الباحث القرآني
﴿فَمَا بَكَتۡ عَلَیۡهِمُ ٱلسَّمَاۤءُ وَٱلۡأَرۡضُ وَمَا كَانُوا۟ مُنظَرِینَ ٢٩﴾ - تفسير
٧٠٠٢٨- عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله ﷺ: «ما مِن مؤمن إلا وله بابان: باب يصعد منه عمله، وباب ينزل منه رزقه، فإذا مات بكيا عليه». فذلك قوله: ﴿فما بكت عليهم السماء والارض وما كانوا منظرين﴾[[أخرجه الترمذي ٥/٤٥٩ (٣٥٣٧)، من طريق موسى بن عبيدة، عن يزيد بن أبان، عن أنس بن مالك به. قال الترمذي: «هذا حديث غريب، لا نعرفه مرفوعًا إلا من هذا الوجه، وموسى بن عبيدة ويزيد بن أبان الرقاشي يضعفان في الحديث». وقال الألباني في الضعيفة ٩/٤٧٢ (٤٤٩١): «ضعيف».]]= (ز)
٧٠٠٢٩- وفي لفظ أبي يعلى: «ما من عبد إلا وله في السماء بابان؛ باب يصعد منه عمله، وباب ينزل منه رزْقه، فإذا مات فَقَداه، وبَكَيا عليه». وتلا هذه الآية: ﴿فَما بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّماءُ والأَرْضُ﴾. وذَكَر: أنهم لم يكونوا يعملون على وجه الأرض عملًا صالحًا تبكي عليهم، ولم يصعد لهم إلى السماء مِن كلامهم ولا من عملهم كلام طيّب ولا عمل صالح، فتَفْقِدهم فتبكي عليهم[[أخرجه أبو يعلى ٧/١٦٠ (٤١٣٣). قال الهيثمي في المجمع ٧/١٠٥ (١١٣٣٢): «وفيه موسى بن عبيدة الربذي وهو ضعيف». وقال البوصيري في إتحاف الخيرة ٦/٢٦٨-٢٦٩ (٥٨١٦): «هذا إسناد ضعيف؛ لضعف يزيد الرّقاشي، وموسى بن عبيدة الربذي». وقال ابن حجر في المطالب العالية ١٥/٢١٢ (٣٧١٣): «هذا إسناد ضعيف».]]. (١٣/٢٧٣)
٧٠٠٣٠- عن شُرَيْح بن عبيد الحضرمي مرسلًا، قال: قال رسول الله ﷺ: «إنّ الإسلام بدأ غريبًا، وسيعود غريبًا، ألا لا غُربة على مؤمن، ما مات مؤمن في غُربة غابتْ عنه فيها بواكيه، إلا بَكتْ عليه السماء والأرض». ثم قرأ رسول الله ﷺ: ﴿فَما بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّماءُ والأَرْضُ وما كانُوا مُنْظَرِين﴾. ثم قال: «إنهما لا يبكيان على كافر»[[أخرجه ابن جرير ٢١/٤٣. وعزاه السيوطي إلى ابن أبي الدنيا مرسلًا.]]. (١٣/٢٧٥)
٧٠٠٣١- عن علي بن أبي طالب -من طريق المسيَّب بن رافع- قال: إنّ المؤمن إذا مات بكى عليه مُصلّاه مِن الأرض، ومَصْعَد عمله من السماء. ثم تلا: ﴿فَما بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّماءُ والأَرْضُ﴾[[أخرجه ابن المبارك (٣٣٦). وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي الدنيا.]]. (١٣/٢٧٦)
٧٠٠٣٢- عن عباد بن عبد الله، قال: سأل رجل عليًّا: هل تبكي السماءُ والأرضُ على أحد؟ فقال: إنه ليس من عبد إلا له مُصلًّى في الأرض، ومَصْعَد عمله في السماء، وإنّ آل فرعون لم يكن لهم عملٌ صالحٌ في الأرض، ولا مَصْعَدٌ في السماء[[أخرجه ابن أبي حاتم -كما في تفسير ابن كثير ٧/٢٤٠-.]]. (١٣/٢٧٦)
٧٠٠٣٣- عن عبد الله بن عباس -من طريق عطية العَوفيّ- في قوله: ﴿فَما بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّماءُ والأَرْضُ﴾ الآية، قال: ذلك أنّه ليس على الأرض مؤمن يموت إلا بكى عليه ما كان يصلّي فيه مِن المساجد حين يَفْقده، وإلا بكى عليه من السماء الموضع الذي كان يُرفع منه كلامه، فذلك قوله لأهل معصيته: ﴿فَما بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّماءُ والأَرْضُ وما كانُوا مُنْظَرِين﴾؛ لأنهما يبكيان على أولياء الله[[أخرجه ابن جرير ٢١/٤٣-٤٤.]]. (ز)
٧٠٠٣٤- عن عبد الله بن عباس -من طريق سعيد بن جُبير- أنه سُئل عن قوله: ﴿فَما بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّماءُ والأَرْضُ﴾ هل تبكي السماء والأرض على أحد؟ قال: نعم، إنه ليس أحد مِن الخلائق إلا له باب في السماء، منه ينزل رزْقه، وفيه يصعد عمله، فإذا مات المؤمن فأُغلق بابه في السماء؛ فقَدَه، فبكى عليه، وإذا فقَدَه مصلاه من الأرض التي كان يصلّي فيها ويذكر الله فيها بكتْ عليه، وإنّ قوم فرعون لم يكن لهم في الأرض آثار صالحة، ولم يكن يصعد إلى الله منهم خير، فلم تبكِ عليهم السماء والأرض[[أخرجه ابن جرير ٢١/٤٢، والبيهقي في شعب الإيمان (٣٢٨٨). وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر.]]. (١٣/٢٧٣)
٧٠٠٣٥- عن عبد الله بن عباس -من طريق مجاهد- قال: إنّ الأرض لتبكي على المؤمن أربعين صباحًا. ثم قرأ: ﴿فَما بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّماءُ والأَرْضُ﴾[[أخرجه ابن المبارك (٣٣٨)، والحاكم ٢/٤٤٩، والبيهقي في الشعب (٣٢٩٠). وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن أبي الدنيا.]]. (١٣/٢٧٦)
٧٠٠٣٦- عن أنس بن مالك -من طريق يزيد الرّقّاشي- قال: ﴿فَما بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّماءُ والأَرْضُ﴾، للمؤمن بابان في السماء؛ أحدهما يصعد منه عمله، والآخر ينزل منه رزْقه، فإذا مات بَكَيا عليه[[أخرجه يحيى بن سلام -كما في تفسير ابن أبي زمنين ٤/٢٠٣-٢٠٤-.]]. (ز)
٧٠٠٣٧- عن سعيد بن جُبير، ﴿فَما بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّماءُ والأَرْضُ﴾، قال: لم تبكِ عليهم السماءِ؛ لأنهم لم يكونوا يُرفع لهم فيها عمل صالح، ولم تبكِ عليهم الأرض؛ لأنهم لم يكونوا يعملون فيها بعملٍ صالح[[عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (١٣/٢٧٥)
٧٠٠٣٨- عن سعيد بن جُبير -من طريق قتادة- أنه كان يقول: ﴿فَما بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّماءُ والأَرْضُ﴾ إنّ بقاع الأرض التي كان يصعد عمله منها إلى السماء تبكي عليه بعد موته. يعني المؤمن[[أخرجه ابن جرير ٢١/٤٣.]]. (ز)
٧٠٠٣٩- عن سعيد بن جُبير -من طريق المنهال بن عمرو- في قوله: ﴿فما بكت عليهم السماء والأرض﴾، قال: يبكي على المؤمن من الأرض مُصلّاه، ويبكي عليه من السماء مَصْعَد عمله[[أخرجه الفراء في معاني القرآن ٢/٤١.]]. (ز)
٧٠٠٤٠- عن مجاهد بن جبر -من طريق أبي يحيى- ﴿فَما بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّماءُ والأَرْضُ﴾، قال: ما مات مؤمن إلا بكتْ عليه السماء والأرض أربعين صباحًا. فقيل له: تبكي؟! قال: تعجب! وما للأرض لا تبكي على عبدٍ كان يعمُرها بالركوع والسجود، وما للسماء لا تبكي على عبد كان لتسبيحه وتكبيره دويّ كدويّ النّحل![[أخرجه أبو الشيخ في العظمة (١١٨٣). وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (١٣/٢٧٤)
٧٠٠٤١- عن الضَّحّاك بن مُزاحِم -من طريق عبيد- في قوله: ﴿فَما بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّماءُ والأَرْضُ﴾، يقول: لا تبكي السماء والأرض على الكافر، وتبكي على المؤمن الصالح معالمه من الأرض، ومقرّ عمله من السماء[[أخرجه ابن جرير ٢١/٤٤، وإسحاق البستي ص٣٣٠.]]. (ز)
٧٠٠٤٢- قال سفيان بن عُيَينة: حدثني إنسان لا أدري مَن هو، عن الحسن، في قوله: ﴿فما بكت عليهم السماء والأرض وما كانوا منظرين﴾، قال: لم تبكيا على أحد[[أخرجه إسحاق البستي ص٣٢٩.]]. (ز)
٧٠٠٤٣- عن عطاء بن أبي رباح -من طريق ابن جُريْج- في قوله تعالى: ﴿فَما بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّماءُ والأَرْضُ﴾، قال: بكاء السماء حُمرة أطرافها[[أخرجه ابن جرير ٢١/٤١. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]. (١٣/٢٧٧)
٧٠٠٤٤- عن معاوية بن قُرَّة، قال: إنّ البقعة التي يصلي عليها المؤمن تبكي عليه إذا مات، وبحذائها من السماء. ثم قرأ: ﴿فَما بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّماءُ والأَرْضُ﴾[[عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (١٣/٢٧٤)
٧٠٠٤٥- عن داود بن قيس، قال: سمعتُ ابنَ كعب يقول: إنّ الأرض لتبكي مِن رجل، وتبكي على رجل؛ تبكي لِمَن كان يعمل على ظهرها بطاعة الله تعالى، وتبكي مِمَّن يعمل على ظهرها بمعصية الله تعالى، قد أثقلها. ثم قرأ: ﴿فما بكت عليهم السماء والأرض وما كانوا منظرين﴾[[أخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء ٣/٢١٣.]]. (ز)
٧٠٠٤٦- عن قتادة بن دعامة -من طريق معمر- في قوله: ﴿فَما بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّماءُ والأَرْضُ﴾، قال: هي بقاع المؤمن التي كان يُصَلّي فيها مِن الأرض، تبكي عليه إذا مات، وبقاعه من السماء التي يُرفع فيها عمله[[أخرجه عبد الرزاق ٢/٢٠٨.]]. (ز)
٧٠٠٤٧- عن قتادة بن دعامة -من طريق معمر- ﴿فَما بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّماءُ والأَرْضُ﴾، قال: هم كانوا أهونَ على الله مِن ذلك. قال: وكذلك المؤمن، تبكي عليه بقاعه التي كان يُصَلِّي فيها مِن الأرض، ومصعَد عمله مِن السماء[[أخرجه ابن جرير ٢١/٤٤. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (١٣/٢٧٤)
٧٠٠٤٨- قال مقاتل بن سليمان: ثم قال: ﴿فَما بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّماءُ والأَرْضُ﴾ وذلك أنّ المؤمن إذا مات بكى عليه معالِمُ سجوده مِن الأرض، ومَصْعَد عمله مِن السماء أربعين يومًا وليلة، ويبكيان على الأنبياء ثمانين يومًا وليلة، ولا يبكيان على الكافر، فذلك قوله: ﴿فَما بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّماءُ والأَرْضُ﴾ لأنهم لم يُصلّوا لله في الأرض، ولا كانت لهم أعمال صالحة تصعد إلى السماء لكفرهم، ﴿وما كانُوا مُنْظَرِينَ﴾ لم يناظروا بعد الآيات التسع حتى عُذِّبوا بالغرق[[تفسير مقاتل بن سليمان ٣/٨٢٢.]]. (ز)
﴿فَمَا بَكَتۡ عَلَیۡهِمُ ٱلسَّمَاۤءُ وَٱلۡأَرۡضُ وَمَا كَانُوا۟ مُنظَرِینَ ٢٩﴾ - آثار متعلقة بالآية
٧٠٠٤٩- عن عبد الله بن عباس، قال: يُقال: الأرض تبكي على المؤمن أربعين صباحًا[[عزاه السيوطي إلى أبي الشيخ.]]. (١٣/٢٧٥)
٧٠٠٥٠- عن عبيد المُكْتِب، عن إبراهيم [النخعي]، قال: ما بَكَتِ السماءُ منذ كانت الدنيا إلا على اثنين. قيل لعبيد: أليس السماء والأرض تبكي على المؤمن؟ قال: ذاك مقامُه، وحيث يصعد عمله. قال: وتدري ما بكاء السماء؟ قال: لا. قال: تحمرُّ، وتصير وردة كالدّهان، إنّ يحيى بن زكريا لما قُتل احمرّت السماء، وقطَرت دمًا، وإنّ حُسين بن علي يوم قُتل احمرّت السماء[[أخرجه ابن أبي حاتم -كما في تفسير ابن كثير ٧/٢٤٠-.]]. (١٣/٢٧٧)
٧٠٠٥١- عن مجاهد بن جبر -من طريق منصور- قال: ما من ميت يموت إلا تبكي عليه الأرض أربعين صباحًا[[أخرجه ابن أبي شيبة ١٣/٥٦٩-٥٧٠، والبيهقي في شعب الإيمان (٣٢٨٩).]]. (١٣/٢٧٦)
٧٠٠٥٢- عن عبد الله بن عباس -من طريق مجاهد-، بمثله[[أخرجه ابن جرير ٢١/٤٢.]]. (ز)
٧٠٠٥٣- عن مجاهد بن جبر -من طريق منصور- قال: كان يقال: الأرض تبكي على المؤمن أربعين صباحًا[[أخرجه ابن جرير ٢١/٤٢، وأبو الشيخ في العظمة (١١٩٨).]]. (١٣/٢٧٥)
٧٠٠٥٤- عن مجاهد بن جبر، قال: إنّ العالم إذا مات بكتْ عليه السماء والأرض أربعين صباحًا[[عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (١٣/٢٧٤)
٧٠٠٥٥- عن الحسن البصري، قال: بكاء السماء حُمرتها[[عزاه السيوطي إلى ابن أبي الدنيا.]]. (١٣/٢٧٧)
٧٠٠٥٦- عن وهْب [بن مُنَبِّه]، قال: إنّ الأرض لَتحزن على العبد الصالح أربعين صباحًا[[عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (١٣/٢٧٤)
٧٠٠٥٧- عن إسماعيل السُّدّيّ -من طريق الحكم بن ظهير- قال: لَمّا قُتِل الحسين بن علي بَكَتِ السماء عليه، وبكاؤها حُمرتها[[أخرجه ابن جرير ٢١/٤١.]]. (ز)
٧٠٠٥٨- عن عطاء الخُراسانيّ، قال: ما مِن عبدٍ يسجد لله سجدة في بُقعة مِن بقاع الأرض إلا شهدت له يوم القيامة، وبَكتْ عليه يوم يموت[[أخرجه ابن المبارك (٣٤٠). وعزاه السيوطي إلى ابن أبي الدنيا.]]. (١٣/٢٧٦)
٧٠٠٥٩- عن يزيد بن أبي زياد، قال: لَمّا قُتِل الحسين احمرّتْ آفاقُ السماء أربعة أشهر[[أخرجه ابن أبي حاتم -كما في تفسير ابن كثير ٧/٢٤٠-.]]٥٩١٨. (١٣/٢٧٧)
٧٠٠٦٠- عن سفيان الثوري، قال: كان يُقال: هذه الحُمرة التي تكون في السماء بكاء السماء على المؤمن[[عزاه السيوطي إلى ابن أبي الدنيا.]]. (١٣/٢٧٧)
٧٠٠٦١- عن ابن أبي عمر، قال: قال سفيان بن عُيَينة: وقال غيره: إنّ المؤمن إذا مات يبكي عليه موضع سجوده بالباب الذي يصعد فيه عمله، وينزل فيه رزْقه[[أخرجه إسحاق البستي ص٣٣٠.]]. (ز)
٧٠٠٦٢- عن مولى الهُذيل، قال: ما مِن عبدٍ يضع جبهته في بُقعة من الأرض ساجدًا لله ﷿ إلا شهدت له بها يوم القيامة، وبَكتْ عليه يوم يموت[[أخرجه ابن المبارك (٣٣٤)، وأبو الشيخ (١١٩٩).]]٥٩١٩. (١٣/٢٧٥)
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.