الباحث القرآني
﴿ولَقَدْ قالَ لَهم هارُونُ مِن قَبْلُ﴾: قبل رجوع موسى، ﴿يا قَوْمِ إنَّما فتِنتمْ بهِ﴾: ابتليتم بالعجل، ﴿وإن ربَّكُمُ الرَّحْمَنُ﴾: لا العجل، ﴿فاتَّبعُونِي وأطِيعُوا أمْرِي﴾: في الثبات على الدين ﴿قالُوا لَنْ نَبْرَحَ﴾: لن نزال ﴿عَلَيْهِ﴾ على العجل بأن نعبده ﴿عاكفِينَ﴾: مقيمين ﴿حَتّى يَرْجِعَ إلَيْنا مُوسى قالَ﴾: موسى بعدما رجع: ﴿يا هارُون ما مَنَعَكَ إذْ رَأيْتَهم ضَلُّوا﴾: بعبادة غير الله ﴿ألّا تَتَّبِعَنِ﴾ أي: عن أن تأتي عقبي فتخبرني عن ما أحدثوا، أو عن أن تتبعني في الغضب لله، والمقاتلة معهم، ولا مزيدة على الوجهين نحو ﴿ما مَنَعَكَ ألّا تَسْجُدَ﴾ [الأعراف: ١٢]، ﴿أفعَصيْتَ أمْرِي﴾، حيث وصيتك أخلفني ولا تتبع سبيل المفسدين، فرضيت، وسكنت وسكت ﴿قالَ﴾ هارون: ﴿يَبْنَؤُمَّ﴾ ذكر الأم مع أنهما أخوان من أبوين، لأن ذكرها أرق وأبلغ في الحنو، ﴿لا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي ولا بِرَأْسِي﴾ أي: بشعره فإنه كان عليه السلام شديد الغضب لله متصلبًا لم يتمالك حين رآهم مشركين ﴿إنِّي خَشِيتُ أنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إسْرائِيلَ﴾ أي: خشيت لو فارقتهم ليتفرقوا، وخشي بها لو قاتلتهم لصاروا أحزابًا مقاتلين بعضهم بعضًا، ﴿ولَمْ تَرْقبْ قَوْلِي﴾ حين قلت اخلفني في قومي وأصلح أي: ارفق بهم ﴿قالَ فَما خَطْبُكَ يا سامِرِيُّ﴾، ثم أقبل إليه، وقال له منكرًا ما طلبك له، وما شأنك، وما الذي حملك عليه ﴿قالَ بَصُرْتُ بِما لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ﴾: علمت، وفطنت ما لم يعلموه، ولم يفطنوا له ﴿فَقَبَضْتُ قَبْضَةً﴾ أي: مرة من القبض أطلق على المقبوض ﴿مِن أثَرِ الرَّسُولِ﴾ أي: من تربة موطئ فرس جبريل، ﴿فَنَبَذْتُها﴾: ألقيتها في الحلي المذاب نقل أن السامري كان من قوم يعبدون البقر، وكان حب عبادته في نفسه، فلما رأى جبريل حين جاء لهلاك فرعون أخذ قبضة من أثر فرسه وألقى في روعه إنك إن ألقيتها في شيء فقلت له كن فكان، وعن بعض أخذ التراب حين جاء جبريل ليذهب بموسى إلى المناجاة ﴿وكَذَلِكَ سَوَّلَتْ﴾: زينت، ﴿لِي نَفْسِي قالَ﴾: موسى له، ﴿فاذْهَبْ فَإن لَكَ في الحَياةِ﴾: ما دمت حيًّا، ﴿أنْ تَقُولَ﴾: مع كل من جاء إليك ﴿لا مِساسَ﴾ لا ما دمت حيًّا، ﴿أنْ تَقُولَ﴾: مع كل من جاء إليك ﴿لا مِساسَ﴾ لا مخالطة بوجه فتكون وحشيًّا نافرًا منفردًا فإنه إذا اتفق أن يماس أحدًا حم الماس والممسوس فتحامى الناس وتحاموه ﴿وإنَّ لَكَ مَوْعِدًا﴾: لعذابك ﴿لَنْ تُخْلَفَهُ﴾: لن يخلفك الله وينجزه لك ألبتَّة، ومن قرأ بكسر اللام فهو من أخلفت الموعد إذا وجدته خلفًا ﴿وانْظُرْ إلى إلَهِكَ الَّذِي ظَلْتَ﴾: ظللت بحذف اللام الأولى ﴿عَلَيْهِ عاكِفًا﴾: مقيمًا على عبادته ﴿لَنُحَرِّقَنَّهُ﴾: بالنار فإنه صار لحمًا ودمًا أو بالمبرد فهو مبالغة في حرقه إذا برد بالمبرد ﴿ثُمَّ لَنَنْسِفَنَّهُ﴾: لنذرينه رمادًا أو مبرودًا ﴿فِي اليَمِّ نَسْفًا﴾: وقد ذكر أنه لم يشرب أحد ممن عبده من ذلك الماء إلا اصفر وجهه كالذهب، ﴿إنَّما إلَهُكُمُ اللهُ الَّذِي لا إلَهَ إلّا هو وسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا﴾، نصبه بالتمييز أي: وسع علمه كل شيء لا العجل الذي هو مثل في الغباوة، ولو كان حيًّا ﴿كَذَلكَ﴾: مثل ذلك الاقتصاص ﴿نَقُصُّ عَلَيْكَ مِن أنْباءِ﴾: أخبار، ﴿ما قَدْ سَبَقَ﴾: من الأحوال تبصرة لك، وتنبيهًا ﴿وقَدْ آتَيْناكَ مِن لَدُنّا ذِكْرًا﴾: ذِكْرًا كتابًا مشتملًا على ذكر أمور محتاج إليها، ﴿مَن أعْرَضَ عَنْهُ﴾: فلم يؤمن به ولم يعمل بما فيه ﴿فَإنَّهُ﴾، الضمير للشأن ﴿يَحْمِلُ يَوْمَ القِيامَةِ وِزْرًا﴾: عقوبة ثقيلة، ﴿خالِدِينَ فيْهِ﴾: في الوزر، وإفراد أعرض وجمع خالدين نظرًا إلى اللفظ والمعنى ﴿وساءَ لَهم يَوْمَ القِيامَةِ حِمْلًا﴾: ساء بمعنى بئس، وفيه ضمير مبهم يفسره حملا، والمخصوص بالذم محذوف أي: ساء حملا وزرهم واللام كهيت لك للبيان ﴿يَوْمَ يُنْفَخُ في الصُّورِ ونَحْشُرُ المُجْرِمِينَ﴾ أي: المشركين ﴿يَوْمَئِد زُرْقًا﴾: زرق العيون قبيح المنظر وقيل: عميًا فإن حدقة الأعمى تزرق ﴿يَتَخافَتُونَ﴾: يتشاورون، ﴿بَيْنَهم إنْ لَبِثْتُمْ﴾: ما لبثتم في الدنيا ﴿إلّا عَشْرًا﴾: عشر ليال استقصروا مدة مكثهم فيها مع أنّهم آثروها على الباقى الدائم فتأسفوا عليها، وقيل: المراد مدة مكثهم في القبر أو مرادهم ما بين النفختين وهو أربعون سنة يرفع عنهم العذاب في تلك المدة استقصروها لهول ما عاينوا من القيامة ﴿نَحْنُ أعْلَمُ﴾: منهم، ﴿بِما يَقُولُونَ﴾: في حال تناجيهم، ﴿إذْ يَقُولُ أمْثَلُهم طَرِيقَةً﴾: أعدلهم رأيًا وقولًا ﴿إنْ لَبِثْتُمْ إلّا يَوْمًا﴾.
{"ayahs_start":90,"ayahs":["وَلَقَدۡ قَالَ لَهُمۡ هَـٰرُونُ مِن قَبۡلُ یَـٰقَوۡمِ إِنَّمَا فُتِنتُم بِهِۦۖ وَإِنَّ رَبَّكُمُ ٱلرَّحۡمَـٰنُ فَٱتَّبِعُونِی وَأَطِیعُوۤا۟ أَمۡرِی","قَالُوا۟ لَن نَّبۡرَحَ عَلَیۡهِ عَـٰكِفِینَ حَتَّىٰ یَرۡجِعَ إِلَیۡنَا مُوسَىٰ","قَالَ یَـٰهَـٰرُونُ مَا مَنَعَكَ إِذۡ رَأَیۡتَهُمۡ ضَلُّوۤا۟","أَلَّا تَتَّبِعَنِۖ أَفَعَصَیۡتَ أَمۡرِی","قَالَ یَبۡنَؤُمَّ لَا تَأۡخُذۡ بِلِحۡیَتِی وَلَا بِرَأۡسِیۤۖ إِنِّی خَشِیتُ أَن تَقُولَ فَرَّقۡتَ بَیۡنَ بَنِیۤ إِسۡرَ ٰۤءِیلَ وَلَمۡ تَرۡقُبۡ قَوۡلِی","قَالَ فَمَا خَطۡبُكَ یَـٰسَـٰمِرِیُّ","قَالَ بَصُرۡتُ بِمَا لَمۡ یَبۡصُرُوا۟ بِهِۦ فَقَبَضۡتُ قَبۡضَةࣰ مِّنۡ أَثَرِ ٱلرَّسُولِ فَنَبَذۡتُهَا وَكَذَ ٰلِكَ سَوَّلَتۡ لِی نَفۡسِی","قَالَ فَٱذۡهَبۡ فَإِنَّ لَكَ فِی ٱلۡحَیَوٰةِ أَن تَقُولَ لَا مِسَاسَۖ وَإِنَّ لَكَ مَوۡعِدࣰا لَّن تُخۡلَفَهُۥۖ وَٱنظُرۡ إِلَىٰۤ إِلَـٰهِكَ ٱلَّذِی ظَلۡتَ عَلَیۡهِ عَاكِفࣰاۖ لَّنُحَرِّقَنَّهُۥ ثُمَّ لَنَنسِفَنَّهُۥ فِی ٱلۡیَمِّ نَسۡفًا","إِنَّمَاۤ إِلَـٰهُكُمُ ٱللَّهُ ٱلَّذِی لَاۤ إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَۚ وَسِعَ كُلَّ شَیۡءٍ عِلۡمࣰا","كَذَ ٰلِكَ نَقُصُّ عَلَیۡكَ مِنۡ أَنۢبَاۤءِ مَا قَدۡ سَبَقَۚ وَقَدۡ ءَاتَیۡنَـٰكَ مِن لَّدُنَّا ذِكۡرࣰا","مَّنۡ أَعۡرَضَ عَنۡهُ فَإِنَّهُۥ یَحۡمِلُ یَوۡمَ ٱلۡقِیَـٰمَةِ وِزۡرًا","خَـٰلِدِینَ فِیهِۖ وَسَاۤءَ لَهُمۡ یَوۡمَ ٱلۡقِیَـٰمَةِ حِمۡلࣰا","یَوۡمَ یُنفَخُ فِی ٱلصُّورِۚ وَنَحۡشُرُ ٱلۡمُجۡرِمِینَ یَوۡمَىِٕذࣲ زُرۡقࣰا","یَتَخَـٰفَتُونَ بَیۡنَهُمۡ إِن لَّبِثۡتُمۡ إِلَّا عَشۡرࣰا","نَّحۡنُ أَعۡلَمُ بِمَا یَقُولُونَ إِذۡ یَقُولُ أَمۡثَلُهُمۡ طَرِیقَةً إِن لَّبِثۡتُمۡ إِلَّا یَوۡمࣰا"],"ayah":"قَالُوا۟ لَن نَّبۡرَحَ عَلَیۡهِ عَـٰكِفِینَ حَتَّىٰ یَرۡجِعَ إِلَیۡنَا مُوسَىٰ"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق