قوله تعالى: ﴿وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ﴾ قال مقاتل وغيره: رفعها فوق الأرض مسيرة خمسمائة عام وأمسكها أن تقع على الأرض [[انظر: "تفسير مقاتل" 134 ب.]].
﴿وَوَضَعَ الْمِيزَانَ﴾ تفسير الميزان: الآلة التي يوزن بها، وفي معناه هاهنا قولان، أحدهما: أنه أريد به الميزان الذي نعرفه بيننا.
قال مقاتل: يعني الذي يزن به الناس وضعه عدلًا بينهم لينتصف بعض الناس من بعض، وهو قول الحسن وقتادة والضحاك [[انظر: "تفسير مقاتل" 135 أ، و"جامع البيان" 69/ 27، و"الكشف والبيان" 12/ 34 ب، و"معالم التنزيل" 4/ 267.]]، قالوا: هو الذي يوزن به ليوصل به إلى الإنصاف والانتصاف.
قال أهل المعاني: وهذا تنبيه على النعمة فيه والهداية إليه، ولولا الميزان لتعذر الوصول إلى كثير من الحقوق.
القول الثاني: أن المراد بالميزان العدل، وعبر عنه بالميزان؛ لأنه آلته.
قال عطاء عن ابن عباس: يعني العدل في الأرض بين الناس، وهو قول مجاهد [[انظر: "تفسير مجاهد" 2/ 64، ولم أقف عليه عن ابن عباس.]].
قال أبو إسحق: الميزان هاهنا العدل؛ لأن المعادلة موازنة الأشياء [[انظر: "معاني القرآن" 5/ 96.]]. قال صاحب النظم: على هذا القول: تأويله أمر بالعدل يدل هذا قوله تعالى:
{"ayah":"وَٱلسَّمَاۤءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ ٱلۡمِیزَانَ"}