الباحث القرآني

﴿وَحَرَ ٰ⁠مٌ عَلَىٰ قَرۡیَةٍ أَهۡلَكۡنَـٰهَاۤ أَنَّهُمۡ لَا یَرۡجِعُونَ ۝٩٥﴾ - قراءات

٤٩٦٨١- عن محمد بن عبد الملك بن مروان، يقول: أخبَرَني مَن سمع معاويةَ بن أبي سفيان يقرأ هذه الآية: ‹وحِرْمٌ عَلى قَرْيَةٍ›[[أخرجه ابن وهب في الجامع ٣/٤٨ (٩٩). والقراءة متواترة، قرأ بها حمزة، والكسائي، وأبو بكر عن عاصم، وقرأ بقية العشرة: ﴿وحَرامٌ﴾ بفتح الحاء والراء وألف بعدها. انظر: النشر ٢/٣٢٤، والإتحاف ص٣٩٤.]]. (ز)

٤٩٦٨٢- عن عبد الله بن عباس أنّه قرأ: ﴿وحَرامٌ عَلى قَرْيَةٍ﴾[[عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (١٠/٣٧٠)

٤٩٦٨٣- عن عبد الله بن عباس -من طريق عكرمة- في قوله: (وحَرِمَ عَلى قَرْيَةٍ أهْلَكْناها) قال: وجب إهلاكها، ﴿أنَّهُمْ لا يَرْجِعُونَ﴾ قال: لا يتوبون[[أخرجه ابن أبي حاتم -كما في فتح الباري ١١/٥٠٣-، والبيهقي في الشعب (٧٢٣٣). وعزاه السيوطي إلى الفريابي، وابن المنذر. والقراءة شاذة، تروى أيضًا عن عكرمة، وسعيد بن المسيب، وقتادة. انظر: مختصر ابن خالويه ص٩٥، والمحتسب ٢/٦٥.]]. (١٠/٣٧١)

٤٩٦٨٤- عن عبد الله بن عباس -من طريق عكرمة-: أنه كان يقرأ هذه الآية: ‹وحِرْمٌ عَلى قَرْيَةٍ أهْلَكْناهَآ أنَّهُمْ لا يَرْجِعُونَ› فلا يرجع منهم راجع، ولا يتوب منهم تائب[[أخرجه ابن جرير ١٦/٣٩٥.]]. (ز)

٤٩٦٨٥- عن عبد الله بن عباس -من طريق سعيد بن جبير- أنّه كان يقرأ هذا الحرف: ‹وحِرْمٌ عَلى قَرْيَةٍ›= (ز)

٤٩٦٨٦- فقيل لسعيد: أي شيء حِرْمٌ؟ قال: عَزْمٌ[[أخرجه ابن جرير ١٦/٣٩٥.]]. (١٠/٣٧١)

٤٩٦٨٧- عن عبد الله بن عباس، أنه كان يقرأ: ‹وحِرْمٌ عَلى قَرْيَةٍ› قال: وجب على قرية ﴿أهْلَكْناهَآ أنَّهُمْ لا يَرْجِعُونَ﴾. كما قال: ﴿ألَمْ يَرَوْاْ كَمْ أهْلَكْنا قَبْلَهُم مِّنَ القُرُونِ أنَّهُمْ إلَيْهِمْ لا يَرْجِعُونَ﴾ [يس:٣١][[أخرجه يحيى بن سلّام ١/٣٤١ من طريق سعيد بن جبير بنحوه، وابن أبي حاتم -كما في فتح الباري ١١/٥٠٣-. وعزاه السيوطي إلى سعيد بن منصور، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن مردويه.]]. (١٠/٣٧١)

٤٩٦٨٨- عن عكرمة مولى ابن عباس= (ز)

٤٩٦٨٩- وسعيد بن جبير، مثله[[أخرجه يحيى بن سلّام ١/٣٤١. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (١٠/٣٧١)

٤٩٦٩٠- عن عبد الله بن الزبير، قال: إنّ صبيانًا ههنا يقرؤون: ‹وحِرْمٌ عَلى قَرْيَةٍ›، وإنما هي: ﴿وحَرامٌ عَلى قَرْيَةٍ﴾[[عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]] (١٠/٣٧٠)

٤٩٦٩١- عن عكرمة مولى ابن عباس -من طريق عطاء-: (وحَرِمٌ)، قال: وجب، بالحبشية[[أخرجه ابن أبي حاتم -كما في التغليق ٥/١٩١، وفتح الباري ١١/٥٠٣-. والقراءة شاذة. انظر: المحتسب ٢/٦٥.]]. (١٠/٣٧٢)

٤٩٦٩٢- عن الحسن البصري أنّه كان يقرأ: ﴿وحَرامٌ عَلى قَرْيَةٍ﴾ بالألف[[عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]٤٣٩٣. (١٠/٣٧١)

٤٣٩٣ علّق ابنُ جرير (١٦/٣٩٤) على قراءة مَن قرأ: ﴿وحرام﴾، وقراءة من قرأ ذلك: ‹وحِرْمٌ›، فقال: «والصواب من القول في ذلك أنّهما قراءتان مشهورتان مُتَّفِقتا المعنى غيرُ مُخْتَلِفَتَيْه، وذلك أنّ الحرم هو الحرام، والحرام هو الحرم، كما الحِلُّ هو الحلال، والحلال هو الحل، فبأيتهما قرأ القارئ فمصيب». وذكر ابنُ عطية (٦/١٩٩-٢٠٠) القراءات المختلفة في الآية، ثم علّق بقوله: «والمستفيض مِن هذه القراءات قراءةُ مَن قرأ ‹وحِرْمٌ›، وقراءة من قرأ ﴿وحرام﴾، وهما مصدران بمعنًى، نحو: الحِلّ والحلال».

﴿وَحَرَ ٰ⁠مٌ عَلَىٰ قَرۡیَةٍ أَهۡلَكۡنَـٰهَاۤ أَنَّهُمۡ لَا یَرۡجِعُونَ ۝٩٥﴾ - تفسير الآية

٤٩٦٩٣- قال عبد الله بن عباس: ﴿وحرام على قرية أهلكناها﴾، أي: وجَبَ عليه أنّها إذا هلكت لا يرجعون إلى دنياهم[[علَّقه يحيى بن سلّام ١/٣٤١.]]. (ز)

٤٩٦٩٤- عن مجاهد بن جبر: ﴿وحرام على قرية أهلكناها﴾ قال: دمرناها، ﴿إنهم لا يرجعون﴾ قال: إلى الدنيا[[عزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]. (١٠/٣٧١)

٤٩٦٩٥- عن عكرمة مولى ابن عباس -من طريق داود- قال: ﴿وحرام على قرية أهلكناها أنهم لا يرجعون﴾، قال: لم يكن ليرجع منهم راجع، حرام عليهم ذاك[[أخرجه ابن جرير ١٦/٣٩٥.]]. (ز)

٤٩٦٩٦- عن عكرمة مولى ابن عباس: (وحَرِم) قال: وجَب، ﴿على قرية أهلكناها﴾ قال: كتبنا عليها الهلاك في دينها، ﴿أنهم لا يرجعون﴾ عمّا هم عليه[[عزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]. (١٠/٣٧٢)

٤٩٦٩٧- عن الحسن البصري -من طريق قتادة-: ﴿أنهم لا يرجعون﴾، يعني: لا يتوبون[[أخرجه يحيى بن سلّام ١/٣٤١.]]. (ز)

٤٩٦٩٨- عن جابر الجعفي، قال: سألتُ أبا جعفر [الباقِر] عن الرَّجْعَة. فقرأ هذه الآية: ﴿وحرام على قرية أهلكناها أنهم لا يرجعون﴾[[أخرجه ابن جرير ١٦/٣٩٦.]]٤٣٩٤. (ز)

٤٣٩٤ علّق ابنُ جرير (١٦/٣٩٦) على هذا القول، فقال: «فكأنّ أبا جعفر وجَّه تأويل ذلك إلى أنه: وحرام على أهل قرية أمَتْناهم أن يرجعوا إلى الدنيا».

٤٩٦٩٩- عن قتادة بن دعامة، ﴿وحرام على قرية﴾، قال: وجَب عليها أنّها إذا أهلكت لا ترجع إلى الدنيا[[عزاه السيوطي إلى ابن المنذر، وابن أبي حاتم.]]. (١٠/٣٧٢)

٤٩٧٠٠- قال مقاتل بن سليمان: ﴿وحرام على قرية﴾ فيما خلا ﴿أهلكناها﴾ بالعذاب في الدنيا ﴿أنهم لا يرجعون﴾ يُخَوِّفُ كُفّار مكة بمثل عذاب الأُمَم الخالية في الدنيا[[تفسير مقاتل بن سليمان ٣/٩٢.]]. (ز)

٤٩٧٠١- قال سفيان: وجَب عليهم أنهم لا يؤمنون[[علَّقه يحيى بن سلّام ١/٣٤١.]]. (ز)

٤٩٧٠٢- قال يحيى بن سلّام: والعامَّة يقرؤونها: ﴿وحرام﴾، وتفسيرها عندهم: حرام عليهم أنهم لا يرجعون. وهي على الوجهين في التفسير: إلى التوبة، وإلى الدنيا[[تفسير يحيى بن سلّام ١/٣٤١.]]٤٣٩٥. (ز)

٤٣٩٥ في قوله تعالى: ﴿وحرام على قرية أهلكناها أنهم لا يرجعون﴾ تأويلان: الأول: أن معناه: وحتمٌ على قرية أهلكناها أنهم لا يرجعون إلى الدنيا. الثاني: أن معناه: وجب عليهم ألا يتوبوا ويرجعوا إلى الإيمان. وقد رجّح ابنُ جرير (١٦/٣٩٦) مستندًا إلى السياق القولَ الثاني، مُعَلِّلًا ذلك بقوله: «وذلك أنّ الله -تعالى ذِكْرُه- أخبر عن تفريق الناس دينَهم الذي بعث به إليهم الرسل، ثم أخبر عن صنيعه بِمَن عمِل بما دعته إليه رسلُه مِن الإيمان به، والعمل بطاعته، ثم أتبع ذلك قوله: ﴿وحرام على قرية أهلكناها أنهم لا يرجعون﴾، فلَأن يكون ذلك خبرًا عن صنيعه بِمَن أبى إجابة رسله وعمل بمعصيته وكفر به أحرى؛ ليكون بيانًا عن حال القرية الأخرى التي لم تعمل الصالحات، وكفرت به. فإذا كان ذلك كذلك فتأويل الكلام: حرام على أهل قرية أهلكناهم -بطَبْعِنا على قلوبهم، وختمنا على أسماعهم وأبصارهم، إذ صدوا عن سبيلنا، وكفروا بآياتنا- أن يتوبوا، ويراجعوا الإيمان بنا، واتباع أمرنا، والعمل بطاعتنا». ثم بيّن أن ﴿لا﴾ هنا بمعنى النفي، والمعنى: «وعَزْمٌ مِنّا على قرية أهلكناها أن لا يرجعوا عن كفرهم». ثم انتقد مستندًا إلى أقوال السلف قولَ مَن جعلها صِلَةً، فقال: «وقد زعم بعضُهم: أنها في هذا الموضع صلة، فإن معنى الكلام: وحرام على قرية أهلكناها أن يرجعوا، وأهل التأويل الذين ذكرناهم كانوا أعلم بمعنى ذلك منه». وذكر ابنُ عطية (٦/٢٠٠) هذه الأقوال، ثم قال: «ويتجه في الآية معنى ضمنه وعيد بيّن؛ وذلك أنه ذكر مَن عمل صالحًا وهو مؤمن، ثم عاد إلى ذكر الكَفَرَة الذين مِن كفرهم ومعتقدهم أنهم لا يُحْشَرون إلى ربٍّ، ولا يرجعون إلى معادٍ، فهم يظنون بذلك أنّه لا عقاب ينالهم، فجاءت الآية مُكَذِّبَةً لظن هؤلاء، أي: ومُمْتَنِعٌ على الكَفَرَة المهلَكين أن لا [يرجعوا]، بل هم راجعون إلى عقاب الله وأليم عذابه. فتكون ﴿لا﴾ على بابها، والحرام على بابه، وكذلك الحرم. فتأمله». ورجّح ابنُ كثير (٩/٤٤١) القول الأول، فقال: «والقول الأول أظهر». ولم يذكر مستندًا.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب