الباحث القرآني

﴿وَلَا تَكُونُوا۟ كَٱلَّذِینَ تَفَرَّقُوا۟ وَٱخۡتَلَفُوا۟ مِنۢ بَعۡدِ مَا جَاۤءَهُمُ ٱلۡبَیِّنَـٰتُۚ وَأُو۟لَـٰۤىِٕكَ لَهُمۡ عَذَابٌ عَظِیمࣱ ۝١٠٥﴾ - تفسير

١٤١٠٧- عن عبد الله بن عباس -من طريق علي- في قوله: ﴿ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا﴾، قال: أمر الله المؤمنين بالجماعة، ونهاهم عن الاختلاف والفُرقة، وأخبرهم: إنّما هلك مَن كان قبلكم بالمِراء والخصومات في دين الله[[أخرجه ابن جرير ٥/٦٦٣، وابن أبي حاتم ٣/٧٢٨.]]. (٣/٧١٨)

١٤١٠٨- عن الحسن البصري -من طريق عَبّاد بن منصور- في قوله: ﴿ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا﴾، قال: مِن اليهود والنَّصارى[[أخرجه ابن جرير ٥/٦٦٣، وابن أبي حاتم ٣/٧٢٨.]]. (٣/٧١٨)

١٤١٠٩- عن الحسن البصري، قال: كيف يصنع أهل هذه الأهواء الخبيثة بهذه الآية في آل عمران: ﴿ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات﴾، قال: نبذوها -ورَبِّ الكعبةِ- وراءَ ظهورهم[[عزاه السيوطي إلى عَبد بن حُمَيد.]]. (٣/٧١٨)

١٤١١٠- عن الربيع بن أنس -من طريق أبي جعفر- في قوله: ﴿ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا﴾، قال: هم أهل الكتاب، نهى الله أهلَ الإسلام أن يتفرقوا ويختلفوا كما تفرَّق واختلف أهل الكتاب[[أخرجه ابن جرير ٥/٦٦٣.]]١٣٤٣. (٣/٧١٨)

١٣٤٣ جمع ابنُ جرير (٥/٦٦٢) بين قول الربيع وقول ابن عباس وقول الحسن القاضي بأنّ المشار إليهم في الآية اليهود والنصارى، فقال: «يعني بذلك -جَلَّ ثناؤه-: ولا تكونوا -يا معشر الذين آمنوا- كالذين تفرقوا من أهل الكتاب، واختلفوا في دين الله وأمره ونهيه، من بعد ما جاءهم البينات من حُجَج الله فيما اختلفوا فيه، وعلموا الحق فيه، فتعمدوا خلافه، وخالفوا أمر الله، ونقضوا عهده وميثاقه، جراءة على الله، ﴿وأولئك لهم﴾ يعني: ولهؤلاء الذين تفرقوا واختلفوا من أهل الكتاب من بعد ما جاءهم عذاب من عند الله عظيم، يقول -جل ثناؤه-: فلا تفرقوا -يا معشر المؤمنين- في دينكم تفرق هؤلاء في دينهم، ولا تفعلوا فعلهم، وتستنوا في دينكم بسنتهم، فيكون لكم من عذاب الله العظيم مثل الذي لهم».

١٤١١١- عن مقاتل بن حيان -من طريق إسحاق- في قوله -جلَّ وعَزَّ-: ﴿ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا﴾: يقول للمؤمنين: لا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا، يعني: اليهود ﴿من بعد ما جاءهم البينات﴾ يقول: تفرقوا واختلفوا من بعد موسى، فنهى الله المؤمنين أن يتفرقوا بعد نبيهم كفعل اليهود[[أخرجه ابن المنذر ١/٣٢٥، وابن أبي حاتم ٣/٧٢٨ من طريق بُكَيْر بن معروف.]]. (ز)

١٤١١٢- قال مقاتل بن سليمان: فوعظ الله المؤمنين لكي لا يتفرقوا، ولا يختلفوا كفعل أهل الكتاب، فقال: ﴿ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا﴾ في الدِّين بعد موسى، فصاروا أديانًا ﴿من بعد ما جاءهم البينات﴾ يعني: البيان، ﴿وأولئك لهم عذاب عظيم﴾[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/٢٩٣-٢٩٤.]]. (ز)

﴿وَلَا تَكُونُوا۟ كَٱلَّذِینَ تَفَرَّقُوا۟ وَٱخۡتَلَفُوا۟ مِنۢ بَعۡدِ مَا جَاۤءَهُمُ ٱلۡبَیِّنَـٰتُۚ وَأُو۟لَـٰۤىِٕكَ لَهُمۡ عَذَابٌ عَظِیمࣱ ۝١٠٥﴾ - آثار متعلقة بالآية

١٤١١٣- عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله ﷺ: «افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة، وتفرَّقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة، وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة»[[أخرجه أبو داود ٧/٥ (٤٥٩٦) واللفظ له، والترمذي ٤/٥٨٦ (٢٨٣١)، وابن ماجه ٥/١٢٨ (٣٩٩١)، والحاكم ١/٤٧ (١٠)، ١/٢١٧ (٤٤١، ٤٤٢)، وابن حبان ١٤/١٤٠ (٦٢٤٧)، ١٥/١٢٥ (٦٧٣١). قال الترمذي: «حديث حسن صحيح». وقال الحاكم ١/٢١٧ (٤٤١): «هذا حديث صحيح، على شرط مسلم، ولم يخرجاه، وله شواهد». وقال الذهبي في التلخيص: «على شرط مسلم». وأورده الألباني في الصحيحة ١/٤٠٢ (٢٠٣).]]. (٣/٧١٨)

١٤١١٤- عن معاوية، قال: قال رسول الله ﷺ: «إنّ أهل الكتاب تفرَّقوا في دينهم على اثنتين وسبعين ملة، وتفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين، كلها في النار إلا واحدة، وهي الجماعة، ويخرج في أمتي أقوام تَتَجارى[[أي: يَتَواقَعُون في الأهواء الفاسدة، ويَتَداعَوْن فيها. لسان العرب (جرا).]] تلك الأهواء بهم كما يتجارى الكَلَبُ[[الكَلَب -بالتحريك-: داء يَعْرِض للإنسان من عضِّ الكَلْب الكَلِب، فيصيبه شبه الجنون. لسان العرب (كلب).]] بصاحبه، فلا يبقى منه عِرْق ولا مَفْصِل إلا دخله»[[أخرجه أحمد ٢٨/١٣٤-١٣٥ (١٦٩٣٧)، وأبو داود ٧/٦ (٤٥٩٧)، والحاكم ١/٢١٨ (٤٤٣). قال الحاكم: «هذه أسانيد تقام بها الحجة في تصحيح هذا الحديث». وقال الذهبي في التلخيص: «هذه أسانيد تقوم بها الحجة». وأورده الألباني في الصحيحة ١/٤٠٤ (٢٠٤).]]. (٣/٧١٩)

١٤١١٥- عن عبد الله بن عمرو، قال: قال رسول الله ﷺ: «يأتي على أمتي ما أتى على بني إسرائيل حَذْوَ النعل بالنعل، حتى لو كان فيهم مَن نكح أمه علانية كان في أُمَّتي مثله، إنّ بني إسرائيل افترقوا على إحدى وسبعين مِلَّة، وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين ملة، كلها في النار إلا ملة واحدة». فقيل له: ما الواحدة؟ قال: «ما أنا عليه اليوم وأصحابي»[[أخرجه الترمذي ٥/٢٦ (٢٦٤١)، والحاكم ١/٢١٨ (٤٤٤). قال الترمذي: «هذا حديث مفسر غريب، لا نعرفه مثل هذا إلا من هذا الوجه». وقال الحاكم: «تفرد به عبد الرحمن زياد الإفريقي، ولا تقوم به الحجة».]]. (٣/٧١٩)

١٤١١٦- عن كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف، عن أبيه، عن جدِّه، أن رسول الله ﷺ قال: «لَتَسْلُكُنَّ سنن من قبلكم، إن بني إسرائيل افترقت ...» الحديث[[أخرجه الحاكم ١/٢١٩ (٤٤٥). قال الحاكم ١/٢١٨: «تفرد به كثير بن عبد الله المزني، ولا تقوم به الحجة». وقال ابن تيمية كما في مجموع الفتاوى ١/٦٥: «هو حديث صحيح». وقال الهيثمي في المجمع ٧/٢٦٠ (١٢١٠٠): «رواه الطبراني، وفيه كثير بن عبد الله وهو ضعيف، وقد حَسَّن الترمذي له حديثًا، وبقية رجاله ثقات».]]. (٣/٧٢٠)

١٤١١٧- عن عوف بن مالك، قال: قال رسول الله ﷺ: «افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة، فواحدة في الجنة وسبعون في النار، وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة، فإحدى وسبعين في النار وواحدة في الجنة، والذي نفس محمد بيده لتفترقن أُمَّتي على ثلاث وسبعين فرقة، فواحدة في الجنة واثنتان وسبعون في النار». قيل: يا رسول الله، مَن هم؟ قال: «الجماعة»[[أخرجه ابن ماجه ٥/١٢٨ (٣٩٩٢). قال الألباني في الصحيحة ٣/٤٨٠ (١٤٩٢): «هذا إسناد جيد».]]. (٣/٧٢٠)

١٤١١٨- عن أنس، أنّ رسول الله ﷺ قال: «إنّ بني إسرائيل تَفَرَّقَت إحدى وسبعين فرقة، فهلكت سبعون فرقة وخلصت فرقة واحدة، وإن أمتي ستفترق على اثنتين وسبعين فرقة، تهلك إحدى وسبعون فرقة وتخلص فرقة». قيل: يا رسول الله، مَن تلك الفرقة؟ قال: «الجماعة، الجماعة»[[أخرجه أحمد ١٩/٤٦٢ (١٢٤٧٩). قال الألباني في الصحيحة ١/٤٠٦: «سنده حسن في الشواهد».]]. (٣/٧٢٠)

١٤١١٩- عن أبي ذر، عن النبي ﷺ، قال: «اثنان خير من واحد، وثلاثة خير من اثنين، وأربعة خير من ثلاثة؛ فعليكم بالجماعة، فإنّ الله لم يجمع أُمَّتي إلا على هدى»[[أخرجه أحمد ٣٥/٢١٩ (٢١٢٩٣)، من طريق البختري بن عبيد بن سليمان، عن أبيه، عن أبي ذر به. قال الهيثمي في المجمع ١/١٧٧ (٨٣٠): «وفيه البختري بن عبيد بن سلمان، وهو ضعيف». وقال ابن الملقن في تذكرة المحتاج ص٥٢: «البختري هذا واهٍ، وأبوه مجهول، قاله أبو حاتم الرازي». وقال الألباني في الضعيفة ٤/٢٧٩ (١٧٩٧): «موضوع».]]. (٣/٧٢٠)

١٤١٢٠- عن كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف، عن أبيه، عن جده، أنّ رسول الله ﷺ قال: «ادخلوا عليَّ، ولا يدخل عَلَيَّ إلا قُرَشِيّ». فقال: «يا معشر قريش، أنتم الولاة بعدي لهذا الدِّين، فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون، واعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تفرقوا، ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات، وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة»[[أخرجه الطبراني في الكبير ١٧/١٢ (٢). قال الهيثمي في المجمع ٥/١٩٤ (٨٩٨٦): «فيه كثير بن عبد الله بن عمرو المزني، وهو ضعيف، وقد حسن له الترمذي، وبقية رجاله ثقات».]]. (٣/٧٢١)

    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب