِشْرِينَ»، ذَكَرَهُ أبُو داوُد.
«وَسَألَ ﷺ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُنَيْسٍ: مَتى نَلْتَمِسُ هَذِهِ اللَّيْلَةَ المُبارَكَةَ؟ فَقالَ: التَمِسُوها هَذِهِ اللَّيْلَةَ وذَلِكَ مَساءُ لَيْلَةِ ثَلاثٍ وعِشْرِينَ».
«وَسَألَتْهُ ﷺ عائِشَةُ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْها -: إنْ وافَقْتُها فَبِمَ أدْعُو؟ قالَ قُولِي اللَّهُمَّ إنّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ العَفْوَ فاعْفُ عَنِّي»
حَدِيثٌ صَحِيحٌ.
* (فائدة)
قَوْلِ مَن قالَ: إنَّ لَيْلَةَ القَدْرِ رُفِعَتْ.
وَهَذا القائِلُ إنْ أرادَ أنَّها كانَتْ مَعْلُومَةً، فَرُفِعَ عِلْمُها عَنِ الأُمَّةِ، فَيُقالُ لَهُ: لَمْ يُرْفَعْ عِلْمُها عَنْ كُلِّ الأُمَّةِ وإنْ رُفِعَ عَنْ بَعْضِهِمْ، وإنْ أرادَ أنَّ حَقِيقَتَها وكَوْنَها ساعَةَ إجابَةٍ رُفِعَتْ، فَقَوْلٌ باطِلٌ مُخالِفٌ لِلْأحادِيثِ الصَّحِيحَةِ الصَّرِيحَةِ، فَلا يُعَوَّلُ عَلَيْهِ، واللَّهُ أعْلَمُ.
* (فصل)
روى شُعْبَة عَن الحكم عَن مُجاهِد في قوله تعالى: ﴿فالآن باشروهن وابتغوا ما كتب الله لكم﴾ [البقرة: ١٨٧]
قالَ هو الوَلَد وقالَهُ الحكم وعِكْرِمَة والحسن البَصْرِيّ والسُّديّ والضَّحّاك
وَأرْفَع ما فِيهِ ما رَواهُ مُحَمَّد بن سعد عَن أبِيه حَدثنِي عمي حَدثنِي أبي عَن أبِيه عَن ابْن عَبّاس قالَ هو الوَلَد وقالَ ابْن زيد هو الجِماع وقالَ قَتادَة ابْتَغوا الرُّخْصَة الَّتِي كتب الله لكم وعَن ابْن عَبّاس رِوايَة أُخْرى قالَ لَيْلَة القدر.
والتَّحْقِيق أن يُقال لما خفف الله عَن الأمة بِإباحَة الجِماع لَيْلَة الصَّوْم إلى طُلُوع الفجْر وكانَ المجامع يغلب عَلَيْهِ حكم الشَّهْوَة وقَضاء الوطر حَتّى لا يكاد يخْطر بِقَلْبِه غير ذَلِك أرشدهم سُبْحانَهُ إلى أن يطلبوا رِضاهُ في مثل هَذِه اللَّذَّة ولا يباشروها بِحكم مُجَرّد الشَّهْوَة بل يَبْتَغُوا بها ما كتب الله لَهُم من الأجر والولد الَّذِي يخرج من أصلابهم يعبد الله لا يُشْرك بِهِ شَيْئا ويبتغوا ما أباحَ الله لَهُم من الرُّخْصَة بِحكم محبته لقبُول رخصه فَإن الله يحب أن يُؤْخَذ بِرُخصِهِ كَما يكره أن تُؤْتى مَعْصِيَته ومِمّا كتب لَهُم لَيْلَة القدر وأمرُوا أن يبتغوها لَكِن يبْقى أن يُقال فَما تعلق ذَلِك بِإباحَة مُباشرَة أزواجهم فَيُقال فِيهِ إرشاد إلى أن لا يشغلهم ما أُبِيح لَهُم من المُباشرَة عَن طلب هَذِه اللَّيْلَة الَّتِي هي خير من ألف شهر فَكَأنَّهُ سُبْحانَهُ يَقُول اقضوا وطركم من نساءكم لَيْلَة الصّيام ولا يشغلكم ذَلِك عَن ابْتِغاء ما كتب الله لكم من هَذِه اللَّيْلَة الَّتِي فَضلكم الله بها. والله أعلم.
(مسألة)
فَإنْ قُلْتَ: أيُّ العَشْرَيْنِ أفْضَلُ؟ عَشْرُ ذِي الحِجَّةِ، أوِ العَشْرُ الأخِيرُ مِن رَمَضانَ؟
وَأيُّ اللَّيْلَتَيْنِ أفْضَلُ؟ لَيْلَةُ القَدْرِ، أوْ لَيْلَةُ الإسْراءِ؟
قُلْتُ: أمّا السُّؤالُ الأوَّلُ فالصَّوابُ فِيهِ أنْ يُقالَ: لَيالِي العَشْرِ الأخِيرِ مِن رَمَضانَ أفْضَلُ مِن لَيالِي عَشْرِ ذِي الحِجَّةِ، وأيّامُ عَشْرِ ذِي الحِجَّةِ أفْضَلُ مِن أيّامِ عَشْرِ رَمَضانَ، وبِهَذا التَّفْصِيلِ يَزُولُ الِاشْتِباهُ، ويَدُلُّ عَلَيْهِ أنَّ لَيالِيَ العَشْرِ مِن رَمَضانَ إنَّما فُضِّلَتْ بِاعْتِبارِ لَيْلَةِ القَدْرِ، وهي مِنَ اللَّيالِي، وعَشْرُ ذِي الحِجَّةِ إنَّما فُضِّلَ بِاعْتِبارِ أيّامِهِ، إذْ فِيهِ يَوْمُ النَّحْرِ ويَوْمُ عَرَفَةَ ويَوْمُ التَّرْوِيَةِ.
وَأمّا السُّؤالُ الثّانِي، فَقَدْ سُئِلَ شَيْخُ الإسْلامِ ابْنُ تَيْمِيَّةَ رَحِمَهُ اللَّهُ عَنْ رَجُلٍ قالَ: لَيْلَةُ الإسْراءِ أفْضَلُ مِن لَيْلَةِ القَدْرِ.
وَقالَ آخَرُ: بَلْ لَيْلَةُ القَدْرِ أفْضَلُ فَأيُّهُما المُصِيبُ؟
فَأجابَ: الحَمْدُ لِلَّهِ، أمّا القائِلُ بِأنَّ لَيْلَةَ الإسْراءِ أفْضَلُ مِن لَيْلَةِ القَدْرِ، فَإنْ أرادَ بِهِ أنْ تَكُونَ اللَّيْلَةُ الَّتِي أُسْرِيَ فِيها بِالنَّبِيِّ ﷺ ونَظائِرُها مِن كُلِّ عامٍ أفْضَلَ لِأُمَّةِ مُحَمَّدٍ ﷺ مِن لَيْلَةِ القَدْرِ بِحَيْثُ يَكُونُ قِيامُها والدُّعاءُ فِيها أفْضَلَ
مِنهُ في لَيْلَةِ القَدْرِ، فَهَذا باطِلٌ لَمْ يَقُلْهُ أحَدٌ مِنَ المُسْلِمِينَ، وهو مَعْلُومُ الفَسادِ بِالِاطِّرادِ مِن دِينِ الإسْلامِ.
هَذا إذا كانَتْ لَيْلَةُ الإسْراءِ تُعْرَفُ عَيْنُها، فَكَيْفَ ولَمْ يَقُمْ دَلِيلٌ مَعْلُومٌ لا عَلى شَهْرِها ولا عَلى عَشْرِها ولا عَلى عَيْنِها، بَلِ النُّقُولُ في ذَلِكَ مُنْقَطِعَةٌ مُخْتَلِفَةٌ لَيْسَ فِيها ما يُقْطَعُ بِهِ، ولا شُرِعَ لِلْمُسْلِمِينَ تَخْصِيصُ اللَّيْلَةِ الَّتِي يُظَنُّ أنَّها لَيْلَةُ الإسْراءِ بِقِيامٍ ولا غَيْرِهِ، بِخِلافِ لَيْلَةِ القَدْرِ، فَإنَّهُ قَدْ ثَبَتَ في " الصَّحِيحَيْنِ " عَنِ النَّبِيِّ ﷺ أنَّهُ قالَ:
«تَحَرَّوْا لَيْلَةَ القَدْرِ في العَشْرِ الأواخِرِ مِن رَمَضانَ»
وَفِي " الصَّحِيحَيْنِ " عَنْهُ ﷺ أنَّهُ قالَ:
«مَن قامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إيمانًا واحْتِسابًا غُفِرَ لَهُ ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ»
وَقَدْ أخْبَرَ سُبْحانَهُ أنَّها خَيْرٌ مِن ألْفِ شَهْرٍ، وأنَّهُ أنْزَلَ فِيها القُرْآنَ.
وَإنْ أرادَ أنَّ اللَّيْلَةَ المُعَيَّنَةَ الَّتِي أُسْرِيَ فِيها بِالنَّبِيِّ ﷺ وحَصَلَ لَهُ فِيها ما لَمْ يَحْصُلْ لَهُ في غَيْرِها مِن غَيْرِ أنْ يُشْرَعَ تَخْصِيصُها بِقِيامٍ ولا عِبادَةٍ، فَهَذا صَحِيحٌ، ولَيْسَ إذا أعْطى اللَّهُ نَبِيَّهُ ﷺ فَضِيلَةً في مَكانٍ أوْ زَمانٍ يَجِبُ أنْ يَكُونَ ذَلِكَ الزَّمانُ والمَكانُ أفْضَلَ مِن جَمِيعِ الأمْكِنَةِ والأزْمِنَةِ.
هَذا إذا قُدِّرَ أنَّهُ قامَ دَلِيلٌ عَلى أنَّ إنْعامَ اللَّهِ تَعالى عَلى نَبِيِّهِ لَيْلَةَ الإسْراءِ كانَ أعْظَمَ مِن إنْعامِهِ عَلَيْهِ بِإنْزالِ القُرْآنِ لَيْلَةَ القَدْرِ وغَيْرَ ذَلِكَ مِنَ النِّعَمِ الَّتِي أنْعَمَ عَلَيْهِ بِها.
والكَلامُ في مِثْلِ هَذا يَحْتاجُ إلى عِلْمٍ بِحَقائِقِ الأُمُورِ، ومَقادِيرِ النِّعَمِ الَّتِي لا تُعْرَفُ إلّا بِوَحْيٍ، ولا يَجُوزُ لِأحَدٍ أنْ يَتَكَلَّمَ فِيها بِلا عِلْمٍ، ولا يُعْرَفُ عَنْ أحَدٍ مِنَ المُسْلِمِينَ أنَّهُ جَعَلَ لِلَيْلَةِ الإسْراءِ فَضِيلَةً عَلى غَيْرِها، لا سِيَّما عَلى لَيْلَةِ القَدْرِ، ولا كانَ الصَّحابَةُ والتّابِعُونَ لَهم بِإحْسانٍ يَقْصِدُونَ تَخْصِيصَ لَيْلَةَ الإسْراءِ بِأمْرٍ مِنَ الأُمُورِ ولا يَذْكُرُونَها، ولِهَذا لا يُعْرَفُ أيَّ لَيْلَةٍ كانَتْ، وإنْ كانَ الإسْراءُ مِن أعْظَمِ فَضائِلِهِ ﷺ، ومَعَ هَذا فَلَمْ يُشْرَعْ تَخْصِيصُ ذَلِكَ الزَّمانِ ولا ذَلِكَ المَكانِ بِعِبادَةٍ شَرْعِيَّةٍ، بَلْ غارُ حِراءٍ الَّذِي ابْتُدِئَ فِيهِ بِنُزُولِ الوَحْيِ وكانَ يَتَحَرّاهُ قَبْلَ النُّبُوَّةِ لَمْ يَقْصِدْهُ هو ولا أحَدٌ مِن أصْحابِهِ بَعْدَ النُّبُوَّةِ مُدَّةَ مُقامِهِ بِمَكَّةَ، ولا خُصَّ اليَوْمُ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الوَحْيُ بِعِبادَةٍ ولا غَيْرِها، ولا خُصَّ المَكانُ الَّذِي ابْتُدِئَ فِيهِ بِالوَحْيِ ولا الزَّمانُ بِشَيْءٍ، ومَن خَصَّ الأمْكِنَةَ والأزْمِنَةَ مِن عِنْدِهِ بِعِباداتٍ لِأجْلِ هَذا وأمْثالِهِ كانَ مِن جِنْسِ أهْلِ الكِتابِ الَّذِينَ جَعَلُوا زَمانَ أحْوالِ المَسِيحِ مَواسِمَ وعِباداتٍ، كَيَوْمِ المِيلادِ، ويَوْمِ التَّعْمِيدِ، وغَيْرِ ذَلِكَ مِن أحْوالِهِ.
وَقَدْ «رَأى عُمَرُ بْنُ الخَطّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ جَماعَةً يَتَبادَرُونَ مَكانًا يُصَلُّونَ فِيهِ، فَقالَ: ما هَذا؟، قالُوا: مَكانٌ صَلّى فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ، فَقالَ: أتُرِيدُونَ أنْ تَتَّخِذُوا آثارَ أنْبِيائِكم مَساجِدَ؟! إنَّما هَلَكَ مَن كانَ قَبْلَكم بِهَذا، فَمَن أدْرَكَتْهُ فِيهِ الصَّلاةُ فَلْيُصَلِّ، وإلّا فَلْيَمْضِ».
وَقَدْ قالَ بَعْضُ النّاسِ: إنَّ لَيْلَةَ الإسْراءِ في حَقِّ النَّبِيِّ ﷺ أفْضَلُ مِن لَيْلَةِ القَدْرِ، ولَيْلَةُ القَدْرِ بِالنِّسْبَةِ إلى الأُمَّةِ أفْضَلُ مِن لَيْلَةِ الإسْراءِ، فَهَذِهِ اللَّيْلَةُ في حَقِّ الأُمَّةِ أفْضَلُ لَهُمْ، ولَيْلَةُ الإسْراءِ في حَقِّ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ أفْضَلُ لَهُ.
فَإنْ قِيلَ: فَأيُّهُما أفْضَلُ: يَوْمُ الجُمُعَةِ، أوْ يَوْمُ عَرَفَةَ؟ فَقَدْ رَوى ابْنُ حِبّانَ في " صَحِيحِهِ " مِن حَدِيثِ أبِي هُرَيْرَةَ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «لا تَطْلُعُ الشَّمْسُ ولا تَغْرُبُ عَلى يَوْمٍ أفْضَلَ مِن يَوْمِ الجُمُعَةِ» وفِيهِ أيْضًا حَدِيثُ أوس بن أوس «خَيْرُ يَوْمٍ طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ يَوْمُ الجُمُعَةِ».
* (فائدة)
كانَ ﷺ يَعْتَكِفُ العَشْرَ الأواخِرَ مِن رَمَضانَ حَتّى تَوَفّاهُ اللَّهُ عَزَّ وجَلَّ، وتَرَكَهُ مَرَّةً، فَقَضاهُ في شَوّالٍ.
واعْتَكَفَ مَرَّةً في العَشْرِ الأوَّلِ، ثُمَّ الأوْسَطِ، ثُمَّ العَشْرِ الأخِيرِ يَلْتَمِسُ لَيْلَةَ القَدْرِ، ثُمَّ تَبَيَّنَ لَهُ أنَّها في العَشْرِ الأخِيرِ، فَداوَمَ عَلى اعْتِكافِهِ حَتّى لَحِقَ بِرَبِّهِ عَزَّ وجَلَّ.
وَكانَ يَأْمُرُ بِخِباءٍ فَيُضْرَبُ لَهُ في المَسْجِدِ يَخْلُو فِيهِ بِرَبِّهِ عَزَّ وجَلَّ.
* (فصل: في ذكر التقدير الرابع ليلة القدر)
قال تعالى: ﴿حم والكِتابِ المُبِينِ إنّا أنْزَلْناهُ في لَيْلَةٍ مُبارَكَةٍ إنّا كُنّا مُنْذِرِينَ فِيها يُفْرَقُ كُلُّ أمْرٍ حَكِيمٍ أمْرًا مِن عِنْدِنا إنّا كُنّا مُرْسِلِينَ﴾ وهذه هي ليلة القدر قطعا لقوله تعالى: ﴿إنّا أنْزَلْناهُ في لَيْلَةِ القَدْرِ﴾
ومن زعم أنها ليلة النصف من شعبان فقد غلط
قال سفيان عن ابن أبي نجيح عن مجاهد ليلة القدر ليلة الحكم وقال سفيان عن محمد بن سوقة عن سعيد بن جبير يؤذن للحجاج في ليلة القدر فيكتبون بأسمائهم وأسماء آبائهم فلا يغادر منهم أحد ولا يزاد فيهم ولا ينقص منهم وقال ابن علية ثنا ربيعة بن كلثوم قال قال رجل للحسن وأنا أسمع أرأيت ليلة القدر في كل رمضان هي قال نعم والله الذي لا إله إلا هو إنها لفي كل رمضان وأنها لليلة القدر يفرق فيها كل أمر حكيم، فيها يقضي الله كل أجل وعمل ورزق إلى مثلها.
وذكر يوسف بن مهران عن ابن عباس قال يكتب من أم الكتاب في ليلة القدر ما يكون في السنة من موت وحياة ورزق ومطر حتى الحجاج، يقال يحج فلان ويحج فلان.
وذكر عن سعيد بن جبير في هذه الآية أنك لترى الرجل يمشي في الأسواق وقد وقع اسمه في الموتى.
وقال مقاتل يقدر الله في ليلة القدر أمر السنة في بلاده وعباده إلى السنة القابلة
وقال أبو عبد الرحمن السلمي يقدر أمر السنة كلها في ليلة القدر.
وهذا هو الصحيح أن القدر مصدر قدر الشيء يقدره قدرا فهي ليلة الحكم والتقدير.
وقالت طائفة ليلة القدر ليلة الشرف والعظمة من قولهم لفلان قدر في الناس، فإن أراد صاحب هذا القول أن لها قدرا وشرفا مع ما يكون فيها من التقدير فقد أصاب.
وإن أراد أن معنى القدر فيها هو الشرف والخطر، فقد غلط إن الله سبحانه أخبر أن فيها يفرق.
أي يفصل الله ويبين ويبرم كل أمر حكيم.
{"ayahs_start":1,"ayahs":["إِنَّاۤ أَنزَلۡنَـٰهُ فِی لَیۡلَةِ ٱلۡقَدۡرِ","وَمَاۤ أَدۡرَىٰكَ مَا لَیۡلَةُ ٱلۡقَدۡرِ","لَیۡلَةُ ٱلۡقَدۡرِ خَیۡرࣱ مِّنۡ أَلۡفِ شَهۡرࣲ"],"ayah":"إِنَّاۤ أَنزَلۡنَـٰهُ فِی لَیۡلَةِ ٱلۡقَدۡرِ"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق