﴿تَنزِیلࣱ مِّنَ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ ٢ كِتَـٰبࣱ فُصِّلَتۡ ءَایَـٰتُهُۥ قُرۡءَانًا عَرَبِیࣰّا لِّقَوۡمࣲ یَعۡلَمُونَ ٣ بَشِیرࣰا وَنَذِیرࣰا فَأَعۡرَضَ أَكۡثَرُهُمۡ فَهُمۡ لَا یَسۡمَعُونَ ٤﴾ [فصلت ٢-٤]
﴿حمۤ ١ تَنزِیلࣱ مِّنَ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ ٢ كِتَـٰبࣱ فُصِّلَتۡ ءَایَـٰتُهُۥ قُرۡءَانًا عَرَبِیࣰّا لِّقَوۡمࣲ یَعۡلَمُونَ ٣ بَشِیرࣰا وَنَذِیرࣰا فَأَعۡرَضَ أَكۡثَرُهُمۡ فَهُمۡ لَا یَسۡمَعُونَ ٤﴾ - تفسير
٦٨٢٩٠- عن إسماعيل السُّدّيّ -من طريق أسباط- في قوله: ﴿فُصِّلَتْ آياتُه﴾، قال: بُيِّنت آياته(١). (ز)
ابنُ عطية (٧/٤٦٢) على قول السُّدّيّ بقوله: «أي: فُسّرت معانيه؛ ففصل بين حلاله وحرامه، وزجره وأمره، ووعده ووعيده». ثم قولين آخرين، فقال: «وقيل: فُصِّلَتْ في التنزيل، أي: نزل نجومًا، لم ينزل مرة واحدة. وقيل: فُصِّلَتْ بالمواقف وأنواع أواخر الآي، ولم يكن يرجع إلى قافية ونحوها كالشعر والسجع».
٦٨٢٩١- قال مقاتل بن سليمان: ﴿حم تَنْزِيلٌ﴾، ﴿حم﴾ يعني: ما حمّ في اللوح المحفوظ، يعني: ما قُضي من الأمر ﴿مِنَ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ﴾ اسمان رقيقان، أحدهما أرقّ من الآخر ﴿الرَّحْمَنِ﴾ يعني: المسترحِم على خلقه، و﴿الرَّحِيمِ﴾ أرقّ مِن الرحمن، ﴿الرَّحِيمِ﴾ اللطيف بهم، ﴿كِتابٌ فُصِّلَتْ آياتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا﴾ ليفقهوه، ولو كان غير عربي ما علموه ﴿لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ﴾ ما فيه. ثم قال: القرآن ﴿بَشِيرًا﴾ بالجنة، ﴿ونَذِيرًا﴾ من النار، ﴿فَأَعْرَضَ أكْثَرُهُمْ﴾ يعني: أكثر أهل مكة عن القرآن، ﴿فَهُمْ لا يَسْمَعُونَ﴾ الإيمان به(٢). (ز)
ابنُ عطية (٧/٤٦٢-٤٦٣) أن فرقة قالت بأن قوله تعالى: ﴿لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ﴾: معناه: يعلمون الأشياء، ويعقلون الدلائل، وينظرون على طريق النظر. و عليه بقوله: «فكأنّ القرآن فُصِّلت آياته لهؤلاء، إذ هم أهل الانتفاع بها، فخُصّوا بالذكر تشريفًا، ومَن لم ينتفع بالتفصيل فكأنه لم يفصل له». ثم أنّ فرقة قالت: ﴿يَعْلَمُونَ﴾ متعلق في المعنى بقوله: ﴿عَرَبِيًّا﴾. و عليه بقوله: «أي: جعلناه بكلام العرب لقوم يعلمون ألفاظه، ويتحققون أنها لم يخرج شيء منها عن كلام العرب. وكأنّ الآية رادَّةٌ على مَن زعم أنّ في كتاب الله ما ليس في كلام العرب، فالعلم -على هذا التأويل- أخصُّ من العلم على التأويل الأوّل».
ثم الأول بقوله: «والأول أشرف معنى، وبيِّنٌ أنه ليس في القرآن إلا ما هو من كلام العرب، إمّا على أصل لغتها، وإما ما عرَّبته من لغة غيرها، ثم ذُكر في القرآن، وهو معرّب مستعمل».
(١) أخرجه ابن جرير ٢٠/٣٧٥.
(٢) تفسير مقاتل بن سليمان ٣/٧٣٥.