الباحث القرآني
﴿وَلِمَنۡ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِۦ جَنَّتَانِ ٤٦﴾ - قراءات
٧٤٤٠٨- عن الجُرَيريّ، عن أخيه، قال: سمعتُ محمد بن سعد يقرأ هذه الآية: (ولِمَن خافَ مَقامَ رَبِّهِ جَنَّتانِ وإن زَنى وإن سَرَقَ). فقلت: ليس فيه: (وإن زَنى وإن سَرَقَ). قال: سمعتُ أبا الدّرداء يقرؤها كذلك، فقلتُ: ليس فيه: (وإن زَنى وإن سَرَقَ). قال: سمعتُ رسول الله ﷺ يقرؤها كذلك؛ فأنا أقرؤها كذلك حتى أموت[[أخرجه النسائي في الكبرى (١١٤٩٧)، وابن خزيمة في كتاب التوحيد ٢/٨١٠-٨١١ كلاهما بنحوه، من طريق سعيد الجريري، عن موسى، عن محمد بن سعد بن أبي وقاص، عن أبي الدرداء به. وعزاه السيوطي إلى الطبراني، وابن مردويه. وسنده ضعيف؛ موسى شيخ الجريري قال عنه ابن حجر في تقريب التهذيب (٧٠٢٨): «مجهول». والقراءة المذكورة قراءة شاذة.]]. (١٤/١٣٦)
﴿وَلِمَنۡ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِۦ﴾ - تفسير
٧٤٤٠٩- عن أبي الدّرداء: أن النبيَّ ﷺ قرأ هذه الآية: ﴿ولِمَن خافَ مَقامَ رَبِّهِ جَنَّتانِ﴾. فقلتُ: وإن زَنى وإن سَرق، يا رسول الله؟ فقال النبيُّ ﷺ الثانية: ﴿ولِمَن خافَ مَقامَ رَبِّهِ جَنَّتانِ﴾. فقلت: وإن زَنى وإن سَرق؟ فقال الثالثة: ﴿ولِمَن خافَ مَقامَ رَبِّهِ جَنَّتانِ﴾. فقلت: وإن زَنى وإن سَرق؟ قال: «نعم، وإن رَغِم أنفُ أبي الدّرداء»[[أخرجه أحمد ١٤/٣١١-٣١٢ (٨٦٨٣)، وابن جرير ٢٢/٢٣٧، من طريق محمد بن أبي حرملة، عن عطاء بن يسار، عن أبي الدّرداء به. قال الذهبي في ميزان الاعتدال ٣/٧٧: «قال البخاري: هو مرسل». وقال العراقي في تخريج أحاديث الإحياء ص١٩٣٨: «إسناد صحيح». وقال الهيثمي في المجمع ٧/١١٨ (١١٣٩٠): «رجال أحمد رجال الصحيح». وقال ابن حجر في الفتح ١١/٢٦٧: «قد وقع التصريح بسماع عطاء بن يسار له من أبي الدّرداء».]]. (١٤/١٣٥)
٧٤٤١٠- عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله ﷺ: ﴿ولِمَن خافَ مَقامَ رَبِّهِ جَنَّتانِ﴾. فقال أبو الدرداء: وإن زَنى وإن سَرق، يا رسول الله؟ قال: «وإن زَنى وإن سَرق، وإن رَغِم أنفُ أبي الدّرداء». فكان أبو الدّرداء يَقُصّ ويقول: ﴿ولِمَن خافَ مَقامَ رَبِّهِ جَنَّتانِ﴾، وإن رَغِم أنف أبي الدّرداء[[عزاه السيوطي إلى ابن مردويه.]]. (١٤/١٣٥)
٧٤٤١١- عن أبي الدّرداء، قال: قال رسول الله ﷺ: «مَن شهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله دخل الجنة». ثم قرأ: ﴿ولِمَن خافَ مَقامَ رَبِّهِ جَنَّتانِ﴾[[عزاه السيوطي إلى ابن مردويه.]]. (١٤/١٣٦)
٧٤٤١٢- عن أبي الدّرداء -من طريق سيار- ﴿ولِمَن خافَ مَقامَ رَبِّهِ جَنَّتانِ﴾ أنه قيل له: يا أبا الدّرداء، وإن زَنى وإن سَرق؟ قال: مَن خاف مقام ربّه لم يزنِ ولم يسرق[[أخرجه ابن جرير ٢٢/٢٣٨. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]. (١٤/١٣٧)
٧٤٤١٣- عن عبد الله بن مسعود، قال: ﴿ولِمَن خافَ مَقامَ رَبِّهِ جَنَّتانِ﴾ لِمَن خافه في الدنيا[[عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (١٤/١٣٤)
٧٤٤١٤- عن عبد الله بن مسعود -من طريق أبي وائل- قال: ﴿ولِمَن خافَ مَقامَ رَبِّهِ جَنَّتانِ﴾، قال: وإن زَنى وإن سَرق[[أخرجه ابن جرير ٢٢/٢٣٩.]]. (ز)
٧٤٤١٥- عن أبي موسى الأشعري -من طريق أبي بكر- قال: ﴿ولِمَن خافَ مَقامَ رَبِّهِ جَنَّتانِ﴾ جنتان مِن ذهب للسابقين، وجنتان مِن فِضّة للتابعين[[أخرجه ابن أبي شيبة ١٣/٣٨٣، والحاكم ١/٨٤، والبيهقي في البعث (٢٤٠-٢٤١). وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن مردويه.]]. (١٤/١٣٨)
٧٤٤١٦- عن عبد الله بن عباس -من طريق علي- قال: ﴿ولِمَن خافَ مَقامَ رَبِّهِ جَنَّتانِ﴾ وعد الله المؤمنين الذين خافوا مَقامه فأَدّوا فرائضه الجنةَ[[أخرجه ابن جرير ٢٢/٢٣٥.]]. (١٤/١٣٣)
٧٤٤١٧- عن عبد الله بن عباس -من طريق عطية العَوفيّ- ﴿ولِمَن خافَ مَقامَ رَبِّهِ جَنَّتانِ﴾، يقول: خاف ثم اتقى، والخائف مَن ركب طاعةَ الله وترك معصيته[[أخرجه ابن جرير ٢٢/٢٣٥.]]. (١٤/١٣٣)
٧٤٤١٨- عن إبراهيم النَّخْعي -من طريق منصور- قال: ﴿ولِمَن خافَ مَقامَ رَبِّهِ جَنَّتانِ﴾ إذا أراد أن يُذنِب أمسك مخافة الله[[أخرجه ابن جرير ٢٢/٢٣٦-٢٣٧.]]. (١٤/١٣٤)
٧٤٤١٩- عن مجاهد بن جبر -من طريق الأعمش- ﴿ولِمَن خافَ مَقامَ رَبِّهِ جَنَّتانِ﴾، قال: هو الرجل يَهِمّ بالمعصية، فيذكر مقامه، فيَنزِع عنها[[أخرجه الفريابي -كما في تغليق التعليق ٤/٣٣١-، وعبد الرزاق ٢/٢٥٦، وابن جرير ٢٢/٢٣٥ بنحوه، وابن أبي شيبة ١٣/٥٧٠، وهناد (٨٩٩-٩٠٠)، وابن أبي الدنيا في التوبة (٥٣). وعزاه السيوطي إلى سعيد بن منصور، وعبد بن حميد، وابن المنذر.]]. (١٤/١٣٣)
٧٤٤٢٠- عن مجاهد بن جبر -من طريق منصور- قال: ﴿ولِمَن خافَ مَقامَ رَبِّهِ جَنَّتانِ﴾ الرجل يريد الذَّنب، فيَذكر الله، فيَدَع الذنب[[أخرجه عبد الرزاق ٢/٢٦٥، وابن جرير ٢٢/٢٣٦، والبيهقي في شعب الإيمان (٧٣٨-٧٣٩). وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن أبي الدنيا.]]. (١٤/١٣٤)
٧٤٤٢١- قال الضَّحّاك بن مُزاحِم: ﴿ولِمَن خافَ مَقامَ رَبِّهِ جَنَّتانِ﴾ هذا لِمَن راقب اللهَ في السّر والعلانية بعلْمه، ما عرض له مِن مُحرّم تركه مِن خشية الله، وما عمل مِن خير أفضى به إلى الله، لا يحب أن يَطَّلِع عليه أحدٌ[[تفسير البغوي ٧/٤٥١.]]. (ز)
٧٤٤٢٢- قال الحسن البصري: ﴿ولِمَن خافَ مَقامَ رَبِّهِ جَنَّتانِ﴾، يعني: الذي يقوم بين يدي ربّه للحساب[[ذكره يحيى بن سلام -كما في تفسير ابن أبي زمنين ٤/٣٣٢-.]]. (ز)
٧٤٤٢٣- عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- ﴿ولِمَن خافَ مَقامَ رَبِّهِ جَنَّتانِ﴾، قال: إنّ المؤمنين خافوا ذلك المَقام، فعمِلوا لله، ودَأبُوا ونَصَبوا له بالليل والنهار[[أخرجه ابن جرير ٢٢/٢٣٧ بنحوه. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (١٤/١٣٤)
٧٤٤٢٤- عن قتادة بن دعامة، قال: ﴿ولِمَن خافَ مَقامَ رَبِّهِ جَنَّتانِ﴾ مَن خاف مَقام الله عليه[[عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (١٤/١٣٤)
٧٤٤٢٥- عن مجاهد بن جبر، مثله[[عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (١٤/١٣٤)
٧٤٤٢٦- عن قتادة بن دعامة -من طريق أبي العوام- قال: ﴿ولِمَن خافَ مَقامَ رَبِّهِ جَنَّتانِ﴾ إنّ لله مقامًا قد خافه المؤمنون[[أخرجه ابن جرير ٢٢/٢٣٧.]]. (ز)
٧٤٤٢٧- عن عطية بن قيس، قال: ﴿ولِمَن خافَ مَقامَ رَبِّهِ جَنَّتانِ﴾ نَزَلَتْ في الذي قال: أحْرِقوني بالنار لعلّي أُضِلّ الله. قال: تاب يومًا وليلة بعد أن تكلّم بهذا، فقَبل الله منه ذلك، وأدخله الجنة[[عزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم.]]٦٣٩٥. (١٤/١٣٤)
٧٤٤٢٨- عن محمد بن شهاب الزُّهريّ، قال: كنتُ عند هشام بن عبد الملك، فقال: قال أبو هريرة: قال رسول الله ﷺ: ﴿ولِمَن خافَ مَقامَ رَبِّهِ جَنَّتانِ﴾. فقال أبو هريرة: وإن زَنى وإن سَرق؟ فقلتُ: إنّما كان ذلك قبل أن تنزل الفرائض، فلمّا نَزَلَت الفرائضُ ذهب هذا[[عزاه السيوطي إلى ابن مردويه.]]. (١٤/١٣٦)
٧٤٤٢٩- قال مقاتل بن سليمان: ﴿ولِمَن خافَ مَقامَ رَبِّهِ﴾ يوم القيامة في الآخرة ...، وهو الرجل يَهِمّ بالمعصية، فيَذكر مقامه بين يدي الله ﷿، فيخاف، فيتركها، فله جنتان[[تفسير مقاتل بن سليمان ٤/٢٠٢.]]. (ز)
٧٤٤٣٠- عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- قال: ﴿ولِمَن خافَ مَقامَ رَبِّهِ جَنَّتانِ﴾ مقامه حين يقوم العباد يوم القيامة. وقرأ: ﴿يَوْمَ يَقُومُ النّاسُ لِرَبِّ العالَمِينَ﴾ [المطففين:٦]، وقال: ذاك مقام ربّك[[أخرجه ابن جرير ٢٢/٢٣٩.]]. (ز)
﴿جَنَّتَانِ ٤٦﴾ - تفسير
٧٤٤٣١- عن عِياض بن غَنْم: أنه سمع رسولَ الله ﷺ تلا: ﴿ولِمَن خافَ مَقامَ رَبِّهِ جَنَّتانِ﴾، قال: «بستانان، عَرض كلّ واحد منهما مسيرة مائة عام، فيها أشجار، وفرْعها ثابت، وشجرها ثابت، وعَرْصَتُها[[العَرْصَة: كلُّ موضِع واسع لا بناء فيه. النهاية (عرص).]] عريضة، ونعيمها عظيم، وخَيرها دائم، ولذّتها قائمة، وأنهارها جارية، ورِيحها طيّب، وبركتها كثيرة، وحَياتها طويلة، وفاكهتها كثيرة»[[عزاه السيوطي إلى ابن مردويه.]]. (١٤/١٣٨)
٧٤٤٣٢- عن أبي موسى الأشعري، عن النبيِّ ﷺ، في قوله: ﴿ولِمَن خافَ مَقامَ رَبِّهِ جَنَّتانِ﴾، وقوله: ﴿ومِن دُونِهِما جَنَّتانِ﴾، قال: «جنتان مِن ذهبٍ للمُقرّبين، وجنتان مِن ورِق لأصحاب اليمين»[[أخرجه ابن جرير ٢٢/٢٣٨، من طريق علي بن سهل، عن مؤمل، عن حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أبي بردة بن أبي موسى، عن أبيه به. قال ابن حجر في الفتح ١٣/٤٣١: «رجاله ثقات».]]. (١٤/١٣٧)
٧٤٤٣٣- عن عبد الله بن عباس، عن النبي ﷺ أنه قال: «هل تَدرُون ما الجنتان؟». قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: «هما بستانان في رَبَض الجنة، كل واحد منهما مسيرة خمسمائة عام، في وسط كلّ بستان دار في دار مِن نور على نور، ليس منهما بستان إلا يهتزّ بنعمة وخُضرة، قرارها ثابت، وفرعها ثابت، وشجرها نابت»[[أورده مقاتل بن سليمان في تفسيره ٤/٢٠٢.]]. (ز)
٧٤٤٣٤- قال الحسن البصري: ﴿ولِمَن خافَ مَقامَ رَبِّهِ جَنَّتانِ﴾ هي أربع جنات: جنتان للسابقين، وهم أصحاب الأنبياء، وجنتان للتابعين[[ذكره يحيى بن سلام -كما في تفسير ابن أبي زمنين ٤/٣٣٣-.]]. (ز)
٧٤٤٣٥- قال مقاتل بن سليمان: ﴿جَنَّتانِ﴾ يعني: جنة عَدن، وجنة النعيم، وهما للصِّدِّيقين والشهداء والمُقَرّبين والسابقين[[تفسير مقاتل بن سليمان ٤/٢٠٢.]]. (ز)
٧٤٤٣٦- عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- قال: ﴿ولِمَن خافَ مَقامَ رَبِّهِ جَنَّتانِ﴾ جنتا السابقين. فقرأ: ﴿ذَواتا أفْنانٍ﴾ فقرأ حتى بلغ: ﴿كَأَنَّهُنَّ الياقُوتُ والمَرْجانُ﴾ [الرحمن:٥٨]، ثم رجع إلى أصحاب اليمين، فقال: ﴿ومِن دُونِهِما جَنَّتانِ﴾ [الرحمن:٦٢] فذكر فَضلهما، وما فيهما[[أخرجه ابن جرير ٢٢/٢٣٩.]]٦٣٩٦. (ز)
﴿جَنَّتَانِ ٤٦﴾ - آثار متعلقة بالآية
٧٤٤٣٧- عن أبي موسى الأشعري، أنّ رسول الله ﷺ قال: «جنان الفردوس أربع: جنتان من ذهب حِلْيَتهما وآنِيتهما وما فيهما، وجنتان من فِضّة حِلْيَتهما وآنِيتهما وما فيهما، وما بين القوم وبين أن ينظروا إلى ربهم إلا رِداء الكبرياء على وجهه في جنة عَدن»[[أخرجه أحمد ٣٢/٥٠٥ (١٩٧٣١)، وابن جرير ١٥/٤٣٥، والثعلبي ٦/٢٠١-٢٠٢، من طريق أبي قدامة الحارث بن عبيد الإيادي، عن أبي عمران الجَوْني، عن أبي بكر بن عبد الله بن قيس، عن أبيه به. قال الألباني في الضعيفة ٧/٤٦٥ (٣٤٦٥): «ضعيف».]]. (١٤/١٣٧)
٧٤٤٣٨- عن الحسن البصري، قال: كان شابٌّ على عهد عمر بن الخطاب مُلازِم المسجد والعبادة، فعشِقَته جارية، فأتته في خُلْوة، فكلّمته، فحدّث نفسه بذلك، فشهِق شَهقة، فغُشي عليه، فجاء عمٌّ له إلى بيته، فلمّا أفاق، قال: يا عمّ، انطلِق إلى عمر، فأقرِئه مِنِّي السلام، وقل له: ما جزاء مَن خاف مقام ربّه؟ فانطلق عمّه، فأخبر عمر وقد شهِق الفتى شَهقة أخرى فمات منها، فوقف عليه عمر، فقال: لك جنتان، لك جنتان[[أخرجه البيهقي في شعب الإيمان (٧٣٦).]]. (١٤/١٣٨)
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.