الباحث القرآني
الشيخ: قال الله تعالى: ﴿إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ﴾ هذه الجملة كما ترون مؤكدة بمؤكدين: المؤكد الأول: (إن)؛ لأن (إن) للتوكيد، والمؤكد الثاني: اللام، والمؤكد الثالث: (هو)؛ لأن (هو) ضمير فصل، وضمير الفصل له ثلاث فوائد: الفائدة الأولى: الحصر، والثانية: التوكيد، والثالثة: الفرق بين الصفة والخبر.
ويتضح ذلك بالمثال، فإذا قلت: زيد هو الفاضل، فهنا هو ضمير فصل. أفادت هذه الفوائد الثلاث، أفادت الحصر، حصر الفضل في زيد، زيد هو الفاضل، وأفادت التوكيد؛ لأن قولك: زيد الفاضل دون قولك: زيد هو الفاضل، في توكيد أفضليته، الثالث: الفصل بين الصفة والخبر، بأنك لو قلت: زيد الفاضل لتشوَّف المخاطب إلى خبر، طيب زيد الفاضل ويش حاله؟ فإذا قلت: زيد هو الفاضل، عُلم أن كلمة الفاضل أيش؟ هي الخبر.
هنا لو كان في غير القرآن وقيل: هذا القصص الحق، استقام الكلام، ولكن يفوت في الكلام أيش؟ هذه المؤكدات الثلاثة.
وقوله عز وجل: ﴿إِنَّ هَذَا﴾ المشار إليه ما ذكره الله تعالى في شأن عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام، وتعرفون أن الله تعالى تحدث عن عيسى ابن مريم في هذه الآيات حديثًا مسهبًا طويلا عنه وعن أمه.
وقوله: ﴿لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ﴾ القصص مصدر قص يقص قصًّا وقَصصًا، لكنه هنا يحتمل أن يكون مصدرًا بمعنى الفعل، ويحتمل أن يكون مصدرًا بمعنى اسم المفعول، أي: إن هذا لهو المقصوص الحق. وسواء قلنا بهذا أو بهذا فالمؤدى واحد، فإن هذا القصص الحق.
والحق هنا صفة للقصص، والحق إن قيل في مقابلة الحكم فهو بمعنى العدل، وإن قيل في مقابلة الخبر فهو بمعنى الصدق؛ لقوله تعالى: ﴿وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا﴾ [الأنعام ١١٥] فإذا قيل لك: حكَم القاضي على فلان لفلان بكذا، فقلت: هذا حكمٌ حق، فالمعنى عدل، وإذا قيل لك: أخبَرنا فلان بكذا، فقلت: هذا حق، أي صدق، فالحق إن كان في مقابلة الحكم فهو بمعنى العدل، وإن كان في مقابلة الخبر فهو بمعنى الصدق، هنا هل هو بمعنى الخبر؟ يعني هل هو في مقابل الخبر أو في مقابل الحكم؟ الخبر؛ لأن القصص خبر ﴿كَذَلِكَ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ مَا قَدْ سَبَقَ﴾ [طه ٩٩].
﴿إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ﴾ أي الصدق الذي لا يخالف الواقع، بل يطابقه تمام المطابقة، فما قاله النصارى في عيسى ابن مريم مما خرج عن خبر الله عنه فهو كذب باطل.
﴿إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ﴾ ثم قال تعالى: ﴿وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا اللَّهُ﴾ هذه الجملة كما ترون أيضًا فيها حصر وفيها توكيد؛ أما الحصر فطريقه النفي والإثبات، النفي في قوله: ﴿مَا﴾، والإثبات في قوله: ﴿إِلَّا﴾، وأما التوكيد ففي قوله: ﴿مِنْ إِلَهٍ﴾؛ لأن (من) حرف جر زائد من حيث الإعراب، لكنه يزيد المعنى، هو زائد من حيث الإعراب لكنه يزيد المعنى، ماذا يزيد المعنى؟ يزيد المعنى توكيدًا.
ولهذا نقول: إن الحروف الزائدة في القرآن الكريمة هي زائدة زائدة، زائدة من حيث الإعراب، زائدة من حيث المعنى؛ أي أنها تفيد معنى زائدًا على ما لو لم تكن موجودة
وقوله: ﴿مَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا اللَّهُ﴾، إله بمعنى مألوه، والمألوه هو المعبود محبة وتعظيمًا، ولا يصدُق هذا حقًّا إلا على الله عز وجل.
وكلمة (إله) هنا على وزن فِعَال، ولكنها بمعنى مفعول، والكلمة هذه -أعني (إله) بمعنى مألوه أو فِعال بمعنى المفعول- كثيرة في اللغة العربية كالغراس والبناء والفراش والوطاء وما أشبه ذلك، غراس مغروس، وبناء بمعنى مبني، فراش بمعنى مفروش، إله بمعنى مألوه.
فما معنى مألوه؟ قلنا: هو المعبود محبة وتعظيمًا، هذا المألوه.
وقوله: ﴿وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا اللَّهُ﴾، (إلا) هذه أداة استثناء، والجملة التي قبلها فيها شيء محذوف تقديره: وما من إله حق إلا الله، وعلى هذا فنعرب كلمة ﴿اللَّهُ﴾ بدل من الخبر محذوف الذي تقديره: وما من إله حق إلا الله. ﴿إِلَّا اللَّهُ﴾ يعني خالق السماوات والأرض عز وجل، فعيسى ليس بإله، وأمه ليست بإله، وجبريل ليس بإله، وميكائيل ليس بإله، ولا أحد يستحق هذا الوصف إلا خالق السماوات والأرض عز وجل، ولهذا قال: ﴿مَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا اللَّهُ﴾.
هذه الجملة مؤكدة ولّا غير مؤكدة؟
* طلبة: مؤكدة.
* الشيخ: بماذا؟ بمن الزائدة، وفيها حصر وطريقه النفي والإثبات.
﴿وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا اللَّهُ﴾ كلمة ﴿اللَّهُ﴾ هي علم خاص بالرب عز وجل، لا يسمَّى به غيره، ولا يوصف به غيره، وهو في الأصل (إله)، لكن لكثرة الاستعمال حذفوا الهمزة وقالوا: الله، كما حذفوا الهمزة في قولهم: الناس، وأصله (أناس)، وكما حذفوها في كلمة: خير وشر، (فلان خير من فلان) أي أخير منه، لكن لكثرة الاستعمال حذفوا الهمزة، وكذلك (شر)، ﴿أُولَئِكَ شَرٌّ مَكَانًا﴾ [المائدة ٦٠] أصلها (أشر)، لكن حُذفت الهمزة لكثرة الاستعمال.
﴿وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾ هذه الجملة كما ترون أيضًا مؤكدة بمؤكدات.
* طالب: (إن) واللام وضمير الفصل.
* الشيخ: أحسنت، يعني بمؤكدات ثلاثة: إن واللام وضمير الفصل.
﴿وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾ ففيها توكيد بثلاث أدوات: إن واللام، والثالث ضمير الفصل، وكما قلنا آنفا: إن ضمير الفصل يفيد الحصر، فيكون: ﴿لَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾ يعني لا غيره، ﴿وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ﴾ لا غيره ﴿الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾ العزيز من أسماء الله سبحانه وتعالى، فله العزة جميعا، ﴿فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا﴾ [فاطر ١٠]
والعزة قال العلماء: إنها ذات ثلاثة معانٍ: عزة بمعنى القدر، وعزة بمعنى القهر والغلبة، والثالث: عزة بمعنى الامتناع.
العزة بمعنى القدر: يعني أنه عز وجل ذو قدر عظيم، لا يقدره إلا الله عز وجل، ومنه قول القائل: فلان عزيز عليّ، يعني: ذو قدر عندي، له قدر عندي، فالله تعالى عزيز بمعنى: ذو قدر رفيع عظيم، هذه عزة أيش؟ القدر.
وعزة القهر: أي أنه عز وجل هو الغالب الذي لا يغلب، ومنه قوله تعالى: ﴿فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ﴾ [ص ٢٣] أي غلبني في الخطاب، فهذه عزة الغلبة، ويقول الشاعر الأول:
؎أَيْــــنَ الْمَفَــــرُّ وَالإِلَــــهُالطَّالِــــــــــــب ∗∗∗ وَالأَشْــــرَمُ المَغْلُــــوبُ لَيْــــسَالْغَالِــــب
الثالث: عزة الامتناع: عزة الامتناع أي أنه ممتنع عن أن يناله سوء، ومنه قولهم: أرض عزاز؛ لقوتها وصلابتها، فعلى هذا تكون العزة لها ثلاثة معانٍ، المعنى الأول؟
* طالب: عزة الامتناع.
* الشيخ: يعني؟
* الطالب: يعني: ذو.
* الشيخ: لا، عزة الامتناع ما هي: ذو.
* طالب: الأول قلنا: القدر.
* الشيخ: عزة قدر، والثاني؟
* الطالب: القهر
* الشيخ: والثالث؟ عزة أيش؟
* طالب: الغلبة.
* الشيخ: القدر والقهر؟
* طالب: الغلبة.
* الشيخ: لا، القهر هو الغلبة.
* طالب: امتناع.
* الشيخ: عزة الامتناع، طيب عزة القدر؟
* طالب: مثل أن يقول القائل.
* الشيخ: لا، مش معناها.
* الطالب: إن الله عز وجل ذو قدر علي.
* الشيخ: نعم ذو قدر علي ورفيع. ومنه قول القائل؟
* الطالب: قول القائل: فلان عزيز علي.
* الشيخ: نعم، الثاني: عزة القهر، ويش معناه؟
* طالب: أي عزيز.
* الشيخ: إي ويش معناها؟
* الطالب: أي الغلبة.
* الشيخ: أي الغالب، ومنه قوله تعالى؟
* الطالب: ﴿وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ﴾ [يوسف ٢١].
* الشيخ: نعم.
* الطالب: ﴿فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ﴾.
* الشيخ: ﴿فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ﴾ أي غلبني.
طيب الثالث؟
* طالب: الامتناع، أي أن الله ممتنع أن يناله سوء.
* الشيخ: أي أن الله ممتنع أن يناله سوء، ومنه قولهم؟
* الطالب: أرض عزاز.
* الشيخ: أرض عزاز، الأرض الصلبة التي لا تؤثر فيها المعاول.
لما قال المنافقون: ﴿لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ﴾ [المنافقون ٨] سلم الله لهم ذلك قال: نعم يخرج الأعز الأذل، لكن من هو الأعز؟
* الطلبة: الله ورسوله.
* الشيخ: قال: ﴿وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ﴾ [المنافقون ٨].
يقول الله عز وجل: ﴿وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾.
(الحكيم) مشتقة من الحكم والإحكام، وكل عزيز إذا اقترن في عزته الحكمة والحكم كملت عزته؛ وذلك لأن العزيز إذا غلب ولم يكن له حكمة أداه غلبته إلى الطيش، تؤديه غلبته إلى الطيش وعدم ضبط النفس، فإذا اجتمعت العزة والحكمة كمل الموصوف بهما.
أقول: (الحكيم) من الحكم والإحكام، فهو سبحانه وتعالى الحاكم ولا حاكم غيره، وهو المحكِم، أي المتقن لما حكم به، سواء كان الحكم كونيًّا أو شرعيًّا.
والإحكام الذي بمعنى الإتقان هو وضع الشيء في موضعه اللائق به، بحيث لا يقال: إن هذا غير لائق أو غير موافق، بل يكون موافقًا، مطابقًا لما تقتضيه المصلحة، إذن (الحكيم) مشتق من الحكم والإحكام.
ثم نقول: الحكم نوعان: حكم كوني وحكم شرعي، فالحكم الكوني ما قضى به الله قدرًا، والحكم الشرعي ما قضى به شرعًا، انتبه: الحكم الكوني ما قضى به قدرًا، والشرعي ما قضى به شرعًا.
والفرق بينهما ظاهر: الحكم الشرعي يتعلق فيما يحبه الله عز وجل فعلا أو تركًا، فإن نهى عن شيء فهو يحب تركه، وإن أمر بشيء فهو يحب فعله، ويمكن أن يتخلف الحكم الذي حكم الله به؛ هذا الحكم الشرعي.
الحكم الكوني يتعلق فيما يحبه وما لا يحبه، ولا يمكن أن يتخلف، لا بد أن يكون.
الفرق بينهما إذن: الحكم الكوني لا بد أن يقع، والحكم الشرعي يمكن أن يقع ويمكن ألا يقع. الثاني: أن الشرعي يتعلق فيما يحبه، والكوني يتعلق فيما يحب وما لا يحب.
يتضح هذا بالمثال: فإذا قال الله تعالى: ﴿لَا تَقْرَبُوا الزِّنَا﴾ [الإسراء ٣٢] هذا حكم شرعي، هل يمكن أن يقع من الموجه إليهم الخطاب ألا يزنوا؟ أو قد يزنون وقد لا يزنون؟
قد يزنون وقد لا يزنون، ولهذا نقول في قوله تعالى: ﴿وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ﴾ [الإسراء ٢٣] القضاء هنا شرعي؛ لأننا نرى كثيرًا من الناس، بل أكثر الناس لم يعبدوا الله، بل عبدوا غيره، أو لم يعبدوا أحدًا، فالقضاء هنا شرعي.
ثانيا: هل يقضي الله بما لا يحب شرعا؟ لا، لا يقضي إلا بما يحب، فإن كان ما يحبه تركًا جاء بصيغة النهي، وإن كان ما يحبه فعلا جاء بصيغة الأمر ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ﴾ [محمد ٣٣] طاعة الله ورسوله محبوبة إلى الله، عدم إبطال الأعمال، أيش؟ محبوب إلى الله، الأول أمر والثاني نهي.
﴿اعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا﴾ [النساء ٣٦] نفس الشيء، ﴿اعْبُدُوا﴾ أمر ﴿لَا تُشْرِكُوا﴾ نهي، فالشرك محبوب إلى الله تركه، والعبادة محبوب إلى الله فعلها، عبادة الله.
القضاء الكوني قلنا: يكون فيما يحبه الله وما لا يحبه، ولا بد من وقوعه، قال الله تعالى: ﴿وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا﴾ [الإسراء ٤]، هذا القضاء كوني ولّا شرعي؟ كوني، لا يمكن أن يكون شرعًا؛ لأن الله لا يحب الفساد ولا يحب المفسدين، لكنه كوني، وقع ولّا ما وقع؟ وقع نعم ﴿فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا﴾ إلى آخر الآيات [الإسراء: ٥].
وبعضهم يقول: إن المرة الثانية لم تقع، والله أعلم.
على كل حال القضاء الكوني يكون فيما يحب وما لا يحب، ولا بد من وقوع المقضي، ما يمكن أحد يتخلف عنه.
قال الله تعالى: ﴿فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ﴾ [سبأ ١٤] كوني ولّا شرعي؟ هذا كوني.
الحكم يكون كونيًّا ويكون شرعيًّا، ما هو الكوني؟ ما قضاه الله تعالى قدرًا، والشرعي ما قضاه شرعًا وجاءت به الرسل.
الحكم الكوني والشرعي كلاهما مقرون بالحكمة؛ لأن الله حاكم أيش؟ محكم، فلا يمكن أن يكون حكمه إلا على وفق الحكمة.
والحكمة إما في الصورة والهيئة، وإما في الغاية، وكلاهما أيضًا موجود في الشرع والقدر، يعني شرعًا وكونًا، فالمخلوقات وجودها على هذا الوصف والهيئة التي هي عليه الآن موافق للحكمة، ولّا لا؟ موافق، يعني لو تفكر في الكليات والجزئيات، فكر في الإنسان كونه على هذا الوصف لا شك أنه موافق للحكمة، ثم فكر في أجزائه الصغيرة والكبيرة تجدها كلها موافقة للحكمة.
الشرع نجده أيضا موافقا للحكمة، إن نظرت إلى الصلاة وإذا هي في غاية الحكمة، روضة من رياض العبادات، قيام وقعود وركوع وسجود، قراءة، تسبيح، تعظيم، دعاء، روضة ﴿فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ﴾ [ق ٧].
وإن نظرت إلى الزكاة فكذلك، الصيام، الحج، كل العبادات تجد أنها مطابقة لأيش؟ للحكمة في الهيئة التي هي عليها، ثم الغاية، الغاية من هذا الخلق أو من هذا الشرع لا شك أنه غاية حميدة يحمد الله عز وجل عليها ﴿وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ (٣٨) مَا خَلَقْنَاهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ﴾ [الدخان ٣٨، ٣٩] فالغاية من خلق السماوات والأرض غاية حميدة، والغاية من الشرع غاية حميدة، لا صلاح للعباد إلا بالشرع الذي يشرعه الله لهم.
حينئذ نقول: بناء على ذلك يتبين أن القول في (الحكيم) يتضمن أربع حالات: حكم كوني وحكمة صورية وغائية، حكم شرعي وحكمة صورية وغائية، فالأقسام أربعة، كلها مأخوذة من قوله: ﴿وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾.
* ففي هذه الآية الكريمة من الفوائد: تأكيد أن ما أخبر الله به عن عيسى ابن مريم هو الحق.
* ويتفرع على هذه القاعدة: أن كل ما خالفه مما تكلمت فيه النصارى في شأن عيسى فهو كذب باطل لا يوافق الواقع.
* ومن فوائد الآية الكريمة: أن من بلاغة الكلام أن يكون مطابقا للواقع، أو موافقًا لمقتضى الحال. من بلاغة الكلام أن يكون موافقًا لمقتضى الحال، وجه ذلك: أن هذه الجملة: ﴿إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ﴾ أكدت بثلاثة مؤكدات؛ لأن المقام يقتضي هذا؛ إذ إن دعاية النصارى قوية لا يبطلها إلا كلام مؤكد إما باللفظ وإما بالحال، يعني إما بالمقال وإما بالحال، وهكذا ينبغي لكل إنسان يتكلم بكلام أن تقتضي الحال أن يكون مؤكدًا، فإن البلاغة أو مقتضى البلاغة أن يؤكده.
* ومن فوائد الآية الكريمة: أن القصص قد يكون حقًّا وقد يكون باطلا، القصص من حيث هو، بقطع النظر عن القاص، قد يكون حقًّا وقد يكون باطلا كذبًا، من أين يؤخذ؟
من وصف القصص بالحق؛ لأن الأصل في الصفة أن تكون مخرِجة لما عدا الموصوف، هذا الأصل، ولهذا لو جاءت صفة غير مخرجة لما عد الموصوف يسمونها صفة كاشفة، لا مانعة.
إذن نقول: ﴿الْقَصَصُ الْحَقُّ﴾ الأصل أن ﴿الْحَقُّ﴾ صفة أيش؟ مانعة ولّا كاشفة؟ مانعة، يعني تمنع ما سواها، وعلى هذا فتكون الأخبار فيها كذب وفيها صدق من حيث هي خبر، وإنما قيدنا ذلك بقولنا: (من حيث هي خبر) ليخرج بذلك خبر من؟ خبر الله ورسوله؛ فإنه لا يحتمل الكذب بوجه من الوجوه.
* ومن فوائد الآية الكريمة: أنه لا إله في الوجود إلا الله، ولكن المراد: لا إله حق، ويتعين أن يكون ذلك هو المراد، لماذا؟ لأن هناك آلهة موجودة تعبد من دون الله، وتسمى آلهة، وينكر حصر الآلهة بواحد، قالت قريش في مخاطبتها للنبي عليه الصلاة والسلام: ﴿وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ (٤) أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ﴾ [ص ٤، ٥]، الله أكبر، العجاب أن تكون الآلهة إلهًا واحدًا، أو أن تكون الآلهة متعددة؟
الثاني، هذا العجاب، أما أن يكون الإله واحدًا، فهذا هو الصواب، لكن هم مكابرون.
على كل حال لا يوجد في الكون إله حق -يجب أن نقيد هذا- إله حق سوى من؟ سوى الله عز وجل، أما الآلهة الباطلة فهي آلهة باطلة، وإن سميت آلهة فهي كما قال الله تعالى: ﴿إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ﴾ [النجم ٢٣]
* ومن فوائد الآية الكريمة: أن سلامة العقيدة فيها الراحة التامة؛ لأنك إذا سلِمت عقيدتك وآمنت بأنه ما من إله إلا الله، فإنك لن تتجه إلى من سوى الله، ولا شك أن هذا راحة، انحصار الهدف والمقصود من أكبر أسباب راحة الإنسان، إذا تعددت الأهداف والمقاصد تبلبل الإنسان، ولهذا يذكر عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: مَن بُورِكَ له في شيءٍ فلْيلزمْهُ[[أخرجه ابن ماجه (٢١٤٧) عن أنس مرفوعا «مَنْ أَصَابَ مِنْ شَيْءٍ فَلْيَلْزَمْهُ» وقد عزاه الزركشي وغيره إلى ابن ماجه بلفظ «مَن بُورِكَ له في شَيْءٍ» ولم نجده مسندًا من حديث عمر بن الخطاب.]].
أي شيء بارك لك فيه وتشوف إنك مطمئن فيه، سيارة، بيت، زوجة، صاحب، أي شيء فالزمه، فإنه خير من أن تتنقل، بعض الناس يقول: والله بقرأ اليوم بزاد المستقنع، وباكر المنتهى، بعده الإقناع، بعده المهذب، بعده المدونة لمالك، كل يوم له كتاب، هذا يروح عليه الوقت ما هيزيد شيء، لماذا؟ لأن الهدف لم يتحد، هؤلاء المشركون أيضا هذا يعبد اللات، إذا لم تنفع راح للعزى، إذا لم تنفع لمناة، إذا لم تنفع مناصب، أحجار ثلاثة يجعلها للقدر، وواحد الرابع يجعله إلهًا يعبده، إذا لم ينفع عجن عبيطًا من التمر وجعله إلهًا، إذا لم ينفع راح إلى الشمس والقمر. على كل حال إذا كانت العقيدة السليمة بأن لا يتجه الإنسان إلا إلى الله ولا يعبد إلا الله فإنه يجد الراحة التامة، ولهذا قال: ﴿وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا اللَّهُ﴾.
وفي هذا رد على النصارى الذين قالوا: إن الله ثالث ثلاثة، لأنه قال: ﴿مَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا اللَّهُ﴾. والعجيب أن من سفه النصارى وضلالهم يقولون: الآلهة ثلاثة لكنها واحد، كيف ثلاثة وواحد؟ هل يمكن الثلاثة واحد؟ إذا جعلت الثلاثة واحدا صار ثلثا، صاروا: إله ثلث، وإله ثان ثلث، وإله ثالث ثلث، أما أن يكون كل واحد مستقلا ثم تقول: هم واحد فهذا مكابرة للمعقول.
إذن في الآية الكريمة ﴿وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا اللَّهُ﴾ رد على من؟ على النصارى الذين يقولون: إن المسيح عيسى ابن مريم إله.
* وفي الآية الكريمة من الفوائد: إثبات العزة، بل تمام العزة لله؛ لقوله: ﴿لَهُوَ الْعَزِيزُ﴾ و(أل) هنا تفيد الاستغراق، أي جميع أنواع العزة ثابتة لله سبحانه وتعالى.
* وفيها: إثبات الحكمة لله في قوله: ﴿الْحَكِيمُ﴾ وإثبات الحكم أيضًا.
* فيتفرع على هذا: أنه لا حاكم إلا الله، الحكومة السلطانية القدرية والحكومة الشرعية هي لله وحده، فمن سيطر على الخلق بالحكم السلطاني ولم يراقب الرب فقد شارك الله، أو فقد جعل نفسه شريكا مع الله في هذا الحكم، ومن شرع للناس قوانين مخالفًا لشرعه فقد جعل نفسه شريكًا مع الله، واتخذ لنفسه منصبًا لا يستحقه، لأن الذي يشرع ويحكم هو الله عز وجل، ﴿وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ﴾ لا سواه ﴿الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾.
* ويتفرع على هذا أيضًا: أن واجبنا نحو أحكام الله الكونية والشرعية التسليم والرضا والقناعة، وألا نطلب سواها؛ لأننا نعلم أنها مبنية على أيش؟ على الحكمة، مبنية على الحكمة، ولهذا كان السلف الصالح رضي الله عنهم إذا قضى الله، بل كل مؤمن ما هو السلف الصالح فقط، كل مؤمن إذا قضى الله ورسوله أمرًا لم يكن لهم الخيرة من أمرهم، حتى إنهم يجيبون إذا سئلوا عن الحكمة يجيبون بقال الله وقال رسوله، عائشة لما سألتها المرأة: ما بال الحائض تقضي الصوم ولا تقضي الصلاة؟ قالت: كان يصيبنا ذلك فنؤمر بقضاء الصوم ولا نؤمر بقضاء الصلاة[[متفق عليه؛ أخرجه البخاري (٣٢١) دون ذكر الصيام، ومسلم (٣٣٥ / ٦٩) واللفظ له من حديث عائشة.]].
والمؤمن حقًّا العابد حقًّا هو الذي يقتنع بما لا يعرف حكمته كما يقتنع بما يعرف حكمته، هذا المؤمن حقًّا، أما لا يقتنع بحكم الله إلا إذا عرف حكمته فهو في الحقيقة ليس عابدًا لله على وجه الكمال، بل عابد لهواه، إن تبينت له الحكمة يقتنع وإن لم تتبين لم يقتنع.
ولهذا نرى أن في إيجاب رمي الجمرات، وهي الحصا في مكان معين، نرى أن فيها مع إقامة ذكر الله عز وجل الذي نص عليه الرسول ﷺ أيش؟ تمام العبودية وكمالها؛ لأن كون الإنسان يحمل حصا يرميها في مكان معين تعبدًا لله هذا من كمال العبودية، كون الإنسان مثلا يصلي أو يتجنب الزنا خوفًا من الله ورجاء لثوابه في الصلاة واضح الحكمة فيه، لكن كونه يرمي حصيات في مكان معين قد لا تتضح الحكمة لولا أن الرسول أخبرنا بأنها لإقامة ذكر الله، وفيها تمام العبودية.
فالمهم أنك متى آمنت بأن الله له الحكمة في حكمه الكوني والشرعي؛ ازددت قناعة ورضا بما حكم به، أما الحكم الكوني فسينفذ عليك رضيت أو ما رضيت، لكن الشأن كل الشأن في الحكم الشرعي، هو الذي باختيارك، أما الكوني فليس باختيارك، سيكون عليك مهما كان الأمر.
* طالب: شيخ، اليهود الرد عليهم لما قالوا: ﴿عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ﴾ [التوبة ٣٠] جعلوه إلها ثانيا؟
* الشيخ: لا، ما هو بصريح هذا، ما هو بصريح بالألوهية؛ لأن البنوة دون مرتبة الأبوة، لكن النصارى صرحوا بهذا، ولهذا يقول الله لعيسى ابن مريم: ﴿أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ﴾ [المائدة ١١٦].
* طالب: شيخ، ما الفرق بين قولنا: هيئة وصورة؟
* الشيخ: الهيئة قد تكون في الأفعال والأقوال، والصورة قد تكون في الأجسام.
* طالب: الشكل.
* الشيخ: شكل الجسم.
* طالب: ﴿إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ﴾ [آل عمران ٦٢] (...) بالحق (...) الإرادة.
* الشيخ: لا.
* الطالب: نؤكد الفصل.
* الشيخ: لا، هذا مستفاد من اللفظ، من قال تأكيد! إذا قلت: هذا حق هل فيه توكيد؟ الجملة ما فيها تأكيد، الجملة نفسها ما فيها تأكيد، لكن الحق مفهوم من المعنى.
* طالب: أحسن الله إليك، إذا قيل للنصارى: كيف تقولون: إن الله ثالث ثلاثة والثلاثة إله واحد؟ قالوا: نحن لا نأخذ بهذا التفاصيل وإنما نؤمن فقط.
* الشيخ: طيب تؤمن بما لا حقيقة له؟
* الطالب: يقول: هذا مجهول ما نقدر نسأل، نؤمن بما جاء.
* الشيخ: لكن هذا من ضلالك أن تؤمن بأن ثلاثة صاروا شيئا واحدا، هذا من ضلالك، هو لو قال: إنه صفات قلنا: نعم، يمكن أن يتصف مثلا بألف صفة، لكن هم يقولون: ذوات أعيان، عيسى وأمه والرب عز وجل، صاروا واحدا، كيف يصيرون واحدا؟!
* طالب: ينبغي للإنسان أن يبحث عن الحكمة في الأشياء التي لم يرد في الشرع حكمتها، للاطمئنان؟
* الشيخ: على كل حال البحث في الحكمة للاسترشاد هذا لا بأس به، البحث عن الحكمة للاسترشاد لا بأس به، ولهذا لما أخبر النبي عليه الصلاة والسلام النساء بأنهن أكثر أهل النار قلن: بم يا رسول الله؟ علمنا ويش الحكمة، قال: «لِأَنَّكُنَّ تُكْثِرْنَ اللَّعْنَ وَتَكْفُرْنَ الْعَشِيرَ»[[أخرجه البخاري (٣٠٤) من حديث أبي سعيد الخدري، وأخرجه مسلم (٧٩ / ١٣٢) من حديث عبد الله بن عمر وجابر بن عبد الله.]]، فالذي يسأل عن الحكمة للاطمئنان لا شك أنه لا بأس به، لكن يسأل الحكمة ليقول: إن علمت بالحكمة وإلا فلا قبول، هذا ما صار مؤمنًا.
* طالب: قلنا يا شيخ: الحكم كوني وشرعي، والحكم الكوني ما يحبه الله وما لا يحبه، والشرعي فيما يحبه، ما يصير فيما لا يحبه، قال: ﴿وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا﴾ [الإسراء ٣٢]..
* الشيخ: الحكم ما هو الآن؟
* الطالب: ﴿لَا تَقْرَبُوا الزِّنَا﴾.
* الشيخ: نهي.
* الطالب: لكن الزنا ما هو..
* الشيخ: إي مكروه ولكن نحن قلنا: المحبوب إلى الله إما فعل وإلا ترك، إن كان تركا فهو منهي عنه، إن كان فعلا فهو مأمور به
* الطالب: يعني شرعي بس فيما يحب الله؟
* الشيخ: فيما يحب الله، لكن إن الله قد يحب الترك فينهانا وقد يحب الفعل فيأمرنا.
* طالب: شيخ، بالنسبة للمؤكدات يا شيخ في القرآن، يعني القرآن يعني يصدق الإنسان القرآن ولو بغير مؤكدات، الحكمة..
* الشيخ: ويش تقولون في هذا؟
* طالب: رديت عليه.
* الشيخ: نعم
* الطالب: إجابة على القصص..
* الشيخ: يقول الأخ: إذا كنا نصدق بالقرآن سواء أكد أو ما أكد ويش الفائدة من التوكيد؟
* طالب: الرد.
* الشيخ: الرد، ما كل أحد يصدق بالقرآن، لكن قد يقول: إذا كان غير مصدق ما هو مصدق سواء أكد ولّا ما أكد، نقول: هذا غير صحيح غير وارد.
أولا: لأن القرآن جرى على أسلوب العرب، والثاني: أن الشيء المؤكد لا بد أن تقتنع به النفوس أكثر حتى لو كانت مؤمنة، لا بد أن تقتنع أكثر.
* طالب: عندنا أهل نجد يا شيخ يسمون عبد العزيز، عُزَيِّز، بعضهم يسميه: عَزِيز؟
* الشيخ: نعم.
* طلبة: عَزُّوز.
* الشيخ: السؤال ويش عنه الآن؟
* الطالب: أن صفة العزة يعني من الإنسان.
* الشيخ: المؤمنون لهم عزة، والرسول له عزة، والإنسان اللي يقول: عزيز يسمي ابنه: عزيز مثل الذي سمى ابنه: حكيم في عهد الرسول الله ﷺ، في الصحابة من اسمه حكيم، وحكيم قرينة عزيز، يعني أن كلمة عزيز لا يقصد المسمي بها المعنى الذي اشتقت منه، وإنما يقصد بها مجرد العَلم فقط، ولهذا نقول: ليس فيها شيء.
* طالب: شيخ، تكلمنا عن الحكم الشرعي والحكم الكوني كل واحد منهما مقرون بالحكمة الصورية والحكمة الغائية، أيش الحكمة الصورية و...؟
* الشيخ: يعني كون الشيء على هذا الوجه موافق للحكمة، يعني يكون مثلا الإنسان يمشي على رجليه موافق للحكمة لكن لو يمشي على رأسه؟ غير موافق للحكمة.
* الطالب: والغاية؟
* الشيخ: الغاية أن الله خلق الإنسان للعبادة...
* * *
* طالب: ﴿فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِالْمُفْسِدِينَ (٦٣) قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (٦٤) يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تُحَاجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ وَمَا أُنْزِلَتِ التَّوْرَاةُ وَالْإِنْجِيلُ إِلَّا مِنْ بَعْدِهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (٦٥) هَا أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ حَاجَجْتُمْ فِيمَا لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ فَلِمَ تُحَاجُّونَ فِيمَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾ [آل عمران ٦٣ - ٦٦].
{"ayah":"إِنَّ هَـٰذَا لَهُوَ ٱلۡقَصَصُ ٱلۡحَقُّۚ وَمَا مِنۡ إِلَـٰهٍ إِلَّا ٱللَّهُۚ وَإِنَّ ٱللَّهَ لَهُوَ ٱلۡعَزِیزُ ٱلۡحَكِیمُ"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق