الباحث القرآني

ثم عزى نبيه -ﷺ- عن تكذيبهم إياه، وخوف مخالفيه بذكر من كذَّب نبيه فأُهلك [[في (ظ): (وأهلك).]] بقوله: ﴿وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ﴾ إلى قوله: ﴿وَكُذِّبَ مُوسَى﴾ [قال بعض أهل المعاني. إنما قال: ﴿وَكُذِّبَ مُوسَى﴾،] [[ما بين المعقوفين ساقط من (ط).]] ولم يقل: وقوم موسى كما ذكر [[في (أ): (ذكره).]] قوم غيره من الأنبياء؛ لأن قوم موسى كانوا بني إسرائيل وهم آمنوا به، وإنما كذّبه فرعون وقومه، وغيره من الأنبياء كذَّبه قومه الذين كانوا من نسبه [[ذكر القرطبي 12/ 73 وأبو حيان 6/ 376 هذا المعنى، ولم ينسباه لأحد.]]. وقوله: ﴿فَأَمْلَيْتُ لِلْكَافِرِينَ ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ﴾ أي: أخَّرت العقوبة عنهم وأمهلتهم [[انظر الطبري 17/ 179، والثعلبي 3/ 54 أ.]]. يقال: أمْلى الله لفلان في العمر، إذا أخَّر عنه أجله [[انظر: "تهذيب اللغة" للأزهري 15/ 405 (ملا)، "الصحاح" للجوهري 6/ 2497 (ملا).]]. وأصل هذا من المَلَوين [[الملوان: اللفعل والنهار، أو طرفاهما. انظر: "الصحاح" للجوهري 6/ 249، (ملا)، و"لسان العرب" لابن منظور 15/ 291 "ملا".]]. وذكرنا هذا عنِد قوله ﴿وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا﴾ [مريم: 46]. وقوله: ﴿ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ﴾ أي: بالعذاب. قال ابن عباس: يريد: فعذبتهم [[في (أ): (تعذيبهم).]]. ﴿فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ﴾ استفهام معناه التقرير، والنكير اسم من الإنكار. يقول: كيف أنكرت عليهم بالعقوبة. ألم أبدلهم بالنعمة نقمة، وبالكثرة [[في (ج): (والكثرة).]] قلة، وبالحياة هلاكًا، وبالعمارة خرابًا؟ [[هذا كلام الطبري 17/ 179 مع تصرف.]]. وقال أبو إسحاق: أي: ثم أخذتهم، فأنكرت أبلغ إنكار [["معاني القرآن" للزجاج 3/ 431.]].
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب