فقالوا: ﴿حَرِّقُوهُ﴾ قال الكلبي: قال ملكهم نمروذ: حرقوه بالنار [[حكى هذا القول من غير نسبة لأحد: البغوي 5/ 326، والزمخشري 2/ 578 والرازي 22/ 187، وقال عنه إنه المشهور، والقرطبي 11/ 303.]] ﴿وَانْصُرُوا آلِهَتَكُمْ﴾.
وقال مجاهد: تلوت هذه الآية على عبد الله بن عمر، فقال [[في (د)، (ع):) قال).]]: هل تدري يا مجاهد [[في (أ): (محمد)، وهو خطأ.]] من أشار بتحريق إبراهيم بالنار؟ قال: قلت: لا. قال: رجل من [أعراب فارس] [[في جميع النسخ: من الأعراب. والتصحيح والزيادة من الطبري، ليستقيم بذلك المعنى.]] قال: قلت: يا أبا عبد الرحمن وهل للفرس من أعراب؟ قال نعم، الكرد، هم أعراب [[في (د)، (ع): (أكراد)، وهو خطأ.]] فارس، فرجل منهم هو الذي أشار بتحريق إبراهيم بالنار [[(بالنار): ساقطة من (ع).]] [[رواه الطبري 17/ 43 قال: حدثنا ابن حميد، قال: ثنا سلمة، قال: ثني محمد بن إسحاق، عن الحسن بن دينار، عن ليث بن أبي سليم، عن مجاهد، قال: تلوت .. فذكره.
وإسناد هذا الأثر ضعيف جدًا، لعلل منها:
أولاً: ابن حميد: هو محمد بن حميد الرازي، ضعيف "التقريب" 2/ 156.
ثانيًا: سلمة: وابن الفضل: صدوق، كثير الخطأ "تقريب" 2/ 318.
ثالثًا: محمد بن إسحاق مدلس.
رابعًا: ليث بن أبي سليم: ضعيف.]].
وقوله تعالى: ﴿وَانْصُرُوا آلِهَتَكُمْ﴾ أي: بتحريق إبراهيم؛ لأنه يعيبها ويطعن عليها، فإذا حرقتموه كان ذلك [[ذلك: في حاشية (ع) .. وعليها علامة التصحيح.]] نصرًا منكم إياها.
﴿إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ﴾ قال ابن إسحاق [[في (د)، (ع): (أبو إسحاق)، وهو تصحيف. والصواب ما في (أ)؛ لأن هذا كلام ابن إسحاق كما سيأتي تخريجه، وليس هذا النص موجودا في "معاني القرآن" للزجاج.]]: إن كنتم ناصريها، أي: لا تنصروها منه إلا بالتحريق بالنار [[رواه الطبري 17/ 43 عن ابن إسحاق.]].
قال ابن عباس: ففعلوا ذلك، وألقوه في الجحيم، ثم نجاه الله منها، ووقاه حرها، وهو:
{"ayah":"قَالُوا۟ حَرِّقُوهُ وَٱنصُرُوۤا۟ ءَالِهَتَكُمۡ إِن كُنتُمۡ فَـٰعِلِینَ"}