الباحث القرآني
قوله: ﴿الَّذِينَ يُجَادِلُونَ﴾ [غافر ٣٥] المجادلة هي المخاصمة والمناظرة من أجل إفحام الخصم، مأخوذة من جدل الحبل أي: فتله، فإن الحبل إذا فُتِلَ احتكم وصار أقوى، فهذا المجادل تجده يحتكم ويتصلب من أجل أن يغلب مُجادِلَه.
وقوله: ﴿فِي آيَاتِ اللَّهِ﴾ قال المؤلف المفسر: (معجزاته) والصواب أن يقال: آيات الله؛ يعني العلامات الدالة على ما يستحقه جل وعلا من الربوبية والألوهية والأسماء والصفات والأحكام وغير ذلك، هذا هو المراد، وقد مر علينا أنه لا ينبغي أن نسمي الآيات المعجزات؛ لأن ذلك نقص في التعبير، وليس محددًا للمعنى، وربما يدخل عليه فِعْلُ المشعوذين والسحرة؛ لأنه معجز.
وقوله: ﴿يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ﴾ هل هم يجادلون لإثبات الآيات أو لنفي الآيات؟ الثاني لا شك؛ ولهذا قال: ﴿بِغَيْرِ سُلْطَانٍ﴾ لأنهم لو كانوا يجادلون لإثبات الآيات والإقرار بها لكانوا على سلطان.
وقوله: ﴿بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ﴾ قال المؤلف: (برهان) أي: بغير دليل؛ وذلك لأن السلطان كل ما يكون به السلطة، ويختلف بحسب السياق، فالإمام الأعظم يسمى السلطان لأنه ذو سلطة، والدليل يُسَمَّى سلطانًا؛ لأن الآخذ به ذو سلطة، وعلى هذا يكون معنى قوله: ﴿بِغَيْرِ سُلْطَانٍ﴾ أي: بغير دليل.
قال: ﴿بِغَيْرِ سُلْطَانٍ﴾ لأنهم لو كانوا يجادلون لإثبات الآيات والإقرار بها لكانوا على سلطان.
وقوله: ﴿بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ﴾ قال المؤلف: (برهان) أي: بغير دليل؛ وذلك لأن السلطان كل ما يكون به السلطة، ويختلف بحسب السياق؛ فالإمام الأعظم يسمى السلطان لأنه ذو سلطة، والدليل يُسَمَّى سلطانًا لأن الآخذ به ذو سلطة، وعلى هذا يكون معنى قوله: ﴿بِغَيْرِ سُلْطَانٍ﴾ أي: بغير دليل.
وهذا النعت أو الحال يعني جملة: ﴿بِغَيْرِ سُلْطَانٍ﴾ حال من فاعل ﴿يُجَادِلُونَ﴾، هذا الوصف وصف لبيان الواقع وليس وصفًا مقيِّدًا، والفرق أننا لو قلنا: إنه وصف مقيد صار الذين يجادون بآيات الله لإبطالها أحيانًا يكون معهم سلطان وأحيانًا لا يكون معهم سلطان، والواقع أنه ليس لهم سلطان، والقيد المبين للواقع ليس له مفهوم، وهذا آت في القرآن كثيرًا، وإنما المقصود به -أي بالقيد المبين للواقع- المقصود به الاستدلال؛ يعني: فكأنه تعليل للموصوف.
وانظر إلى قول الله تعالى: ﴿وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ﴾ [المؤمنون ١١٧] فقوله: ﴿لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ﴾ مُبَيِّن للواقع وليس قيدًا؛ لأنه لا يمكن أن يدعوَ أحد مع الله إلهًا آخر له فيه برهان.
وكذلك قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ﴾ [الأنفال٢٤] فإن هذا لا يعني أنه قد يدعونا لما لا يحيينا، بل هو لا يدعون إلا لما يحيينا، فيكون هذا كالتعليل لموصوفه الذي صار قيدًا فيه.
إذن ﴿بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ﴾ [غافر ٣٥] هذا نقول: إنه وصف لبيان الحال والواقع، وأنه لا سلطان لهم بذلك، وعلى هذا فيكون كالتعليل لموصوفه، وأعنى بالوصف هنا ما يشمل الحال وغير الحال.
وقوله: ﴿أَتَاهُمْ﴾ الجملة صفة لسلطان، وقوله: ﴿كَبُرَ مَقْتًا﴾ هذه الجملة خبر مبتدأ؛ وقوله: ﴿كَبُرَ﴾ أي: عظُم، وضُمَّت الباء حتى صار من باب فعُل؛ لأنه أريد به التعجب، يعني: ما أكبر مقتهم عند الله.
قال: ﴿مَقْتًا﴾ هذه تمييز ل﴿كَبُرَ﴾؛ لأن كبر المراد به الجدال، يعني كبر جدالهم مقتًا، فهي مميزة للفاعل المستتر.
وقول المؤلف: (﴿كَبُرَ﴾ جدالهم ﴿مَقْتًا﴾ ) الصواب أن يقال: كبر مقتهم مقتًا عند الله؛ لأن التمييز مبيِّن للفاعل المستتر، وقوله: ﴿مَقْتًا﴾ المقت هو أشد البغض، وقوله: ﴿عِنْدَ اللَّهِ﴾ متعلق ب﴿كَبُرَ﴾.
﴿كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ الَّذِينَ آمَنُوا﴾ [غافر ٣٥] يعني: وكذلك المؤمنون يكبر مقتهم لهؤلاء المجادلين في آيات الله بغير سلطان الذين يريدون إدحاض الحق وإظهار الباطل، وقوله: ﴿عِنْدَ الَّذِينَ آمَنُوا﴾ إذا أُطْلِقَ الإيمان فالمراد به ما يشمل الإسلام، وإذا أطلق الإسلام فالمراد به ما يشمل الإيمان، ولهذا لو سُئِلْتَ فقيل لك: هل الإسلام والإيمان مترادفان بمعنى واحد؟
فقل: هما عند الإفراد مترادفان، وأما عند الاقتران فإنه يُفَسَّر الإيمان بأعمال القلوب، والإسلام بأعمال الجوارح؛ مثال ذلك قول الله تبارك وتعالى: ﴿قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ﴾ [الحجرات ١٤] ففرَّق بين الإيمان والإسلام، وبَيَّن أن الإيمان لم يدخل في قلوبهم ولكنه قريب الدخول؛ لأن (لمَّا) تفيد القرب.
إذن في حديث جبريل فرَّق بين الإيمان والإسلام، لماذا؟
* طالب: (...).
* الشيخ: وهكذا إذا اجتمعا.
ومنه قوله تعالى: ﴿فَأَخْرَجْنَا مَنْ كَانَ فِيهَا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (٣٥) فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ﴾ [الذاريات ٣٥، ٣٦] ففرَّق بين هذا وهذا؛ المُخْرَجُون مؤمنون والبيت مسلم لأن في البيت امرأةً كافرة وهي امرأة لوط، فهي في ظاهر الحال مسلمة مستسلمة؛ لأنها لا تُظْهِر أنها كافرة كما قال تعالى: ﴿فَخَانَتَاهُمَا﴾ [التحريم ١٠]، ولكن حينما أراد الله عز وجل أن يُنْجِيَ مَنْ ينجي من قوم لوط أنجى المؤمنين فقط، وأما المرأة فبقيت مع قومها وهلكت.
يقول: ﴿كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ﴾ [غافر ٣٥] نعوذ بالله، ﴿كَذَلِكَ﴾ مرت علينا، وقلنا: مثل هذا التركيب يكون إعرابه كالتالي: الكاف اسم بمعنى مثل وهي مفعول مطلق للفعل الذي بعدها، العامل فيها الفعل الذي بعدها، و﴿يَطْبَعُ﴾ هو الفعل العامل، وعليه فنقول: مثل هذا الطبع يطبع الله.
وأما قول المؤلف رحمه الله تعالى: (مثل إضلالهم) ففيه نظر، وإن كان يلزم من الإضلال الطبع، لكن الأحسن أن يُفَسَّر بما يطابق العامل، فيقال: مثل هذا الطبع يطبع الله.
قال: (﴿يَطْبَعُ﴾ يختم) نعم الطبع بمعنى الختم، كأن الله جعل على قلوبهم غِلافًا ثم ختم عليه كما يُخْتَم على الوثائق، وقد أشار الله إلى ذلك في قوله: ﴿وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا﴾ [النساء ١٥٥].
(﴿كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ﴾ بالضلال ﴿عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ﴾ ) قوله: يطبع الله بالضلال، يقال فيها كما قيل فيما سبق بأن المراد: يطبع الله بالطبع على القلوب على كل قلب متكبر.
وقوله: (﴿عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ﴾ بتنوين قلب ودونه) ﴿عَلَى كُلِّ قَلْبٍ مُتَكَبِّرٍ﴾ ، و﴿عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ﴾، والفرق أنه على قراءة التنوين يكون التكبر وصفًا للقلب، وعلى قراءة الإضافة يكون الطبع على قلب المتكبر، وليس القلب هو المتكبر، والمعنى واحد؛ لأنه إذا تكبَّر القلب تكبرت النفس؛ لقول النبي ﷺ: «أَلَا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةٌ إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ أَلَا وَهِيَ الْقَلْبُ»[[متفق عليه؛ البخاري (٥٢)، ومسلم (١٥٩٩) من حديث النعمانِ بن بَشير رضي الله عنهما.]].
قوله: ﴿عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ﴾، أو ﴿قَلْبٍ مُتَكَبِّرٍ﴾ ، التكبر: معناه الترفُّع، يعني أن الإنسان يترفع، وهو نوعان: تكبر على الخلق، وتكبر عن الحق، وإلى هذا يشير قول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «الْكِبْرُ بَطَرُ الْحَقِّ وَغَمْطُ النَّاسِ»[[أخرجه مسلم (٩١ / ١٤٧) من حديث ابن مسعود رضي الله عنه.]] بطر الحق: يعني رده وعدم الإذعان له، وغمط الناس: يعني احتقارهم فيرى نفسه أنه فوق الناس؛ هذا هو الكبر والعياذ بالله، ومعلوم أن مَنْ غمط الحق وازدراه فإنه لا يأخذ به؛ إذ كيف يأخذ بشيء يرى أنه نقيصة، وكذلك مَنْ غمط الناس فإنه لا يعدل فيهم، بل يعاملهم بالكبرياء -والعياذ بالله- فيكون الطبع حقيقًا بمثل هذا القلب، وقد أخبر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه «لَا يَدْخُلِ الْجَنَّةَ مَنْ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةِ خَرْدَلٍ مِنْ كِبْرٍ».»
* في هذه الآية فوائد:
* أولًا: كراهة الله سبحانه وتعالى للذين يجادلون في آيات الله لأجل إبطالها؛ لقوله: ﴿الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ﴾.
* ومن فوائد هذه الآية الكريمة: أنه لا سلطان لكل إنسان جادل لإدحاض الحق وإظهار الباطل، يؤخذ من قوله: ﴿بِغَيْرِ سُلْطَانٍ﴾.
* ومن فوائدها: تقوية قلوب المجادلين بالحق؛ لأنكم تعلمون أن الجدال يكون من طرفين، فالمجادل في آيات الله لإبطالها هذا لا حجة له، يكون الخصم المقابل الآخر يكون له حجة أو لا؟ فإذن إذا عَلِم المجادل الذي يريد إثباتَ الحقِّ وإبطال الباطل أنه لا سلطان لخصمه فإنه سوف يَقْوَى قلبُه ويزداد ثباتًا؛ فيستفاد منه بطريق المفهوم أن المجادل في آيات الله لإثباتها سيكون معه السلطان والقوة.
ولكن هل كل من معه حجة يستطيع أن يحتجَّ بها؟ لا، قد لا يستطيع، هو يعرف أنه على حق لكن لا يستطيع أن يجادل بها؛ ولهذا ينبغي للإنسان أن يعرف ما عند الأقوام من الباطل ليتمكن من ردهم، أما كونه لا يقرأ الباطل ويقول: أنا كل ما ورد علي من باطل فعندي القدرة على دفاعه، فهذا قد يُخْذَل الإنسان في مكان يحب أن ينتصر فيه، فلا بد مِنْ أن يعرف الإنسان الباطل من أجل أن يَرُدَّ عليه، ولهذا نرى العلماء المحققين يقرؤون كتب المناطقة والفلاسفة وغيرها ثم يردون عليها، وهذا إنما يكون في رجل رسخت قدمُه في العلم، أما رجل ابتدأ طالبًا فهذا لا نشير عليه أن يقرأ كتب أهل الضلال؛ وذلك لأنه ليس عنده مَنَعَة فيُخْشَى أن يتأثر بهذه الكتب فيضل، لكن الراسخ في العلم نقول: اقرأ حتى تعرف كيف ترد على هؤلاء.
* ومن فوائد الآية الكريمة: أن مَنْ جادل بحقٍّ فليس بمذموم؛ لقوله: ﴿بِغَيْرِ سُلْطَانٍ﴾ إذ لو كان لهم سلطان لكانوا على حق، لكن ليس لهم سلطان.
* ومن فوائد الآية الكريمة: إثبات المَقْت لله عز وجل وأنه يتفاضل، فيكون مقته على شخص أو طائفة أكبر من مقته على شخص أو طائفة آخرين، من أين يؤخذ؟ من قوله: ﴿كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ﴾.
وهل هذا المقت حقيقة أو يراد به لازمه وهو العقوبة؟ الأول، هذا مذهب أهل السنة والجماعة أنهم يقولون: كل ما وصف الله به نفسه فهو على حقيقته، لكنه يجب أن نعلم أنه لا يماثل صفات المخلوقين؛ لأن الله أثبت ونفى، قال: ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾ [الشورى ١١]، وهذه خذها جادة عندك، امشِ عليها في كل ما وصف الله به نفسه، لا تقل: هذا لا يُرَادُ به ظاهره، كل ما وصف الله به نفسه فإنه يراد به ظاهرُه لكن يُنَزَّه عن مماثلة المخلوقين. إذن الله سبحانه وتعالى يمقت ويبغض ويكره ويحب حقًّا على حقيقته، ولكنه لا يماثل صفات المخلوقين.
وذهب أهل التعطيل الذين يحكمون على الله بعقولهم لا بكلامه وبكلام رسوله، ذهبوا إلى أن مثل هذه الأوصاف يجب وجوبًا أن تُؤَوَّل إلى لوازمها، فيقولون مثلًا: المقت المراد به الانتقام والعقوبة، وليس البغض أو الكراهة أو أشد من ذلك، فيقال لهم: إذا فسرتم ذلك بالعقوبة ارتكبتم محذورين:
المحذور الأول: إخراج كلام الله عن ظاهره.
والمحذور الثاني: إثبات معنى لا يراد به. أفهمتم؟
وهكذا كل مُحَرِّف نقول: إنه ارتكب محذورين: المحذور الأول: إخراج الكلام عن ظاهره، وهذه جناية لا شك حيث سلب اللفظ معناه، والثاني: إثبات معنى لا يراد باللفظ، وهذا عدوان أيضًا، فكل مُؤَوِّل فإنه يرتكب هذين المحذورين.
والعجب أنهم يُسَمُّون أنفسهم أهل التأويل، والصواب أنهم أهل التحريف، لكن هم تَسَمَّوْا بهذا الاسم تلطيفًا لما هم عليه من الباطل؛ لأن التأويل يراد به حق ويراد به باطل، إذا أَوَّلْنَا الكلام بما يريد به المتكلم فهذا حق، لكن بخلافه هذا باطل، وهذا هو الذي هم عليه، ولكن عدلوا عن اسم التحريف إلى اسم التأويل.
وانظر إلى دقة عبارة شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في العقيدة الواسطية قال: من غير تحريف ولا تعطيل. ولم يقل: من غير تأويل، مع أن أكثر الذين يتكلمون في العقائد أو يكتبون في العقائد يقولون: من غير تأويل. ولكن ما قاله هو الصحيح؛ لأن كل تأويل لا يدل عليه الدليل فهو تحريف.
إذن نحن نثبت لله بأنه يَمْقُت ويكره ويبغض حقًّا على حقيقته، وأما العقوبة فهي من لازم ذلك؛ ولهذا قال شيخ الإسلام رحمه الله وغيره قال: أنتم إذا أثبتم أن الله يعاقب فقد أثبتم أن الله يكره بطريق اللزوم؛ إذ لا يُعاقِب إلا من يكرهه، لا يمكن أن يعاقب من يحب، فأنتم لما فررتم من إثبات الكراهة أو المقت وقعتم فيه من وجه آخر، نقول: إذا أَثْبَتُّم العقوبة فلا عقوبة إلا بعد مقت وكراهة، هذا أمر ضروري؛ لأنه لا يمكن لأحد يحب شخصًا أن يقوم ويضربه.
* من فوائد الآية الكريمة: إثبات العندية لله؛ ﴿عِنْدَ اللَّهِ﴾. ثم العندية نوعان: عندية وصف، وعندية قرب؛ فقول الله تبارك وتعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ﴾ [الأعراف ٢٠٦] هذه أيش؟ عندية قرب. وقوله هنا: ﴿كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ﴾ عندية وصف، لأن المقت ليس شيئًا منفصلًا بائنًا عن الله حتى يكون عندية قُرْبٍ، بل هذا عندية وصف، كما تقول للشخص: أنت عندي عزيز، تقوله وهو بعيد منك، وليس المعنى أنت عندي عزيز يعني قريب، لا، هذه عندية وصف؛ أي أن عزتك عندي قائمة بي.
* ومن فوائد الآية الكريمة: أن ما يكرهه الله فإن المؤمنين يكرهونه؛ لقوله: ﴿وَعِنْدَ الَّذِينَ آمَنُوا﴾ وهذه علامة الإيمان خذها قياسًا وميزانَ عدلٍ، متى رأيت من نفسك أنك تكره ما يكرهه الله وتحب ما يحبه الله فذلك الإيمان، دلَّ عليه هذه الآية وغيرُها من الآيات والأحاديث، ودلَّ عليه العقل أيضًا، لأن من كمال المحبة والإيمان أن تُحِبَّ ما يحبه مَنْ تحب وتكره ما يكرهه.
* ومن فوائد هذه الآية الكريمة: فضيلة الإيمان حيث يكون المؤمن دائرًا مع الله عز وجل في محبة ما يحب وكراهة ما يكره.
* ومن فوائد الآية الكريمة: التحذير من الكبر وأنه سبب للطبع على القلب والعياذ بالله، في قوله: ﴿كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ﴾.
* ومن فوائد الآية الكريمة أيضًا: التحذير من الجبروت وهو التعاظم على الغير والشدة عليه وما أشبه ذلك لقوله: ﴿كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ﴾. إذن في الآية التحذير من الكبر والجبروت.
* ومن فوائد الآية: الرد على من قيل: الكمال أن تتصف بصفات الكامل. يعنون الله، ولا أكمل من الله.
نقول: هذه قاعدة من أفضل القواعد، ولا يمكن للإنسان أن يجاري الله تعالى في أوصافه؛ فالتكبر والجبروت والتعالي والتعاظم بالنسبة لله؟
* طلبة: كمال.
* الشيخ: وبالنسبة لنا؟ نقص وعيب وسبب للبلاء، وبهذا بطلت هذه القاعدة التي لا أساس لها من الصحة.
حتى إن بعضهم وضع حديثًا قال: «تَخَلَّقُوا بِأَخْلَاقِ اللَّهِ»[[قال في سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة (٦ / ٣٤٦): لا أصل له. قلنا: لكن ورد معناه في بعض الأحاديث المتكلم فيها، منها ما رواه الخطيب في تاريخه (٣ / ٧٠١) عن أنس، قلت: يا رسول الله، ما أفضل الأعمال؟ قال: «الصلاةُ لوقتها» قلت: فخير ما أعطى الإنسان؟ قال: «حسن الخلق، ألا وإن حسن الخلق من أخلاق الله عز وجل»، واتهم الذهبي في ميزانه (١ / ٥٢٤) بعض رواته بالوضع، وردَّ ذلك الحافظ في اللسان (٢ / ٢٥٧)، كما ورد معناه أيضًا عن بعض السلف كذي النون المصري وغيره، وكلام جماعة من العلماء.]] أعوذ بالله، هل نسمي أوصاف الله أخلاقًا؟ أبدًا، لا نسميها؛ لأن كلمة أخلاق قد تدل على خلق كَسْبِيٍّ، والأخلاق نوعان: غريزي وكسبي، لا إشكال في هذا؛ ولهذا لما قال الرسول ﷺ لأشج عبد القيس قال: «إِنَّ فِيكَ لَخُلُقَيْنِ يُحِبُّهُمَا اللَّهُ: الْحِلُمُ، وَالْأَنَاةُ» قال: يا رسول الله أخلقان تَخَلَّقْتُ بهما أم جَبَلَنِي الله عليهما؟ قال: «بَلْ جَبَلَكَ اللَّهُ عَلَيْهِمَا»[[أخرج أحمد (٥٤) بسنده عن الوزاع رضي الله عنه: أتيت رسول الله ﷺ، والأشج المنذر بن عامر، أو عامر بن المنذر، ومعهم رجل مصاب، فانْتَهَوْا إلى رسول الله ﷺ، فلما رَأَوُا النبي ﷺ وَثَبُوا من رواحلهم، فأتوا النبي ﷺ فقَبَّلوا يَدَهُ، ثم نزل الشج، فعقل راحلته، وأخرج عيبته ففتحها، فأخرج ثوبين أبيضين من ثيابه فلبسهما، ثم أتى رواحلهم فعقلها، فأتى النبي ﷺ، فقال له النبي ﷺ: «يا أشج، إن فيك خصلتين يحبهما الله ورسوله: الحلم والأناة» فقال: يا رسول الله، أنا تخلقتهما، أو جبلني الله عليهما؟ قال: «بل الله جبلك عليهما». قال: الحمد لله الذي جبلني على خلقين يحبهما الله ورسوله. الحديث. وأخرجه مسلم (١٧ / ٢٥) مختصرًا من حديث ابن عباس رضي الله عنهما.]] قال: الحمد لله الذي جبلني على ما يحب، أو كلمة نحوها.
فالأخلاق كسبي وغريزي، ولا يمكن أن نسمي أوصاف الله تعالى أخلاقًا له، بل نقول: أوصاف وصفات وما أشبه ذلك، على أن من العلماء من أنكر أن تقول: لله صفة مثل ابن حزم، ابن حزم رحمه الله قال: إياك أن تقول: لله صفة، الله ما له صفة، الأسماء لا بأس، صفة لا، لكنه محجوج بقول الرجل الذي كان يقرأ قل هو الله أحد قال: «إِنَّهَا صِفَةُ الرَّحْمَنِ وَأُحِبُّ أَنْ أَقْرَأَهَا»[[متفق عليه؛ البخاري (٧٣٧٥) ومسلم (٨١٣ / ٢٦٣) من حديث عائشة رضي الله عنها ولفظه أن النبي ﷺ بعث رجلًا على سَرِيَّةٍ، وكان يقرأ لأصحابه في صلاتهم فيختم بـ(قل هو الله أحد)، فلما رجعوا ذكروا ذلك للنبي ﷺ، فقال: «سلوه لأي شيء يصنع ذلك؟»، فسألوه، فقال: لأنها صفة الرحمن، وأنا أحب أن أقرأ بها، فقال النبي ﷺ: «أخبروه أن الله يحبه».]].
فعلى كل حال نحن نقول: إن هذه الآية تدل دلالة واضحة على كذب هذه القاعدة التي قَعَّدَها من قَعَّدَها من الناس، ونحن نقول لكل مؤمن: تخلقْ بأخلاق النبي ﷺ؛ لأن نبينا ﷺ لنا أسوة.
* * *
ثم نرجع إلى كلام المفسر يقول: (بتنوين ﴿قَلْبٍ﴾ ودونه، ومتى تكبر القلب تكبر صاحبه وبالعكس).
وقوله: (وبالعكس) فيه نظر؛ لأنه يقتضي أن يتكبر صاحب القلب قبل القلب؛ لأنك إذا عكست العبارة: متى تكبر القلب تكبر صاحبه، متى تكبر صاحب القلب تكبر القلب، هل هذا صحيح؟ لا، لكن مراده رحمه الله أن تَكبُّر القلب وتكبر النفس متلازمان، إن تكبر القلب تكبرت النفس، وإن تكبرت النفس كان ذلك دليلًا على أن القلب متكبر.
(وكل على القراءتين لعموم الضلال جميع القلب لا لعموم القلب).
* طالب: (لعموم الضلال جميع القلوب لا لعموم القلوب).
* الشيخ: طيب ما يخالف. يمكن القلوب أصح. ما عندكم حاشية الجمل؟ ويش يقول؟ الظاهر أن القلوب أصح.
* الطالب: قوله: (لعموم الضلال جميع القلب) أي: جميع أجزائه فلم يبقَ فيه محل يقبل الاهتداء، وقوله: (لا لعموم القلوب) أي: لا لعموم إخراج القلوب، وهذا الصنيع إخراج لها عن موضوعها من أنها إذا دخلت على نكرة مطلقة أو على معرفة مجموعة تكون لعموم الأفراد، وإذا دخلت على معرفة مفردة تكون لعموم الأجزاء، وهنا قد دخلت على النكرة فكان حقها أن تكون لعموم الأفراد لا لعموم الأجزاء كما سلكه الشارح فليُتَأَمَّل. انتهى شيخنا.
* الشيخ: ذَكَر القلوب هنا؟
* الطالب: إي نعم.
* الشيخ: (لا لعموم القلوب).
* الطالب: إي نعم، (لا لعموم القلوب).
كلام المؤلف الآن يقول: إن الكُلية هنا تعود على الفرد لا على الأفراد ﴿عَلَى كُلِّ قَلْبِ﴾ يعني: على كل القلب لا على بعضه، وليست لعموم القلوب، يعني: ليست لعموم كل قلب على حدة، ولكن ما ذهب إليه ليس بصواب، بل نقول: على كل القلوب، والعموم مستفاد من كلمة يطبع على القلب لا على بعضه، فإذا قلنا: إنها لعموم القلوب شملت عموم القلب ولا عكس، ثم إن ظاهر السياق ﴿عَلَى كُلِّ قَلْبٍ مُتَكَبِّرٍ﴾ أو ﴿عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ﴾ إذا نظرنا إلى السياق ماذا نفهم؟ هل نفهم أن جميع القلوب المتكبرة يُطْبَع عليها أو نفهم أن القلب الواحد يطبع على جميعه لا على بعضه؟ الأول لا شك، هذا ظاهر السياق، وهذا كما أنه ظاهر السياق فهو أشمل في المعنى؛ لأنه إذا قيل: كذلك يطبع الله على كل القلوب المتكبرة الجبارة، الطبع على القلب يشمل الطبع على جميعه، ما لم يوجد دليل على أن المراد الطبع على بعضه، وحينئذ يكون الصواب عكس ما قال المؤلف.
الصواب أن هذا لعموم القلوب وليس لعموم القلب، لكن ليت شعري هل فهمتم الفرق؟
إذا قلنا: إنها لعموم القلب صار معنى الآية: أن الله يطبع على القلب كله لا على جميع القلوب، فيخرُج بذلك بعض القلب، ما يُطْبَع على بعض، يطبع على القلب كله، لكنه مثلًا على قلب فلان من الناس.
إما إذا قلنا: إنها لعموم القلوب صارت معنى الآية أن الله يطبع على جميع القلوب المتكبرة، في أي واحد من الناس، فإذا قلنا: لعموم القلوب صارت عامة لأفراد القلوب، إذا قلنا: لعموم القلب صارت عامة للقلب الواحد؛ يعني: والقلوب الأخرى مسكوت عنها، هذا وجه الفرق.
ولكن نقول: الصواب أن معنى قوله: ﴿عَلَى كُلِّ قَلْبٍ مُتَكَبِّرٍ﴾ يعني: من جميع الناس، وإذا قال: طُبِعَ على القلب، فالمعنى أنه على جميع القلب ما لم يُنَصَّ على أن المراد بعض القلب.
* طالب: قوله: (على جميع القلب) هذا معناه أن القلب ينقسم (...).
* الشيخ: إي نعم، والطبع ما ينقسم، الطبع ختم على القلب ما فيه نافذة يخرج منها.
* الطالب: فإلى كم ينقسم القلب؟
* الشيخ: القلوب باعتبار الأفراد تنقسم إلى أقسام، لكن القلب الواحد ما ينقسم.
* الطالب: إذن لماذا يقول: (على جميع القلب)؟
* الشيخ: هذا معناه: لا على بعضه؛ ولذلك كلام المؤلف فيه نظر من عدة وجوه، كلما تأملت عرفت أنه خطأ، والمُحَشِّي (الجَمَل) يقول: (فليتأمل) تأملناه ووجدناه غير صحيح.
* طالب: ما الحكمة في بقاء زوجاتهم معهم وهن كافرات؟
* الشيخ: من؟
* طالب: نوح عليه السلام ولوط، هل هم لم يكونوا يعلمون ذلك؟
* الشيخ: ما دام الله يقول: ﴿فَخَانَتَاهُمَا﴾ [التحريم ١٠]، وقال له: ﴿إِلَّا امْرَأَتَكَ﴾ [هود ٨١].
* الطالب: ما كانوا يعلمون.
* الشيخ: ما كانوا يعلمون، وهذه لأجل الاعتبار بالنسبة لزوجات الرسول عليه الصلاة والسلام، وأنت تعرف السورة هذه كلها نزلت شبه مُعاتَبة لزوجات الرسول ﷺ: ﴿إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ﴾ [التحريم ٤].
سمعت واحدًا من المتثَيْقِفين يقول: هذه الآية فيها دليل على عِظَمِ كيدِ المرأة، إن الله (...) هو وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة على امرأتين من زوجات الرسول! وهذا غلط عظيم، ليس المقصود بهذا بيان قوة المرأتين، المقصود بيان عناية الله عز وجل برسوله، وأنكما إن تظاهرتما عليه فله أولياء، ﴿فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ﴾.
* طالب: يا شيخ بالنسبة لقول الشارح: (لعموم القلوب) ألا نقول: إنه لعموم القلب، والقلب هذا كل مَنْ وصف بالتحدي والجبروت داخل (...)؟
* الشيخ: لا، ليس هذا مراده، مراده مثلًا قلب زيد وعمرو وبكر وخالد هذه القلوب، لكن إذا قلنا: (لعموم القلب) صار معناه قلب زيد فقط، الطبع عام له.
* الطالب: كله موصوف بهذا الوصف بالجبروت والتكبر (...).
* الشيخ: إي، بس ما نقول: لعموم القلب، نقول: لعموم القلوب، هذا عام في كل قلب متكبر، ففرق بين أن تقول: الكلية هذه للأجزاء أو للأفراد، إن قلنا: لعموم الأجزاء صار معناه لعموم القلب، وإن قلنا: لعموم الأفراد صار جميع القلوب، كل قلب متصف لو يكون مئات الملايين متصف بهذا فهو مطبوع عليه، ولا شك أن كلام المؤلف رحمه الله ما له وجه إطلاقًا، ولكن سبحان الله.
{"ayah":"ٱلَّذِینَ یُجَـٰدِلُونَ فِیۤ ءَایَـٰتِ ٱللَّهِ بِغَیۡرِ سُلۡطَـٰنٍ أَتَىٰهُمۡۖ كَبُرَ مَقۡتًا عِندَ ٱللَّهِ وَعِندَ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ۚ كَذَ ٰلِكَ یَطۡبَعُ ٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ قَلۡبِ مُتَكَبِّرࣲ جَبَّارࣲ"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق