(إن في هذا لبلاغاً) أي فيما جرى ذكره في هذه السورة من الوعظ والتنبيه لكفاية ووصول إلى البغية، قاله الرازي، يقال: في هذا الشيء بلاغ، وبلغة وتبلغ أي كفاية، وقيل الإشارة بهذا إلى القرآن، والقرآن زاد الجنة، كبلاغ المسافر.
(لقوم عابدين) أي مشغولين بعبادة الله مهتمين بها، والعبادة هي الخضوع والتذلل، وهم أمة محمد (- صلى الله عليه وسلم -) ورأس العبادة الصلاة قال أبو هريرة: الصلوات الخمس، وأخرج ابن مردويه وأبو نعيم والديلمي، عن أنس قال: قال رسول الله (- صلى الله عليه وسلم -) في الآية قال: " إن في الصلوات الخمس شغلاً للعبادة ".
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ هذه الآية وقال: " هي الصلوات الخمس في المسجد الحرام جماعة "، وقيل هم العالمون العاملون الموحدون، وقال الرازي: والأولى أنهم الجامعون بين الأمرين، لأن العلم كالشجرة، والعمل كالثمرة، والشجر بدون الثمر غير مفيد، والثمر بدون الشجر غير كائن.
{"ayah":"إِنَّ فِی هَـٰذَا لَبَلَـٰغࣰا لِّقَوۡمٍ عَـٰبِدِینَ"}