ثم ذكر مستقر المتقين فقال: ﴿إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ (51) فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ﴾ [الدخان: 51] قال ابن عباس: يريد: أصحاب النبي -ﷺ- في خلود دائم [[لم أقف عليه.]]، وعلى هذا المعنى: أنهم قد أمنوا الشخوص، وقال مقاتل: أمينٍ من الموت [[انظر: "تفسير مقاتل" 3/ 825.]]. وقال الضحاك: أمنوا أن يموتوا وأن يعروا وأن يجوعوا [[ذكر ذلك السيوطي فى "الدر المنثور" 7/ 420، وعزاه لابن أبي شيبة عن الضحاك.]].
وقد جمع أبو إسحاق هذه الأشياء فقال: قد أمنوا فيه الغِيَر [[انظر: "معاني القرآن" للزجاج 4/ 428.]]، وقرأه العامة (مقام) بفتح الميم يراد به المجلس والمشهد، ووصفه بالأمن يقوي أنه يراد به المكان، ووصف بالأمن كما يوصف بالخوف، [وقرأ عامر] [[كذا في الأصل ولعل الصواب: (وقرأ ابن عامر). انظر: "الحجة" 6/ 167، و"الكشف عن وجوه القراءات" لمكي 2/ 265.]] ونافع بضم الميم، فيحتمل أن يراد به المكان من أقام، فيكون على هذا معنى القراءتين واحداً، وقد يجوز أن يجعله مصدراً ويقدر المضاف محذوفاً على تقدير في موضع إقامة [[انظر: "الحجة" لأبي عبيد 16/ 167،168، و"الكشف عن وجوه القراءات" 2/ 265.]].
{"ayahs_start":51,"ayahs":["إِنَّ ٱلۡمُتَّقِینَ فِی مَقَامٍ أَمِینࣲ","فِی جَنَّـٰتࣲ وَعُیُونࣲ"],"ayah":"إِنَّ ٱلۡمُتَّقِینَ فِی مَقَامٍ أَمِینࣲ"}