الباحث القرآني
ثم قال الله تبارك وتعالى: ﴿وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلًّا مِنْ سَعَتِهِ﴾ [النساء ١٣٠] ﴿إِنْ يَتَفَرَّقَا﴾ الضمير يعود على من؟ على الزوجين، على الزوجة التي خافت من بعلها نشوزًا وإعراضًا، وعلى الزوجة التي تركها زوجها كالمعلقة. ومن المعلوم أنه لن يعرض عنها إلا لكراهته لها، ولم يجعلها كالمعلقة إلا لكراهته لها، وحينئذ يحصل التفرق، إذا تفرقا فإن الله سبحانه وتعالى ييسر لكل واحد منهما ما يحصل به الغنى من سعة الله ﴿يُغْنِ اللَّهُ كُلًّا مِنْ سَعَتِهِ﴾ بماذا؟
قال بعضهم: يغني الزوج بزوجة صالحة يسعد بها، ويغني الزوجة بزوج صالح تسعد به، يعني أن الزوج يجد امرأة والزوجة تجد زوجًا.
وقال بعضهم: ﴿يُغْنِ اللَّهُ كُلًّا مِنْ سَعَتِهِ﴾ سواء بإبدال الزوج الأول أو بالسلوان والنسيان، وأن يكون الأمر كأن لم يكن، ولكن هذا القول ضعيف؛ لأن السلوان وعدم ذكر أحدهما الآخر ليست إغناء، الإغناء أن يوجد ما يستغني به الإنسان، وهذا لا يكون إلا بأيش؟ إلا بزوج؛ بزوج للزوجة وزوجة للزوج، وهذا وعد من الله عز وجل، وعد من القادر الذي يقدر على أن يبعث للمرأة زوجًا تسعد به، أو للرجل زوجة يسعد بها، وهو وعد حق وصدق؛ لأن الواعد به من هو؟
* الطلبة: الله.
* الشيخ: الله الذي لا يخلف الميعاد على كل شيء قدير، لكن أحيانًا يتخلف هذا لشك الإنسان وعدم ثقته وإيمانه، فيحصل هذا المانع، ولا يتحقق الموعود.
﴿وَكَانَ اللَّهُ وَاسِعًا حَكِيمًا﴾: ﴿وَاسِعًا﴾ أي: ذا سعة عظيمة في جميع الصفات، واسع في علمه ﴿رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا﴾ [غافر ٧]، واسع في قدرته ﴿إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ [البقرة ٢٠]، واسع في حكمته، ولهذا قرن الحكمة به، واسع في سمعه وبصره، في كل صفاته عز وجل، وواسع في إحاطته، محيط بكل شيء ﴿وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ﴾ [البقرة ١١٥]، المهم أنه جل وعلا واسع بمعنى الكلمة، على أوسع ما يكون، ﴿حَكِيمًا﴾ أي: ذا حكمة، وأيش؟ وحكم، فهو الذي له الحكم الكوني والشرعي، وهو الذي له الحكمة الصورية أو الغائية، أفهمتم هذا؟
أولًا: الحكم لله عز وجل ﴿إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ﴾ [الأنعام ٥٧]، حكم الله عز وجل كوني وشرعي، فما قضاه في خلقه فهو كوني، وما شرعه لخلقه فهو شرعي، هذا الضابط، الحكم الكوني ما قضاه الله في خلقه، والحكم الشرعي ما شرعه الله لخلقه عز وجل ﴿حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ﴾ [المائدة ٣] هذا حكم شرعي، كذا ﴿خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ﴾ [الأنعام ١]، هذا حكم كوني، أما المثال لنفس الحكم بهذه المادة فقول الله تبارك وتعالى في سورة الممتحنة قال: ﴿ذَلِكُمْ حُكْمُ اللَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ﴾ [الممتحنة ١٠]، وهذا حكم شرعي، وقال: ﴿أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا﴾ [المائدة ٥٠] وهذا حكم؟
* الطلبة: شرعي.
* الشيخ: هذا شرعي ﴿أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ﴾، وقول أخي يوسف ﴿لَنْ أَبْرَحَ الْأَرْضَ حَتَّى يَأْذَنَ لِي أَبِي أَوْ يَحْكُمَ اللَّهُ لِي﴾ [يوسف ٨٠]؟
* الطلبة: كوني.
* الشيخ: هذا كوني. طيب ﴿أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ﴾ [التين ٨]؟
* الطلبة: كوني شرعي.
* الشيخ: كوني شرعي بارك الله فيكم. الحكمة قد تكون الشيء حكمة في صورته التي خلقها الله عليها، وقد تكون حكمة في الغاية منه ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾ [الذاريات ٥٦] هذه حكمة لبيان الغاية الحميدة في خلق الإنس والجن، ﴿لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ﴾ [التين ٤] هذه حكمة صورية، بمعنى ما هو صورية ليس لها معنى، صورية يعني يكوّنه على هذه الصورة المعينة، هذه من حكمة الله عز وجل. ارتفاع الشمس بهذا المقدار، وارتفاع القمر بهذا المقدار، تعاقب الليل والنهار على هذا الوجه، كله من الحكمة الصورية، يعني أنه كان على هذه الصورة هو الحكمة، ولو اختلف لفاتت الحكمة.
فعلى هذا نقول: الصور هنا أربعة: حكمة في الشرع، حكمة في القدر، حكمة في الصورة، حكمة في الغاية.
إذا آمنت بهذا علمت أن الله عز وجل لا يمكن أن يحدث شيئًا، ولو أعظم الشر وأعظم الضرر، إلا لحكمة، هذه الحروب اللي وقعت والتي تقع الآن كلها لحكمة، وإذا آمنا بذلك صبرنا وانتظرنا الفرج، ويحصل الفرج بإذن الله، لا نقول: والله ليش أن الله قدر هذا أو نتسخط أو نقول: ليس فيه حكمة، لا، يجب أن نؤمن بأن ذلك لحكمة؛ لأنه قدر الله، وقدر الله لا شك أنه لحكمة، كذلك في الشرع إذا أمرنا الله بشيء أو نهانا عن شيء، حتى وإن كنا لا نعلم حكمته، يجب أن نعلم أن له أيش؟ أن له حكمة؛ لأن هذا من مقتضى اسم الحكيم، خلق الله عز وجل الشياطين وسلطها على من شاء من عباده، وخلق الله الشر، والأمراض، والفقر وغيره، هل هذا حكمة؟
* طلبة: نعم.
* الشيخ: حكمة لا شك؛ لأننا نعلم أن الله لا يقدّر شيئًا إلا لحكمة، فنرضى ونسلم، والحقيقة أن عدم الرضى بالقدر يعني الطعن في حكمة الله، ففائدة علم الإنسان بحكمة الله أنه يرضى ويسلم ويعلم أن ما شرعه الله فهو حق، وأن ما قدره فهو حق، وحينئذ يستسلم تمامًا للقضاء والقدر.
* من فوائد هذه الآية الكريمة: الإشارة إلى التفريق بين الزوجين في حال عدم التوافق، وجه ذلك أن الله وعد على التفرق خيرًا فقال: ﴿وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلًّا مِنْ سَعَتِهِ﴾، وهذا هو الحق، أننا إذا لم نجد سبيلًا إلى الإصلاح بين الزوجين والوئام بينهما فإن السبيل الوحيد هو التفريق؛ ليسعد كل منهما في حياته، ولنا دليل على هذا من السنة: «جاءت امرأة ثابت بن قيس بن شماس رضي الله عنه»، وثابت بن قيس بن شماس رضي الله عنه من المبشرين بالجنة، يعني: مقامه رفيع، «جاءت إلى رسول الله ﷺ فقالت: يا رسول الله، ثابت بن قيس لا أعيب – أو قالت: لا أعتب- عليه في خُلق ولا دين». رجل مستقيم في خلقه، مستقيم في دينه، «ولكني أكره الكفر في الإسلام». والمراد بالكفر كفر العشير، يعني بألا تقوم بواجبه، لكراهتها له، تكرهه كرهًا عظيمًا، فقال لها: «أَتَرُدِّينَ عَلَيْهِ حَدِيقَتَهُ؟». وأيش الحديقة؟ مهر أمهرها، حديقة، بستان، نعم، لكن الله أعلم إن البساتين رخيصة في ذلك الوقت، حتى لا تحتج النساء علينا فتقول: البستان يسوى ملايين.
قال: «أَتَرُدِّينَ عَلَيْهِ حَدِيقَتَهُ؟». قالت: نعم يا رسول الله.» فقال الرسول ﷺ لثابت: «اقْبَلِ الْحَدِيقَةَ وَطَلِّقْهَا تَطْلِيقَةً». فقبلها وطلقها »[[أخرجه البخاري (٥٢٧٣) من حديث ابن عباس رضي الله عنهما.]].
وقد ذهب إلى هذا بعض العلماء وقال: إنه إذا قالت المرأة: أنا لا أستطيع البقاء مع الزوج إطلاقًا، وإن أبقيتموني معه أحرقت نفسي، قال: إن القاضي يُلزِم الزوج بالطلاق إذا ردت عليه مهره، وهذا القول ليس ببعيد من صواب، والله تعالى أشار في هذه الآية إلى أن التفرق أيش؟ أولى وأحسن؛ لأن الله وعد به خيرًا.
* ومن فوائد هذه الآية الكريمة: رحمة الله عز وجل بعباده، أن المرأة والرجل إذا انكسرا بالفراق بينهما جبرهم الله عز وجل بماذا؟ بالإغناء: يغني كلا من سعته.
* ومن فوائد هذه الآية الكريمة: سد باب اليأس على الزوجين المتفارقين، نعم سد باب اليأس من رحمة الله، حيث قال: ﴿مِنْ سَعَتِهِ﴾ [النساء ١٣٠] ولم يقل: يغنِ كلًّا فقطْ، قال: ﴿مِنْ سَعَتِهِ﴾؛ إشارة إلى أن فضل الله واسع وأن لا تيأس حتى لو استبعدت أن الله يبدلك بخير منها، أو أن الله يبدلها بخير من زوجها، فلا تستبعد؛ لأن الله سيغنيك من أي شيء؟ من سعته.
* ومن فوائد هذه الآية الكريمة: أن الله تعالى واسع وحكيم؛ لقوله: ﴿وَكَانَ اللَّهُ وَاسِعًا حَكِيمًا﴾، وهذه من حكمته.
* ومن فوائدها: أن هذه السعة التي وعد الله تعالى بالإغناء منها مبنية على حكمة، وكأن هذا والله أعلم إشارة إلى أنه لو تخلف هذا الموعود فإنه لن يتخلف إلا لحكمة، وأحيانًا يمنع الله سبحانه وتعالى الإنسان ما يحب لمصلحة عظيمة، أحيانًا يبتليه بما يملأ قلبه غمًّا وهمًّا دائمًا، لكن لحكمة عظيمة، ما هي؟ أن هذا الذي يصيبه الإنسان من هم وغم وفوات محبوب كله يكفر الله به عنه، ونحن نعلم أن الدنيا تمشي وينسى الإنسان ما حصل له، لكن يجد أجره وفائدته عند الله عز وجل، ولهذا لما أخبر النبي عليه الصلاة والسلام «أن الحُمَّى تُكفِّر الذُّنُوبَ، قال له أحد الصحابة، ونسيت من هو: يا رسول الله، ولكن إذا ابتُليتُ بحمى يعني لا تَمْنَعُني الصلاة مع الجماعةِ ولا فعلَ الخيرِ، فهل يُكفِّر الله به عني؟ قال «نَعَمْ». فسأل الله عز وجل أن يبتليَه بحُمّى لكنها لا تمنعه من صلاة ولا صيام، يعني ولا خير، لأجل أن تكفِّر عنه»[[أخرجه الطحاوي في مشكل الآثار (٢٢١٩).]]، ولكن هذا من اجتهاد، والأولى أن تسأل الله العافية؛ فإن العافية أوسع من العقوبة لا شك.
لكن على كل حال إنه إذا تخلف الموعود في قوله تعالى: ﴿يُغْنِ اللَّهُ كُلًّا مِنْ سَعَتِهِ﴾ فإننا نعلم أنه تخلف لحكمة عظيمة قد يجد الإنسان ثمراتها في المستقبل؛ إما في الدنيا وإما في الآخرة.
* ومن فوائد هذه الآية الكريمة: إثبات الحكمة لله عز وجل.
ويتفرع على هذا فائدة عظيمة مسلكية منهجية، وهي: الرضا بأيش؟ بقضاء الله وشرع الله، ترضى لأنك تعلم أن هذا عن حكمة، حتى وإن كان فيه فوات مالك أو ولدك، فاعلم أنه لحكمة، وأنت إذا آمنت بهذا فسوف يسهل عليك كل مصيبة، كل مصيبة تسهل عليك إذا علمت أن ما أصابك من الله وأن الله تعالى ذو حكمة عظيمة فيما يقدر.
* طالب: قال الله تبارك وتعالى: ﴿فَلَا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ﴾: ﴿فَتَذَرُوهَا﴾ منصوب أم مجزوم؟
(...)
* طالب: شيخ، ﴿فَتَذَرُوهَا﴾ مجزومة أم منصوبة (...)؟
* الشيخ: ما تقولون يا إخوان؟ الفاء في قوله: ﴿فَتَذَرُوهَا﴾ هل هي فاء السببية والفعل بعدها منصوب أو فاء العطف والفعل بعدها مجزوم؟
* طالب: الثانية.
* الشيخ: أيها؟
* الطالب: العطف.
* الشيخ: طيب.
* طالب: منصوبة يا شيخ.
* الشيخ: الأقرب الأول، قولان.
* طالب: شيخ.
* الشيخ: نعم؟
* الطالب: منصوب بـ(...).
* الشيخ: ترجٍّ إي نعم هو الظاهر، الظاهر أن الأخ يقول: إنها منصوبة، ولا تذروها فبسبب ترككم إياها، نعم..
* طالب: ﴿فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ﴾.
* الشيخ: ﴿فَلَا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ﴾ فبسبب ميلكم كل الميل تذروها كالمعلقة يعني مبنية على ما سبق.
* طالب: أحسن الله إليكم، فسرنا في قوله تعالى الإغناء بإبدال الزوج أو السلوان، فهل يكون في هذا تضييق للواسع أن يكون إغناء حيث الله جل وعلا لم يقيده ولم يحدده، ألم يكن مثلًا بخير ترتاح إليه النفس من كلا الزوجين قد يكون الإبدال..؟
* الشيخ: لكن الإغناء بدل المفقود الغالب أنه يكون بما يماثله، هذا الغالب.
* طالب: شيخ، بارك الله فيكم، استفسار: هل في حديث ثابت بن قيس بن شماس أمره ﷺ له بأن يقبل الحديقة وليطلقها يعني أمر إلزام أو هو مثل شفاعته لزوجة مغيث الجارية؟
* الشيخ: لا، بريرة ومغيث قالت له بريرة: أتأمرني فسمع وطاعة، أتشير علي لا حاجة لي فيه. لكن هنا علم الرسول عليه الصلاة والسلام؛ علم أنه لن تصلح الحال بينهما، فأمره أمر إلزام.
* الطالب: أمر إلزام يكون بسبب يقبل.
* الشيخ: إي نعم يكون.
* طالب: إذا كان الزوج ذميم الخلق فهل هذا سبب يكفي للتفرق، وهل تدخل المرأة من بعد هذا..؟
* الشيخ: أولًا نقول: إذا كان ذميم الخلقة، فإذا كانت لا تستطيع النظر إليه، لا تستطيع إطلاقًا النظر إليه، ويضيق صدرها فنعم، كما أن الخلق أيضًا عيب عظيم، ولهذا قالت: «لا أعيب عليه في خلق ولا دين». وهذا يدل أيضا على أن المرأة إذا عابت زوجها بخلق ودين فلها سؤال الطلاق.
* طالب: إذا كانت المرأة لا تريد زوجها أبدًا ولكن والدها يَرجعها إليه، فهل تسقط ولايته؟
* الشيخ: إي نعم، يعني هذا يقع كثيرًا يكون الأب يريد أن تبقى ابنته مع زوجها على كل حال، وهي لا تريده أبدًا، نقول: ينفصل الأب، نأتي للقاضي.
* طالب: المرأة التي عقد عليها ولم يدخل بها، هل يجب العدل بينها وبين المرأة الأخرى؟
* الشيخ: لا؛ لأن الله تعالى أمر بالعدل، لكن قال الله في القرآن الكريم: ﴿عَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ﴾ [النساء ١٩] والعرف أنه إذا لم يدخل عليها فليس لها قسم.
* الطالب: في كل شيء؟
* الشيخ: نعم؟
* الطالب: في الهدايا؟
* * *
* طالب: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ﴿وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ وَإِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ غَنِيًّا حَمِيدًا (١٣١) وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا (١٣٢) إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ أَيُّهَا النَّاسُ وَيَأْتِ بِآخَرِينَ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى ذَلِكَ قَدِيرًا (١٣٣) مَنْ كَانَ يُرِيدُ ثَوَابَ الدُّنْيَا فَعِنْدَ اللَّهِ ثَوَابُ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا بَصِيرًا﴾ [النساء ١٣١ - ١٣٤]
* الشيخ: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، سبق لنا أن تكلمنا على قول الله تعالى: ﴿وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ﴾ وبينا فوائدها؟
فهل هذه الآية تناقض ما سبق في أول السورة؟
* طالب: (...).
* الشيخ: لا تناقضها، كيف الجمع؟
* طالب: قلنا: الله عز وجل قال: ﴿فَلَا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ﴾، فبينت أن المراد أن المحرم هو الميل الكلي، أما إذا مال بعض الشيء فإنه لا حرج عليه.
* الشيخ: لا حرج عليه في الجمع بين المرأتين. توافقون على ذلك؟
* طلبة: نعم.
* الشيخ: قوله: ﴿وَإِنْ تُصْلِحُوا وَتَتَّقُوا﴾ وفي الآية التي قبلها: ﴿وَإِنْ تُحْسِنُوا وَتَتَّقُوا﴾؟
* طالب: لما كان للرجل زوجتان سوف يميل لإحداهما على الأخرى، فصار من المؤكد أنه سوف يقع بين الزوج والزوجة شقاق ونزاع، فإنه أمره الله تبارك تعالى هنا بـ..
* الشيخ: حثه.
* الطالب: حثه على الإصلاح، إصلاح الزوجة بين الزوجة بينما في الأولى (...) قال: الإنسان يتطلب الإصلاح
* الشيخ: ما هو واضح، من عنده جواب أوضح من ده.
* طالب: في الآية الثانية ﴿وَإِنْ تُصْلِحُوا وَتَتَّقُوا﴾ يكون للرجل زوجتان، فيميل إلى إحداهما على الأخرى، فيحصل بينهما شقاق ونزاع، فيحتاج أن يصلح بينهما، أما الآية الأولى ففي الشقاق بين الرجل وامراته فيحتاج إلى الإحسان.
* الشيخ: والمقام مقام الإحسان، تمام.
وفي قوله تعالى: ﴿وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلًّا مِنْ سَعَتِهِ﴾ ما يشير إلى؟
* طالب: إلى أن التفرق أولى وأحسن إن لم يمكن الجمع؛ لأن الله عز وجل وعد على ذلك بالإغناء، يغني كل واحد منهما.
* الشيخ: يعني فيه الإشارة إلى أنه إذا لم يمكن الاتفاق فأيش؟
* الطلبة: فالتفرق أولى.
* الشيخ: فالتفرق أولى، نعم.
لماذا قال الله عز وجل: ﴿مِنْ سَعَتِهِ﴾ ولم يقل: من عنده؟
* طالب: ﴿مِنْ سَعَتِهِ﴾ حتى يدل على عظم العطاء الذي يعطيهم الله إياهم.
* الشيخ: كيف؟
* الطالب: فتتسعُ عيشة كل منهم.
* الشيخ: لأنهما مع الشقاق ستكون عيشتهما.
* الطالب: نكدة.
* الشيخ: نكدة ضيقة فقال: ﴿يُغْنِ اللَّهُ كُلًّا مِنْ سَعَتِهِ﴾.
{"ayah":"وَإِن یَتَفَرَّقَا یُغۡنِ ٱللَّهُ كُلࣰّا مِّن سَعَتِهِۦۚ وَكَانَ ٱللَّهُ وَ ٰسِعًا حَكِیمࣰا"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق