الباحث القرآني

قَوْلُهُ عَزَّ وجَلَّ: ﴿قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكم بِالأخْسَرِينَ أعْمالا﴾ فِيهِمْ خَمْسَةُ أقاوِيلَ: أحَدُها: أنَّهُمُ القِسِّيسُونَ والرُّهْبانُ، قالَهُ عَلِيُّ بْنُ أبِي طالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. الثّانِي: أنَّهُمُ الكِتابِيُّونَ اليَهُودُ والنَّصارى، قالَهُ سَعْدُ بْنُ أبِي وقّاصٍ. الثّالِثُ: هم أهْلُ حَرُوراءَ مِنَ الخَوارِجِ، وهَذا مَرْوِيٌّ عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. الرّابِعُ: هم أهْلُ الأهْواءِ. الخامِسُ: أنَّهم مَن يَصْطَنِعُ المَعْرُوفَ ويَمُنُّ عَلَيْهِ. وَيَحْتَمِلُ سادِسًا: أنَّهُمُ المُنافِقُونَ بِأعْمالِهِمُ المُخالِفُونَ بِاعْتِقادِهِمْ. وَيَحْتَمِلُ سابِعًا: أنَّهم طالِبُو الدُّنْيا وتارِكُو الآخِرَةِ. قَوْلُهُ تَعالى: ﴿فَلا نُقِيمُ لَهم يَوْمَ القِيامَةِ وزْنًا﴾ فِيهِ أرْبَعَةُ أوْجُهٍ: أحَدُها: لِهَوانِهِمْ عَلى اللَّهِ تَعالى بِمَعاصِيهِمُ الَّتِي ارْتَكَبُوها يَصِيرُونَ مَحْقُورِينَ لا وزْنَ لَهم. الثّانِي: أنَّهم لِخِفَّتِهِمْ بِالجَهْلِ وطَيْشِهِمْ بِالسَّفَهِ صارُوا كَمَن لا وزْنَ لَهم. الثّالِثُ: أنَّ المَعاصِيَ تَذْهَبُ بِوَزْنِهِمْ حَتّى لا يُوازِنُوا مِن خِفَّتِهِمْ شَيْئًا. رُوِيَ عَنْ كَعْبٍ أنَّهُ قالَ: يُجاءُ بِالرَّجُلِ يَوْمَ القِيامَةِ فَيُوزَنُ بِالحَبَّةِ فَلا (p-٣٤٨)يَزِنُها، يُوزَنُ بِجَناحِ البَعُوضَةِ فَلا يَزِنُها، ثُمَّ قَرَأ: ﴿فَلا نُقِيمُ لَهم يَوْمَ القِيامَةِ وزْنًا﴾ الرّابِعُ: أنَّ حَسَناتِهِمْ تَحْبَطُ بِالكُفْرِ فَتَبْقى سَيِّئاتُهم. فَيَكُونُ الوَزْنُ عَلَيْهِمْ لا لَهم.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب