الباحث القرآني

قالَ أكْثَرُ المُفَسِّرِينَ، هو المَوْزُ. والمَنضُودُ: هو الَّذِي قَدْ نُضِّدَ بَعْضُهُ عَلى بَعْضٍ، كالمُشْطِ. وَقِيلَ: الطَّلْحُ: الشَّجَرُ ذُو الشَّوْكِ، نُضِّدَ مَكانَ كُلِّ شَوْكَةٍ ثَمَرَةٌ، فَثَمَرُهُ قَدْ نُضِّدَ بَعْضُهُ إلى بَعْضٍ، فَهو مِثْلُ المَوْزِ. وَهَذا القَوْلُ أصَحُّ، ويَكُونُ مِن ذِكْرِ المَوْزِ مِنَ السَّلَفِ أرادَ التَّمْثِيلَ لا التَّخْصِيصَ واللَّهُ أعْلَمُ. وَهُوَ حارٌّ رَطْبٌ، أجْوَدُهُ النَّضِيجُ الحُلْوُ، يَنْفَعُ مِن خُشُونَةِ الصَّدْرِ والرِّئَةِ والسُّعالِ، وقُرُوحِ الكُلْيَتَيْنِ، والمَثانَةِ، ويُدِرُّ البَوْلَ، ويَزِيدُ في المَنِيِّ ويُحَرِّكُ الشَّهْوَةَ لِلْجِماعِ، ويُلَيِّنُ البَطْنَ، ويُؤْكَلُ قَبْلَ الطَّعامِ، ويَضُرُّ المَعِدَةَ، ويَزِيدُ في الصَّفْراءِ والبَلْغَمِ، ودَفْعُ ضَرَرِهِ بِالسُّكَّرِ أوِ العَسَلِ. * (فصل) * وقال في (حادي الأرواح) وأما الطلح فأكثر المفسرين قالوا إنه شجرة الموز قال مجاهد أعجبهم طلح وج وحسنه فقيل لهم ﴿وَطَلْحٍ مَنضُودٍ﴾ وهذا قول علي بن أبي طالب وابن عباس وأبي هريرة وأبي سعيد الخدري وقالت طائفة أخرى بل هو شجر عظام طوال وهو شجر البوادي الكثير الشوك عند العرب قال حاديهم: ؎بشرها دليلها وقالا ∗∗∗ غدا ترين الطلح والجبالا ولهذا الشجر نور ورائحة وظل ظليل وقد نضد بالحمل والثمر مكان الشوك. وقال ابن قتيبة هو الذي نضدا بالحمل أو بالورق والحمل من أوله إلى آخره فليس له ساق بارز. وقال مسروق ورق الجنة نضيد من أسفلها إلى أعلاها وأنهارها تجري من غير أخدود وقال الليث الطلح شجر أم غيلان ليس له شوك أحجن من أعظم العضاة شوكا، وآصله عودا وأجوده صمغا. قال أبو إسحاق: يجوز أن يعني به شجر أم غَيْلان، لأن لَهُ نَوْرًا طَيِّبَ الرّائِحَةِ جِدًّا، فَخُوطِبُوا بِهِ ووُعِدُوا بِما يُحِبُّونَ مِثْلَهُ، إلا أن فَضْلَهُ عَلى ما في الدُّنْيا كَفَضْلِ سائِرِ ما في الجَنَّةِ عَلى سائِرِ ما في الدُّنْيا، فإنه ليس في الجنة إلا الأسامي. والظاهر أن من فسر الطلح المنضود بالموز إنما أراد التمثيل به الحسن لحسن نضده، وإلا فالطلح في اللغة هو الشجر العظام من شجر البوادي والله أعلم.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب