﴿أَتَدْعُونَ بَعْلًا﴾ قال ابن عباس في رواية عطاء: يريد كان لهم صنم يعبدونه [[انظر: "بحر العلوم" 3/ 123، "القرطبي" 15/ 117.]]. وقال مقاتل: وكان من ذهبٍ ببعل بك [[بعلبك: قال ياقوت: بالفتح ثم السكون وفتح اللام والباء الموحدة والكاف مشددة: مدينة قديمة فيها أبنية عجيبة وآثار عظيمة وقصور على أساطين الرخام لا نظير لها في الدنيا، بينها وبين دمشق ثلاثة أيام وقيل اثنا عشر فرسخاً.
انظر: "معجم البلدان" 1/ 453.]] من أرض الشام، كسره إلياس ثم هرب منهم [["تفسير مقاتل" 113 أ.]].
والأكثرون من المفسرين قالوا: البعل: الرب، ﴿أَتَدْعُونَ بَعْلًا﴾: ربّا، وهو قول مجاهد وقتادة وعكرمة [[انظر: "الطبري" 13/ 91، "بحر العلوم" 3/ 123، "الماوردي" 5/ 64، "زاد المسير" 7/ 80، "القرطبي" 15/ 117.]].
وروى قيس [[هو: قيس بن هبَّار وقيل ابن همَّام وقيل ابن هنَّام، وقيل غير ذلك، روى عن ابن عباس، وروى عنه سليمان التيمي. ذكره ابن حبان في الثقات وروى له النسائي. انظر: "تهذيب الكمال" 24/ 85، "الجرح والتعديل" 7/ 105، "تهذيب التهذيب" 8/ 405.]] عن ابن عباس أنه سمع رجلاً وضلت له جارية وهو يقول: أنا بعلها.
قال ابن عباس: هذا من قول الله: ﴿أَتَدْعُونَ بَعْلًا﴾ [[هذه القصة ذكرها النحاس في "معاني القرآن له" 6/ 54، سمع ابن عباس رجلاً == ينشد ضالة فقال آخر أنا بعلها أي ربها. أما ما أُثبِتَ في النسخ فيظهر أن فيه تصحيفًا إذ الكلام فيه اضطراب، وذكرها كذلك ابن الجوزي في "زاد المسير" 7/ 80.]]، فالبعل الذي ذكره أهل اللغة بمعنى المالك والسيد والرب، ومنه سمي الزوج بعلًا [[انظر: "تهذيب اللغة" 2/ 412 (بعل)، "اللسان" 11/ 59 (بعل).]]. ويقال أنا بعل هذه الدابة.
قال مقاتل: وهي بلغة اليمن [["تفسير مقاتل" 113 أ، وفي كتاب "غريب القرآن" لابن عباس ص 62. قال: هي بلغة حمير.]].ويمكن أنهم سموا صنمهم بعلًا لهذا المعنى، فيكون في هذا جمع بين القولين في البعل.
قوله: ﴿وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ﴾ قال مقاتل: وتذرون عبادة أحسن الخالقين فلا تعبدونه [["تفسير مقاتل" 113 أ.]].
{"ayah":"أَتَدۡعُونَ بَعۡلࣰا وَتَذَرُونَ أَحۡسَنَ ٱلۡخَـٰلِقِینَ"}