الباحث القرآني

وقوله تعالى: ﴿يَا زَكَرِيَّا﴾ فيه إضمار والمعنى: استجاب الله دعاءه فقال: ﴿يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَى﴾ وذكرنا في سورة آل عمران هذه القصة [[عند قوله سبحانه في سورة آل عمران الآية (39): ﴿فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ﴾]]. وقوله تعالى: ﴿لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا﴾ قال ابن عباس في رواية عكرمة: (لم يسم أحد قبله يحيى) [["زاد المسير" 5/ 210،"الجامع لأحكام القرآن" 11/ 73، "روح المعاني" 16/ 65، "الدر المنثور" 4/ 468، "تفسير ابن عباس" 2/ 599.]]. وهذا قول قتادة، والكلبي، وابن جريج، والسدي، وابن زيد، واختيار القتبي [["تفسير القرآن" للصنعاني 2/ 6، "جامع البيان" 16/ 50، "النكت والعيون" 3/ 357، "معالم التنزيل" 5/ 219.]]. وعلى هذا فالفضيلة تثبت ليحيى من حيث أن الله تعالى تولى تسميته باسم لم يسبق به، ولم يكل تسميته إلى الأبوين فكان ذلك تفضيلًا له من هذا الوجه. قال الزجاج: (قيل: سمي يحيى؛ لأنه حيي بالعلم والحكمة التي أوتيها) [["معاني القرآن" للزجاج 3/ 325.]]. وقال ابن عباس في رواية عطاء: ﴿لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا﴾ يريد: (لم يكن له في سابق علمي نظير ولا شبه) [[ذكرت كتب التفسير نحوه بدون نسبة. انظر: "جامع البيان" 16/ 49، "الكشف والبيان" 3/ 2/ أن "النكت والعيون" 3/ 357، "معالم التنزيل" 5/ 220، "زاد المسير" 5/ 211، "المحرر الوجيز" 9/ 432، "تفسير القرآن العظيم " 3/ 124.]]. وقال في رواية الوالبي: (لم تلد العواقر مثله ولدًا) [["جامع البيان" 16/ 49،"النكت والعيون" 3/ 357، "المحرر الوجيز" 9/ 431، "معالم التنزيل" 5/ 220.]]. وهذا قول سعيد بن جبير: ﴿لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا﴾ قال: (عدلاً) [["الدر المنثور" 4/ 468، وقال: شبيهًا. "الكشف والبيان" 3/ 3.]]. وقال مجاهد: (مثلًا) [["جامع البيان" 16/ 49، "المحرر الوجيز" 9/ 431، "تفسير القرآن العظيم" 3/ 124، "زاد المسير" 5/ 211.]]. وعلى هذا القول فالمراد بالسمي: المثل والنظير كقوله: ﴿هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا﴾ [مريم: 65]، أي: مثلا وعدلا، ولم يكن ليحيى مثل من البشر من حيث أنه لم يعص ولم يهم بمعصية قط.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب