قَوْلُهُ عَزَّ وجَلَّ: ﴿وإن يَكادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ﴾ نَزَلَتْ حِينَ أرادَ الكُفّارُ أنْ يَعِينُوا رَسُولَ اللَّهِ ﷺ فَيُصِيبُوهُ بِالعَيْنِ، فَنَظَرَ إلَيْهِ قَوْمٌ مِن قُرَيْشٍ فَقالُوا: ما رَأيْنا مِثْلَهُ ولا مِثْلَ حُجَجِهِ. وكانَتِ العَيْنُ في بَنِي أسَدٍ، حَتّى إنْ كانَتِ النّاقَةُ السَّمِينَةُ والبَقَرَةُ السَّمِينَةُ تَمُرُّ بِأحَدِهِمْ فَيُعايِنُها ثُمَّ يَقُولُ: يا جارِيَةُ، خُذِي المِكْتَلَ والدِّرْهَمَ فَأْتِينا بِلَحْمٍ مِن لَحْمِ هَذِهِ. فَما تَبْرَحُ حَتّى تَقَعَ بِالمَوْتِ فَتُنْحَرَ.
وقالَ الكَلْبِيُّ: كانَ رَجُلٌ مِنَ العَرَبِ يَمْكُثُ لا يَأْكُلُ يَوْمَيْنِ أوْ ثَلاثَةً، ثُمَّ يَرْفَعُ جانِبَ خِبائِهِ فَتَمُرُّ بِهِ النَّعَمُ فَيَقُولُ: لَمْ أرَ كاليَوْمِ إبِلًا ولا غَنَمًا أحْسَنَ مِن هَذِهِ. فَما تَذْهَبُ إلّا قَرِيبًا حَتّى يَسْقُطَ مِنها طائِفَةٌ أوْ عِدَّةٌّ. فَسَألَ الكُفّارُ هَذا الرَّجُلَ أنْ يُصِيبَ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ بِالعَيْنِ ويَفْعَلَ بِهِ مِثْلَ ذَلِكَ، فَعَصَمَ اللَّهُ تَعالى نَبِيَّهُ، وأنْزَلَ هَذِهِ الآيَةَ.
{"ayah":"وَإِن یَكَادُ ٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟ لَیُزۡلِقُونَكَ بِأَبۡصَـٰرِهِمۡ لَمَّا سَمِعُوا۟ ٱلذِّكۡرَ وَیَقُولُونَ إِنَّهُۥ لَمَجۡنُونࣱ"}