الباحث القرآني

قوله تعالى: ﴿إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ﴾ موضع ﴿الَّذِينَ﴾: نصبٌ، استثناء من قوله: ﴿عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللَّهِ﴾، ﴿إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا﴾. وقوله تعالى: ﴿مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ﴾ والتوبةُ لا تكون إلا بعد الذنْبِ، ولكنْ فيه دلالةٌ على معنًى تابوا منه؛ وذلك أن التوبة مِن غير الرِّدَّةِ لا ينفع [[في (ب)، (ج): (لا تنفع).]] في التَّخَلُّصِ منها [[أي: من الردة. ومن قوله: (منها ..) إلى (من ذنب آخر): ساقط من: (ج).]]، كما أن التوبةَ من ذَنْبٍ لا ينفعُ في التخلص من ذَنْب آخر [[انظر: "لوامع الأنوار" 1/ 384.]]. وقوله تعالى: ﴿وَأَصْلَحُوا﴾ قال ابن عباس [[لم أقف على مصدر قوله.]]: يريد: راجعوا الإيمان بالله، والتصديق بِنَبِيِّهِ، وأَصلَحُوا أعمالَهم. وقال الزجاج [[في "معاني القرآن" له: 1/ 440. نقله عنه بتصرف.]]: معنى ﴿وَأَصْلَحُوا﴾: أظهروا للناس أنهم كانوا على ضلال، وأصلحوا ما كانوا أفسدوهُ مِن تَغْرِيرِهم مَن تَبِعَهم [[(تبعهم): غير مقروء في (أ). وفي (ب): (بعدهم). وفي "معاني القرآن": (اتَّبعهم). والمثبت من: (ج).]]، مِمَّن لا علم عنده. وشَرَطَ مع [[في (ب): (شرائع). بدلًا من: (شرط مع).]] التوبةِ الإصلاحَ؛ لإزالة الإيهام أنهم إذا تابوا من الارتداد، [لم] [[زيادة لازمة من (ج).]] يضرهم غيرُهُ مِنَ الفساد؛ وعلى ذلك، قال [[(قال): ساقطة من (ب).]]: {إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} [[مقطع من: سورة الشعراء: 227، وص: 24، والانشقاق: 25، والبروج: 11، والتين: 6، والبينة: 7، والعصر: 3.]]؛ لإزالة الإيهام: أنَّ مَن كان مؤمنًا [[(مؤمنا): غير مقروء في (ج).]]، لم [[في (ب): (لا).]] يضره ما عمل بعد ذلك مِن الجُرْمِ. وقوله تعالى: ﴿فَإِنَّ اللَّهَ﴾ دخلت الفاءُ في: ﴿فَإِنَّ اللَّهَ﴾؛ لِشَبَهِ الجزاء، إذ [[في (ج): (إذا).]] كان الكلامُ قد تضمن معنى: (إنْ تابوا؛ فإنَّ الله يغفر لهم). وقوله تعالى: ﴿غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ وقال الزجاج [[في "معاني القرآن" له: 1/ 440. نقله عنه بتصرف.]]: أعلم الله أنَّ مِن سَعَةِ [[في (ب): (منه).]] رحمته وتفضله، أنْ يغفرَ لِمَن اجترأ عليه هذا الاجتراء؛ وذلك أنَّ الذي [[(الذي): غير مقروء في (أ). وفي (ب): (الذين). والمثبت من: (ج).]] فعلوا، لا غايةَ وَرَاءَهُ فِي الكفر، وهو: أنَّهم كفروا بعد [[(بعد): ساقطة من: (ج).]] تبَيُّنِ الحقِّ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب