الباحث القرآني

قوله تعالى: ﴿وَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا﴾، أي بهلاك عاد ﴿نَجَّيْنَا هُودًا وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا﴾، ذكر أبو إسحاق [["معاني القرآن وإعرابه" 3/ 58.]] فيه وجهين: أحدهما: أن يريد بالرحمة ما أراهم من الهدى والبيان الذي هو رحمة. والثاني: أنه أراد لا ينجو أحد وإن اجتهد إلا برحمة منا [[في (ي): (الله). ويشهد لهذا المعنى قول النبي ﷺ "لن بدخل الجنة أحدٌ منكم بعمله، قالوا: ولا أنت يا رسول الله. قال: ولا أنا، إلا أن يتغمدني الله برحمته" أخرجه البخاري رقم (5673)، كتاب: المرضى، باب: نهى تمني المريض الموت، ومسلم رقم (2818) كتاب: صفة الجنة والنار، باب: لن يدخل أحد الجنة بعمله بل برحمة الله تعالى.]]. والأول هو قول ابن عباس [["زاد المسير" 4/ 120، الرازي 18/ 15.]]؛ لأنه قال: يريد حيث هديتهم للإيمان وعصمتهم من أن يكفروا بي. وقوله تعالى: ﴿وَنَجَّيْنَاهُمْ مِنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ﴾، قال ابن عباس [["زاد المسير" 4/ 120، القرطبي 9/ 54.]]: يريد الذي عذبت [[كذا في النسخ ولعل الصواب: (الذي عذب) بدون تاء.]] به الذين كفروا، وقال بعضهم [[الطبري 12/ 61، الثعلبي 7/ 46 ب، البغوي 4/ 184، القرطبي 9/ 54، الرازي 18/ 15.]]: يعني عذاب القيامة، وهذا أحسن؛ لأن الإنجاء من عذاب الدنيا قد سبق، كما نجيناهم في الدنيا من العذاب كذلك نجيناهم في الآخرة من العذاب.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب