الباحث القرآني
قال تعالى: ﴿يازَكَريا إنّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ اسْمُهُ يَحْيى لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِن قَبْلُ سَمِيًّا ﴾ [مريم: ٧].
في هذه الآيةِ: تسميةُ المولودِ قبلَ ولادتِه، وهذا جائزٌ بلا خلافٍ، وفيه: جوازُ التسميةِ باسمٍ لم يُسبَقْ إليه ما كان المعنى حسَنًا، وقد جعَلَ اللهُ مِن خصائصِ اسمِ يحيى أنّه لم يُسبَقْ مِن قبلُ.
تسميةُ المولودِ ووقتُها:
وقد جاءتْ مشروعيَّةُ التسميةِ في اليومِ السابعِ، كما جاء مِن حديثِ عمرِو بنِ شُعَيْبٍ، عن أبيهِ، عن جدِّه: «أنّ النبيَّ ﷺ أمَرَ بِتَسْمِيَةِ المَوْلُودِ يَوْمَ سابِعِهِ، ووَضْعِ الأَذى عَنْهُ، والعَقِّ»، أخرَجَهُ الترمذيُّ[[أخرجه الترمذي (٢٨٣٢).]]، وعندَ أحمد وأهلِ «السنن» نحوُهُ مِن حديثِ سَمُرَةَ[[أخرجه أحمد (٥ /٧)، وأبو داود (٢٨٣٨)، والترمذي (١٥٢٢)، والنسائي (٤٢٢٠)، وابن ماجه (٣١٦٥).]]، وجاء مِن حديثِ ابنِ عبّاسٍ[[أخرجه الطبراني في «المعجم الأوسط» (٥٥٨).]] وغيرِه.
وقد سمّى النبيُّ ﷺ ولدَهُ إبراهيمَ في اليومِ الذي وُلِدَ فيه، كما جاء في مسلمٍ، مِن حديثِ أنسٍ مرفوعًا، قال: (وُلِدَ لِي اللَّيْلَةَ غُلامٌ، فَسَمَّيْتُهُ بِاسْمِ أبِي إبْراهِيمَ) [[أخرجه مسلم (٢٣١٥).]]، وفي «الصحيحَيْنِ»: «أنّه وُلِدَ لأبي موسى ولدٌ، فأَتى به النبيَّ ﷺ فحنَّكَهُ وسمّاهُ إبراهيمَ»[[أخرجه البخاري (٥٤٦٧)، ومسلم (٢١٤٥).]]، وفيهما مِن حديثِ سهلِ بنِ سعدٍ: «أنّ النبيَّ ﷺ سمّى المُنذِرَ بنَ أبي أُسَيْدٍ حينَ ولادتِه»[[أخرجه البخاري (٦١٩١)، ومسلم (٢١٤٩).]].
وفي الآيةِ: التسميةُ قبلَ الولادةِ، وفي حديثِ أنسٍ وأبي موسى وسهلِ بنِ سعدٍ التسميةُ يومَ الولادةِ، وفي حديثِ ابنِ العاصِ وسمُرةَ التسميةُ يومَ السابعِ، وكلُّ ذلك جائزٌ، ولكنِ اختلَفَ العلماءُ في الأفضلِ على أقوالٍ:
فمنهم مَن قال: إنّ التسميةَ في اليومِ السابعِ أفضَلُ، وبهذا قال جمهورُ العلماءِ، كمالكٍ والشافعيِّ وأحمدَ.
ومنهم مَن قال: إنّ التسميةَ في اليومِ الأولِ أفضلُ، وبهذا قال جماعةٌ مِن الفقهاءِ مِن المالكيَّةِ، وهو وجهٌ في مذهبِ أحمدَ.
ومَن نظَرَ في الأحاديثِ في التسميةِ عندَ الولادةِ، وجَدها أصَحَّ مِن التسميةِ في اليومِ السابعِ، كما قاله البيهقيُّ[[«السنن الكبرى» للبيهقي (٩ /٣٠٥)، و«فتح الباري» لابن حجر (٩ /٥٨٩).]].
ومنهم مَن قال: إنّه إنْ أرادَ أن يَعُقَّ عنه فيُسمِّيهِ مع عقيقتِهِ في السابعِ، ومَن لم يُرِدْ أن يَعُقَّ فيُسمِّيهِ أولَ يومٍ، وإلى هذا مالَ البخاريُّ، حيثُ بوَّبَ في كتابِه «الصحيحِ»: (بابُ تسميةِ المولودِ غداةَ يُولَدُ لِمَن لم يَعُقَّ)[[«صحيح البخاري» (٧ /٨٣).]]، وقد سمّى النبيُّ ﷺ ولدَه إبراهيمَ يومَ وُلِدَ، وأمّا الحسنُ والحُسَيْنُ، فسمّاهُما يومَ السابعِ، كما في حديثِ عائشةَ، حيثُ قالتْ: «عَقَّ رَسُولُ اللهِ ﷺ عَنْ حَسَنٍ وحُسَيْنٍ يَوْمَ السّابِعِ وسَمّاهُما»، رواهُ ابنُ حِبّانَ وغيرُهُ[[أخرجه ابن حبان في «صحيحه» (٥٣١١)، والحاكم في «المستدرك» (٤ /٢٣٧)، والبيهقي في «السنن الكبرى» (٩ /٢٩٩).]].
والآيةُ دالَّةٌ على جوازِ التسميةِ قبلَ الولادةِ، وذلك متوقِّفٌ على معجزةٍ، فلا يَعلَمُ الجنينَ ونوعَهُ قبلَ تكوُّنِهِ إلاَّ اللهُ: ﴿ويَعْلَمُ ما فِي الأَرْحامِ﴾ [لقمان: ٣٤]، وهي في سِياقِ البُشْرى وتأكيدِها، ومُقتضى التأكيدِ وتمامُ البُشْرى والنعيمِ التعجيلُ بالتسميةِ، لضمانِ تحقُّقِ المقصودِ وتمامِه.
وأمّا التكنِّي، فبابُهُ واسعٌ، لأنّ الكُنْيةَ لا يُقصَدُ بها مولودٌ بعَيْنِه، فقد يتكنّى الرجُلُ ولا ولَدَ له، وقد يتكنّى بذَكَرٍ وولدُه أُنثى، وقد يتكنّى بأُنثى وولدُهُ ذكَرٌ، بخلافِ التسميةِ، فهي متعيِّنةٌ لولدٍ بعَيْنِه.
{"ayah":"یَـٰزَكَرِیَّاۤ إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَـٰمٍ ٱسۡمُهُۥ یَحۡیَىٰ لَمۡ نَجۡعَل لَّهُۥ مِن قَبۡلُ سَمِیࣰّا"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق