الباحث القرآني
ثم قال جل وعلا: ﴿لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾ لله وحده، واستفدنا (وحده) من تقديم الخبر، أي: لله وحده لا غيره.
﴿مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾ يتصرَّف فيه كما يشاء ولا يشاركه أحد في ملكه، قال الله تعالى: ﴿قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِنْ شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ (٢٢) وَلَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ﴾ [سبأ ٢٢ - ٢٣].
وقوله: ﴿السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾ جَمَع (السماوات)؛ لأن عددها سبع، وأفرد (الأرض) باعتبار الجنس، وإلا فإن الأرضين سبع.
﴿وَمَا فِيهِنَّ﴾ ﴿مَا فِيهِنَّ﴾ ﴿مَا﴾ هنا اسم موصول، وعبَّر بـ﴿مَا﴾ الأداة التي يُعَبَّر بها عن غير العاقل، قالوا: لأن أكثر ما في السماوات والأرض من غير العقلاء، وأكبر ما في السماوات والأرض من غير العقلاء؛ فلهذا قال: ﴿وَمَا فِيهِنَّ﴾، وقيل: بل عبَّر بـ﴿مَا﴾؛ لأنها تشمل الأعيان والأحوال، فكأنه قال: ﴿وَمَا فِيهِنَّ﴾ من أعيانٍ وأحوال، و(مَن) إنما يعبر بها في العاقل لتعيين الشخص نفسه، وهذه فائدة لا تكد تجدها عند كثير من النحويين، لكن ابن القيم رحمه الله في بدائع الفوائد أشار إليها؛ أنَّ (مَنْ) للعاقل إذا قُصِدَ التعيين؛ يعني عينه، أما إذا قُصِدَ عموم الأعيان والأحوال فإنه يؤتى بـ(ما).
وأَبْيَن مثال لذلك قول الله تعالى: ﴿فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ﴾ [النساء ٣]، ولم يقل: (من)، لكن لو قال قائل لشخص: تزوج مَن شئت مِن بناتي، فـ(مَن) هنا جاءت لأجل التعيين، وهذا معنى لطيف؛ أنه إذا قُصِدَ بـ(ما) ما يشمل الأعيان والأحوال فإنها أفصح من الإتيان بـ(من).
وقوله: ﴿مَا فِيهِنَّ﴾ من المخلوقات العظيمة، واسمع إلى قول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «أَطَّتِ السَّمَاءُ، وَحُقَّ لَهَا أَنْ تَئِطَّ»[[أخرجه الترمذي (٢٣١٢)، وابن ماجه (٤١٩٠) من حديث أبي ذر.]] «أَطَّتْ» يعني صار لها صوت كسرير الرحل عند ثِقَلِ الحمل، البعير إذا حَمَّلْت عليها فإن رحلها يكون له صوت يسمَّى أطيطًا.
﴿وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ أي: مع عموم ملكه قدرتُه أيضًا عامة على كل شيء، ما من موجود إلا وهو قادر على إعدامه، وما من معدوم إلا وهو قادر على إيجاده تبارك وتعالى، ولا يُسْتَثْنى من هذا شيء، هو قادر على كل شيء، وأخطأ صاحب الجلالين في التفسير؛ حيث قال عند هذه الآية: (وخَصَّ العقل ذاته فليس عليها بقادر)؛ فإن هذا قول منكر، لكن هذا مقتضى مذهبه حيث ينفي أن تقوم الأفعال الاختيارية بالله؛ يعني عنده أن الله لا ينزل ولا يستوي على العرش ولا يضحك ولا يفرح، ومن المعلوم أن الأفعال الاختيارية تكون بمشيئته فهو قادر على إيجادها وإعدامها، فالقول هذا منكر مبنيٌّ على عقيدة فاسدة.
ونحن نقول: إن الله على كل شي قدير ولا نستثنى، يفعل ما يشاء عز وجل.
* طالب: في قوله: ﴿لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ﴾ قلنا: تقديم الخبر يفيد الحصر، الثاني: كيف حصر على ﴿الصَّادِقِينَ﴾ مع أن الجنات..؟
* الشيخ: لا، أصلًا ليس هناك مؤمن إلا وهو صادق، فلا إشكال.
* طالب: قوله تعالى: ﴿خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا﴾ إذا أُكِّدَ الخلود بالأبدية، فهل يكون من لازمه الخلود بمكان الخلود؟
* الشيخ: إي معلوم، لو عُدِمَ المكان أين يكون الخالد؟ ضروري.
* طالب: (...) قوله تعالى: ﴿إِنْ تُعَذِّبْهُمْ﴾ (...) أسباب المغفرة (...) إن الله قد يغفر لعباده بمقتضى رحمته تفضُّلًا منه؟
* الشيخ: المغفرة ما فيها إشكال، الإشكال ﴿إِنْ تُعَذِّبْهُمْ﴾؛ فإنه لن يعذبهم إلا بذنب.
* الطالب: الإشكال عندي (...) قَدَّرْت له أسباب المغفرة.
* الشيخ: في مقابل قدَّرْت له أسباب العذاب.
* الطالب: (...) حين يعتقد أن الله سبحانه وتعالى قد يغفر، وينتهي العبد (...).
* الشيخ: نعم، إن الله يغفر ما دون الشرك بفضله ومَنِّه، لكن كونه لم يشرك من أسباب المغفرة التي تكون تحت مشيئة الله.
* طالب: شيخ، أحسن الله إليك، بعض الدعاة يذكرون صفة الجنة وكذا؛ يعني ذكروا أن الرجل الذي يشرب الدخان إذا مَنَّ الله عليه أن دخل الجنة، ثم اشتهى دخَّانًا في الجنة، فيؤتى بدخان ولم يوجد نار في الجنة، يروح علشان يولع سيجارة من النار ويدخلونه النار.
* الشيخ: يدور (...)، من قال هذا؟
* الطالب: بعض الدعاة يتكلمون بهذا.
* الشيخ: أعوذ بالله، هذا غلط عظيم، واعلم أنه لا يمكن أن يشتهي أهل الجنة شيئًا محرَّمًا أبدًا.
* طالب: (...) ذكرنا في العبودية -يا شيخ- أن العبودية العامة هي عبودية القدَرْ.
* الشيخ: القدر يعني التقدير.
* طالب: فهل يفهم من هذا أن الحيوانات عباد لله؟
* الشيخ: إي نعم، غير الآدميين والجن عباد لله تعالى بالقدر والشرع.
* الطالب: الآن -يا شيخ- في الآية: ﴿إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ﴾ [مريم ٩٣] (...).
* الشيخ: لا، ﴿أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ﴾ [الحج ١٨].
* الطالب: يعني (من) هذه (...) كونها أداة للعاقل (...).
* الشيخ: كيف؟
* الطالب: كون (من) للعاقل.
* الشيخ: (من) للعاقل إذا أريد التعيين.
* طالب: أحيانًا الإنسان إذا أراد أن يصدق، الصدق يوقعه في الإحراج، مثل أن يكون له شيء، طلب منه رجلٌ آخر (...)، قال: ما عندي.
* الشيخ: ما عندي.
* الطالب: نعم، وهو عنده لكن بقصد المماطلة.
* الشيخ: هذه سهلة، يتأول، في التأويل مندوحة عن الكذب؛ يقول: ما عندي شيء أقرضك إياه، ينوي هذا، والنية تخصِّص العام، فهمت؟ خلِّ هذا عندك مسألة تأويل، انتفع بها، إن في التأويل لمندوحة عن الكذب.
* طالب: شيخ بارك الله فيكم، (...) قول الله عز وجل: ﴿فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى أَرْبَعٍ﴾ [النور ٤٥].
* الشيخ: قالوا: من باب التغليب، لأجل العطف.
* طالب: رضي الله عنك، يا شيخ، إذا نظرنا لطريقة الرسل مع ربهم سبحانه وتعالى يخاطبونه كأنهم بين يديه، يعتقدون أنهم بين يديه، وأهل الكلام يا شيخ (...) تكلَّموا بكلام، وحرَّفوا تحريفًا وكذَّبوا الرسول، وكذبوا نصوص القرآن الظاهرة، مثل أهل الكلام -يا شيخ- أعظمهم ذنبًا هم ولَّا ذنب اللي ما يعترف بالربوبية..
* * *
* طالب: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ﴿لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا فِيهِنَّ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ [المائدة ١٢٠]. بسم الله الرحمن الرحيم ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ (١) هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ طِينٍ ثُمَّ قَضَى أَجَلًا وَأَجَلٌ مُسَمًّى عِنْدَهُ ثُمَّ أَنْتُمْ تَمْتَرُونَ (٢) وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الْأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ وَيَعْلَمُ مَا تَكْسِبُونَ﴾ [الأنعام ١ - ٣].
* الشيخ: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، قال الله تعالى: ﴿لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا فِيهِنَّ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾.
* من فوائد هذه الآية الكريمة: أن الله سبحانه وتعالى لما ذكر ما جرى بينه وبين عيسى عليه الصلاة والسلام، وأن عيسى تبرَّأ مما يدعيه النصارى فيه؛ بَيَّن أن ﴿لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾، وأن عيسى لا يصلح أن يكون إلهًا لا هو ولا غيره؛ لأنهم لا يملكون شيئًا مما في السماوات والأرض؛ فيستفاد من هذا: اختصاص ملك السماوات والأرض وما فيهن بالله عز وجل، وجه الاختصاص؟ تقديم الخبر، والقاعدة أن تقديم ما حقُّه التأخير يفيد الحصر سواء كان هذا الذي حقُّه التأخير خبرًا أو مفعولًا أو غير ذلك مما حقه التأخير.
* من فوائد هذه الآية الكريمة: عموم ملك الله للسماوات والأرض؛ يؤخذ من الإضافة ﴿مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾، والمفرد المضاف يفيد العموم، واسمع إلى قول الله تعالى: ﴿وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا﴾ [النحل ١٨] فإن ﴿نِعْمَةَ﴾ مفرد، ولا يحتاج إلى عدد، لو أخذنا بظاهره لقلنا: النعمة واحدة، لكن لما كان المفرد المضاف يفيد العموم صح أن يقول: ﴿لَا تُحْصُوهَا﴾؛ ولهذا لو قال الإنسان: عبدي حر، وعنده أَعْبُد مَنْ يَعْتِق منهم؟ الجميع إلا إذا كان له نية بعبدٍ خاصٍّ، ولو قال: زوجتي طالق، وعنده أربع؟ تطلق الزوجات كلهن ما لم يَنْوِ واحدة؛ لأن المفرد المضاف يكون للعموم.
من فوائد هذه الآية الكريمة: أن الله سبحانه وتعالى لما ذكر ما جرى بينه وبين عيسى عليه الصلاة والسلام، وأن عيسى تبرأ مما يدّعيه النصارى فيه، بيّن أن لله ملك السماوات والأرض، وأن عيسى لا يصلح أن يكون إلهًا، لا هو ولا غيره؛ لأنهم لا يملكون شيئًا مما في السماوات والأرض.
* فيستفاد من هذا: اختصاص ملك السماوات والأرض وما فيهن لله عز وجل، وجه الاختصاص تقديم الخبر.
والقاعدة: أن تقديم ما حقه التأخير يفيد الحصر، سواء كان هذا الذي حقه التأخير خبرًا، أو مفعولًا، أو غير ذلك مما حقه التأخير.
* من فوائد هذه الآية الكريمة: عموم ملك الله للسماوات والأرض، يؤخذ من الإضافة ﴿مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾، والمفرد المضاف يفيد العموم، واسمع إلى قول الله تعالى: ﴿وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا﴾ [النحل ١٨] فإن ﴿نِعْمَةَ﴾ مفرد، ولا يحتاج إلى عدد لو أخذنا بظاهره لقلنا: النعمة واحدة، لكن لما كان المفرد المضاف يفيد العموم صح أن يقول: ﴿لَا تُحْصُوهَا﴾.
ولهذا لو قال الإنسان: عبدي حر، وعنده أعبد من يعتق منهم؟ الجميع، إلا إذا كان له نية بعبد خاص.
ولو قال: زوجتي طالق، وعنده أربعة؟ تطلق الزوجات كلهن ما لم ينوِ واحدة؛ لأن المفرد المضاف يكون للعموم.
* من فوائد الآية الكريمة: أن السماوات جمع عدد، وقد بين الله تعالى في كتابه أنها سبع سماوات، فقال تعالى: ﴿قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ﴾ [المؤمنون ٨٦] إذن فالسماوات سبع، وهي طباق كما قال الله تعالى عن نوح: ﴿أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا﴾ [نوح ١٥] أي: متطابقة بعضها فوق بعض، وبينها مسافات كما دل على ذلك حديث المعراج حيث كان جبريل عليه السلام يصعد بالنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم سماء بعد سماء، كلما أتى سماء استفتح واستفهم أهلها: من هذا؟ من معك؟ هل هو رسول؟
وعلينا أن نؤمن بهذا، وأن ننكر قول أولئك الفلاسفة الذين يقولون: إنه ليس هناك شيء، ليس هناك سماوات، وإنما هي مجرات ونجوم، وما أشبه ذلك، وفضاء لا نهاية له، فإن هذا كذب؛ لأنه يخالف ما جاء في الكتاب والسنة، وليسوا أعلم بالله من خلق الله عز وجل.
* من فوائد الآية الكريمة: بيان الحكمة من إفراد الأرض وجمع السماوات، الأرض أفردها الله عز وجل في كل موضع ذكرها يفردها سبحانه وتعالى وإن كان في القرآن إشارة إلى أنها سبع في قوله تعالى: ﴿اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ﴾ [الطلاق ١٢]، ولعل من فائدة ذلك وحكمته أن الإنسان إذا ملك ظاهر الأرض ملك إلى (...)، كل ما تحتها من أراضٍ فهي ملك له، ويشهد لهذا قول النبي ﷺ: «مَنِ اقْتَطَعَ شِبْرًا مِنَ الْأَرْضِ ظُلْمًا طَوَّقَهُ اللَّهُ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ سَبْعِ أَرَضِينَ»[[أخرجه مسلم (١٦١٠ / ١٣٧) من حديث سعيد بن زيد. ]] لأنه يملك القرار إلى آخر الأرض السابعة، أخذ العلماء من هذا أنه كما يملك القرار يملك الهواء إلى السماء، لو أراد أحد أن يبني على ساحة بيته رفًّا، يسمونه أيش؟
* طالب: (...).
* الشيخ: لا، قصدي رف يجلس عليه! لا إله إلا الله! فرندا أو بلكونة؟ طيب لو أراد أن يبني على فناء بيت جاره بلكونة، فإنه يمنعه حتى لو كانت عالية، لو أن أشجارهم امتدت أغصانها إلى هواء جاره طالبه بقطعها، أو ليها إذا أمكن، إذن الهواء إلى أين؟ إلى السماء، القرار إلى الأرض السابعة؛ لأنها كلها أرض واحدة عبّر الله عنها بالإفراد.
* ومن فوائد هذه الآية الكريمة: أن السماوات والأرض فيهن شيء، ﴿وَمَا فِيهِنَّ﴾ وهذا أمر معلوم، السماوات فيها الملائكة، والأرض فيها: الإنس، والجن، والشياطين، كذلك أيضًا هناك غير ما فيه حياة: الجبال، السحب، النجوم كلها ثابتة لله عز وجل لله ملكه.
* ومن فوائد هذه الآية الكريمة: عموم قدرة الله عز وجل على كل شيء؛ لقوله تعالى: ﴿وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾، وهذه العبارة -أعني هذه الصفة- مطلقة ﴿عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ وهل هو قدير على ما لا يشاء؟
نعم، قدير على ما لا يشاؤه، فإذا شاءه وقع، وبهذا نعرف خطأ من يعبر من الناس فيقول: إنه على ما يشاء قدير، ما يجوز هذا، لا يجوز؛ لأنك إذا قلت: إنه على ما يشاء، وقدّمت أيضًا المعمول خصصت قدرته بأيش؟ بما يشاؤه دون ما لا يشاؤه، وهذا غلط، هو قادر على ما يشاء وما لا يشاء، لكن ما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن.
قال بعض المتأخرين: وإذا قلت: إنه على ما يشاء قدير، فقد وافقت القدرية؛ لأنهم يقولون: إن الله لا يشاء أفعال العبد، وإذا كان لا يشاؤها لم يكن له قدرة عليها.
فالجملة هذه أيضًا: ترمي إلى قول مبتدع قول القدرية، فإذا سمعت أحدًا يقول: إنه على ما يشاء قدير، قل له: قدير، وعلى ما لا يشاء قدير، وليس لك الحق أن تقيد ما أطلقه الله عز وجل من الصفة، الله تعالى أطلقها ﴿وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ لا تقيد.
فإذا قال قائل: إذا قررتم هذا فكيف تجيبون عن قوله تعالى: ﴿وَهُوَ عَلَى جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاءُ قَدِيرٌ﴾ [الشورى ٢٩]؟
قلنا: المشيئة هنا عائدة إلى الجمع؛ يعني: أنه إذا شاء جمعهم فهو قدير عليه، لا يعجز عنه خلافًا لمن يقول: إنه لا يقدر على جمعهم، وأنكروا البعث، فيكون التقييد بالمشيئة هنا للجمع لا للقدرة.
فإن قال قائل: ما تقولون في الرجل الذي يدخل الجنة آخر من يدخلها، فإذا قال الله له: هذا لك، قال الله تعالى: «إِنِّي عَلَى مَا أَشَاءُ قَادِرٌ»[[أخرجه مسلم (١٨٧ / ٣١٠) من حديث ابن مسعود.]]؟
نقول: نعم، هنا المشيئة قُيّدت بفعل معين؛ يعني كأن الله يقول له: إني شئته فأنا قادر عليه، مثل قوله: ﴿وَهُوَ عَلَى جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاءُ قَدِيرٌ﴾ والمهم أنه ليس لنا أن نقيد ما أطلقه الله عز وجل، بل نقول: إن الله على كل شيء قدير.
{"ayah":"لِلَّهِ مُلۡكُ ٱلسَّمَـٰوَ ٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَمَا فِیهِنَّۚ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَیۡءࣲ قَدِیرُۢ"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق