الباحث القرآني
﴿فَلَمَّاۤ أَنۡ أَرَادَ أَن یَبۡطِشَ بِٱلَّذِی هُوَ عَدُوࣱّ لَّهُمَا قَالَ یَـٰمُوسَىٰۤ أَتُرِیدُ أَن تَقۡتُلَنِی كَمَا قَتَلۡتَ نَفۡسَۢا بِٱلۡأَمۡسِۖ﴾ - تفسير
٥٨٣٧١- عن عبد الله بن عباس -من طريق سعيد بن جبير- قال: أُتِي فرعون، فقيل له: إنّ بني إسرائيل قد قتلوا رجلًا مِن آل فرعون، فخذ لنا بحقِّنا، ولا تُرَخِّص لهم في ذلك. قال: ابغوني قاتلَه، ومَن يشهد عليه، لا يستقيم أن نقضي بغير بينة ولا ثبت، فاطلبوا ذلك، فبينما هم يطوفون لا يجدون شيئًا، إذ مرَّ موسى مِن الغد، فرأى ذلك الإسرائيليَّ يقاتل فرعونيًّا، فاستغاثه الإسرائيليُّ على الفرعونيِّ، فصادف موسى، وقد ندِم على ما كان منه بالأمس، وكرِه الذي رأى، فغضِب موسى، فمدَّ يده، وهو يريد أن يبطش بالفرعوني، فقال للإسرائيلي لِما فعل بالأمس واليوم: ﴿إنك لغوي مبين﴾. فنظر الإسرائيليُّ إلى موسى بعد ما قال هذا، فإذا هو غضبان كغضبه بالأمس إذ قتل فيه الفرعوني، فخاف أن يكون بعد ما قال له: ﴿إنك لغوي مبين﴾ إيّاه أراد، ولم يكن أراده، إنما أراد الفرعوني، فخاف الإسرائيلي، فحاجز الفرعوني، فقال: ﴿يا موسى أتريد أن تقتلني كما قتلت نفسا بالأمس إن تريد إلا أن تكون جبارا في الأرض﴾. وإنما قال ذلك مخافة أن يكون إيّاه أراد موسى ليقتله، فتتاركا[[أخرجه ابن جرير ١٦/٦٨، ١٨/١٩٣، وابن أبي حاتم ٩/٢٩٥٧-٢٩٥٨، وهو جزء من حديث الفتون الطويل المتقدم في سورة طه.]]. (ز)
٥٨٣٧٢- عن عبد الله بن عباس -من طريق عكرمة-: ... ثم مرَّ به مرة أخرى -يعني: الإسرائيلي- وهو يقاتل أيضًا رجلًا آخر، فقال: يا موسى، أغِثْنِي. فذهب موسى نحوه وهو مُغْضَب، وكان إذا غضِب غضِب غضَبًا شديدًا، فرآه الإسرائيليُّ غضبانًا، ففرِق منه، وظنَّ أنه إياه يريد، وفزع، وقال: يا موسى، إنّك لَصاحب شر، ﴿أتريد أن تقتلني كما قتلت نفسا بالأمس﴾ الآية؟![[أخرجه إسحاق البستي في تفسيره ص٤٠.]]. (ز)
٥٨٣٧٣- عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد-: ﴿فلما أن أراد أن يبطش بالذي هو عدو لهما قال﴾ خافه الذي من شيعته حين قال له موسى: ﴿إنك لغوي مبين﴾[[أخرجه ابن جرير ١٨/١٩٥.]]. (ز)
٥٨٣٧٤- عن قتادة بن دعامة -من طريق معمر-: ﴿قال له موسى إنك لغوي مبين﴾ فأقبل إليه موسى، فظنَّ الرجلُ أنّه يريد قتله، فقال: يا موسى، ﴿أتريد أن تقتلني كما قتلت نفسا بالأمس﴾. قال: وقبطيٌّ قريبٌ منهما يسمعهما، فأفشى عليهما[[أخرجه عبد الرزاق ٢/٨٩. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر.]]. (١١/٤٤٢)
٥٨٣٧٥- عن إسماعيل السُّدِّيّ -من طريق أسباط- قال موسى للإسرائيلي: ﴿إنك لغوي مبين﴾. ثم أقبل لينصره، فلمّا نظر إلى موسى قد أقبل نحوه ليبطش بالرجل الذي يُقاتل الإسرائيلي، قال الإسرائيلي -وفَرِق مِن موسى أن يبطش به؛ مِن أجل أنّه أغْلَظ له الكلام-: ﴿يا موسى أتريد أن تقتلني كما قتلت نفسا بالأمس، إن تريد إلا أن تكون جبارًا في الأرض وما تريد أن تكون من المصلحين﴾. فتركه موسى[[أخرجه ابن جرير ١٨/١٩٦، وابن أبي حاتم ٩/٢٩٥٨.]]. (١١/٤٢١)
٥٨٣٧٦- عن أبي بكر بن عبد الله، عن أصحابه، قال: ندِم بعد أن قتل القتيل، فقال: ﴿هذا من عمل الشيطان، إنه عدو مضل مبين﴾. قال: ثم استنصره بعد ذلك الإسرائيليُّ على قبطيٍّ آخر، فقال له موسى: ﴿إنك لغوي مبين﴾. فلما أراد أن يبطش بالقبطيِّ ظنَّ الإسرائيليُّ أنّه إيّاه يريد، فقال: يا موسى، ﴿أتريد أن تقتلني كما قتلت نفسا بالأمس﴾؟![[أخرجه ابن جرير ١٨/١٩٦.]]. (ز)
٥٨٣٧٧- عن عبد الملك ابن جريج، أو ابن أبي نجيح -من طريق حجاج-: أنّ موسى لما أصبح أصبح نادِمًا تائبًا، يودُّ أن لم يبطش بواحد منهما، وقد قال للإسرائيلي: ﴿إنك لغوي مبين﴾. فعلم الإسرائيليُّ أنّ موسى غير ناصره، فلما أراد الإسرائيلي أن يبطش بالقبطي نهاه موسى، ففرِق الإسرائيليُّ مِن موسى، فقال: ﴿أتريد أن تقتلني كما قتلت نفسا بالأمس﴾؟! فسعى بها القبطيُّ[[أخرجه ابن جرير ١٨/١٩٦، والشك منه في تسمية صاحب الأثر.]]. (ز)
٥٨٣٧٨- قال مقاتل بن سليمان: ﴿فلما أن أراد أن يبطش﴾ الثانية بالقبطي ﴿بالذي هو عدو لهما﴾ يعني: عدوًّا لموسى وعدوًّا للإسرائيلي؛ ظنَّ الإسرائيليُّ أنّ موسى يريد أن يبطش به لقول موسى له: ﴿إنك لغوي مبين﴾، ﴿قال﴾ الإسرائيلي: ﴿يا موسى أتريد أن تقتلني كما قتلت نفسا بالأمس﴾؟![[تفسير مقاتل بن سليمان ٣/٣٤٠.]]. (ز)
٥٨٣٧٩- عن عبد الملك ابن جريج، في قوله: ﴿فلما أن أراد أن يبطش﴾ قال: ظنَّ الذي من شيعته أنما يريده، فذلك قوله: ﴿أتريد أن تقتلني كما قتلت نفسا بالأمس﴾؟! أنه لم يَظْهَرْ على قتله أحد غيرُه. فسمع قوله: ﴿أتريد أن تقتلني كما قتلت نفسا بالأمس﴾ عدوُّهما، فأخبر عليه[[عزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]. (١١/٤٤٢)
٥٨٣٨٠- عن معمر [بن راشد] -من طريق أبي سفيان- قال: قال الإسرائيلي لموسى: ﴿أتريد أن تقتلني كما قتلت نفسا بالأمس﴾؟! وقبطيٌّ قريب منهما يسمع، فأفشى عليهما[[أخرجه ابن جرير ١٨/١٩٩.]]. (ز)
٥٨٣٨١- قال يحيى بن سلّام: ثم أدركت موسى الرِّقة عليه، ﴿فلما أن أراد أن يبطش بالذي هو عدو لهما﴾ بالقبطي؛ ﴿قال﴾ الإسرائيلي. قال يحيى: بلغني أنه السامري، وخلّى السامريُّ عن القبطي ... ﴿قال يا موسى﴾ الإسرائيلي يقوله: ﴿أتريد أن تقتلني كما قتلت نفسا بالأمس إن تريد إلا أن تكون جبارا في الأرض﴾[[تفسير يحيى بن سلام ٢/٥٨٤.]]. (ز)
﴿إِن تُرِیدُ إِلَّاۤ أَن تَكُونَ جَبَّارࣰا فِی ٱلۡأَرۡضِ﴾ - تفسير
٥٨٣٨٢- عن عكرمة مولى ابن عباس -من طريق الحكم بن أبان- قول الرجل لموسى: ﴿أتريد أن تقتلني كما قتلت نفسا بالأمس إن تريد إلا أن تكون جبارا في الأرض﴾، قال: لا يكون الرجل جبّارًا حتى يقتل نفسين[[أخرجه ابن أبي حاتم ٩/٢٩٥٨. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (١١/٤٤٢)
٥٨٣٨٣- عن عامر الشعبي -من طريق إسماعيل بن سالم- قال: مَن قتل رجلين فهو جَبّار. ثم تلا هذه الآية: ﴿أتريد أن تقتلني كما قتلت نفسا بالأمس إن تريد إلا أن تكون جبارا في الأرض﴾[[أخرجه ابن جرير ١٨/١٩٧. وعلَّقه ابن أبي حاتم ٩/٢٩٥٨. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]. (١١/٤٤٢)
٥٨٣٨٤- عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- ﴿إن تريد إلا أن تكون جبارا في الأرض﴾: إنّ الجبابرة هكذا، تقتل النفس بغير النفس[[أخرجه ابن جرير ١٨/١٩٧. وعلقه ابن أبي حاتم ٩/٢٩٥٩.]]. (ز)
٥٨٣٨٥- تفسير إسماعيل السُّدِّيّ: ﴿أتريد أن تقتلني كما قتلت نفسا بالأمس إن تريد إلا أن تكون جبارا﴾ أي: قتاَّلًا ﴿في الأرض﴾[[علَّقه يحيى بن سلام ٢/٥٨٤.]]. (ز)
٥٨٣٨٦- عن غاضرة بن فرهد، قال: سمعتُ أبا عمران الجوني يقول في هذه الآية: ﴿إن تريد إلا أن تكون جبارا في الأرض﴾: آيةُ الجبابرةِ القتلُ بغير حق[[أخرجه ابن أبي حاتم ٩/٢٩٥٩، ووقع اسم الراوي فيه: حاضرة بن فرهدة، والذي في كتب الرواة ما أثبتناه. ينظر: الجرح والتعديل ٧/٥٦، ووقع في تهذيب الكمال في ترجمة الحسن البصري ٦/١٠٣: غاضرة بن قرهد، بالقاف.]]. (١١/٤٤٣)
٥٨٣٨٧- قال مقاتل بن سليمان: ﴿إن تريد﴾ يعني: ما تريد ﴿إلا أن تكون جبارا﴾ يعني: قتّالًا ﴿في الأرض﴾ مثل سيرة الجبابرة القتل في غير حق[[تفسير مقاتل بن سليمان ٣/٣٤٠.]]. (ز)
٥٨٣٨٨- عن عبد الملك ابن جريج -من طريق حجاج- ﴿إن تريد إلا أن تكون جبارا في الأرض﴾، قال: تلك سيرة الجبابرة أن تقتل النفسَ بغير النفس[[أخرجه ابن جرير ١٨/١٩٧.]]. (ز)
﴿وَمَا تُرِیدُ أَن تَكُونَ مِنَ ٱلۡمُصۡلِحِینَ ١٩﴾ - تفسير
٥٨٣٨٩- قال مقاتل بن سليمان: ﴿وما تريد أن تكون من المصلحين﴾، يعني: مِن المطيعين لله ﷿ في الأرض، ولم يكن أهلُ مصر علِموا بالقاتل، حتى أفشى الإسرائيليُّ على موسى، فلمّا سمع القبطيُّ بذلك انطلق، فأخبرهم أنّ موسى هو القاتل، فائتمروا بينهم بقتل موسى[[تفسير مقاتل بن سليمان ٣/٣٤٠.]]. (ز)
٥٨٣٩٠- عن محمد بن إسحاق -من طريق سلمة- ﴿وما تريد أن تكون من المصلحين﴾: أي: ما هكذا يكون الإصلاح[[أخرجه ابن جرير ١٨/١٩٧، وابن أبي حاتم ٩/٢٩٥٩.]]٤٩٣٩. (ز)
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.