الباحث القرآني
﴿لَّا یَمۡلِكُونَ ٱلشَّفَـٰعَةَ﴾ - تفسير
٤٧٢١٧- عن قتادة بن دعامة، قوله: ﴿لا يملكون الشفاعة﴾: ... وقال في آية أخرى: ﴿لا تنفع الشفاعة إلا من أذن له الرحمن ورضي له قولا﴾ [طه:١٠٩]، تَعَلَّمُوا أن الله مُشَفِّعٌ يوم القيامة المؤمنين بعضهم في بعض. ذُكِر لنا: أنّ نبي الله ﷺ كان يقول: «إنّ في أمتي رجلًا ليُدخِلَنَّ الله الجنةَ بشفاعته أكثرَ مِن بني تميم». وكنا نُحَدَّثُ: أنّ الشهيد يشفع في سبعين مِن أهل بيته[[أخرجه ابن جرير ١٥/٦٣٣-٦٣٤.]]. (ز)
٤٧٢١٨- عن عبد الملك ابن جُرَيْج -من طريق حجاج- قوله: ﴿لا يملكون الشفاعة﴾، قال: المؤمنون يومئذ بعضهم لبعض شفعاء[[أخرجه ابن جرير ١٥/٦٣٣. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]. (١٠/١٣٩)
٤٧٢١٩- قال مقاتل بن سليمان: ﴿لا يملكون الشفاعة﴾، يقول: لا تقدر الملائكة على الشفاعة لأحد، ثم استثنى، فقال: ﴿إلا من اتخذ عند الرحمن عهدا﴾[[تفسير مقاتل بن سليمان ٢/٦٣٩.]]. (ز)
﴿إِلَّا مَنِ ٱتَّخَذَ عِندَ ٱلرَّحۡمَـٰنِ عَهۡدࣰا ٨٧﴾ - تفسير
٤٧٢٢٠- عن عبد الله بن مسعود -من طريق الأسود بن يزيد- أنّه قرأ: ﴿إلا من اتخذ عند الرحمن عهدا﴾، قال: إنّ الله يقول يوم القيامة: مَن كان له عندي عهدٌ فلْيَقُم. فلا يقوم إلا مَن قال هذا في الدنيا؛ قولوا: اللهم فاطر السموات والأرض، عالم الغيب والشهادة، إني أعهد إليك في هذه الحياة الدنيا أنك إن تَكِلْنِي إلى عملي تقرِّبني من الشر، وتُباعِدُني مِن الخير، وإني لا أثق إلا برحمتك، فاجعله لي عندك عهدًا تؤديه إلَيَّ يوم القيامة، إنك لا تخلف الميعاد[[أخرجه ابن أبي شيبة ١٠/٣٢٩-٣٣٠، وابن أبي حاتم -كما في تفسير ابن كثير ٥/٢٦٠-، والطبراني (٨٩١٨)، والحاكم ٢/٣٧٧. وعزاه السيوطي إلى ابن مردويه.]]. (١٠/١٤٠)
٤٧٢٢١- عن عبد الله بن عباس، في قوله: ﴿إلا من اتخذ عند الرحمن عهدا﴾، قال: مَن مات لا يُشرِك بالله شيئًا دخل الجنة[[عزاه السيوطي إلى ابن مردويه.]]. (١٠/١٣٩)
٤٧٢٢٢- عن عبد الله بن عباس -من طريق علي- في قوله: ﴿إلا من اتخذ عند الرحمن عهدا﴾، قال: العهد: شهادة أن لا إله إلا الله، وتَبْرأُ مِن الحول والقوة، ولا ترجو إلا الله[[أخرجه ابن جرير ١٥/٦٣٣، وابن أبي حاتم -كما في الإتقان ٢/٢٧-، والبيهقي في الأسماء والصفات (٢٠٦). وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]. (١٠/١٣٩)
٤٧٢٢٣- عن محمد بن كعب القرظي -من طريق حميد الخرّاط- ﴿إلا من اتخذ عند الرحمن عهدًا﴾، قال: شهادة أن لا إله إلا الله[[أخرجه الطبراني في الدعاء ٣/١٥١٩.]]. (ز)
٤٧٢٢٤- عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- قوله: ﴿لا يملكون الشفاعة إلا من اتخذ عند الرحمن عهدا﴾: أي: بطاعته[[أخرجه ابن جرير ١٥/٦٣٣.]]. (ز)
٤٧٢٢٥- عن عامر بن يساف، قال: سألتُ يحيى بن أبي كثير عن قوله ﷿: ﴿إلا من اتخذ عند الرحمن عهدًا﴾. قال: لا أعلمُه إلا شهادةَ أن لا إله إلا الله[[أخرجه الطبراني في الدعاء ٣/١٥١٩.]]. (ز)
٤٧٢٢٦- عن محمد بن السائب الكلبي -من طريق حماد بن سلمة- في قوله ﷿: ﴿إلا من اتخذ عند الرحمن عهدًا﴾، قال: شهادة أن لا إله إلا الله[[أخرجه الطبراني في الدعاء ٣/١٥١٩.]]. (ز)
٤٧٢٢٧- قال مقاتل بن سليمان: ﴿إلا من اتخذ عند الرحمن عهدا﴾، يعني: إلا مَن اعتقد التوحيدَ عند الرحمن جل جلاله، وهي شهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له[[تفسير مقاتل بن سليمان ٢/٦٣٩.]]. (ز)
٤٧٢٢٨- عن مقاتل بن حيان -من طريق شبيب- ﴿إلا من اتخذ عند الرحمن عهدا﴾، قال: العهد: الصلاح[[كذا أورده السيوطي، وعزاه إلى ابن أبي شيبة، وجاء في مصنف ابن أبي شيبة (ت: محمد عوامة) ١٩/٤٣٨ (٣٦٦٢٠) بلفظ: العهد: الصلاة. وذلك في تفسير قوله تعالى: ﴿أمِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا﴾ [مريم:٧٨]، وكذا أخرجه إسحاق البستي في تفسيره ص٢١٤. وقد تقدم ذلك.]]. (١٠/١٣٩)
٤٧٢٢٩- عن عبد الملك ابن جُرَيج -من طريق حجاج- قوله: ﴿إلا من اتخذ عند الرحمن عهدا﴾، قال: عملًا صالِحًا[[أخرجه ابن جرير ١٥/٦٣٣. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]. (ز)
٤٧٢٣٠- قال ابن وهب: سمعتُ الليث [بن سعد] يقول في هذه الآية: ﴿لا يملكون الشفاعة إلا من اتخذ عند الرحمن عهدا﴾، قال: عَهْدُه: حِفْظُ كُتُبِه[[أخرجه عبد الله بن وهب في الجامع - تفسير القرآن ٢/١٧٠-١٧١ (٣٦١).]]. (ز)
٤٧٢٣١- قال يحيى بن سلّام: قوله: ﴿لا يملكون الشفاعة إلا من اتخذ عند الرحمن عهدا﴾ قد فسَّرْنا العهدَ في الآية الأولى[[تفسير يحيى بن سلام ١/٢٤٥. يشير إلى قوله تعالى: ﴿أطَّلَعَ الغَيْبَ أمِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا﴾ [مريم:٧٨]، قال في تفسيرها ١/٢٤٢-٢٤٣: بعمل صالح، ... وقال بعضهم: العهد: التوحيد.]]٤٢٢٥. (ز)
﴿إِلَّا مَنِ ٱتَّخَذَ عِندَ ٱلرَّحۡمَـٰنِ عَهۡدࣰا ٨٧﴾ - آثار متعلقة بالآية
٤٧٢٣٢- عن عبد الله بن عباس، قال: قال رسول الله ﷺ: «مَن أدْخَل على مؤمنٍ سرورًا فقد سَرَّني، ومَن سَرَّني فقد اتخذ عند الرحمن عهدًا، ومَن اتخذ عند الرحمن عهدًا فلا تَمَسُّه النارُ، إنّ الله لا يخلف الميعاد»[[أخرجه الذهبي في ميزان الاعتدال ٢/١٠٣ (٣٠٠٩) ترجمة زيد بن سعيد الواسطي. وعزاه السيوطي إلى ابن مردويه. قال الذهبي: «خبر باطل منتهٍ».]]. (١٠/١٣٩)
٤٧٢٣٣- عن عبادة بن الصامت، قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «خمسُ صلوات كتبهنَّ الله -تبارك وتعالى- على العباد، مَن أتى بِهِنَّ لم يضيع منهن شيئًا استخفافًا بحقهنَّ كان له عند الله -تبارك وتعالى- عهدٌ أن يدخله الجنة، ومَن لم يأتِ بِهِنَّ فليس له عند الله عهدٌ؛ إن شاء عذَّبه، وإن شاء غفر له»[[أخرجه أحمد ٥/٣١٥ (٢٢٧٤٥)، وأبو داود ٢/٦٢ (١٤٢٠)، والنسائي في السنن الكبرى ١/٢٠٣ (٣١٨)، ويحيى بن سلام ١/٢٤٢. قال ابن الملقن في البدر المنير ٥/٣٨٩: «هذا الحدِيث صحيح». وقال ابن حجر في التلخيص الحبير ٢/٣٣٤: «قال ابن عبد البر: هو صحيح ثابت، لم يختلف عن مالك فيه. ثم قال: والمخدجي مجهول، لا يعرف إلا بهذا الحديث، قال الشيخ تقي الدين القشيري في الإمام: انظر إلى تصحيحه لحديثه مع حكمه بأنه مجهول. وقيل: إن اسمه رفيع، وليس المخدجي بنسب، وإنما هو لقب، قاله مالك. انتهى. وذكره ابن حبان على قاعدته في الثقات». وقال الألباني في صحيح أبي داود ٥/١٦٢: «وهذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين؛ غير المُخْدَجِي؛ ... وأما المُخْدَجيّ فلا يعرف، كما قال الذهبي وغيره؛ ولكنه قد توبع كما يأتي؛ فالحديث صحيح».]]. (ز)
٤٧٢٣٤- عن أبي بكر الصديق، قال: قال رسول الله ﷺ: «مَن قال في دُبُر كلِّ صلاة بعدما سلَّم هؤلاء الكلمات كتبه ملَك في رِقٍّ، فخَتَم بخاتم، ثم دفعها إلَيَّ يوم القيامة، فإذا بعث الله العبدُ مِن قبره جاءه الملَك ومعه الكتاب يُنادي: أين أهلُ العهود؟ حتى تدفع إليهم، والكلمات أن تقول: اللهم فاطر السموات والأرض، عالم الغيب والشهادة، الرحمن الرحيم، إني أعهد إليك في هذه الحياة الدنيا بأنّك أنت الله الذي لا إله إلا أنت، وحدك لا شريك لك، وأنّ محمدًا عبدُك ورسولك، فلا تَكِلْني إلى نفسي، فإنك إن تَكِلْنِي إلى نفسي تُقَرِّبْني مِن الشر، وتباعدني مِن الخير، وإني لا أثق إلا برحمتك، فاجعل رحمتك لي عهدًا عندك تؤديه إلَيَّ يوم القيامة، إنك لا تخلف الميعاد».= (ز)
٤٧٢٣٥- وعن طاووس: أنه أمر بهذه الكلمات، فكُتِبَت في كفنه[[أخرجه الحكيم الترمذي -كما في تخريج أحاديث الكشاف ٢/٣٤٠-. وأورده في نوادر الأصول ٢/٢٧٢، من طريق عمر بن أبي عمر، حدثنا أبو عبد الله بن أبي أمية الفزاري، عن أبي علي بن الرماح، عن عمر بن ميمون، حدثني مقاتل بن حيان، عن الأسود بن هلال، عن أبي بكر به. في إسناده عمر بن ميمون، قال ابن حجر في لسان الميزان ١/٣١٠: «عمر معروف، لكنه ضعيف». وقال في الفتح ١٢/٣٥٤: «واهٍ».]]. (١٠/١٤١)
٤٧٢٣٦- عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله ﷺ: «لكل نبيٍّ دعوةٌ مستجابة، فتعجَّل كلُّ نبيٍّ دعوتَه، وإنِّي اختبأت دعوتي شفاعةً لأمتي يوم القيامة، فهي نائلةٌ -إن شاء الله- مَن مات مِن أُمَّتي لا يُشرك بالله شيئًا»[[أخرجه مسلم ١/١٨٩ (١٩٩). وأورد نحو أوله يحيى بن سلام ١/٢٤٦-٢٤٧ من رواية جابر، وهي أيضًا في مسلم ١/١٩٠ (٢٠١).]]. (ز)
٤٧٢٣٧- عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله ﷺ: «إذا كان يومُ القيامة شفع النبي لأمته، وشفع الشهيدُ لأهل بيته، والمؤمنُ لأهل بيته، وتبقى شفاعةُ الرحمن؛ يُخْرِجُ اللهُ أقوامًا من النار قد احترقوا فيها، فصاروا حُمَمًا، فَتَبْثُثْهم بالعراء بين الجنة والنار، ثم يُرْسِلُ الله عليهم نهرًا من الجنة يُقال له: الحياة، فينبتون كما ينبت الغثاء في بطن المسيل، ألا ترون أنه يبدأ فيكون أبيض، ثم يكون أصفر، ثم يكون أخضر!». قالوا: يا رسول الله، كأنك قد رأيته. قال: «ثم يقومون، فيدخلون الجنة، فإذا رآهم أهل الجنة قالوا: هؤلاء عُتقاء الرحمن. فهم آخرُ أهل الجنة دخولًا، وأدناهم منزلة»[[أخرجه يحيى بن سلام ١/٢٤٥-٢٤٦ في بيان معنى الشفاعة في الآية، من طريق أبي أمية، عن المقبري، عن أبي هريرة به، كما في تفسير ابن أبي زمنين ٥/٦١. إسناده ضعيف؛ فيه أبو أمية، وهو إسماعيل بن يعلى الثقفي البصري، قال عنه ابن معين: «ضعيف ليس حديثه بشيء». وقال مرة: «متروك الحديث». وقال النسائي والدارقطني: «متروك». كما في لسان الميزان لابن حجر ٢/١٨٦.]]. (ز)
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.