﴿إِنَّ هَـٰذَا لَهُوَ ٱلۡبَلَـٰۤؤُا۟ ٱلۡمُبِینُ ١٠٦﴾ - تفسير
٦٥٧١٩- قال مقاتل بن سليمان: ثم قال ﷿: ﴿إنَّ هَذا لَهُوَ البَلاءُ المُبِينُ﴾، يعني: النعيم المبين حين عفا عنه، وفُدِي بالكبش(١). (ز)
٦٥٧٢٠- قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب-: ﴿إنَّ هَذا لَهُوَ البَلاءُ المُبِينُ﴾ هذا في البلاء الذي نزل به؛ في أن يذبح ابنه. ﴿صَدَّقْتَ الرُّؤْيا﴾ ابتليت ببلاء عظيم؛ أُمِرْتَ أن تذبح ابنك، قال: وهذا مِن البلاء المكروه، وهو الشر، وليس من بلاء الاختبار(٢). (ز)
٦٥٧٢١- قال يحيى بن سلّام: ﴿إنَّ هَذا لَهُوَ البَلاءُ المُبِينُ﴾ النِّعمة البَيِّنة عليك مِن الله إذ لم تذبح ابنك(٣). (ز)
ابنُ عطية (٧/٣٠٤ بتصرف): «قوله تعالى: ﴿إن هذا﴾ يحتمل أن يشير إلى ما في القصة مِن امتحان واختبار بالشدة، ويحتمل أن يشير إلى ما في القصة من سرور بالفدية، وإنقاذ من تلك الشدة في إنفاذ الذبح، فيكون البلاء بمعنى: النعمة ... وإلى كل احتمال قد أشارت فرقةٌ من المفسرين».
و ابنُ كثير (١٢/٤٣): «استدل بهذه الآية والقصة جماعةٌ مِن علماء الأصول على صحة النسخ قبل التمكن مِن الفعل، خلافًا لطائفة من المعتزلة، والدلالة من هذه ظاهرة؛ لأن الله تعالى شرع لإبراهيم عليه الصلاة والسلام ذبح ولده، ثم نسخه عنه وصرفه إلى الفداء، وإنما كان المقصود من شرعه أولًا إثابة الخليل على الصبر على ذبح ولده وعزمه على ذلك؛ ولهذا قال تعالى: ﴿إن هذا لهو البلاء المبين﴾ أي: الاختبار الواضح الجلي؛ حيث أمر بذبح ولده، فسارع إلى ذلك مستسلمًا لأمر الله تعالى منقادًا لطاعته، ولهذا قال تعالى: ﴿وإبراهيم الذي وفى﴾ [النجم:٣٧]».
و ابنُ عطية (٧/٣٠٥).
(١) تفسير مقاتل بن سليمان ٣/٦١٥.
(٢) أخرجه ابن جرير ١٩/٥٨٧.
(٣) تفسير يحيى بن سلام ٢/٨٣٩.