الباحث القرآني

قوله تعالى: ﴿لَوْ أَرَدْنَا أَنْ نَتَّخِذَ لَهْوًا﴾ قال ابن عباس في رواية عطاء: يريد النساء [[ذكر البغوي في "معالم التنزيل" 5/ 313، وابن الجوزي في "زاد المسير" 5/ 343 هذه الرواية عن عطاء عن ابن عباس بلفظ: المرأة.]]. وهو قول الحسن، وقتادة، قالا: اللهو بلغة أهل اليمن: المرأة [[قول الحسن رواه ابن أبي حاتم في "تفسيره" كما في "الدر المنثور" 5/ 620. ورواه الطبري 17/ 10 عن الحسن من غير قوله بلغة أهل اليمن. وذكر السيوطي في "الدر المنثور" 5/ 620 عن الحسن أنه قال: النساء. وعزاه لعبد بن حميد وابن المنذر. وأما قول قتادة: فقد رواه عبد الرزاق في تفسيره 2/ 22، والطبري 17/ 10، وذكره السيوطي في "الدر المنثور" 5/ 620 وعزاه لابن المنذر وابن أبي حاتم.]]. وقال [[(قال): ساقطة من (أ)، (ت).]] في رواية الكلبي، عن أبي صالح عنه: اللهو: الولد بلغة حضرموت [[روى الفراء في كتابه "معاني القرآن" 2/ 200 هذه الرواية قال: حدثنا حبان، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس، فذكرها. وذكرها البغوي في "معالم التنزيل" 5/ 313 وابن الجوزي 5/ 343.]]. وهو قول السدي [[ذكره السيوطي في "الدر المنثور" 5/ 620 عن السدي، وعزاه لابن أبي حاتم. وذكره البغوي 5/ 313، وابن الجوزي 5/ 343.]]. قال الزجاج وغيره: تأويله في اللغة: أن المرأة لهو الدنيا، وكذلك الولد [[انظر: "معاني القرآن وإعرابه" للزجاج 3/ 386.]]. والمعنى على ذي اللهو أي: الذي يُلهى به. ومعنى اللهو: طلب التزويج [[في جميع النسخ (التزويج)، وفي "لسان العرب" 15/ 259: وطلب اللهو الخلو، أي: طلب الخلو التزويج. وقد يكون صواب العبارة: طلب الترويح عن النفس.]] عن النفس. يقول: لو أردنا أن نتخذ ولداً ذا لهو أو امرأة ذات لهو. ﴿لَاتَّخَذْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا﴾. قال المفسرون: من الحور العين [[ذكر السيوطي في "الدر المنثور" 5/ 620 هذا القول من رواية ابن أبي حاتم عن إبراهيم النخعي. وذكره البغوي 5/ 313، وأبو حيان 6/ 302، ولم ينسباه لأحد.]]. وهذا إنكار على من أضاف الصاحبة والولد إلى الله تعالى، واحتجاج عليهم بأنه لو كان جائزا في صفته لم يتخذه بحيث يظهر لهم ويستر ذلك لأن من قدر على ستر النقص لم يظهره، وهذا معنى قوله: ﴿لَاتَّخَذْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا﴾ أي: من عندنا بحيث لا تطلعون عليه [[ذكر هذا المعنى: الطوسي في "التبيان" 7/ 209، والجشمي في "التهذيب" 6/ 139 ب، والبغوي 5/ 313، وأبو حيان في "البحر" 6/ 302، ولم ينسبوه لأحد.]]. قال ابن قتيبة في هذه الآية: التفسيران في اللهو متقارنان؛ لأن امرأة الرجل لهوه [[في (د)، (ع): (إن المرأة للرجل لهوه).]]، [وولده لهوه] [[ساقط من (ت).]]، لذلك [[في (أ)، (ت): (ولذلك).]] يقال: امرأة الرجل وولده ريحانتاه، وأصل اللهو: الجماع، كني عنه باللهو [[باللهو: ساقطة من (د)، (ع).]]، كما كني عنه بالسر، ثم قيل للمرأة: لهو؛ لأنها تجامع. قال امرؤ القيس: ألا زعمت بسباسة اليوم أنني ... كبرت وألا يحسن اللهو أمثالي [[البيت أنشده لامرئ القيس ابن قتيبة في "مشكل القرآن" ص 163. وهو في "ديوانه" ص 28، و"مجاز القرآن" لأبي عبيدة 1/ 76 وفيه: وألا يحسن السر أمثالي، == و"معاني القرآن" للقراء 1/ 53 وفيه: وألا يشهد السر، و"خزانة الأدب" 1/ 64. قال البغدادي في "الخزانة" 1/ 64: بسباسة: امرأة من بني أسد، وكبر: شاخ، واللهو مصدر لهوت بالشيء إذا لعبن به. قال في "الصحاح": وقد يكنى باللهو عن الجماع.]] أي: النكاح. وتأويل الآية: أن النصاري لما قالت في المسيح وأمه ما قالت قال الله -عَزَّ وَجَلَّ -: ﴿لَوْ أَرَدْنَا أَنْ نَتَّخِذَ لَهْوًا﴾ صاحبة كما تقولون، لا تخذنا ذلك (من [لدنا] [[(لدنا): موضعها بياض في (ت).]]) عندنا [[(عندنا): ساقطة من (د)، (ع).]]، ولم نتخذه من عندكم [لأنكم تعلمون] [[ساقط من (د)، (ع).]] أنَّ [[(أنَّ): ساقطة من (أ).]] ولد الرجل وزجه يكونان عنده لا عند غيره [["مشكل القرآن" لابن قتيبة ص 613 - 164 مع تصرف يسير.]]. وقوله تعالى: ﴿إِنْ كُنَّا فَاعِلِينَ﴾ هو قال المفسرون -ابن عباس [[في (د)، (ع): (وابن عباس).]]، وقتادة، والسدي وغيرهم-: ما كنا فاعلين [[ذكره ابن الجوزي 5/ 344 عن ابن عباس. وقول قتادة رواه عبد الرزاق في "تفسيره" 2/ 22، والطبري 17/ 10. وذكره السيوطي في "الدر المنثور" 5/ 618 عنه، بلفظ: إن ذلك لا يكون ولا ينبغي. وعزاه لابن المنذر وابن أبي حاتم. وقول السدي ذكره عنه ابن كثير في تفسيره 3/ 175.]]. قال الفراء [[انظر: "معاني القرآن وإعرابه" للفراء 2/ 200.]]، والزجاج [[انظر: "معاني القرآن" للزجاج 3/ 387.]] والمبرد: يجوز أن تكون "إن" [[(إنْ): ساقطة من (ت).]] للنفي هاهنا، كقوله: ﴿إِنْ أَنْتَ إِلَّا نَذِيرٌ﴾ [فاطر: 23] ﴿إِنِ الْكَافِرُونَ إِلَّا فِي غُرُورٍ﴾ [الملك: 20] ﴿إِنْ هَذَا إِلَّا إِفْكٌ افْتَرَاهُ﴾ [الفرقان: 4] ويكون المعنى تحقيقا لكذبهم في وصف الله تعالى بالولد والصاحبة أي [[في (أ)، (ت): (إنْ)، وهو خطأ.]]: ما فعلنا ذلك [ولم نتخذ صاحبة ولا ولدا. قالوا: ويجوز أن يكون للشرط، أي: إن كنا ممن يفعل ذلك] [[ساقط من (ت).]]، ولسنا ممن يفعله. فيكون ذلك توبيخا لهم هد توبيخ. قال أبو إسحاق: القول الأول قول المفسرين، والقول الثاني قول النحويين، وهم أجمعون يقولون القول الأول، ويستجيدونه؛ لأن "إن" تكون في معنى النفي، إلا أن أكثر ما تأتي مع اللام، تقول: إن كنت [لصالحا، معناه: ما كنت] [[ساقط من (د)، (ع).]] إلا صالحا [["معاني القرآن وإعرابه" للزجاج 3/ 387.]]. وقال الفراء: أشبه الوجهين بمذهب العربية أن تكون "إن" بمعنى [[في (أ): (المعنى).]] الجزاء [["معاني القرآن" للفراء 2/ 200 مع اختلاف يسير.]].
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب