الباحث القرآني
﴿یَـٰدَاوُۥدُ إِنَّا جَعَلۡنَـٰكَ خَلِیفَةࣰ فِی ٱلۡأَرۡضِ﴾ - تفسير
٦٦٦١٣- عن إسماعيل السُّدِّيّ -من طريق أسباط- ﴿إنّا جَعَلْناكَ خَلِيفَةً﴾: ملَّكه في الأرض[[أخرجه ابن جرير ٢٠/٧٧.]]. (ز)
﴿فَٱحۡكُم بَیۡنَ ٱلنَّاسِ بِٱلۡحَقِّ﴾ - تفسير
٦٦٦١٤- قال الأوزاعي لأمير المؤمنين أبي جعفر: يا أمير المؤمنين، حدثني حسان بن عطية، عن جدك ابن عباس، في قوله: ﴿يا داوُودُ إنّا جَعَلْناكَ خَلِيفَةً فِي الأَرْضِ فاحْكُمْ بَيْنَ النّاسِ بِالحَقِّ ولا تَتَّبِعِ الهَوى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ﴾، قال: إذا ارتفع إليك الخصمان، فكان لك في أحدِهما هوىً، فلا تشتهِ في نفسك الحقَّ له فيفلج[[الفلج: الظفر والفوز. التاج (فلج).]] على صاحبه، فأمحو اسمك مِن نُبُوَّتي، ثم لا تكون خليفتي، ولا كرامة. يا أمير المؤمنين، حدّثنا حسان بن عطية، عن جدك، قال: مَن كَرِه الحقَّ فقد كره الله؛ لأن الله هو الحق. يا أمير المؤمنين، حدثني حسان بن عطية، عن جدك، في قوله: ﴿لا يُغادِرُ صَغِيرَةً ولا كَبِيرَةً﴾ [الكهف:٤٩]، قال: الصغيرة التبَسُّم، والكبيرة الضحك، فكيف بما جنته الأيدي؟![[أخرجه الحكيم الترمذي ٢/١٨٠.]]. (١٢/٥٥٣)
٦٦٦١٥- عن إسماعيل السُّدِّيّ -من طريق أسباط- في قوله: ﴿إنّا جَعَلْناكَ خَلِيفَةً﴾: ملَّكه في الأرض؛ ﴿فاحْكُمْ بَيْنَ النّاسِ بِالحَقِّ﴾ يعني: بالعدل والإنصاف[[أخرجه ابن جرير ٢٠/٧٧.]]. (١٢/٥٥٤)
٦٦٦١٦- قال مقاتل بن سليمان: ﴿يا داوُدُ إنّا جَعَلْناكَ خَلِيفَةً فِي الأَرْضِ فاحْكُمْ بَيْنَ النّاسِ بِالحَقِّ﴾، يعني: بالعدل[[تفسير مقاتل بن سليمان ٣/٦٤٢.]]. (ز)
﴿فَٱحۡكُم بَیۡنَ ٱلنَّاسِ بِٱلۡحَقِّ﴾ - آثار متعلقة بالآية
٦٦٦١٧- عن العوام بن حَوْشَب، قال: حدثني شيخٌ مِن بني أسد، قال: حدَّثني رجلٌ مِن قومي شَهِد عمر بن الخطاب: أنّه سأل طلحةَ، والزبيرَ، وكعبًا، وسلمان: ما الخليفة مِن المَلِك؟ قال طلحة والزبير: ما ندري. فقال سلمان: الخليفةُ: الذي يعدل في الرعية، ويقسم بينهم بالسوية، ويشفق عليهم شفقة الرجل على أهله، ويقضي بكتاب الله تعالى.= (ز)
٦٦٦١٨- فقال كعب: ما كنت أحسب أن في المجلس أحدًا يعرف الخليفة من الملِك غيري[[أخرجه الثعلبي ١/١٧٧.]]. (١٢/٥٥٢)
٦٦٦١٩- عن سلمان الفارسي -من طريق زاذان- أنّ عمر قال له: أمَلِكٌ أنا أم خليفة؟ فقال له سلمان: إن أنت جَبَيْت مِن أرض المسلمين درهمًا أو أقل أو أكثر، ثم وضعته في غير حقه، فأنت ملِك غير خليفة. فاستعبر عُمَر[[أخرجه ابن سعد ٣/٣٠٦.]]. (١٢/٥٥٢)
٦٦٦٢٠- عن أبي موسى الأشعري، قال: إن الإمرة ما ائتمر فيها، وإن المُلْك ما غلب عليه بالسيف[[أخرجه ابن سعد ٤/١١٣.]]. (١٢/٥٥٣)
٦٦٦٢١- عن معاوية بن أبي سفيان، أنه كان يقول إذا جلس على المنبر: يا أيها الناس، إن الخلافة ليست بجمع المال ولا بتفريقه، ولكن الخلافة العمل بالحق، والحكم بالعدل، وأخذ الناس بأمر الله [[أخرجه الثعلبي في تفسيره ١/١٧٧.]]. (١٢/٥٥٣)
٦٦٦٢٢- قال عمر بن الخطاب: واللهِ، ما أدري أخليفةٌ أنا أم ملِكٌ؟ قال قائل: يا أمير المؤمنين، إنّ بينهما فرقًا. قال: ما هو؟ قال: الخليفة لا يأخذ إلا حقًّا، ولا يضعه إلا في حق، وأنت بحمد الله كذلك، والملِك يعسف الناس، فيأخذ من هذا، ويعطي هذا. فسكت عمر[[أخرجه ابن سعد ٣/٣٠٦-٣٠٧.]]. (١٢/٥٥٢)
﴿وَلَا تَتَّبِعِ ٱلۡهَوَىٰ فَیُضِلَّكَ عَن سَبِیلِ ٱللَّهِۚ﴾ - تفسير
٦٦٦٢٣- عن إسماعيل السُّدِّيّ -من طريق أسباط- ﴿ولا تَتَّبِعِ الهَوى﴾ يقول: ولا تُؤْثِر هواك في قضائك بينهم على الحق والعدل، فتجور عن الحق؛ ﴿فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ﴾ فيميل بك هواك في قضائك عن العدل والعمل بالحق عن طريق الله الذي جعله لأهل الإيمان به، فتكون من الهالكين بضلالك عن سبيل الله[[كذا عزاه السيوطي إلى ابن جرير من كلام السدي، والنص في تفسير ابن جرير ٢٠/٧٧ يحتمل أن يكون من كلام ابن جرير، وكأن الفاصل بينه وبين كلام السدي سقط من بعض النسخ؛ فظنه السيوطي موصولًا بأثر أخرجه ابن جرير قبله عن السدي. والله أعلم.]]. (١٢/٥٥٤)
٦٦٦٢٤- قال مقاتل بن سليمان: ﴿ولا تَتَّبِعِ الهَوى﴾ فتحكم بغير حق؛ ﴿فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ﴾ يقول: يَسْتَزِلَّك الهوى عن طاعة الله تعالى[[تفسير مقاتل بن سليمان ٣/٦٤٢.]]. (ز)
﴿إِنَّ ٱلَّذِینَ یَضِلُّونَ عَن سَبِیلِ ٱللَّهِ لَهُمۡ عَذَابࣱ شَدِیدُۢ بِمَا نَسُوا۟ یَوۡمَ ٱلۡحِسَابِ ٢٦﴾ - تفسير
٦٦٦٢٥- عن عكرمة مولى ابن عباس -من طريق العوام- في قوله: ﴿لَهُمْ عَذابٌ شَدِيدٌ بِما نَسُوا يَوْمَ الحِسابِ﴾، قال: هذا مِن التقديم والتأخير؛ يقول: لهم يوم الحساب عذابٌ شديد بما نسوا[[أخرجه ابن جرير ٢٠/٧٨.]]. (١٢/٥٥٤)
٦٦٦٢٦- عن إسماعيل السُّدِّيّ -من طريق أسباط- في قوله: ﴿بِما نَسُوا يَوْمَ الحِسابِ﴾، قال: ﴿نسوا﴾ تركوا[[أخرجه ابن جرير ٢٠/٧٨.]]٥٥٦١. (ز)
٦٦٦٢٧- قال مقاتل بن سليمان: ﴿إنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ﴾ يعني: عن دين الإسلام ﴿لَهُمْ عَذابٌ شَدِيدٌ بِما نَسُوا﴾ يعني: بما تركوا الإيمان ﴿يَوْمَ الحِسابِ﴾[[تفسير مقاتل بن سليمان ٣/٦٤٢.]]. (ز)
٦٦٦٢٨- قال سفيان الثوري: في قوله ﴿ولا تَتَّبِعِ الهَوى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذابٌ شَدِيدٌ﴾ يوم القيامة ﴿بِما نَسُوا يَوْمَ الحِسابِ﴾[[تفسير سفيان الثوري (٢٥٨).]]. (ز)
﴿إِنَّ ٱلَّذِینَ یَضِلُّونَ عَن سَبِیلِ ٱللَّهِ لَهُمۡ عَذَابࣱ شَدِیدُۢ بِمَا نَسُوا۟ یَوۡمَ ٱلۡحِسَابِ ٢٦﴾ - آثار متعلقة بالآية
٦٦٦٢٩- عن الحسن [البصري] -من طريق حميد- قال: إنّ الله أخذ على الحكام ثلاثة: أن يخشوه ولا يخشوا الناس، ولايشتروا بآياته ثمنًا قليلًا، ولا يتبعوا الهوى. ثم يقرأ: ﴿ياداود إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله﴾[[أخرجه إسحاق البستي ص٢٤٣.]]. (ز)
٦٦٦٣٠- عن محمد بن علي بن شافع، قال: دخل ابن شهاب [الزهري] على الوليد بن عبد الملك، فسأله عن حديث: «إنّ الله إذا استرعى عبدًا الخلافةَ كتب له الحسنات ولم يكتب له السيئات». فقال له: هذا كذب. ثم تلا: ﴿يا داوُدُ إنّا جَعَلْناكَ خَلِيفَةً فِي الأَرْضِ﴾ إلى قوله: ﴿بِما نَسُوا يَوْمَ الحِسابِ﴾. فقال الوليد: إنّ الناس لَيَغُرُّوننا عن ديننا[[أخرجه أبو علي الكرابيسي في كتاب القضاء -كما في الفتح ١٣/١١٣-.]]. (ز)
٦٦٦٣١- عن مروان بن جناح، عن إبراهيم أبي زرعة -وكان قد قرأ الكتاب-: أنّ الوليد بن عبد الملك قال له: أيُحاسبُ الخليفة، فإنك قد قرأتَ الكتاب الأول، وقرأت القرآن، وفقهت؟ فقلت: يا أمير المؤمنين، أقول؟ قال: قل في أمان الله. قلت: يا أمير المؤمنين، أنت أكرم على الله أو داود عليه الصلاة والسلام؟ إنّ الله ﷿ جمع له النبوة والخلافة، ثم توَّعده في كتابه، فقال تعالى: ﴿يا داوُدُ إنّا جَعَلْناكَ خَلِيفَةً فِي الأَرْضِ فاحْكُمْ بَيْنَ النّاسِ بِالحَقِّ ولا تَتَّبِعِ الهَوى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ﴾ ... الآية[[أخرجه ابن أبي حاتم -كما في تفسير ابن كثير ٧/٥٤-.]]. (ز)
٦٦٦٣٢- عن سفيان بن عيينة -من طريق إبراهيم بن أبي الوزير- قال: إنّ العبد إذا هوى شيئًا نسِيَ الله ﷿. وتلا: ﴿ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله﴾[[أخرجه الهروي في ذم الكلام وأهله ٤/٢٠٢.]]. (ز)
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.