﴿وَإِنْ يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ﴾ قال الفراء: "يَعْتانونك أي يصيبونك بأعينهم" [[حكاه في اللسان ١٢/١٠ عن بعض المفسرين بمعناه، ثم نقل نحو ما بعده عن الفراء. وهو نحو ما حكي عن بني أسد: في الفخر ٨/٢٠٧، والقرطبي ١٨/٢٥٤-٢٥٥، والكشاف ٢/٤٨٤ وحكى الكلبي نحوه على ما في البحر ٨/٣١٧-٣١٨.]] ؛ وذكر: "أن الرجل من العرب كان يَمْثُل [[أي ينتصب قائما. كما في اللسان ١٤/١٣٦. وعبارة الأصل: "يميل عن".]] على طريق الإبل -إذا صَدَرَتْ عن الماء- فيُصيبُ منها ما أراد بعينه، حتى يُهلِكَه". هذا معنى قوله، وليس هو بعينه.
ولم يرد الله جلّ وعزّ -في هذا الموضع- أنهم يصيبونك بأعينهم، كما يُصيبُ العائن بعينه ما يَسْتَحْسِنُه ويَعجَب منه.
وإنما أراد: أنهم ينظرون إليك -إذا قرأتَ القرآن- نظرًا شديدًا بالعداوة والبغضاء، يكاد يُزلِقك، أي يُسقطك. كما قال الشاعر:
يَتَقَارَضُون - إذا الْتَقَوْا في مَوْطِنٍ - ... نظَرًا يُزِيلُ مَوَاطِئَ الأقْدَامِ [[المشكل ١٢٩-١٣٠ و ٣٢٥ باختصار. وذكر كذلك عن ابن قتيبة: في اللسان ١٢/١٠، والشوكاني ٥/٢٦٩. والبيت ورد أيضا: في اللسان ٩/٨٣، والكشاف ٢/٤٨٣ (أو شواهده ١٤١) ، والقرطبي ١٨/٢٥٦، والفخر ٨/٢٠٧، والبحر ٨/٣١٧. وانظر هامش المشكل ٨/١٢٩. وفي بعض الروايات: "يزل مواطن". وراجع الطبري ٢٩/٢٩-٣٠.]]
{"ayah":"وَإِن یَكَادُ ٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟ لَیُزۡلِقُونَكَ بِأَبۡصَـٰرِهِمۡ لَمَّا سَمِعُوا۟ ٱلذِّكۡرَ وَیَقُولُونَ إِنَّهُۥ لَمَجۡنُونࣱ"}