الباحث القرآني

﴿فَأَمَّا مَنۡ أَعۡطَىٰ وَٱتَّقَىٰ ۝٥ وَصَدَّقَ بِٱلۡحُسۡنَىٰ ۝٦ فَسَنُیَسِّرُهُۥ لِلۡیُسۡرَىٰ ۝٧﴾ - نزول الآيات

٨٣٥٨٩- عن عبد الله بن عباس، قال: نزلتْ هذه الآية في أبي بكر الصِّدِّيق: ﴿حَتّى إذا بَلَغَ أشُدَّهُ وبَلَغَ أرْبَعِينَ سَنَةً قالَ رَبِّ أوْزِعْنِي﴾ الآية [الأحقاف:١٥]، فاستجاب الله له، فأسلم والداه جميعًا وإخوانه وولده كلّهم، ونزلت فيه أيضًا: ﴿فَأَمّا مَن أعْطى واتَّقى﴾ إلى آخر السورة[[عزاه السيوطي إلى ابن مردويه.]]. (١٣/٣٢٦)

٨٣٥٩٠- عن عامر بن عبد الله بن الزُّبير -من طريق محمد بن عبيد الله- قال: كان أبو بكر يُعتق على الإسلام بمكة، فكان يُعتق عجائز ونساء إذا أسلمْن، فقال له أبوه: أي بُنَيّ، أراك تُعتق أناسًا ضعفاء، فلو أنك تُعتق رجالًا جُلْدًا يقومون معك، ويمنعونك، ويدفعون عنك! قال: أي أبتِ، إنما أريد ما عند الله. قال: فحدَّثني بعض أهل بيتي أنّ هذه الآية نزلت فيه: ﴿فَأَمّا مَن أعْطى واتَّقى وصَدَّقَ بِالحُسْنى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرى﴾[[أخرجه ابن جرير ٢٤/٤٦٦، وابن عساكر ٣٠/٦٩.]]. (١٥/٤٧٢)

٨٣٥٩١- قال مقاتل بن سليمان: ﴿فَأَمّا مَن أعْطى واتَّقى﴾ نزلت هذه الآية في أبي بكر الصِّدِّيق ﵁، وذلك أنه مَرّ على أبي سفيان، وهو صخر بن حرب، وإذا هو يُعذِّب بلالًا على إسلامه، وقد وضع حجرًا على صدره، فهو يُعذّبه عذابًا شديدًا، فقال له أبو بكر الصِّدِّيق ﵁: أُتعذّب عبدًا على معرفة ربِّه؟ قال أبو سفيان: أما -والله- إنه لم يُفسد هذا العبدَ الأسودَ غيرُكم، أنتَ وصاحبك. يعني: رسول الله ﷺ، قال له أبو بكر ﵁: هل لك أنْ أشتريه منك؟ قال: نعم. قال أبو بكر: واللهِ، ما أجد لهذا العبد ثمنًا. قال له صخر بن حرب: واللهِ، إنّ جبلًا من شَعر أحبّ إليّ منه. فقال له الصِّدِّيق أبو بكر: واللهِ، إنه خير من مِلء الأرض ذهبًا. قال له أبو سفيان: اشتره مني. قال له أبو بكر: قد اشتريتُ هذا العبد الذي على ديني بعبدٍ مثله على دينك. فرضي أبو سفيان، فاشترى أبو بكر بلالًا ﵁، فأَعتقه، قال أبو سفيان لأبي بكر ﵁: أفسدتَ مالك ومال أبي قحافة. قال: أرجو بذلك المغفرة من ربي. قال: متى هذا؟ قال أبو بكر ﵁: يوم تدخل سقر تُعذّب. قال: أليس تعِدني هذا بعد الموت؟ قال: نعم. قال: فضحك الكافر، واستلقى، وقال: يا عتيق، أتعِدني البعث بعد الموت، وتأمرني أنْ أرفض مالي إلى ذلك اليوم؟! لقد خسرتَ، واللّات والعُزّى، إنّ مالك قد ضاع، وإنك لا تصيب مثله أبدًا. قال له أبو بكر ﵁: والله، لأُذكِّرنك هذا اليوم، يا أبا سفيان. فأنزل الله ﷿: ﴿فَأَمّا مَن أعْطى واتَّقى وصَدَّقَ بِالحُسْنى﴾[[تفسير مقاتل بن سليمان ٤/٧٢١-٧٢٢.]]. (ز)

٨٣٥٩٢- عن عبد الرزاق، قال: قال معمر: قال ابن سيرين: كان اسم أبي بكر الصديق: عتيق بن عثمان. قال: وحدَّثني أبي، قال: وقرأ عليَّ سفيان -وفيه نزلت-: ﴿فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى﴾[[أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق ٣٠/١٠.]]. (ز)

٨٣٥٩٣- عن أبي الدّرداء، قال: قال رسول الله ﷺ: «ما من يوم غربتْ فيه شمسه إلا وبجَنبَيْها مَلَكان يناديان، يسمعه خَلْق الله كلّهم إلا الثقلين: اللهم، أعطِ مُنفقًا خَلَفًا، وأعطِ مُمسكًا تلفًا». فأنزل الله في ذلك القرآن: ﴿فَأَمّا مَن أعْطى واتَّقى وصَدَّقَ بِالحُسْنى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرى﴾[[أخرجه ابن بشران في أماليه ١/٢٤١ (٥٥٠)، ٢/٤٣-٤٤ (١٠٣٩)، والبيهقي في الشعب ٥/٩٠-٩١ (٣١٣٩)، وابن جرير ٢٤/٤٦٥، وابن أبي حاتم -كما في تفسير ابن كثير ٨/٤١٩-، والثعلبي ١٠/٢١٧. وأخرجه بدون ذكر هذه الآيات أحمد ٣٦/٥٢-٥٣ (٢١٧٢١)، وابن حبان ٨/١٢١-١٢٢ (٣٣٢٩)، والحاكم ٢/٤٨٢ (٣٦٦٢). قال الحاكم: «هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه». وقال المنذري في الترغيب والترهيب ٢/٣٤١ (٢٦٤٠): «رواه أحمد بإسناد صحيح». وقال الهيثمي في المجمع ٣/١٢٢ (٤٦٧٦): «رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح». وقال ابن حجر في الأمالي المطلقة ص١٥٥: «هذا حديث حسن صحيح غريب». وقال الألباني في الصحيحة ١/٨٠٤ (٤٤٣): «وهذا إسناد صحيح، على شرط مسلم».]]. (ز)

﴿فَأَمَّا مَنۡ أَعۡطَىٰ وَٱتَّقَىٰ ۝٥ وَصَدَّقَ بِٱلۡحُسۡنَىٰ ۝٦ فَسَنُیَسِّرُهُۥ لِلۡیُسۡرَىٰ ۝٧﴾ - تفسير الآيات

٨٣٥٩٤- عن علي بن أبي طالب، قال: كُنّا مع رسول الله ﷺ في جنازة، فقال: «ما منكم من أحد إلا وقد كُتب مقعده مِن الجنة، ومقعده من النار». فقالوا: يا رسول الله، أفلا نَتَّكِل؟ فقال: «اعملوا، فكلٌّ مُيسّر لما خُلق له؛ أمّا مَن كان من أهل السعادة فيُيسّر لعمل أهل السعادة، وأمّا مَن كان من أهل الشقاء فيُيسّر لعمل أهل الشقاء». ثم قرأ: ﴿فَأَمّا مَن أعْطى واتَّقى وصَدَّقَ بِالحُسْنى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرى﴾ إلى قوله: ﴿لِلْعُسْرى﴾[[أخرجه البخاري ٢/٩٦ (١٣٦٢)، ٦/١٧٠-١٧١ (٤٩٤٥-٤٩٤٩)، ٨/٤٨ (٦٢١٧)، ٨/١٢٣-١٢٤ (٦٦٠٥)، ٩/١٦٠ (٧٥٥٢)، ومسلم ٤/٢٠٣٩-٢٠٤٠ (٢٦٤٧)، وابن جرير ٢٤/٤٦٩-٤٧٣.]]. (١٥/٤٧٢)

٨٣٥٩٥- عن النّزال بن سَبرة، قال: قال النبي ﷺ: «ما من نفس منفوسة إلا قد كَتب الله عليها ما هي لاقيته». وأعرابيٌّ عند النبي ﷺ مُرتاد، فقال الأعرابي: فما جاء بي أضرب مِن وادي كذا وكذا إن كان قد فُرِغ من الأمر؟! فنكتَ النبيُّ ﷺ في الأرض، حتى ظنّ القوم أنه ودَّ أنه لم يكن تَكلّم بشيء منه، فقال النبي ﷺ: «كلٌّ مُيسّر لما خُلق له، فمَن يُرد الله به خيًرا يسّره لسبيل الخير، ومَن يُرد به شرًّا يسّره لسبيل الشر». فلقيتُ عمرو بن مُرّة، فعرضتُ عليه هذا الحديث، فقال: قال النبي ﷺ، وزاد فيه: ﴿فَأَمّا مَن أعْطى واتَّقى وصَدَّقَ بِالحُسْنى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرى وأَمّا مَن بَخِلَ واسْتَغْنى وكَذَّبَ بِالحُسْنى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرى﴾[[أخرجه ابن جرير ٢٤/٤٧١-٤٧٢.]]. (ز)

٨٣٥٩٦- عن بشير بن كعب الأسلمي: أنّ سائلًا سأل رسول الله ﷺ: فيم العمل؟ قال: «فيما جفّتْ به الأقلام، وجَرتْ به المقادير، فاعملوا؛ فكلٌّ مُيسّر لما خُلق له». ثم قرأ: ﴿أمّا مَن أعْطى واتَّقى وصَدَّقَ بِالحُسْنى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرى﴾[[أخرجه ابن جرير ٢٤/٤٧٣، وابن قانع ١/٩٢-٩٣، وابن شاهين وعبدان -كما في الإصابة ١/٣٦٢-. وقال ابن حجر: «قال أبو موسى: هذا يوهم أنّ لبشير صحبة، وليس كذلك، وإنما هو مرسل».]]. (١٥/٤٧٤)

٨٣٥٩٧- عن جابر بن عبد الله، أنّ سُراقة بن مالك قال: يا رسول الله؛ في أيِّ شيء نعمل؟ أفي شيء ثبتتْ فيه المقادير وجَرتْ به الأقلام، أم في شيء نستقبل فيه العمل؟ قال: «لا، بل في شىء ثبتتْ فيه المقادير، وجَرتْ به الأقلام». قال سُراقة: ففيم العمل إذن، يا رسول الله؟ قال: «اعملوا؛ فكلّ عامل مُيَسَّرٌ لِما خُلِق له». وقرأ رسول الله ﷺ هذه الآية: ﴿فَأَمّا مَن أعْطى واتَّقى وصَدَّقَ بِالحُسْنى﴾ إلى قوله: ﴿فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرى﴾[[أخرجه مسلم ٤/٢٠٤٠ (٢٦٤٨).]]. (١٥/٤٧٣)

٨٣٥٩٨- عن عمر بن الخطاب، قال: لما نزلت هذه الآية: ﴿فَمِنهُمْ شَقِيٌّ وسَعِيدٌ﴾ [هود:١٠٥] سألتُ رسول الله ﷺ فقلتُ: يا نبيَّ الله، فعلامَ نعمل؛ على شيء قد فُرغ منه، أو على شيء لم يُفرغ منه؟ قال: «بل على شيء قد فُرغ منه، وجَرتْ به الأقلام، يا عمر، ولكن كلٌّ مُيسّر لما خُلق له»[[أخرجه الترمذي ٥/٣٤٢ (٣٣٧١)، وابن جرير ١٢/٥٧٧-٥٧٨، وابن أبي حاتم ٦/٢٠٨٤ (١١٢٢١). قال الترمذي: «هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه، لا نعرفه إلا من حديث عبد الملك بن عمرو». وأخرجه أيضًا الروياني في مسنده ٢/٤١٨-٤١٩ (١٤٢٦) وزاد بعد قوله ﷺ: «ولكن كلّ أمر مُيسّر» أنه ﷺ قرأ قول الله تعالى: ﴿فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى، وأما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى﴾.]]. (ز)

٨٣٥٩٩- عن جابر بن عبد الله أنه قال: يا رسول الله، أنعمل لأمر قد فُرغ منه، أو لأمر نأتنفه؟ فقال ﷺ: «كلّ عامل مُيسّر لعمله»[[أخرجه مسلم ٤/٢٠٤١ (٢٦٤٨)، وابن جرير ٢٤/٤٧٣ واللفظ له.]]. (ز)

٨٣٦٠٠- عن أبي عبد الرحمن السُّلميّ، قال: لما نزلت هذه الآية: ﴿إنّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ﴾ [القمر:٤٩] قال رجل: يا رسول الله، ففيم العمل؛ أفي شيء نستأنفه، أم في شيء قد فُرغ منه؟ فقال رسول الله ﷺ: «اعملوا؛ فكلٌّ مُيسّر، سنيسره لليسرى، وسنيسره للعسرى»[[أخرجه ابن جرير ٢٢/١٦١-١٦٢، ٢٤/٤٧٢ مرسلًا.]]. (١٥/٤٧٤)

﴿فَأَمَّا مَنۡ أَعۡطَىٰ وَٱتَّقَىٰ ۝٥﴾ - تفسير

٨٣٦٠١- عن عبد الله بن عباس -من طريق عكرمة- في قوله: ﴿فَأَمّا مَن أعْطى﴾ مِن الفضل، ﴿واتَّقى﴾ قال: اتقى ربّه[[أخرجه ابن جرير ٢٤/٤٦١ بنحوه، وابن أبي حاتم -كما في تفسير ابن كثير ٨/٤٣٩، والتغليق ٤/٣٧٠، وفتح الباري ٨/٧٠٦-، والبيهقي في شعب الإيمان (١٠٨٢٥). وعزاه السيوطي إلى سعيد بن منصور، وعبد بن حميد، وابن المنذر.]]. (١٥/٤٧٠)

٨٣٦٠٢- عن عبد الله بن عباس -من طريق أبي صالح- في قوله: ﴿فَأَمّا مَن أعْطى واتَّقى وصَدَّقَ بِالحُسْنى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرى﴾، قال: أبو بكر الصِّدِّيق[[أخرجه ابن عساكر ٣٠/٦٩-٧٠. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن مردويه.]]. (١٥/٤٧٢)

٨٣٦٠٣- عن الضَّحّاك بن مُزاحِم -من طريق عبيد- في قوله: ﴿فَأَمّا مَن أعْطى واتَّقى﴾، يقول: مَن ذَكر الله، واتقى الله[[أخرجه ابن جرير ٢٤/٤٦١.]]. (ز)

٨٣٦٠٤- عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- ﴿فَأَمّا مَن أعْطى﴾ قال: أعطى حقّ الله عليه، ﴿واتَّقى﴾ محارم الله[[أخرجه ابن جرير ٢٤/٤٦١. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن أبي حاتم.]]. (١٥/٤٧١)

٨٣٦٠٥- قال مقاتل بن سليمان: ﴿فَأَمّا مَن أعْطى﴾ المال في حقّ الله ﷿ ﴿واتَّقى﴾[[تفسير مقاتل بن سليمان ٤/٧٢١-٧٢٢.]]. (ز)

﴿وَصَدَّقَ بِٱلۡحُسۡنَىٰ ۝٦﴾ - تفسير

٨٣٦٠٦- عن عبد الله بن مسعود -من طريق يونس بن أبي إسحاق- ﴿فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى﴾: بلا إله إلا الله، يعني: أبا بكر الصِّدِّيق ﵁[[أخرجه الطبراني في الدعاء ٣/١٥٢٥، وبنحوه ابن عساكر من طريق أبي إسحاق ٣٠/٦٨-٦٩. وعزا السيوطي نحوه إلى ابن أبي حاتم، وأبي الشيخ.]]. (ز)

٨٣٦٠٧- عن عبد الله بن عباس -من طريق عكرمة- في قوله: ﴿وصَدَّقَ بِالحُسْنى﴾، قال: صدّق بالخَلَف مِن الله[[أخرجه آدم بن أبي إياس -كما في تفسير مجاهد ص٥١٠-، وابن جرير ٢٤/٤٦٢، ومن طريق شهر أيضًا، وابن أبي حاتم -كما في تفسير ابن كثير ٨/٤٣٩، والتغليق ٤/٣٧٠، وفتح الباري ٨/٧٠٦-، والبيهقي في شعب الإيمان (١٠٨٢٥). وعزاه السيوطي إلى سعيد بن منصور، وعبد بن حميد، وابن المنذر.]]. (١٥/٤٧٠)

٨٣٦٠٨- عن عبد الله بن عباس -من طريق عكرمة، وأبي صالح- ﴿وصَدَّقَ بِالحُسْنى﴾، قال: أيقن بالخَلَف[[أخرجه ابن جرير ٢٤/٤٦١-٤٦٢ بنحوه.]]. (١٥/٤٧١)

٨٣٦٠٩- عن عبد الله بن عباس -من طريق عطية العَوفيّ- ﴿وصَدَّقَ بِالحُسْنى﴾، يقول: صدّق بلا إله إلا الله[[أخرجه ابن جرير ٢٤/٤٦٣.]]. (١٥/٤٧١)

٨٣٦١٠- عن أبي عبد الرحمن السُّلميّ -من طريق أبي حُصَين- ﴿وصَدَّقَ بِالحُسْنى﴾، قال: بلا إله إلا الله[[أخرجه ابن جرير ٢٤/٤٦٣. وعزاه السيوطي إلى الفريابي، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم.]]. (١٥/٤٧١)

٨٣٦١١- عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح- ﴿وصَدَّقَ بِالحُسْنى﴾، قال: بالجنة[[أخرجه ابن جرير ٢٤/٤٦٤. وعزاه السيوطي إلى الفريابي، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم.]]. (١٥/٤٧٢)

٨٣٦١٢- عن مجاهد بن جبر -من طريق أبي هاشم المكي- في قوله: ﴿وصَدَّقَ بِالحُسْنى﴾، قال: بالخَلَف[[أخرجه ابن جرير ٢٤/٤٦٢.]]. (ز)

٨٣٦١٣- عن الضَّحّاك بن مُزاحِم -من طريق عبيد- في قوله: ﴿وصَدَّقَ بِالحُسْنى﴾، قال: بلا إله إلا الله[[أخرجه ابن جرير ٢٤/٤٦٣.]]. (ز)

٨٣٦١٤- عن عكرمة مولى ابن عباس -من طريق قيس بن مسلم- في قوله: ﴿وصَدَّقَ بِالحُسْنى﴾، قال: بأنّ الله سيُخلف له[[أخرجه ابن جرير ٢٤/٤٦٢، وبنحوه من طريق نضر.]]. (ز)

٨٣٦١٥- عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- ﴿وصَدَّقَ بِالحُسْنى﴾، قال: بموعود الله على نفسه[[أخرجه عبد الرزاق ٢/٣٧٧ من طريق معمر، وابن جرير ٢٤/٤٦٤ من طريق معمر بنحوه أيضًا. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن أبي حاتم.]]. (١٥/٤٧١)

٨٣٦١٦- قال مقاتل بن سليمان: ﴿فَأَمّا مَن أعْطى واتَّقى وصَدَّقَ بِالحُسْنى﴾، يقول: بِعِدة الله ﷿ أن يُخلِفَه في الآخرة خيرًا إذا أعطى في حقّ الله ﷿[[تفسير مقاتل بن سليمان ٤/٧٢١-٧٢٢.]]٧١٩٨. (ز)

٧١٩٨ اختُلف في معنى: ﴿وصَدَّقَ بِالحُسْنى﴾ على أقوال: الأول: صدَّق بالخَلَفِ من الله. الثاني: صدَّق بأنّ الله واحدٌ لا شريك له. الثالث: صدَّق بالجنة. الرابع: صدَّق بموعود الله. ووجَّه ابنُ القيم (٣/٣١٨-٣١٩) الأقوال الثلاثة الأولى بقوله: «والأقوال الثلاثة ترجع إلى أفضل الأعمال وأفضل الجزاء. فمن فسَّرها بلا إله إلا الله فقد فسَّرها بمفرد يأتي بكل جمع؛ فإنّ التصديق الحقيقي بلا إله إلا الله يستلزم التصديق بشُعَبها وفروعها كلّها، وجميع أصول الدين وفروعه مِن شُعَب هذه الكلمة، فلا يكون العبد مُصدِّقًا بها حقيقة التصديق حتى يؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله ولقائه، ولا يكون مؤمنًا بالله إله العالمين حتى يؤمن بصفات جلاله ونعوت كماله، ولا يكون مؤمنًا بأنّ الله لا إله إلا هو حتى يسلب خصائص الإلهية عن كلّ موجود سواه، ويسلبها عن اعتقاده وإرادته كما هي منفيّة في الحقيقة والخارج، ولا يكون مُصدّقًا بها من نفى الصفات العليا، ولا من نفى كلامه وتكليمه، ولا من نفى استوائه على عرشه، وأنه يُرفع إليه الكلم الطيّب والعمل الصالح، وأنه رَفع المسيح إليه وأسرى برسوله إليه، وأنه يُدبّر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه، إلى سائر ما وصف به نفسه ووصفه به رسوله. ولا يكون مؤمنًا بهذه الكلمة مُصدّقًا بها على الحقيقة مَن نفى عموم خَلْقه لكلّ شيء، وقدرته على كلّ شيء، وعلْمه بكلّ شيء، وبعْثة الأجساد من القبور ليوم النشور. ولا يكون مُصدّقًا بها مَن زعم أنه يترك خَلْقه سُدًى لم يأمرهم ولم ينههم على ألسنة رسله. وكذلك التصديق بها يقتضي الإذعان، والإقرار بحقوقها، وهي شرائع الإسلام التي هي تفصيل هذه الكلمة بالتصديق بجميع أخباره وامتثال أوامره واجتناب نواهيه هو تفصيل لا إله إلا الله، فالمُصدِّق بها على الحقيقة الذي يأتي بذلك كلّه. وكذلك لم تحصل عصمة المال والدم على الإطلاق إلا بها، وبالقيام بحقّها، وكذلك لا تحصل النجاة من العذاب على الإطلاق إلا بها وبحقّها. فالعقوبة في الدنيا والآخرة على تَرْكها أو تَرْك حقّها. ومَن فسّر الحُسنى بالجنة فسّرها بأعلى أنواع الجزاء وكماله. ومَن فسّرها بالخَلف ذكر نوعًا من الجزاء، فهذا جزاء دنيوي، والجنة الجزاء في الآخرة، فرجع التصديق بالحُسنى إلى التصديق بالإيمان وجزائه، والتحقيق أنها تتناول الأمرين». ورجَّح ابنُ جرير (٢٤/٤٦٥) القول الأول مستندًا إلى السنة، والسياق. وهو قول ابن عباس من طريق عكرمة، وقول مجاهد من طريق أبي هاشم المكي، وقول عكرمة، ومقاتل، وعلَّل ذلك بقوله: «لأنّ الله -جلَّ ثناؤه- ذكر قبلَه مُنفِقًا أنفق طالبًا بنفقته الخَلَفَ منها، فكان أولى المعاني به أن يكون الذي عَقِيبَه الخبرُ عن تصديقه بوعد الله إيّاه بالخَلَف، إذ كانت نفقته على الوجْه الذي يرضاه، مع أنّ الخبر عن رسول الله بنحو الذي قلنا في ذلك ورد». ثم ذكر حديث أبي الدّرداء الوارد في نزول الآيات. وزاد ابنُ عطية (٨/٦٣٥) قولًا نقله عن كثير من المتأولين أنّ معنى: «الحُسنى: الأجر والثواب مجملًا».

﴿فَسَنُیَسِّرُهُۥ لِلۡیُسۡرَىٰ ۝٧﴾ - تفسير

٨٣٦١٧- عن عبد الله بن عباس -من طريق عكرمة- في قوله: ﴿فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرى﴾، قال: الخير من الله[[أخرجه ابن جرير ٢٤/٤٦٧، وابن أبي حاتم -كما في تفسير ابن كثير ٨/٤٣٩، والتغليق ٤/٣٧٠، وفتح الباري ٨/٧٠٦-، والبيهقي في شعب الإيمان (١٠٨٢٥). وعزاه السيوطي إلى سعيد بن منصور، وعبد بن حميد، وابن المنذر.]]. (١٥/٤٧٠)

٨٣٦١٨- عن زيد بن أسلم، ﴿فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرى﴾، قال: الجنة[[عزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم.]]. (١٥/٤٧٢)

٨٣٦١٩- قال مقاتل بن سليمان: ﴿فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرى﴾، يعني: نُيَسِّره للعودة إلى أن يُعطي، فسَنُيَسِّره للخير[[تفسير مقاتل بن سليمان ٤/٧٢١-٧٢٢.]]. (ز)

    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب